استقبلَ قائدُ الثورةِ الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الرئيسَ العراقي برهم صالح.

وأكد قائد الثورة الإسلامية خلال استقباله الرئيس العراقي برهم صالح والوفد المرافق له أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحرص على وجود عراق قوي ومستقل ومتطور.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن سروره لنجاح الانتخابات البرلمانية في العراق وانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبقية المسؤولين، وتحقيق الاستقرار، وأكد أن طريقة التغلب على المشاكل ومواجهة مؤامرات ضامري السوء، تكمن في صون الوحدة الوطنية في العراق، والتمييز بدقة بين الصديق والعدو، والتصدي للعدو الصلف، والاعتماد على القوى الشبابية وحفظ وتعزيز الارتباط مع المرجعية.

وفي بداية اللقاء قدم قائد الثورة الإسلامية تهانيه للسيد برهم صالح بمناسبة انتخابه لتولي مسؤولية رئاسة الجمهورية في العراق البلد الهام، وأشار إلى الروابط المتجذرة والعميقة والتاريخية بين الشعبين الإيراني والعراق، وقال: إن الأواصر بين الشعبين فريدة من نوعها، وأنموذجها البارز مسيرة الأربعين الكبرى.

ونوه سماحة آية الله الخامنئي إلى مشاركة أكثر من مليوني زائر إيراني في مسيرة الأربعين العام الجاري، مضيفا: إن قلوب جميع الزوار الإيرانيين بعد عودتهم، كانت مليئة بالشكر لضيافة الشعب العراقي، وهذا مؤشر على الشهامة العظيمة للعراقيين في استضافة الزوار الإيرانيين، ولا يمكن التعبير عن كرم الضيافة والتواصل مع المحبة بين الشعبين، سوى بلغة الفن.

وعبّر قائد الثورة الإسلامية عن خالص الشكر لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبقية المسؤولين والشعب العراقي على كرم الضيافة منقطع النظير في أيام الأربعين، وأشار إلى معاناة الشعب العراقي في الماضي، وقال: حاليا وبعد أن أصبح الشعب العراقي هو صاحب البلاد بعد الحقبة الاستبدادية، ويتمتع بالاستقلال والحق في التصويت والانتخابات، فان بعض الدول والحكومات المغرضة تحاول أن لا يتذوق الشعب العراقي طعم هذا الانتصار والانجاز العظيم، وان لا ينعم العراق والمنطقة بالاستقرار. 

وأكد سماحة الإمام الخامنئي أن السبيل الوحيد لمواجهة هذه المؤامرات، يكمن في تعزيز الوحدة بين مختلف مكونات الشعب العراقي من العرب والأكراد والشيعة والسنة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية، إن المعرفة الدقيقة والصحيحة للصديق والعدو أمر هام للغاية في السياسة الخارجية، وأضاف، إن بعض الدول في المنطقة وخارجها تكن الحقد ضد الإسلام والشيعة والسنة والعراق، وتتدخل في شؤون العراق الداخلية، إذ يجب التصدي لها بقوة، وعدم التحفظ مطلقا بخصوص مواجهة العدو الوقح والصلف.

وبشأن التعاون الثنائي بين إيران والعراق، أكد سماحة آية الله الخامنئي، إن مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديهم إرادة راسخة لتطوير التعاون مع العراق، وقال: أنا أيضا أؤمن بعمق بهذا الموضوع.

وأشار سماحته إلى الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها البلدان لتوسيع التعاون الثنائي، وقال: إن وجود عراق ذي عزة وقوي ومستقل ومتطور، يعد أمرا مفيدا جدا لإيران، وسنبقى دوما إلى جانب أشقائنا العراقيين.

وشدد سماحته على ضرورة حفظ وتعزيز الارتباط مع المرجعية، مضيفا: إن الارتباط مع المرجعية في مختلف المراحل والفترات ، له دور مؤثر في حل المشكلات.

كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية، الاعتماد على الشباب بأنه يمهد الأرضية للقيام بمهام كبرى، وقال: إن الأنموذج البارز للنتائج الاستثنائية في الاعتماد على الشباب، هو تشكيل الحشد الشعبي خلال محاربة الإرهاب التكفيري، وهو ما ينبغي الحفاظ عليه.

من جانبه اعتبر الرئيس العراقي "برهم صالح" خلال هذا اللقاء الذي حضره أيضا رئيس الجمهورية "حسن روحاني" زيارته لطهران بأنها تحمل رسالة صريحة وواضحة بان العوامل التي تربط بين الشعبين الإيراني والعراقي لها جذور تاريخية وغير قابلة للتغيير.

وتطرق الرئيس العراقي إلى محادثاته في طهران، مؤكدا أن بلاده تسعى إلى توسيع التعاون مع إيران في شتى المجالات أكثر من السابق، والارتقاء بها بما يليق بمكانة العلاقات الاجتماعية والثقافية والمصالح المشتركة للشعبين.

واعتبر برهم صالح، خدمة زوار الإمام الحسين (ع) في زيارة الأربعين، شرف للحكومة والشعب العراقي، وأكد أن العراق لن ينسى مطلقا المساعدات وأشكال الدعم الذي قدمته إيران خلال فترة مقارعة نظام صدام الدكتاتوري وخلال فترة محاربة الإرهاب التكفيري، معتبرا حكمة وعقلانية وتدبير المرجعية الدينية، نعمة كبرى لاستقرار وتطور العراق.

وأوضح أن أهم أولوية للمسؤولين العراقيين خلال المرحلة الجديدة هي إعادة بناء البنى التحتية ومكافحة الفساد وتقديم الخدمات المناسبة للشعب العراقي، وتنفيذ إصلاحات داخلية وتعزيز الوحدة الوطنية، والتخطيط لتحويل العراق إلى بلد قوي في المنطقة، معربا عن أمله في الاستفادة من تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدراتها لإعادة بناء العراق أكثر من أي وقت مضى.