في الأول من فبراير في العام 1979 عاد الإمام أيه الله الخميني إلى طهران متلقيا ترحيبا كبيرا من الإيرانيين، وصل الإمام آية الله الخميني إلى إيران في الأول من فبراير، وبعد عشرة أيام انهار الحكم الملكي في الحادي عشر من فبراير وهو ما يعرف بالعشر الفجر.

وعن الدور الذي أداه آية الله الإمام الخميني من اجل الحفاظ على فلسطين من عبث اليد الصهيونية بأرض فلسطين وشعبها قال المدير العام لإذاعة كوبني الموريتانية، لبات ولد ايتاه، ضيف برنامج (من وحي الثورة) الذي يبث على (قناة العالم) انه عندما قامت الثورة الإسلامية كانت من اكبر قضاياها التي تبنتها القضية الفلسطينية وكان الإمام دائما يتكلم عن الصهاينة الذين تسلطوا على القدس وعلى الأراضي الإسلامية ووجوب استردادها منهم، وذلك تمثل في وجوده عندما وصل إلى السلطة ووصل إلى طهران فأول ما قام به هو طرد الصهاينة واستدعاء الفلسطينيين وفتح السفارة الفلسطينية ورفع علمها وجاءت كل التلفزيونات في العالم وكل المحطات الإذاعية تتكلم عن هذا العلم الذي يرفرف لأول مرة في طهران.

وأضاف: إن طهران زمان الشاه كانت لها علاقات قوية مع "إسرائيل" وكان بعض المحللين السياسيين الغربيين يقولون إن آية الله الخميني لن يقدم على طرد الإسرائيليين بل هي مناورات لكنه جعلها حقا وكانت انتصارا للأمة الإسلامية وللقضية الفلسطينية ولم يتوقف بل عندما شملت الحرب المدنية في لبنان وهبت ودخلت "إسرائيل" ودخلت أمريكا وفرنسا كان هناك الدعم القوي الحقيقي لحزب الله وإنشاءه حتى طرد الإسرائيليين والأمريكيين والفرنسيين من لبنان.

وتابع إن كل ما أصاب إيران اليوم من حصار والعلاقات التي انقضت مع المؤسسات البريطانية والأمريكية والألمانية والأوروبية التي كانت موجودة بالآلاف هو بسبب القضية الفلسطينية، حيث كان كل الاقتصاد تديره شركات أوروبية وما نتج عن الحصار هو ذهاب كل هذه المؤسسات التي كانت ضغطا على آية الله الخميني لموقفه الجديد وخاصة ما وقع بينه وبين الأمريكان وطرده للسفارة الأمريكية والسجناء الأمريكيين الذي احتفظ بهم وأرادت أمريكا أن تحررهم بعملية ولكن شاء القدر أن تتحطم الطائرات وكل ما شارك في هذه العملية في السماء ولم يصلوا إلى طهران.

وعن المنهجية التي اتبعها الإمام الخميني ودور الثورة في تصعيد روح المقاومة عند المسلمين أكد أن منهجية التي اتخذها آية الله الإمام الخميني (قدس سره) كانت عبارة عن رسائل يرسلها للكافة خاصة في إيران وهي كانت عبارة عن هذه الكلمات التي تأمر المؤمنين والمواطنين برفض التسلط للنظام آنذاك الذي كان يخدم 100% الأمريكان والكيان الصهيوني ، حيث كان نظام الشاه متسلطا على المواطنين وكانت كل الثروات الإيرانية منهوبة من قبل الشركات الغربية خاصة الأمريكية ظنا منه أن أمريكا سوف تحميه، لكن الشعب بقوته وقوة إيمانه بالإمام وصدق الإمام خرج من بيوته متصدي للقوات التي كانت ترميه بالرصاص فقد قرر الشعب الاستجابة إلى الإمام وطرد الشاه.

وتابع: إن هناك رسائل أخرى بعثها الإمام للدول الإسلامية هي أن عدونا واحد وهو الغرب ويجمعنا الإسلام. حيث كان هناك تشويش من الغرب خصوصا في دول مجلس التعاون بان آية الله الخميني سيأتي بهذه الثورة في بلادهم وان الثورة في إيران ستطال كافة دول مجلس التعاون وهو الذي جعل هذه الدول تعادي الثورة وكان آية الله يذهب للمسؤولين وكل من تتيح له الفرصة أن يلتقي به ويوضح له الأمور وان إيران منفتحة على الجميع وان الغرب يريد تقسيم الدول الإسلامية وجعلها غير موحدة.

وعن مكانة الثورة الإسلامية الإيرانية أوضح انه لا مقارنة للثورة الإسلامية مع أي ثورة أخرى، لان الثورة الفرنسية كانت في آخر القرن 18 وكانت آلة الحرب التي تقمع الشعب ضعيفة. أما في السبعينات حيث قامت الثورة الإسلامية فقد كان هناك الدبابات والطائرات والسلاح الفتاك. السلاح الذي قتل به آلاف المواطنين لكنهم أصروا على الخروج والتحرر من هذه الأنظمة.

من جانب آخر قال انه عندما قام الحصار وإجراءات الحظر وعندما تم مواجهة الحرب الصدامية، كان له فائدة بان اعتمدت إيران على نفسها حيث كانت تسورد سابقا كل شيء من الخارج لكن هذه الإجراءات جعلتها تنتج كل شيء وأصبحت تصدر القمح لمصر وبعض الدول وأصبحت دولة صناعية قوية وطورت الأسلحة والدبابات والصواريخ وأصبحت هناك مؤسسات كبرى إيرانية وأصبحت الثروات الإيرانية ملك للإيرانيين.

 

ضيف الحلقة:

 

المدير العام لإذاعة كوبني الموريتانية لبات ولد ايتاه