2018/12/28

 أجرى موقع KHAMENEI.IR مقابلة صحفية مع سماحة الشيخ أكرم الكعبي الأمين العام لحركة حزب الله النجباء العراقيّة تحدث خلالها حول المطامع الأمريكية في العراق والأساليب المختلفة التي انتهجتها أمريكا من أجل تحقيق مصالحها في هذا البلد ودعمها لداعش والمنظمات التكفيرية في المرحلة السابقة، ويؤكّد سماحته بالعلاقة التاريخية والعقائدية والثقافية التي تربط بين الشعب العراقي كما يشيد الشيخ الكعبي بتأكيد قائد الثورة الإسلامية على وجوب أن يكون العراق قويّاً لأنّ ذلك يصبّ في مصلحة العالم. 

 

*بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. نُرحب بضيفنا الكريم سماحة حجة الإسلامية والمسلمين الشيخ أكرم الكعبي، الأمين العام لحركة حزب الله النجباء العراقيّة. نشكركم على الحضور في هذا اللقاء الطيب. نريد أن نسأل في البداية السؤال الأول. بعد هزيمة الإدارة والجيش الأمريكي وانسحابه من العراق عام 2011 وهزيمة مشروعه الإرهابي على يد الحشد الشعبي والجيش العراقي وفشله الذريع الأخير في مشروعه السياسي في الانتخابات العراقية وما بعدها، برأيكم ما هو المشروع الأمريكي الذي تسعى لتنفيذه في العراق اليوم و ما مدى استعدادكم لمواجهة هذا المشروع؟

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين. في البداية أشكر سماحتكم على هذه الاستضافة وأعرب عن سعادتي أن أتكلم من خلال وسائلكم الإعلامية.

 

تاريخ المشروع الأمريكي في العراق وتطوّراته

 حقيقةً إنّ المشروع الأمريكي لو رجعنا قليلاً إلى تاريخ العراق بدأ بدايات سيئة وبدايات مؤذية للشعب العراقي بشكل عام ولكن هذا المشروع كان يتغير كلما فشل وكان الأمريكيون يحاولون تغييره لاتجاه آخر أو أنّ برامج المشروع الأمريكي تطوّرت حسب احتياجات مافيات التجارة العالمية التي يديرها الأمريكيّون اليوم.

قامت الولايات المتحدة سابقاً بدعم نظام صدّام القمعي وذلك من أجل تحقيق مطامع أمريكية داخل المنطقة وفي الأمة الإسلامية. وفعلاً لقد تم دعم هذا النظام من قبل الأمريكيّين؛ هذا النظام الذي قام بقمع وتنكيل الشعب العراقي، قام بقتل المراجع وإعدامهم وتهديم المساجد وملاحقة طلبة الجامعات وإعدام الكثير منهم وحاول السيطرة على مناطق ومدن الشعب العراقي؛ ذلك لأنّ الهدف الحقيقي لدى هذا النظام كان تجهيل هذا المجتمع وأن يكون هذا المجتمع بالوضع الاقتصادي والثقافي والمستوى السياسي المُتدنّي.

فضلاً عن ذلك فإن هذا النظام القمعي قام وبدعمٍ من الولايات المتحدة الأمريكية بشن الحرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنه لا يريد أن تكون هذه الصحوة الإسلامية واليقظة والبصيرة والوعي الإسلامي موجودة في العالم، وخصوصاً أن العراق هو البلد الجار للجمهورية الإسلامية الإيرانية ويرتبط معها بالكثير من الأمور التاريخية والثقافية والعقائدية. كان الأمريكيون لا يريدون للعراقيين أن ينهضوا ويُغيّروا وضع العراق، وأن لا يختاروا الإسلامية كنظام سياسي يُخلّصهم من مشاكلهم وويلاتهم؛ لذلك زجّت الولايات المتحدة بالنظام الصدامي البائد في حربٍ طويلة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

أمريكا تستعبد حلفائها ولا تحترمهم

 ولكن نجد أن طريقة تعاطي الأمريكي والصهيوني مع حلفائهما واضحة اليوم؛ مثلاً الآلية والطريقة التي يسمعها ويراها كل العالم حول التعاطي الأمريكي مع محمد بن سلمان. نفس هذه الطريقة تعاطى بها الأمريكيّون والكيان الصهيوني مع كل حلفائهم. كان الأمريكي يغدر دائماً ولا يتعاطي مع الحليف كونه حليفاً ويتعامل معه كونه أداة يستخدمها لفترة معينة لتحقيق مشروع معين وبعد ذلك يقوم بغدره أو رميه أو التخلّص منه. لذلك فإنّ الأمريكيّين تخلصوا من صدام لأنّ مشروعهم في العراق صار أوسع، ومشروعهم في العراق تطلب أن يكون الأمريكي موجوداً على الأراضي العراقية مباشرة. لذلك فإنّهم قاموا باحتلال العراق، وعند احتلالهم للعراق كانوا يتوقعون أن ينفذوا هذا المشروع بالسهولة.

 

* ماذا كان المشروع الذي كان يسعى إليه الأمريكيّون بالتحديد في العراق بعد أن اتخذوا القرار بتغيير صدام؟

 

أمريكا تسعى في تحقيق مصالحها ولا تهتم لمصالح الشعب العراقي

 كان مشروع الأمريكيّين هو الوجود المباشر الأمريكي في العراق لكي يُغني بذلك الشركات الاقتصادية وكذلك النفوذ في قلب الأمّة الإسلامية وفي قلب الحدث وخصوصاً أنّهم خاضوا تجربةً في افغانستان وهي كانت مستقرة بالنسبة لهم نسبيّاً في بداياتها وكانوا يتصورون أن الوضع العراقي سيكون مستقرّاً لهم وسيستطيعون من خلال هذا الوضع تنفيذ كافة المشاريع والأجندات الاستعمارية في مختلف أنحاء العراق ولكنهم فوجئوا بوجود مقاومةٍ شرسة استنزفت الاحتلال الأمريكي منذ أول دخوله في العراق.

الحقيقة هي أن الاحتلال الأمريكي كان يتصور أن الشعب العراقي سيستقبله في العراق بالورود، وكان هذا ما تم ترويجه في وسائل الاعلام الأمريكية، وحتى وسائل الإعلام العربية. الاحتلال الأمريكي جاء بشعارات مزيّفة وكاذبة وكان يقول أننا خلّصنا الشعب العراقي من نظام صدام. ولكن الشعب العراقي يعي أن صدام ما كان إلا أداةً بيد الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، تقمع وتضطهد الشعب العراقي، وهو الذي أدخل العراق في الحروب والمشاكل مع الدول المجاورة فكانت كل هذه الأكاذيب واضحة للشعب العراقي.

 

مقاومة أمريكا كانت الحلّ الوحيد

 لذلك فإن الأمريكيّين وحلفاؤهم تفاجئوا عندما رأوا أن أبناء الشعب العراقي قد وقفوا أمامهم وأمام برامجهم وأجنداتهم في العراق، وهم اختاروا المقاومة المسلحة أمام الاحتلال الأمريكي. من يلاحظ التسلسل للتواجد الأمريكي في العراق من خلال وسائل الإعلام سيجد أن الأمريكي كان ينزل إلى الأسواق في بداية دخوله في العراق ولكن بعد أيام قليلة لا يستطيع الأمريكي النزول من الآليات العسكرية، وبعد أيام قليلة الأمريكي لا يتحرك إلا بأرتال كبيرة، وبعد أيام قليلة ا لا يتحرك لأمريكي إلا بتأمين الغطاء الجوي والبري، وأخيراً اختفى الأمريكيّون في القواعد العسكرية لهم وصارت خطوط تنقلاتهم محدودة أكثر فأكثر لأنّ المقاومة في المقابل تطورت كثيراً.

المقاومة بدأت بالمجاميع البسيطة ولكنها بالأخير وبفضل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها وكذلك بفضل نقل التجارب والخبرات من الإخوة في مقاومة حزب الله الإسلامية إستطعنا تكبيد الاحتلال الأمريكي في العراق خسائر كبيرة بحيث اضطر هذا الاحتلال الذي كان يرفض الحديث عن الانسحاب أصلاً ولا يقبل طرح هذا النقاش في أروقة الجلسات بينه وبين الحكومة العراقية الموجودة، اضطر هذا الاحتلال لأن يطرح بنفسه مشروع سحب القوات وبعد ذلك يقبل النقاشات من قبل الحكومة العراقية. لذا بدأ الأمريكي ينسحب ذليلاً من العراق لأنه فعلاً كانت حركة الاحتلال الأمريكي مشلولة في العراق وفي القواعد العسكرية. الكثير من الأمثلة الموجودة لدينا تثبت أن حركة الأمريكي شُلّت في العراق ولم يتمكّن الأمريكيّون من تحقيق أهدافهم في هذه البلاد.

 

أمريكا حاضرة اقتصاديّاً في العراق رغم انسحابها عسكريّاً

 رغم أن المشاريع التي كان الأمريكيّين يتبعونها في العراق حينها لم تنجح وقرروا الانسحاب عسكرياً من العراق إلا أنهم مازالوا لحد اليوم لهم حضور فاعل في العراق على المستوى الاقتصادي الذي يؤثر حتى على المستوى السياسي. الحقيقة هي أن الأمريكيّين أغرقوا العراق بشركات تسرق خيرات العراق و تسرق نفط العراق وأدخلوا العراق بعقود مع هذه الشركات تثقل كاهل البلاد لسنين طويلة مع شديد الأسف قد تكون بعض الأطراف السياسية شريكة لهذه الشركات وتجد أنّ الأمريكي من خلال العمل الاقتصادي مع هذه الأطراف أصبح يؤثر حتى على الوضع السياسي.

والأمريكيّون أصبح لديهم قوّة معيّنة من خلال هذه الشركات ومن خلال نشاطات وعمل السفارة الأمريكية التي أسست إلى اليوم 172 مؤسسة مجتمع مدني تعمل في كل المدن العراقية لبثّ ثقافة التفسخ والانحلال وإيجاد المشاكل في الذهنية العراقية. لذلك نجد أن كل ما يقوم به الأمريكيّون يتم من خلال مؤسسات كثيرة بغية تنفيذ برامج مُعدّة مسبقاً ولكنه بفضل الله نحن نجد أنه مثلاً المشروع الصدّامي انتهى بيد نفس صانع هذا النظام القمعي بعد أن أدرك الأمريكيّون أن صدّام لا يستطيع تنفيذ كل مشاريعهم فقرروا المجيء بشكل مباشر ولكنهم ندموا وانهزموا. حتى إننا نرى اليوم بشكل واضح أن الأمريكي اليوم وبعض الأنظمة العربية الموالية للأمريكيّين والصهيونية تقوم بتلميع صورة صدّام وتحاول إعادته إلى الساحة على أنه هو فارسٌ عربي وكذا وكذا.

مثلاً نحن نتكلم عن السعودية و نرى أن القوات الأمريكية دخلت من السعودية إلى العراق فإذا كانت السعودية شريكة بالحرب على نظام صدّام فكيف للإعلام السعودي اليوم أن يغير سياسته. واضحٌ أنهم لا يزالون يحاولون تشويش الذّهنية العراقية.

 

أمريكا ترفضُ وجود عراقٍ قوي والجمهوريّة الإسلاميّة تسعى لبناء عراقٍ قوي

 اليوم انتقل المشروع الأمريكي إلى مرحلة أخرى وهي الوجود والحضور غير المباشر في العراق، ولكن الأمريكي يرى أن وجوده استقرار وإن كان نسبياً في العراق أمرٌ مرفوضٌ بالنسبة له خصوصاً إذا كان العراق قادراً وقويّاً كما قال السيد القائد: إنّ وجود عراق قادر وقوي ليس فقط في مصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بل في مصلحة العالم.

الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لا تريد أن يكون العراق قادراً  وقويّاً والأدلّة كثيرة على ذلك، منها عندما جاء الاحتلال الأمريكي إلى العراق قام بتدمير كل البنى التحتيّة للجيش العراقي وقام كذلك بجمع الأسلحة والإمكانيات والمعدات في مقبرة اسمها مقبرة التاجي ومن ثم قام بتفجيرها بشكل كامل. وقامت الولايات المتحدة بإنشاء منظومة أو نظام عسكري جديد في العراق يجعل الشرطة المحلية أقدر من الجيش العراقي في حين أن الشرطة المحلية مهمتها إجراءات وعمليات أمنية، أما الجيش فمهمته قتالية. لذا فإنّ الأمريكيّين أرادوا ومن خلال هذه الخطوة إبقاء الوضع الأمني في العراق على حاله. جاء هذا الإجراء الأمريكي في حين أننا كنا قد حرصنا كثيراً على تقوية الجيش العراقي حتى قبل تأسيس فصائل المقاومة. نحن في الحشد الشعبي حرصنا كثيراً على تنمية قدرات الجيش وكذلك الشرطة ولكننا وجدنا أمامنا مانعاً وضعه الأمريكي في العراق قبل خروجه من هذه البلاد وهو استهدافه للبنى التحتية وإدخاله بعض الأشخاص المرتبطين بالمشروع التخريبي داخل المنظومة العسكرية والأمنية.

هذا هو السبب الحقيقي لضعف الجيش العراقي فلولا هذه الآلية والطريقة التي وضعها الأمريكيون لما أمكن هزم الجيش أمام داعش في الموصل وفي مناطق أخرى من البلاد. نفس المقاتلين في الجيش العراقي هم الذين قاتلوا في الحشد وحققوا الانتصارت. لماذا في الجيش لم يستطيعوا تحقيق الانتصارات، ولكن هنا تم تحقيق انتصارات كبيرة على يد الحشد الشعبي؟ لأن المشكلة الحقيقية في الجيش هو النظام والآلية التي اتبعها الأمريكي لإبقاء العراق ضعيفاً؛ ذلك لأن الأمريكي لا يقبل أن يكون العراق قوياً على الإطلاق ويحرص أن يكون العراق ضعيفاً. بعد تحقيق استقرار نسبي للعراق تتوجّه الجهة السياسية والحكومة العراقية لتقوية الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، الأمر الذي لا يرقى إليه الأمريكي فلذلك قام بدعم تنظيم داعش وجماعات تكفيرية داخل العراق، وفي الحقيقة أحياناً بعض القوى السياسيّة تستغرب من الكلام الذي يقول أن الأمريكيّين هم الذين أسسوا  دعموا تنظيم داعش. نحن شاهدنا في الانتخابات الأخيرة في أمريكا، أن الأمريكيّين فضحوا بعضهم الآخر والآن ينشرون كل شيء من غير خجل في الإعلام وخلال الانتخابات قال ترامب بشكل صريح أنّ الأمريكيّين دعموا تنظيم داعش.

و حتى في سوريا، المستشارون الأمريكيّون موجودون مع الكثير من الجماعات التكفيرية الإرهابيّة مثل حركة نورالدين الزنكي وغيرها، التي قامت بذبح الطفلين الفلسطينيين لأن أبيهما كان موالياً للحكومة السورية. قتل إثنين من الأمريكيين في  داخل مقراتهم من قبل القوات السورية المقاومة وتم نقل هؤلاء الجنود الأمريكيين مع حركة نورالدين الزنكي إلى أربيل في العراق ومن هناك تم نقل جثثهم إلى الولايات المتحدة. في الحقيقة إنه كل هذا التدخل الأمريكي والتواجد الأمريكي لإرباك الوضع هو خلق فوضى داخل العراق حسب ما يسمونه "الفوضى الخلاقة" التي يتضمنها المشروع الأمريكي وتم إيجاد تنظيم داعش تحت رعاية و غطاء أمريكي. عندما قام تنظيم داعش باحتلال المدن العراقية اتصلت وبشكل رسمي الحكومة العراقية بالأمريكيّين وطالبتهم بإكمال صفقات الأسلحة التي كان قد تم عقدها بين بغداد و واشنطن، ولكنّ الأمريكيّين رفضوا أن يعطوا ما تبقى من الأسلحة و أخبروا السلطات العسكرية بأن هذه المشاكل هي مشاكل داخلية ولا تتدخل فيها واشنطن! وقالوا بذلك إننا نقف في موضع المتفرج.

 

أمريكا حاولت منع تشكيل فصائل المقاومة بشتّى السّبل

 تفاجأ لأمريكيّون أنّ فصائل المقاومة التي استطاعت في غضون أيام معدودة أن تشكل قوة كبيرة في العراق صار العالم ينظر إليها باحترام وهي الحشد الشعبي. الحشد الشعبي حقيقةً روحه وأساس تشكيله هو فصائل المقاومة وكان كذلك تشكيل الحشد الشعبي تحت رعاية الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لذا فإن تشكيل الحشد الشعبي كان صدمة ومفاجئة كبيرة للأمريكيّين ، ولاحظوا أن هذا الحشد نزل إلى ارض الميدان وأوقف الهجمة الداخلية التي كانت قريبة وعلى مشارف كربلاء وبغداد وديالى و صار انتشار كبير لهذه الفصائل و توزيع القواطع لكل فصيل من فصائل المقاومة، وهي أوقفت الهجمة الكبيرة على بغداد وقامت بعمليات عسكرية مباغتة لتحرير المدن المحتلة فرأى الأمريكي أنه لا يمكن أن يكون خارج اللعبة فشكل مباشرة التحالف الدولي وهذا المشروع أيضاً كان مشروعاً فاشلاً. الأمريكيّون حاولوا الضغط على الحكومة لمنعها تشكيل فصائل المقاومة ولكن لم يكن هناك خيارٌ أمام الحكومة إلّا هذا الاتجاه والأمريكي رفض أن يكون المتفرج وأراد ركوب الموجة فشكل التحالف الدولي وجاء إلى العراق مرة أخرى حتى بدعوى أنه يحارب تنظيم داعش. لكن في الحقيقة كل الأجهزة الأمنية في العراق منها قيادات الشرطة الاتحادية وغيرها تتكلم وبشكل صريح أن الدور الأمريكي كان دوراً سلبياً  ومُخرّباً ومعرقلاً للعمليات العسكرية.

 

أمريكا دعمت وتدعم داعش في سوريا والعراق

 أذكر أنّنا كنا في عملية تكريت والأمريكيّون كانوا يقومون بقصف متكرر بيننا و بين تنظيم داعش من أجل منعنا من التقدم لأن وضع تنظيم داعش داخل تكريت كان ضعيفاً وكان اعضاء التنظيم يحاولون الوصول إلى خارج المدينة فتدخل الأمريكيّون تدخلاً سافراً و قاموا بتأخير العمليات التي كان من الممكن إنجازها بأقل من شهر. اليوم يوجد مقاطع فيديو واضح، فيه طائرات أمريكية ينزل منها بعض الأشخاص المنتمين لداعش بالمظلات مرّات في سوريا ومرّات في العراق وكذلك هناك طائرات أمريكية تنزل المعدات العسكرية والمواد الغذائية في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الحدود السورية العراقية. في الوقت الحالي المشروع الأمريكي هو مشروع حماية تنظيم داعش وحماية ما تبقي من هذا التنظيم على الحدود السورية العراقية بغية إستخدامها كورقة في أي وقتٍ كان. من جهة أخرى دخل كذلك الأمريكي في موضوع الانتخابات وحاول أن يفرض بعض الأطراف والجهات المعينة داخل الانتخابات وحاول أيضا تغيير معالم الحكومة العراقية باتجاه يتوافق مع سياساتها ولكن الحمد لله وعي الشعب العراقي أجهض كذلك هذا المشروع الأمريكي. هذا هو الفشل الذي تعرض له الأمريكيّون في الوضع السياسي العراقي. في الوقت الحاضر كما قلت فإن الأمريكيّين يحاولون حماية ما تبقى من العناصر التكفيرية في العراق وسوريا والحدود المشتركة فيما بينهما. على سبيل المثال فإن تنظيم داعش لا زال موجودا في صحراء الأنبار والاحتلال الأمريكي والوجود الأمريكي يمنع القوات العسكرية العراقية من الاقتراب من هذه المنطقة.

  لحد الآن تنظيم داعش في شرق البوكمال موجود ولا زال الأمريكي يمنع القوات السورية وحتى فصائل المقاومة الإسلامية من المشاركة في عميلة تحريرها وهدد الأمريكان بشكل رسمي أنه أي حركة عسكرية ضد الدواعش ستُرد من قبل الأمريكيّين. داعش الآن هو محمي و مسيطر، يدافع عنه الأمريكي بشكل رسمي. نفس القضية تدور في صحراء الأنبار حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية تمنع الحكومة العراقية من العمليات العسكرية و حتى من القيام بعمليات استخباراتية ولذلك جعل كل هذه المنطقه محمية لتنظيم داعش الارهابي. طبعا هذه المنطقة يتم فيها تفخيخ السيارات لتفجيرها ضد المدنيين والقواعد العسكرية العراقية، وهي كانت مركز تدريب لعناصر تنظيم القاعدة خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق، وبعد خلافٍ حصل بين عناصر داعش والقاعدة بقي هذا المعسكر الكبير بيد تنظيم داعش، وهو الآن يمارس فيه التدريب وصنع المتفجرات وتفخيخ السيارات. كل هذه الحماية التي يقدمها الأمريكيّون لهذه التنظيمات الإرهابية واضح أنها تتم لإضعاف العراق ذلك لأن الجانب الأمريكي لا يريد الخير للعراق ولا لأي دولة أخري في العالم على الإطلاق، وهي تبحث عن مصالح معينة لنفسها، ولذلك لا نرى أي تجارة في الولايات المتحدة يديرها الآخرون في الدول العربية، وفي المقابل يريد الأمريكي إنعاش إقتصاده بدماء الفقراء في الدول المختلفة منها اليمن والعراق وأفغانستان وباقي الدول. هذه هي السياسة الأمريكية التي تعمل عليها الإدارة الأمريكية.

مشاريع الولايات المتحدة الأمريكية في العراق متجددة و مشاريعها مؤذية وخبيثة تجاه الشعوب لكننا دائماً وبفضل الله سبحانه وتعالى حققنا توفيقات في مجال التصدي لهذه المشاريع وإن‌ شاء الله المرحلة اختلفت وستكون لنا مشاريع مقابلة وليس فقط التصدي لمشاريع الولايات المتحدة.

 

* فيما يخصّ حركة حزب الله النجباء يمكن القول إن الحركة إنبثقت بشكل عام في لحظة تاريخية كانت تمر بالعراق و المنطقة ثم كان حضورها وإسهامها في مهمات كبيرة. طبعاً بعد فشل المشروع التكفيري إلى حدٍ كبيرٍ، ما هي رؤيتكم كحركة لمستقبل هذه الحركة و هل ستبقى النجباء على الساحة بعد إغلاق الملف التكفيري إن شاء الله؟ ما هو مشروع استمرار هذه الحركة المباركة؟

طبعاً المقاومة الإسلامية في حركة نجباء هي مقاومة رساليّة وجهادية تُؤمن بحاكمية الإسلامية وتعمل على كل المستويات الثقافية والفكرية والعسكرية والأمنية وانتهاء الوجود التكفيري سواء أكان في سوريا أو العراق لا يعني أن المهمة الاساسية لحركة النجباء انتهت فهذه تعتبر إحدى المهمات الأساسية لحركة النجباء. الآن في حركة النجباء لدينا مؤسسات ثقافية وفكرية في عموم المحافظات العراقيّة منها مؤسسات المجتمع المدني ومراكز دراسات وبحوث وجامعات مختلفة. كذلك على المستوى التربوي لدينا نشاط وعمل مهم وواسع وعلى المستوى الديني والمساجد لدينا نشاطات مختلفة لذا فإن لحركة نجباء الإسلامية أعمال وأنشطة كثيرة ضمن المجتمع العراقي ولدينا أيضاً مؤسسات إنسانية وخدمية في العراق تقدم المساعدات للعراقي على كل المستويات الفكرية والثقافية وحتى الاجتماعية وتعالج الكثير من مشاكل المجتمع، وتعمل هذه المؤسسات بشكل كامل في العراق ولدينا مؤسسات إعلامية وهذه المؤسسات الإعلامية متكفلة بطرح الفكر والثقافة الإسلامية المتينة لمواجهة الفكر والثقافة الغربية التي تحاول استهداف الإسلام و كذلك استهداف الشعوب في الأمة الإسلامية.

 

*إذن لم تبق الحركة حركة عسكرية بحت والمشروع المستقبلي للحركة سيكون أوسع من النطاق العسكري بعد الدخول ضمن الملفات الثقافية والاجتماعية والتربوية والعلمية.

منذ بدايات حركة النجباء دخلنا في كل المجالات وما كانت الحركة في البداية هي حركة عسكريّة فقط وإنما منذ البداية تم تأسيس كل الأقسام في الحركة لأنه نؤمن في أن التكامل لا يكون إلا في ذلك والإنسان العسكري لا يكون المجاهد إلا إذا كان يمتلك الثقافة والأخلاق والوعي والفكر والمنطق فلذلك نحن عملنا منذ البداية على أن يكون لدينا نشاط ووجود على كل المستويات. الصراع بين الخير والشر موجود منذ بداية خلقة الآدم حتى اليوم، واليوم يمثل جانب الشر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ويمثل جانب الخير الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفاؤها، فهذا الصراع كان موجوداً منذ الأزل إلى اليوم. هذا الصراع كان على كل المستويات و ليس على مستوى واحد فقط، منها المستويات الإعلامية والثقافية والمستويات العسكرية والأمنية والاجتماعية. في المقابل هنالك ضرورة قسوى لطرح مشاريع أخرى إيجابية تنقذ المجتمعات من شرارة هذه القوى المستعمرة  وتخلصهم من المستعمرين لذا فإنه لابد من وجود مشاريع مختلفة على المستويات المختلفة في هذه المجالات.

لذلك حركة نجباء الإسلامية حرصت منذ البداية على أن تخوض جميع المستويات والمجالات على اختلاف أنواعها وذلك من أجل مواجهة ومجابهة الحرب الناعمة والإستعمار العسكري المباشر وغير المباشر والمشروع التكفيري. على سبيل المثال فإن مشروع التنظيمات التكفيرية يعتبر الحرب بشكل غير مباشر نيابة عن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية داخل الأراضي العراقية، حيث أن هذه التنظيمات تم إيجادها لتنفذ مشاريع الولايات المتحدة وتحقيق الاستقرار والأمن للكيان الصهيوني، وكذلك إشغال الأمة الإسلامية بحروب ومشاكل داخلية، فهذه المجاميع التي وجدت باسم الإسلامي وبالشعار الإسلامي قد شوّهت عقول الكثير من الشباب ومن ينتمون للمجتمعات الإسلامية؛ لذلك فإن العمل والنشاط في مجال الفكر الثقافي على كل مستوياته مهم وضروري كإجراء وقائي. العدو الآن يستخدم كل الأساليب والوسائل لاستهداف الأمة الإسلامية من الداخل والخارج.

 *أنتم تعرفون أكثر أن سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) يؤكد دائماً على ضرورة الصحوة الإسلامية والمقاومة الإسلامية كحلٍّ أساسي لجميع المشاكل في المنطقة والأمّة الإسلامية. بعد إسقاط المشروع التكفيري كيف تُقيّمون تجربة محور المقاومة ككل الذي عمل بمختلف أطيافه لأول مرة على هذا النحو من التداخل والتنسيق بين الجهات المختلفة منها التنسيق الميداني والشراكة بالدم في هذه المعركة الكبرى. كيف تقيمون هذه التجربة الجديدة؟

 

الحرب في سوريا استكمال للحرب على المشروع الصهيوني

 طبعاً أول شيء هو أنه مع وجود قيادة حكيمة كالسيد القائد الخامنئي (حفظه الله تعالى) و وجود قوات متمرّسة ومتدرّبة وصاحبة تجارب مثل حزب الله والمقاومة العراقية كذلك وفي ظل وجود مجتمع مثقف وواعي يدرك المخاطر بشكل جيد استطعنا فعلاً أن نحقق انتصارات وإنجازات مهمة وكبيرة ومتميزة،  والانتصارات الآن اختلف طعمها ولونها عن الانتصارات السابقة؛ لأنه كانت الانتصارات تتحقق في بقعة جغرافية معينة، أما انتصارات محور المقاومة مثلما حصل في سوريا تدل على أن محور المقاومة اليوم بكل أطيافه وقومياته يجتمع في سوريا ليجابه المشروع الصهيوني هناك، ويحافظ على امتداد محور المقاومة عبر مجابهة الكيان الصهيوني، ويقاتل هذه الجماعات التكفيرية التي تخوض الحرب بالنيابة عن هذا الكيان لإسقاط آخر دولة عربية ترفع راية العداء لأمريكا وإسرائيل.

هذه الانتصارات لها طعم خاص وخصوصاً أنه في هكذا جبهات هنالك الاستفادة الكثيرة من تبادل الخبرات. كما تعلمون أن الأحداث في سوريا كانت قبل أحداث العراق. حتى إنّ فصائل المقاومة عندما عادت إلى العراق واستطاعت تشكيل صور حديث حول بغداد وكربلاء وأوقفت مد الداعش الخطير في وقتها كان كل العالم ينظر بخوفٍ ورُعب، ولكنّ كل هذا الخوف والرعب أو الدخان الأسود أوقفته فصائل المقاومة، التي خاضت تجربة فريدة و مهمة مع إخوتهم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك حزب الله فاستطاعوا نقل هذه التجارب وتحقيق إنجازات كبيرة على مستوى العراق. حتى أننا نعتقد اليوم أن إسرائيل لو ارتكبت الحماقة وحاولت مهاجمة حزب الله مرة أخرى فستختلف الأمور كما قال سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله)، أن من سيواجه إسرائيل ليس فقط حزب الله في هذه المرة، كل المقاومة ستقف إلى جانب المقاومة في حزب الله؛ ذلك لأن الظروف والأمور اختلفت عما كانت عليه. وهذه التجربة الفريدة والمميزة والمهمة أصبحت اليوم عنصر قوة غيرت معادلات المنطقة بشكلٍ كامل.

 

أشرتم إلى شراكتكم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها للحركات المقاومة. هذه الشراكة والدعم مستمر منذ سقوط نظام صدام وبداية الاحتلال الامريكي. كيف ترون مستقبل وآفاق هذه العلاقة بين إيران والحركات المقاومة خصوصاً الحركات المقاومة في العراق؟

 

العلاقة بين الشعبين الإيراني والعراقي تاريخيّة وعقائديّة ومستمرّة

طبعاً هنالك علاقة بين الشعب الإيراني والشعب العراقي وهنالك علاقة بين إيران وحركات المقاومة الإسلامية. العلاقة بين الشعبين الإيراني والعراقي هي علاقة تاريخية وعقائدية ومستقبلية ومستمرة، وقد حاول الكثيرون من الأمريكيّين وغيرهم تعكير هذه العلاقة وإضعافها ودق إسفين الفتنة والفرقة بين الشعبين، ولكن كل هذه المحاولات المشؤومة باءت بالفشل؛ لإن هذه العلاقة كان أساسها من كربلاء ومعركة وملحمة الكربلاء المقدسة. هذه العلاقة رمزها الإمام الحسين (سلام الله عليه) فلا يمكن لأي قوي في العالم أن تحاول إيجاد فجوة بين الشعب الإيراني والشعب العراقي. الحقيقة هي أن نظام صدّام سعی ومن خلال أكثر من 8 سنوات أن يرسخ ثقافة العداء بين الشعب الايراني والعراقي؛ لكنه لم ينجح وتم سقوط هذا النظام وبقي الشعب العراقي الذي يعتقد أن مسيره ومستقبله واحد مع مسير ومستقبل الشعب الإيراني.

لذلك نجد أن الأمريكيّين وخصوصاً السفارات والقنصليات في البصرة حاولوا ومن خلال حربهم الإعلامية وحربهم النفسية طرح العديد من الإشكالات التي تصاغ في السفارة الأمريكية وتتبناها مجموعة من أتباع هذه السفارة من الناشطين الإعلاميين الذين تم تدريبهم في أمريكا ويسمون أنفسهم الجيوش الالكترونية ويقومون ببث الأكاذيب بغية بث الفرقة، ولكنها لاقت في المقابل حملة مشرفة من قبل عشائر العراق وباقي شرائح المجتمع. الأمريكيّون عملوا كثيرا جدا لتأسيس الفرقة وحتى وضع أكاذيب مختلفة. على سبيل المثال يقولون مثلا يقوم الزوار الإيرانيّون بكذا وكذا خصوصاً في زيارة الاربعين الأخيرة. لذا نرى أنهم يستغلون حتّى  الأمور الدينية لاستفزاز العراقيين ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. بالمقابل كان ذلك موجوداً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويوجد هناك كذلك طابور معين يحاول بث هذه الفرقة والاستياء من الشعب العراقي. كنا نلاحظ كل هذه الأمور ما يحصل في العراق وما يحصل في إيران من قبل مجموعة تابعة من خلال منافقي الخلق لإيجاد الفجوة بين الشعبين العراقي والإيراني ولكن في نهاية المطاف تمكن الشعبين من الانتصار على هذا المشروع والأسلوب الأمريكي وتم استقبال زوار إيرانيين بحفاوة قلّ نظيرها حتى في السنوات السابقة يكون ذلك رداً بليغا على الحملة الأمريكية لإيجاد الفتنة بين الشعبين.

 

التفرقة والفتنة، مشروع أمريكا المستمرّ

 لذلك نستطيع أن نقول إن الكثير من الحكام السابقين حاولوا التفرقة حتى في داخل المجتمع الواحد. على سبيل المثال هنالك مشروع أمريكي داخل العراق لإيجاد الفتنة بين الطوائف العراقية وبين المدن العراقية. هم يحاولون حتى عزل المدن المختلفة عن بعضها البعض. لذا فإن الأمريكيّين يحاولون حتى في بلد واحد إيجاد الفرقة لأن حقيقتاٌ مشاريعهم قائمة على إيجاد الفرقة والفتنة والحروب بين المسلمين وهذا من الفكر الإبداعي الذي استشرفه الإمام الخميني (قدس سره الشريف) قبل سنين عندما طرح الوحدة الإسلامية ومشروع الوحدة الإسلامية وإن وحدة الأمة الإسلامية هو في وحدة الشعوب الإسلامية وأيضاً في اختياره لآخر جمعة من شهر رمضان المبارك كيوم القدس. القدس مقدّسة عند المسلمين، ويوم الجمعة من أعياد المسلمين المقدّسة وشهر رمضان من الأيام المقدسة لدى المسلمين فأختار ثلاث مقدسات تجمع المسلمين في يوم واحد لتعبر عن وحدتهم و فعلاً لازال لحد الآن يوم القدس له وجود وحضور في كل البلدان الإسلامية سواء أكانت سنية أو شيعية وهذا مهم جداً وحتى في بعض البلدان مثلاً في اليمن لم ينجح معهم الموضوع الطائفي رغم أن الأمريكيّين حاولوا إيجاد النّزاعات العشائرية والعرقية وعملوا كثيراً في هذا المجال حتى أنّ السفير الأمريكي في اليمن والذي هو المتخصص في إيجاد الفرقة والنزاعات الداخلية قد تم نقله إلى العراق؛ ذلك لأنه يعتبر من الأشخاص الخبراء في إيجاد الفرقة داخل الشعوب من أجل تحقيق أهداف وغايات الولايات المتحدة الأمريكية. والآن من المؤكّد أن هذه الشخصية السياسية الأمريكية تفكر في تنفیذ مشاريع و برامج جديدة لإيجاد الفتنة في العراق، ولكن الشعب العراقي أكبر من السفير الأمريكي بل أكبر من أمريكا لذلك فسوف لا تنطلي مثل هكذا أمور.

لقد شاهد الشعب الإيراني الحفاوة الكبيرة واستقبال الكبير له في زيارة الأربعين الأمر الذي كان بمثابة الهجمة المضادة للهجمة الأمريكية. يمكن القول أن المشروع الأمريكي لإيجاد هذه الفرقة فشل اليوم وختمت فشله زيارة الأربعين بشكل فعلي وانتهى عملياً والآن من المؤكّد أنهم سيبحثون عن مشاريع أخرى من أجل إيجاد هذه الفرقة.

 

*بخصوص اهتمام سماحة الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) ومتابعته للشؤون العراقية كيف تصفون هذا الاهتمام وكيف استفدتم من آرائه وتوجيهاته وما هي مساهماته في إنقاذ العراق وأهله؟

 طبعا نحن نعتقد ونؤمن أن سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظلّه) هو لطفٌ إلهي كبير للأمة الإسلامية عموماً وليس لإيران والعراق فقط. هذا الرجل الذي يمتلك من العلم والشجاعة والعدل والإنصاف والأخلاق والتواضع ما يدل على أنه يسير على سيرة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وهو نائب الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

أكيد أنه سيكون لطفاً لهذه الأمة وستتحقق على أياديه الكثير من الإنجازات والانتصارات. كان للسيد القائد الدور الكبير في الانتصارات التي تحققت في العراق وكذلك حتى في إنقاذ الشعب العراقي في الكثير من الأحيان. السيد القائد كان يشرف بنفسه على ما يجري في العراق ويتابع الأحداث وجزئيات الأمور بنفسه وقدم الدعم الكبير للشعب العراقي على كل المستويات للخروج من محنته سواء كان في وقت الاحتلال الأمريكي أو في وقت احتلال تنظيم داعش الإرهابي للكثير من المدن العراقية والذي كان على مشارف كربلاء وبغداد، لذا فإنه كانت حماية السيد القائد للعراق في هذه الأوقات أساسية جداً. الأمر الأخر هو أنه ليس فقط على الجانب الأمني والعسكري بل على المستوى الفكري والثقافي يستلهم الشباب وخصوصاً الجامعات الفكر والثقافة من السيد القائد. الشباب العراقيون اليوم يتابعون تحركات السيد القائد وكلمات السيد القائد بشكل كبير ومميز؛ ولذلك إنهم يستفيدون كثيراً من الوعي الذي يطرحه السيد القائد في الأمور المتعلقة بالعالم الإسلامي.

 

*بعد إسقاط تنظيم داعش الإرهابي قبل سنة تقريباً كانت هناك رسالة من الحاج قاسم سليماني لسماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) حول إنهاء الدولة المزعومة لداعش وردّ سماحة القائد على رسالة الحاج قاسم كان يتضمن أموراً مهمة جداً ومن ضمن هذه الأمور كان تأكيد الإمام الخامنئي على ضرورة الإبقاء على الدوافع بعد إنهاء داعش والتسلّح بالوعي والحفاظ على الوحدة وإطلاق أعمال ثقافية ترفع من مستوى البصيرة والجهوزية في مرحلة ما بعد تنظيم داعش الإرهابي والتكفيري. اليوم وبعد مضيّ أكثر من عام كيف تُقيّمون الخطوات المُتّخذة في هذا السبيل؟

طبعاً رؤية سماحة القائد هي رؤية إستراتيجية واستشرافية للمستقبل وهي تتعلق باستخدام الوسائل والآليات من أجل مواكبة المستقبل لإبعاد أي خطر قد يحصل في أي زمن وخصوصاً بعد الخوض في معركة كبيرة ومهمة مع تنظيم داعش الإرهابي والتكفيري وفي طيات جواب سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) للحاج قاسم سليماني كان من الواضح أن السيد القائد يشير إلى أن هذا التنظيم وإن تمّت هزيمته عسكرياً ولكنه لازال موجود فكرياً وثقافياً ولا زال موجوداً حتى على المستوى الأمني فلذلك يجب أن تكون لدينا جهوزية مستمرة بشكل كامل وألا نغفل لأننا حققنا انتصارات وإنجازات عسكرية كبيرة لأنه قد يعود الخطر الكبير مرة أخرى ومرّة أخرى و أن نبقى على وعي عالٍ وبصيرة عاليةٍ خصوصاً أن هذا التنظيم الإرهابي والتكفيري قد أسس فكراً داخل المجتمع العراقي وفي الحقيقة فإنّه من المؤسف أنه لا زال هناك الكثير حتى من العوائل العراقية ممن يتبنّى فكر هذا التنظيم ومن الضروري تغيير هذا الفكر في المقابل بفكر صحيح وإرجاع هؤلاء الناس إلى الإسلام المحمدي الأصيل والتعايش السلمي مع إخوانهم العراقيين لأنّ تنظيم داعش لم يكن ضدّ الشيعة فحسب بل كان ضد الشيعة والسنة وكان يقتل أتباع جميع المذاهب الإسلامية وكان يحارب جميع المذاهب الإسلامية بوحشية.

الأمر الآخر هو أننا نرى أن سماحة السيد القائد يركز على موضوع البصيرة وحتى في المؤتمرات التي تحصل مثل مؤتمر الوحدة الإسلامية دائماً يركز على الصحوة الإسلامية وعملياً الصحوة الإسلامية تُمثّل اليقظة، هذه اليقظة التي تحققت في وقت الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحتاج شعوب العالم الإسلامي إلى أن تحذوا حذو الجمهورية الإسلامية لتحقيق الصحوة الإسلامية واختيار الإسلام لأنه المخلص الحقيقي والمنقذ الحقيقي للمجتمعات والصحوة هي يقظة وهي بصيرة ووعي وإدراك ولا تكون الصحوة إلا بوجود الوعي والبصيرة والإدراك وهذه الصحوة تساعد الإنسان على تمييز الصحيح من الخطأ وهذه القدرة تأتي أحياناً عن طريق التجارب وتأتي أحياناً عن طريق تراكم التجارب السابقة وإدراك الإنسان لهذه التجارب. لذلك وجود كل هذه المعايير والمقاييس التي طرحها السيد القائد سماحة الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) هي جاءت للحفاظ على الإنتصارات التي تحققت وفي نفس الوقت هي تحقيق انتصارات أخرى على مستوى العالم كبيرة ومهمة وتوسيع رقعة هذه الانتصارات.

 

*وصف الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) الحشد الشعبي في العراق بالثروة العظيمة والكنز الكبير لحاضر ومستقبل العراق. ما هو برأيكم السبب لهذا النوع من تسمية الحشد الشعبي؟ وما رأيكم حول هذه الحساسية العالية عند الإمام الخامنئي بخصوص الحشد والحفاظ على الحشد؟

طبعاً الحشد الشعبي يعتبر العنوان الجامع لفصائل المقاومة العراقية وهذه الفصائل تمتلك عقيدة قتالية مهمة وكذلك تمتلك تجربة جهادية طويلة سواء كان ضد الاحتلال الأمريكي أو ضد تنظيم داعش الإرهابي والتكفيري. الحقيقة هي أن الحشد الشعبي يعتبر التجربة الإسلامية الوحيدة في العراق على مستوى التطبيق وهو تكون من مجموعة فصائل عقائدية وتوجهات إسلامية فالحشد حقق انتصارات وإنجازات كبيرة قل نظيرها في العالم بإمكانيات جداً محدودة وبسيطة وأعداد قليلة من المقاتلين فإذا نظرتم إلى عدد الحشد الشعبي أو فصائل المقاومة الموجودة في الحشد الشعبي مقابل قوات تنظيم داعش الإرهابي ومن يقف خلفه من الدول المختلفة تجدون فارقاً كبيراً، لكن هذه القوى المقاومة حققت انتصارات وإنجازات كبيرة ومهمة ومميزة، وهذه الانتصارات لم تكن للعراق فحسب بل كان لكل العالم والجمهورية الإسلامية ولبنان وسوريا وحتى الدول العربية وغير العربية من الدول الغربية؛ لذلك فإن الحشد الشعبي باعتباره العنوان الجامع لهذه العقيدة ولهذه العناوين المتعددة يستحق أن يوصف بذلك من قبل سماحة السيد القائد.

 

*بعد الثورة الإسلامية في إيران وتشكيل الحكومة الإسلامية أي تحول حدث وسط الحركات التحررية في المنطقة والعالم الإسلامي؟ أنتم أشرتم إلى موضوع الصحوة الإسلامية ودور الثورة الإسلامية في بث هذه الروح في العالم لكن نريد أن نركز أكثر على أنه إلى أي مدى اكتسبت الحركات الإسلامية في العالم القوة من الثورة الإسلامية الإيرانية وكيف تأثرت بهذه الثورة؟ نحن لدينا مصطلح تصدير الثورة وهو ما طرحه الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) والإمام الخامنئي (مد ظله العالي) أيضاً يؤكد على ضرورة تصدير الثورة. نريد أن نفهم ما هو المعنى الصحيح لتصدير الثورة وربطها بالصحوة الإسلامية؟

 

الثورة نموذج للقدرة الإسلامية على تأسيس نظام حكم مثالي

 طبعاً أعتقد أن الصحوة الإسلامية هي تعني نفس النتيجة لمفهوم تصدير الثورة. الثورة الإسلامية التي تحققت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجهت في وقتها أنظار كل العالم إلى هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق أو كما وصفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر أن الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) حقق حلم الأنبياء والأولياء. أعتقد أن هذه الثورة أعادت للإسلام رونقه ووجوده الفاعل وكذلك إنها دحرت كل الأطروحات التي كانت تطرح ضد الإسلامية وتقول: إن الإسلام ليست لديه القدرة على تأسيس نظامٍ أو إقامة دولة دينية مستقلة وأعتقد أنه في المقابل الصحوة الإسلامية هي يقظة الأمة الإسلامية والمجتمعات الإسلامية لتؤمن أن خلاصها الحقيقي سيتحقق فقط بحاكمية الإسلامية ووجود النظام الإسلامي وأن مشاكل أمتنا الإسلامية وتخلفها الكثير هو بهذا الاتجاه المعاكس وهو عدم الإيمان بالإسلام وانتخاب الإسلام كحل حقيقي لأمتنا الإسلامية.

 

الثورة الإسلامية غيّرت المعادلات في العالم

 اليوم من الواضح أنّ نتائج الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستوى العالم بدأت تؤسس وترسخ المفهوم الأساسي الذي بدأت به الثورة الإسلامية. الحقيقة هي أن إيران اليوم أصبحت قوة كبرى وقوة عظمى مقابل القوى الشريرة الأخرى. تم تغيير جميع المعادلات في العالم الذي كان يراد له أن يكون أحادي القطب ويتحكم فيه فقط الاستكبار العالمي كقرية صغيرة وذلك تم بفضل الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا الاتجاه قد تغير سواءً كان في إيران أو خارجها من قبل المقاومة وفصائل المقاومة الموجودة في كل من فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وبقية بلدان العالم. إيران اليوم بالإضافة إلى كونها قوة كبرى في وجه العالم المتكبر كذلك إنه أصبحت قوة اقتصادية وقوة متطورة على كل المستويات وهذا خلافٌ للكثير من الأنظمة الموجودة في البلدان الإسلامية التي لازالت خاضعة للاحتلال أو للاستكبار العالمي.

نجد اليوم فی الكثير من الدول حتى دول ناطحات السحاب افتقار هذه البلدان لأي فكرة أو أي شيء آخر على الإطلاق وهناك مشاريع غربية تصدر مباشرة إلى هذه البلدان مقابل سحب الخيرات والثروات الكبيرة لهذه البلدان. الحقيقة هي أن مثل هذه البلدان لا تعتمد على نفسها وإنما أصبحت خاضعة للدول الإستكبارية لتنفيذ أجنداتها ورغباتها واستنزاف خيرات هذه البلدان وبالنتيجة كل ما هو موجود، موجود من خارج هذه البلدان إذ أنه ليس لديها صناعة ولا زراعة. كل شيء يتم استيراده من الخارج وليس لدى هذه البلدان عقليات أو طاقات علمية متميزة حتى الأطباء هم من الأجانب في هذه البلدان لذلك فإن هذه البلدان كتب لها أن تأكل وتشرب فقط وأن تعيش خاضعة لا تطور ولا تتغير؛ لأنها لم تتخذ الإسلام طريقاً لها. لذا فإن الحقيقة هي أن مفهوم الصحوة الإسلامية وتصدير الثورة يكمن في أن تختار الشعوب الإسلام كالخيار الحقيقي والمخلص والمنقذ لها من الآهات والمشاكل والويلات والاستبداد والظلم والذل والعبودية للآخرين.

 

ما سبب عداء الولايات المتحدة وحلفائها للثورة الإسلامية والظاهرة الموجودة التي تُدعى إيران الثورية برأيكم؟ لماذا يحاول الأمريكيون تشويه صورة هذه الثورة في أذهان الجمهور في مختلف أنحاء العالم ويؤثرون سلباً على الرأي العام العالمي؟

طبعاً فإنّ الاستكبار العالمي المتمثل في ثلاثية الشر هو أمريكا وبريطانيا وإسرائيل الذين قاموا في وقت الاحتلال البريطاني للبلدان الإسلامية بتقسيم هذه البلدان إلى عدة دول وكانوا يتصورون أنهم يوجدون حكومات خاضعة لهم وسيستطيعون من خلال ذلك زرع غدة سرطانية في المنطقة وهي الكيان الصهيوني. إنهم كانوا يتصورون أنهم يستطيعون ومن خلال هذه الإجراءات وتقسيم البلدان أن ينفذوا جميع البرامج و الأطروحات الاستعمارية داخل المنطقة ولكنّ أول انتفاضة على هذا المشروع كانت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيام الثورة الإسلامية لذلك فقد وجد الاستكبار العالمي أن الثورة الإسلامية تشكل خطراً كبيراً على مشروعه التقسيمي والاستبدادي والاستعماري الذي أوجد حكومات خاضعة له وكانت هذه الحكومات تنفذ المشاريع الأمريكية بدقة وكانت تحرص على مصالح الولايات المتحدة أكثر من حرصها على مصالح شعوبها. هذه هي الأنظمة التي كانت تريدها الولايات المتحدة.

  أما نظام يرفض سرقة الأمريكان والاستكبار العالمي لأمواله وثرواته ويرفض التدخلات الخارجية الإستكبارية في شؤون بلده ويحقق العدالة والرفاه والإنصاف لشعبه فلا يريده الأمريكيون والاستكبار العالمي على الإطلاق لذلك كانت الثورة الإسلامية هي الخطر الأساسي والحقيقي لإجهاض المشروع الأمريكي البريطاني الصهيوني في المنطقة ومن الطبيعي أن يحارب الأمريكيّون من يحقق الصحوة الإسلامية أو يسير في هذا الاتجاه وعلى هذا النحو في العالم ولذلك تجد اليوم أن الاستكبار العالمي وحتى الجماعات التكفيرية تحارب دائماً دائرة محور المقاومة وهذا واضح أنّ صاحب المشروع الاستعماري الذي هو الأمريكي عندما يرى أمامه خطرا يحاول قدر الإمكان ضرب محور المقاومة من الداخل بإيجاد حروب إسلامية ـ إسلامية ونزاعات ومشاكل داخلية ليشغل بذلك العالم عن الكيان الصهيوني ووجوده واستقراره في الأراضي الفلسطينية.

 

*اليوم بعد نضوج تجربة المقاومة من جهة و تراكم الخبرات من جهة أخرى هل يمكن أن نقول إنه قد ولى زمن الهزائم و جاء زمن الانتصارات؟

 من المؤكد أنّ زمن الهزائم قد ولى وأننا في زمن الانتصارات وجلب انتباهي كلام السيد القائد في مؤتمر الوحدة الإسلامية عندما تحدث عن إسرائيل وعدم صمودها أمام قوات المقاومة وقال في ختام كلامه أنها لم تصمد في غزة حتى ليومين أمام المقاومة الفلسطينية. في الحقيقة الكيان الصهيوني اليوم لم يعد قادراً على تنفيذ العمليات الهجومية، هو لم يصمد في العمليات الدفاعية ليومين لكنه على مستوى العمليات الهجومية أو مهاجمة البلدان أو مهاجمة المقاومة أصبح الكيان الصهيوني ضعيفاً بل أكثر من ضعيف و لا يوجد معنويات لدى جنوده فجنوده منهارون معنوياً و يعرفون جيداً قوة الطرف المقابل؛ لأنهم يطلعون على قوة المقاومة وقدرتها على إجهاض المشاريع الاستعمارية والإستكبارية واحدة تلو الأخرى وكذلك إنهم لم ينسوا لحد الآن الهزائم المريرة التي خضعوا لها من حزب الله في لبنان والمقاومة الإسلامية في الأراضي المحتلة الفلسطينية بشكل متوالي وهي التي تسببت في انسحاب إسرائيل من المعارك.

 

زمام المبادرة اليوم بيد محور المقاومة ومحور الاستكبار هو الخاسر

 ومن جانبٍ آخرٍ يحاول الغرب تلميع صورة الكيان الصهيوني المحتل من خلال طرح معين أو من خلال وسائل الإعلام كمشروع سياسي ولكن الحقائق واضحة وأظهر من الشمس أن هذا الكيان الصهيوني اليوم أصبح كياناً ضعيفاً غير قادر على مهاجمة البلدان الإسلامية أو خوض الحروب مع المقاومة الإسلامية بل هو اليوم في موقف الدفاع الضعيف لكن انتقل إلى مرحلةٍ أخرى لأنه يحتاج إلى الحماية الخارجية ولذلك تجد اليوم هذا الكيان تحت حماية السعودية وبعض الحكومات والدول الإسلامية ـ العربية مع شديد الأسف ودول غربية أيضاً. هؤلاء اليوم من حماة الكيان الصهيوني على مستوى المنطقة والعالم، والواضح هو أن الكيان الصهيوني لا يستطيع الصمود من دون دعم الولايات المتحدة الأمريكية وليس قادراً على البقاء. حزب الله البناني أو المقاومة في الأراضي المحتلة الفلسطينية تكفي وحدها لمجابهة الكيان الصهيوني ولا حاجة لأن تكون المقاومة كلها في مواجهة هذا الكيان. الكيان الصهيوني اليوم تحت حماية أنظمة كبرى ولكن محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية صار هو من يطرح المشاريع وبيده زمام المبادرة. سابقاً في البدايات كان الأمريكيون وحلفاؤهم يحاولون دائماً تشتيتنا وإزعاجنا وإشغالنا بمشاريع سيئة في العالم الإسلامي بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن زمام المبادرة اليوم بيد محور المقاومة والطرف الآخر متخبط بحيث خسر الكثير من مشاريعه وبدأ يتوجه و يصرح حتى بإهانة بعض خدامه وعملائه من حكام الأنظمة الإسلامية.

 

*أنتم دخلتم في موضع الصراع مع إسرائيل. الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) قال قبل سنوات إنه لن يكون هناك شيء إسمه الكيان الصهيوني بعد 25 سنة. أنتم على المستوى الشخصي هل تبادر إلى ذهنكم تصور معين للمنطقة لما بعد هذه السنوات القليلة وعدم وجود إسرائيل؟ كما نعلم أنتم شاركتم في الحرب ضد الإرهاب في سوريا ضمن لواء إسمه لواء الجولان فهل أصبح ملف فلسطين فعلياً على خارطة حركة النجباء الإسلامية بشكل إجرائي؟ هل ترون إقامة الصلاة في القدس قريبة؟ نرى محاولات من الطرف الآخر يسمونها مثلاً صفقة القرن أو أشياء كهذه ويحاولون التطبيع مع الكيان الصهيوني رغم أنكم قلتم أنه جاء زمن الانتصارات والكيان الصهيوني أضعف بكثير من السنوات المنصرمة. كيف تفسرون هذه المحاولات من قبل الأجانب في ظل الوعود الإلهية في الآفاق والمستقبل بعدم وجود الكيان الصهيوني ضمن السنوات القليلة القادمة؟

 أولاً في عقيدة المقاومة قضية القدس ومجابهة الكيان الصهيوني هي جزء من العقيدة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) فأي إنسان يعتقد بالإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يجب ألا تكون قضية القدس ومجابهة الكيان الصهيوني بعيدة عن ذهنه وبعيدة عن توجهاته فإنها جزء أساسي حسب ما نعتقد به ونعمل عليه. الأمر الآخر أننا حقيقةً لاحظنا أن السيد القائد ما وعد إلا وتحقق هذا الوعد وأنا أتذكر مثل هذه الوعود. أتذكر أنه بعد حرب تموز عندما ذهبت إلى لبنان لتهنئة سماحة السيد حسن نصرالله بالانتصار الكبير الذي تحقق ضد الكيان الصهيوني سألته سؤالاً وخاطبته "كيف وعدت حزب الله والعالم بالنّصر وكيف كان عندك الاطمئنان والثقة العالية بأنكم منتصرون في أول أيام الحرب عندما كانت المعالم غير واضحة؟" فقال "إننا مجاهدون ونعمل بقوّة على الأرض والمجاهد الحسيني أمام خيارين إما الشهادة أو الانتصار ولكن وصلت رسالة من جانب السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظلّه) كان سماحته يعد فيها بالانتصار ويحثّنا على الصمود وأنا بالتجربة رأيت أنّ السيد القائد ما وعد إلا وتحقق هذا الوعد لهذا خرجت مباشرة على الإعلام لنقل الوعد عن السيد القائد فوعدت العالم الإسلامي بأن النصر آتٍ لا محالة".

 

 سنصلّي في القدس قريباً

 لذلك نعتقد أنّ هذا الوعد سيتحقق إن شاء الله وسيأتي اليوم الذي يصلّي فيه جميع العالم الإسلامي في مدينة القدس المقدسة من غير وجود هذا الكيان الصهيوني اللاشرعي على الأراضي المحتلة. الأمر الآخر اعتقادنا وقناعتنا بخصوص فلسطين ومسألة احتلال الكيان الصهيوني الغاصب أن قوات عسكرية جاءت لتؤسس لها دولة وهذه القوات العسكرية جاءت وقت احتلال القوات الإنجليزية لتأسيس دولة تكون غدة سرطانية في جسد الأمة الإسلامية ويجب أن تُزال هذه الغدّة السرطانية ليشفى ويتعافى جسد الأمة الإسلامية.

إخترنا اسم الجولان لأننا كنا في سوريا وكنا نقاتل جماعات تكفيرية وكانت الأدلة والإثباتات تشير بشكل واضح أنها مدعومة من الكيان الصهيوني الغاصب وفي بعض الأحيان وفي بعض المعارك جرحاهم كانوا يتلقّون العلاج على الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك في مستشفيات إسرائيلية عسكرية وغير عسكرية، كانوا يقدمون لهم الدعم و الإمدادات. لكوننا نقاتل هذه الجماعات التي تخوض الحرب بالنيابة كان قرارنا أن نكمل مشروعنا بعد القضاء على هذه الجماعات أن نؤسّس لواء تحرير الجولان ليكون مع الجيش السوري صفّاً لصف لأنّ الجيش السوري يرفع شعار تحرير الجولان فلذا أسسنا لواء تحرير الجولان ليكون مع هذا الجيش ويقف مع هذا الجيش لتحرير أراضي الجولان من الكيان الصهيوني ويستمر مع المقاومة الفلسطينية حتى تحرير كل فلسطين المحتلة. سنشارك حتماً ولنا الفخر والشرف الكبير في هذه المشاركة كما أنّه شارك أجدادنا سابقاً في الحرب في العراق وشارك الكثير من العراقيين فيها وكانت من الممكن أن تحقق هذه الحرب نجاحات وانتصارات وتنهي دولة الكيان الصهيوني لولا خيانة بعض الأنظمة العربية التي تطعن في الظهر وتتظاهر أنها ضد وجود هذا الكيان داخل الأراضي الفلسطينية ولكنها في الحقيقة كانت تدعم هذا الكيان الغاصب وأجهضت محاولات شعوب العالم المنتفضة لمحاربة الكيان الصهيوني وخانت هذه الشعوب من أجل مصلحة إسرائيل وإبقاء إسرائيل في المنطقة. نحن الآن حتماً على جهوزية كاملة متى يكون القرار والقناعة سنكون على حدود فلسطين لمجابهة إسرائيل ولنا الشرف والفخر الكبير في ذلك.

أما موضوع صفقة القرن فكان الاستكبار العالمي أو الشيطان الأكبر يحاول إيجاد نظام فلسطيني ضعيف وهزيل شبيه الأنظمة العربية الموجودة كالسعودية والأنظمة الأخرى. هذا النظام يكون أداة تشكله مجموعة من الأدوات ويكون أداة بيد الكيان الصهيوني الغاصب لكي يظهروه إلى العالم الإسلامي ويقولوا أن هذه الحكومة الفلسطينية قد تأسست وتنفذ لهم أجنداتهم ضد الشعب الفلسطيني أيضاً. طبعاً هذا المشروع فاشل ولن يُكتب له النجاح لأن الشعب الفلسطيني واعٍ لما يُطرح ولما يُراد منه لإذلاله وهدر كرامته لذلك فإن الشعب الفلسطيني لن يقبل ولن يتحقق هذا المشروع والأكيد أن المقاومة الفلسطينية هي التي ستنتصر في النهاية.

 

*كيف يمكن مواجهة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟ كيف تفسرون محاولات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب من قبل بعض الأنظمة العربية في المنطقة؟ نشعر أن هناك فرقاً بين المحاولات السابقة للتطبيع والمحاولات الفعلية وانتقلت الأنظمة العربية من مستوى التطبيع السياسي إلى مستوى التطبيع الثقافي مثلاً في الرياضة والفن والعلوم، كما أنّنا نرى أن هناك تطبيعاً علميّاً مثل إقامة مؤتمرات علميّة يشارك فيها الضيوف من البلدان الإسلامية في ظل حضور ضيوف من الكيان الصهيوني الغاصب. كيف يمكن مجابهة هذا النمط الجديد من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل؟

طبعاً في السابق كان الكيان الصهيوني لا يستطيع تطبيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية على مستوى المنطقة بشكل علني حتى على المستوى الاقتصادي كانت بضائع الكيان الصهيوني توضع لها ماركات شركات بلدان عربية أخرى وتُصدّر للعالم الإسلامي. كانت الكثير من الحكومات حتى نظام آل سعود سابقا لا تستطيع أن تطرح مسألة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب المحتل بشكل علني. أول من صرّح علناً بخصوص العلاقات مع الكيان الصهيوني كان الملك السعودي عندما قال إنه لا يمانع من إعطاء الأراضي الفلسطينية للشعب اليهودي المسكين ولكن بعد ذلك لم يستطع النظام السعودي أن يصرّح بعمالته وتبعيته و يصرح أنه جزء وحليف أساسي وخاضع للكيان الصهيوني الغاصب على مستوى وسائل الإعلام. أما اليوم فيتكلم الكيان الصهيوني وبشكل علني عن الشراكة مع البلدان العربية والإسلامية وهذه الشراكة لا شكّ أنّها تأتي لاستهداف الأمة الإسلامية لتحقيق أهداف وغايات الاستعمار والاستكبار العالمي وهذا التطبيع بدأ من أنظمة وحكومات وهذه الأنظمة والحكومات فتحت بلدانها وشعوبها على الكيان الصهيوني المحتل ليعيث في هذه البلدان فساداً على كل المستويات ويحاول أن ينتقل إلى مرحلة أخرى. اليوم أصبح النظام السعودي الذي كان سابقاً لا يُصرّح بعمالته وتبعيته للكيان الصهيوني الغاصب المحتل، أصبح اليوم هذا النظام الضعيف ألعوبة بيد الكيان الصهيوني وفتح الآفاق لإعادة التطبيع مع هذا الكيان. في الواقع كان من الممكن أن يُكوّن هذا التطبيع في العلاقات مع الكيان الصهيوني مؤتمراً صهيونيّاً عربيّاً كما كان قبل ذلك مؤتمرٌ أمريكيّ أو ما أسموه بالمؤتمر الأمريكي الإسلامي الذي كان ضد الإسلام والمسلمين في الحقيقة وعقد في السعودية. قد تكون مثل هذه المؤتمرات ولكن ما حصل في العالم ودحر هذه الأنظمة والمتغيرات التي حصلت والخطوة السيئة التي قام بها ترامب بحماقة بإعلانه نقل السفارة الأمريكية من تل آبيب إلى القدس أحرج الأنظمة العربية ولو كانت الأنظمة متفقة مع إسرائيل وهناك زيارات متبادلة بينها وبين الكيان الصهيوني.

لكن التصرف الأحمق من قبل الرئيس الأمريكي أوجد الثورة والحركة الشعبية الكبيرة في بلدان العالم الإسلامي ورفضت الشعوب ما تقوم به هذه الأنظمة فرأت هذه الأنظمة الخطر على أرض الواقع فتراجعت عن هذا التطبيع بشكل كبير وتراجعت عن الإعلان عن هذه الشراكة بشكل كبير ولكن بقيت بعض الأنظمة ونرى اليوم مع الأسف أن قادة بعض الأنظمة تستقبل قيادات صهيونية في بلادها أو ترسل بعثات معينه لإسرائيل من أجل التطبيع. وحقيقة فإن فشل هذا المشروع واضح مثل المشاريع الأخرى لأن هذه الأنظمة لا تمثل إلا الكيان الصهيوني الغاصب ولا تمثل حتى شعوبها. نظام آل سعود أو كيان آل سعود يمثل الكيان الصهيوني ولا يمثل شعب الجزيرة العربية على الإطلاق والأنظمة الأخرى الخاضعة للكيان الصهيوني والاستكبار العالمي لا تمثل إلا هذا الاستكبار ولا تمثل إلا الصهاينة ولا تمثل المجتمع الإسلامي ولا الشعوب الإسلامية.

 

*السؤال قبل الأخير يتعلق بزيارة الأربعينية. منذ قرابة الشهر استقبل العراق أكبر تجمع بشري في مراسم الأربعين. كيف يمكن الإفادة من هذا الزخم البشري العالمي لترسيخ فكرة المقاومة وتكثيف حضور المعنى الثوري للقضية الحسينية ولكن بفهمٍ معاصر؟

 

طبعاً زيارة الأربعين بحدّ ذاتها هي فكرٌ مقاوم وهي مسيرة مليونيّة سنوية لرفض الاستكبار وللسير على خطى سيد الأحرار في العالم الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) وهذه المسيرة هي مسيرة كبيرة من كل أنحاء العالم وهذه الحادثة هي ملحمة كبيرة جدّاً حصلت على أرض كربلاء لسيد الأحرار الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) و أصحابه ومن المؤكّد أن كل هذه الحشود والجموع التي تجتمع في كربلاء في ذكرى الأربعينية تستلهم الفكر من الإمام الحسين (عليه السلام) وفكر المقاومة اليوم هو امتداد لهذا الفكر النيّر والواضح. هذا الفكر لا يريد إلا مقاومة الظلم والباطل والإمام الحسين (عليه السلام) هو الذي قاوم الظلم والباطل. المقاومة لا تريد إلا الإصلاح في الأمة الإسلامية والإمام الحسين (عليه السلام) جاء وضحّى من أجل الإصلاح في الأمة الإسلامية فالمقاومة هي امتداد لفكر الإمام الحسين (عليه السلام) ومنهجه وزيارة الأربعين هي تجسيدٌ شعبي واقعي لهذا الفكر وحتى أن الأعداء كانوا يدركون أن زيارة الأربعين تشكل خطراً جسيماً على الأنظمة السيئة. منذ أزمنة طويلة كانت الأنظمة تحارب الزيارة وكانت تعتقل الزوار، الأمر الذي حصل مثلاً في عهد نظام صدام وحتى قبل نظام صدام لذا فإن الأنظمة الدكتاتورية كانت تحاول دائماً تغيير معالم كربلاء وإخفاء قبر الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء لمنع الناس من المشاركة في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام).

مثلاً أذكر أنّه في نظام صدام كان يُحكم سنتين على كل من يذهب إلى زيارة الأربعين وبعد ذلك قاموا بإعدام مجموعة من الشباب لأنهم اعتقلوا مرة أخرى بسبب مشاركتهم في زيارة الأربعين للمرة الثانية وتم الحكم عليهم بالإعدام من قبل نظام صدام. لذلك يمكن القول إن هذه الأنظمة الدكتاتورية كانت تخشى وتخاف من هذه الزيارة العظيمة لأنها ترسّخ فكر المقاومة وبفضل الله سبحانه وتعالى نرى اليوم حضوراً جماهيريّاً حاشداً في زيارة الأربعين. اليوم من يخاف من هذه الزيارة يحاول طرح أساليب أخرى وحاول التشويش على الزيارة على كل المستويات ويحاول حتى إلغاء الكثير من الأمور الإيجابية داخل هذه الزيارة.

كما تعلمون لا يوجد في العراق وزارة تختص بشأن الحج والزيارة كما هو موجود مثلاً في السعودية والأعداد الكبيرة التي تذهب إلى العراق للمشاركة في زيارة الأربعين هي أضعاف ما يوجد في السعودية في موسم الحج وهذه الأعداد تحتاج إلى تنظيم كبير ولكن في كل سنة نحن نسمع أنه قد حصلت حوادث للحجاج بسبب سوء إدارة هيئة الحج ووزارة الحج السعودية التي هي وزارة كاملة بكل المقاييس. من جهة أخرى من يذهب إلى الحج يحتاج إلى إمكانيات كبيرة وحتى يجب أن يدفع الضرائب للسعودي وهيئة الحج السعودية ولكن في العراق كل زائر عراقي كان أم غير عراقي لا يحتاج إلى فندق ولا يحتاج إلى أن يشتري الطعام ويوجد هناك متطوعين بشكل شعبي وبشكل كبير وملفت و هذه من ألطاف الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) وثورته المباركة لذلك تجد البيوت مفتوحة على طول الطرق لمبيت الزوار وسكن الزوار وكذلك أن هؤلاء المتطوعين والمتبرعين وأهاليهم يقدمون الخدمات والطعام للزائرين ويفتخرون بتقديم هذه الخدمات على كل المستويات لذلك تجد أن هذه الحالة في العراق هي حالة شعبية للاهتمام بهذه الأعداد الضخمة والكبيرة وليس هناك تدخل فيها من قبل الحكومة العراقية ومع ذلك هذه الزيارة تحقق في كل سنة نجاحات باهرة وكبيرة و هي تثير المخاوف الكثيرة لدى الأنظمة الدكتاتورية ولهذا السبب هم يحاولون قبل كل زيارة توجيه حملات إعلامية مضادة من أجل إيجاد إرباك في هذه الزيارة ولكن بفضل الله سبحانه و تعالى الأمور كلها على خير ما يُرام والزيارة تكون أفضل بالمقارنة مع السنين الماضية وما يطرح من فكر مقاوم واستنهاض المفاهيم والمضامين العالية للإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الزيارة له تأثير كبير على المجتمعات والشعوب التي تأتي لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأربعين.

 

*لقد التقيتم بسماحة السيد الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) لمرات وتحدّثتم إليه. هل تتذكرون توصية خاصة لكم أو للمقاومة بشكل عام في العراق. هل بإمكانكم أن تشيروا للتوصيات التي تم توجيهها إليكم من قبل سماحته؟

كل توصيات وكلمات سماحة السيد القائد مهمّة ومميزة سواء كانت في اللقاءات أو في المؤتمرات العامة ونحن نسمع الفيض الذي يفيض به سماحته من المضامين المهمة أو بعض الأحيان عندما نذهب ونتشرف بالصلاة خلفه ونغتنم الفرصة للسلام عليه. لازال راكزاً في ذهني عندما كنت في إحدى الصلوات خلف سماحة السيد القائد وكان الاحتلال الأمريكي حينها قد وضع حركة النجباء على لائحة الإرهاب وكان لهذا التصنيف ضجة على مستوى داخل العراق وخارجها و كان هنالك أيضا المواقف الإيجابية الكبيرة المتضامنة مع حركة النجباء المقاومة واستنكار في مجلس النواب العراقي وحتى على المستوى العشائري وباقي شرائح المجتمع. حينها عندما رأيت السيد القائد بعد الصلاة قال لي السيد القائد أن ما حصل فخرٌ لكم.

ليس في الآخرة فقط وإنما في الدنيا والآخرة وطبعاً الكلام كان جداً مهم وفعلاً إن مثل هذا الكلام له تأثير كبير على المستوى المعنوي وكذلك بالنسبة لإخواني في حركة النجباء عندما يكون كلام كهذا من فم السيد القائد و يكون الوعد بالانتصارات في الدنيا والآخرة فهذا فخر كبير ويزيدنا سروراً وسعادةً بما نحن عليه.

 

*أشكركم جزيل الشكر على قبول الدعوة والحضور في هذا اللقاء الجميل والطيب و نسأل الله لكم وللإخوة العراقيين المقاومين المجاهدين التوفيق الإلهي والنصر والغلبة في الدنيا والآخرة إن شاء الله. إذا كان عندكم ما تقولونه تفضلوا..

 

كذلك نحن نتقدم بالشكر لسماحتكم وإخوتكم لهذه الدعوة المباركة.