أكد خطيب جمعة طهران المؤقت آية الله محمد علي موحدي كرماني أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران تحمل رسالة واضحة إلى إسرائيل وأميركا، بأنه لن يتخلى عن علاقاته الإستراتيجية مع إيران.

وأشار آية الله موحدي كرماني في خطبة جمعة طهران اليوم، إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السوري "بشار الأسد" إلى طهران ولقائه قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية ، قائلا:

إن هذه الزيارة تعبر عن العلاقات العميقة بين البلدين وتقدير سوريا للدعم الذي قدمته إيران، وخاصة لقائد الثورة، حيث أوضح بشار الأسد أن الهدف من تقديم الشكر لإيران وتهنئة القائد بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية.

وأكد إمام جمعة طهران المؤقت: إن زيارة الأسد لطهران تحمل رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفائه الأميركيين من أن إيران سيكون لها تواجد في سوريا ولن تؤثر الضغوط الشاملة على هذا القرار.

وأضاف: إن دولا عربية قدمت عروض مغرية جدا إلى بشار الأسد للابتعاد عن إيران، فاقترحت عليه تقديم 200 مليار دولار وضمان استمرار حكمه وعائلته، لكن بشار الأسد لم يستبدل استقلال بلاده وكرامه شعبه والعلاقات الراسخة بين إيران وسوريا بالمال، لذلك فقد حظي بهذا الترحيب من قبل قائد الثورة، وفي هذه الزيارة دعا الرئيس السوري إلى تنمية العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والثقافية وتعزيز التواصل بين علماء الدين في البلدين.

وتطرق إلى مؤتمر وارسو، وأكد أن مساعي أميركا لتشكيل ائتلاف مناوئ لإيران قد باء بفشل ذريع، وقد اقر الاميركان أنفسهم بان هذا المؤتمر لم يحقق أي نتيجة.

واعتبر خطيب جمعة طهران المؤقت، بان أميركا تحولت اليوم إلى قوة هشة ونمر من ورق وتعاني في الداخل من مشكلات عديدة، وفقدت مصداقيتها على الصعيد العالمي حتى بين حلفائها.

وأكد أن مؤتمر وارسو كان مسرحية هزلية أدت في النهاية إلى توتر العلاقات بين بولندا البلد المضيف والكيان الصهيوني.

وأشار آية الله موحدي كرماني إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف حافلة للحرس الثورة وادي إلى استشهاد وإصابة مجموعة من كوادره، مطالبا باكستان بالعمل على ضبط الحدود المشتركة وعدم السماح للإرهابيين بالتسلل إلى داخل إيران والقيام بعمليات إجرامية، وقال: من البديهي أن هذا الوضع غير قابل للتحمل مطلقا، وعلى المسؤولين الباكستانيين أن يعلموا أن حسن الجوار معادلة ذات طرفين، ولحد الآن استندت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى هذا المبدأ، ونتوقع أن لا تضر الإغراءات الشيطانية للسعودية بالصداقة طويلة الأمد بين شعبي البلدين، ويتعين على باكستان الحفاظ على حدودها جيدا من اجل أمن ومصالح البلدين، وان تمنع تحركات الجماعات الإرهابية المرتبطة بالتيارات الوهابية، لان إثارة المشاكل في حدود البلدين لن يخدم مصلحة أيا من الشعبين الإيراني والباكستاني، وسوف يتضرر البلدان.

وتطرق آية الله موحدي كرماني إلى بيان قائد الثورة الإسلامية حول الخطوة الثانية للثورة، وقال: إن بيان الخطوة الثانية للثورة قضية هامة جدا، لأسباب متعددة بما في ذلك المحتوى والظروف والفترة الزمنية لإصداره لمواصلة الثورة، ويجب أن نقدم لها حلول عملية لتحقيق ذلك.

من جانب آخر حذر إمام جمعة طهران المؤقت من مخاطر الفضاء الافتراضي، وقال: إن الفضاء الافتراضي منفلت، ويخلق فجوة بين الأجيال، حيث يصنع بطولة زائفة.

واعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الوحدة الوطنية وتبث الخلافات بين أوساط المجتمع، وتمهد الأرضية لحصول الأجانب على معلومات حول الشعب والبلاد وخصوصية الأفراد، ونشر قضايا لا أخلاقية، والإساءة إلى المقدسات والقيم الإسلامية، والترويج للفرق الضالة ونشر الأكاذيب وبلبلة الرأي العام.