هنأ قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بالعام الإيراني الجديد (1398 هجري شمسي)، متمنياً أن يكون عيد النيروز هذا العام مملوءاً بالفرح والسرور وأن تكون السنة القادمة سنة خير وبركة ومسمياً إياها بسنة "ازدهار الإنتاج".

وأضاف القائد أبارك خصوصاً لشباب البلاد وناشئتها مبعث الأمل ومحرّكو المسيرة الوطنية في البلاد، وأتمنى لكم في رأس السنة الجديدة عيداً بهيجاً طيّباً وسنةً زاخرةً بالخير والبركة.

وأثنى قائد الثورة الإسلامية على مقاومة الشعب الإيراني وتحدي العقوبات الاقتصادية وزيادة الإنتاج الداخلي في البلاد كالمشاريع الأخيرة في مجال النفط والغاز جنوب البلاد .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية إن المشكلة الاساسية في البلاد لازالت اقتصادية جزء منها مرتبط بإدارة البلاد واقتصادها، داعياً المسؤولين لمعالجة اولويات البلاد خلال العام القادم.

وأردف آية الله الخامنئي إن السنة القادمة يجب أن تكون سنة الانتاج الذي يساهم في حل العمل والعملات، مطلقاً على السنة القادمة اسم "ازدهار الانتاج.

 

وفي ما يلي كلمة قائد الثورة الإسلامية بمناسبة العام الشمسي الجديد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يا مقلب القلوب والأبصار، يا مدبر الليل والنهار، يا محول الحول والأحوال، حول حالنا إلى أحسن حال.

أشكر الله تعالى أنه قدر هذا العام وعيد النوروز متزامناً مع المولد السعيد لأمير المؤمنين مولى المتقين أن أبارك ذلك للشعب الإيراني العزيز، عيدكم مبارك أيها المواطنون الأعزاء، آمل لكم جميعا السعادة والسلامة في البدن وقلب ملؤه الفرح وبالتوفيق المستمر والدائم معنويا وماديا خلال العام الجديد.

وتبريك خاص للأسر العزيزة للشهداء، وللمضحين الأعزاء وأسرهم، وأهدى التحيات الكثيرة لروح الإمام العزيز وللأرواح المطهرة للشهداء.

قضينا سنة مليئة بالأحداث، في السنة الماضية الشعب الإيراني وبكل ما للكلمة من معنى أبلى بلاءاً حسنا، الأعداء كانوا قد وضعوا مخططات، وكانت لهم مخططات للشعب الإيراني، قوة الشعب وبصيرته وهمة الشبان أحبطت مخططات الأعداء، أمام الحظر الشديد وكما وصفوه هم الحظر الذي لم يسبق لها مثيل من قبل أميركا وأوروبا.. الشعب الإيراني في المجال السياسي وكذلك الاقتصادي كان له رد فعل قوي ومقتدر.

وتجلى رد الفعل هذا في المجال السياسي في المسيرات العظيمة في 22 من شهر "بهمن" {11 فبراير ذكرى انتصار الثورة} والمواقف الشعبية طوال أشهر هذا العام.

وتجلى رد الفعل هذا على الصعيد الاقتصادي في زيادة الاختراعات العلمية – الهندسية، والزيادة الملحوظة للشركات المعرفية، وزيادة المنتوجات في مجال البنى التحتية والصناعات الأساسية الوطنية.

وكمثال على ذلك افتتاح مراحل متعددة لحقول الغاز في جنوب البلاد وقبل ذلك افتتاح مصفاة مدينة بندرعباس الكبيرة، وأمثلة أخرى كثيرة من هذه الأعمال التي أنجزت.

وبناء عليه استطاع الشعب أن يبدي قوته وهيبته وعظمته أمام عداوة وخبث الأعداء، ومكانة شعبنا وثورتنا ونظامنا الجمهوري الإسلامي بحمد لله زادت رفعة.

المشكلة الأساسية للبلاد مازالت المشكلة الاقتصادية، خاصة في الأشهر الأخيرة ازدادت المشاكل المعيشية للناس، قسم منها يعود إلى الإدارات الغيرفاعلة على الصعيد الاقتصادي، ومن الضروري بمكان أن يتم تلافي ذلك، وهناك برامج وتدابير اتخذت إن شاء الله، هذه التدابير طوال العام الجاري هذا العام الذي يبدأ من هذه اللحظة عام 1398{هجري شمسي} يجب أن تثمر إن شاء الله ويشعر الناس بآثارها، ما أؤكد عليه هو أن القضية الراهنة للبلاد والقضية الجادة للبلاد وأولوية البلاد بالفعل هي قضية الاقتصاد.

وهناك الكثير من القضايا في الشأن الاقتصادي، فتراجع قيمة العملة الوطنية هي قضية مهمة، وكذلك القدرة الشرائية للناس، كذلك وأيضا مشاكل المصانع من حيث قلة الإنتاج أو توقفها عن العمل، وما يتعلق بهذا الأمر.

ما قمت بالبحث فيه مستفيدا من وجهات نظر أصحاب الخبرة، أفضى إلى أن مفتاح كل ذلك هو تنمية الإنتاج الوطني، نحن أعلنا عام 1397 عاما لدعم المنتج الوطني. لا أستطيع القول بأن هذه الدعوة قد تم تنفيذها بشكل كامل عمليا.. لكن أستطيع القول إن هذه الدعوة أصبحت وبشكل وسيع محط الأنظار، وفي كثير من المواقع رحب الشعب بهذه الدعوة وتم العمل بها، وأعتقد جازما أن هذا الأمر سيترك تأثيره.

هذا العام قضية الإنتاج مطروحة، أريد أن أضع الإنتاج في محور النشاط الاقتصادي، وما أقصده من الإنتاج سأشرحه إن شاء الله في كلمتي في اليوم الأول من العام الجديد {في حرم الإمام الرضا عليه السلام بمدينة مشهد المقدسة}، وسأقول ما هو المقصود من الإنتاج.

إذا بدأت عجلة الإنتاج بالحركة يستطيع حل المشاكل المعيشية وأن يستغني البلد عن الأعداء والأجانب.. وكذلك يستطيع حل قضية إيجاد فرص للعمل وأن يحل قضية قيمة العملة الوطنية إلى حد كبير.

لذلك فإن قضية الإنتاج من وجهة نظري هي المسألة المحورية لهذا العام، لذا فإن شعار العام من قبلي سيكون "ازدهار الإنتاج".. إزدهار الإنتاج، على الجميع أن يسعى لكي يكون ازدهار الإنتاج في البلاد لافتا وملحوظا منذ بداية العام إلى آخره إن شاء الله. فإذا تحقق ذلك نأمل إن شاء الله بدأ مسيرة حل المشاكل الاقتصادية.

سلام وصلوات وتحيات قلبية مني لمحظر ولي العصر أرواحنا فداه، ودعاء هذا العزيز أسأله لكم أيها الشعب العزيز، والسعادة للشعب الإيراني وكل الشعوب التي تحتفل بالنوروز أرجوها من الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.