أكدت حركة حماس في بيان ان الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته الباسلة تتعرض اليوم لحالة غير مسبوقة من العداء والتآمر والخذلان من أطراف عدة، والهرولة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني في ظل حصار ظالم مفروض على قطاع غزة.

وبحسب وكالة مهر للأنباء ان حركة حماس، اصدر اليوم الخميس، بياناً صحفياً بمناسبة يوم القدس العالمي جاء فيه إن "محاولات كيّ وعي الأمة وتزوير التاريخ من الرويبضة وأصحاب النفوس المريضة مستمرة" بينما الواجب الديني والقومي والأخلاقي يحتم على الأمة وبمستوياتها وأحزابها كافة دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بكل السبل والوسائل، وبكل ما هو مطلوب لتعزيز صمودها وثباتها في مواجهة كل المخططات والمشاريع الصهيوأمريكية.

 

فيما يلي نص البيان:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"

 

أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد

أمتنا العربية والإسلامية المرابطة

يأتي يوم القدس العالمي والقدس تتعرض للخطر الشديد؛ تُستهدف من صفقة القرن ومؤامرة العصر على فلسطين، لكنها تقع في القلب من مشروع الأمة الحضاري، وتشكل عمودها الفقري، وتتوسط قرآنها لتؤكد لكل المؤمنين أن معركتكم الحقيقية والأساسية هي معركة تحرير القدس وفلسطين وتطهيرها من دنس المحتلين، فهي بوابة السماء، وملتقى الأنبياء، ومعراج سيد المرسلين، وهي أيقونة العطاء والفداء، فلا يستقر للأمة بال طالما مسرى نبيها محمد صلى الله عليه وسلم يستصرخ، فقد آن الأوان لتنفض الأمة الغبار عنها، وتوحد صفها، وتستجمع قوتها، وتوجه بوصلتها نحو العدو الحقيقي، وتنهي انشغالها بالمعارك الجانبية التي تفتت عضدها، وتنهش جسدها، وتُشمت أعداءها، وتنتصر للقدس وأقصاها.

يأتي يوم القدس العالمي وغزة محاصرة، والضفة مستباحة، وصفقة القرن تغرس أنيابها، وتنفذ بنودها على الأرض، والصراعات الداخلية والإقليمية تفتك بالأمة، وطعنات المطبعين في ظهر القضية الفلسطينية تتزايد، ومحاولات كيّ وعي الأمة وتزوير التاريخ من الرويبضة وأصحاب النفوس المريضة مستمرة، وإننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إزاء كل ذلك نؤكد ما يلي:

أولاً: نحيي أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد وأحرار الأمة وكل من يقف إلى جانب شعبنا ويدعم مقاومته بالمال والمواقف والسلاح، وكل من أحيا في ضمير الأمة حب التضحية والجهاد وحب فلسطين والقدس والأقصى، وعزز من صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال، وفي القلب منها الإعلان الإيراني ليوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من رمضان سنويا؛ الأمر الذي يعبر عن مدى احتضان الأمة وقادتها وشعوبها لفلسطين والقدس، والحرص على إبقاء هذه القضية حية حتى النصر والتحرير.

ثانيًا: التحية لشهداء شعبنا الفلسطيني وأسراه البواسل ورجال المقاومة الأشداء، والثائرين في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل، وكل أبناء شعبنا في الشتات، ونؤكد لهم جميعاً أننا متمسكون بسلاحنا وبنادقنا، وأن وحدتنا هي الطريق الرئيس لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات.

ثالثًا: تعاهد حركة حماس أبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم أن نبقى على عهدنا مع فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وأن نحافظ على عهد الشهداء، وأن نسير على طريقهم، وأن يبقى سلاحنا مشرعا حتى تحرير آخر ذرة من تراب فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

رابعاً: إن شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته الباسلة تتعرض اليوم لحالة غير مسبوقة من العداء والتآمر والخذلان من أطراف عدة، والهرولة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني في ظل حصار ظالم مفروض على قطاع غزة؛ ولذا فالواجب الديني والقومي والأخلاقي يحتم على الأمة وبمستوياتها وأحزابها كافة دعم مقاومة شعبنا بكل السبل والوسائل، وبكل ما هو مطلوب لتعزيز صمودها وثباتها في مواجهة كل المخططات والمشاريع الصهيوأمريكية، وفي مقدمتها صفقة القرن الأخطر ليس على شعبنا فحسب، بل على المنطقة برمتها، وإننا واثقون بإذن الله عز وجل بحتمية الانتصار على الاحتلال الصهيوني ومواجهة كل مخططاته وإفشالها.

خامساً: إن قضية فلسطين والقدس ليست قضية الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما قضية كل العرب والمسلمين، وهذا يوجب عليهم جميعا تعزيز صمود شعبنا والعمل على تحريرها ورفع الظلم عن أهلها وسكانها، باعتباره واجبا مقدسا وأمانة في أعناقهم.

سادساً: إن يوم القدس العالمي يشكل فرصة لجمع شمل الأمة، وتذكيرها بدورها تجاه فلسطين، ودعوتها لنصرة القدس والأقصى، ورسالة واضحة للعدو الصهيوني وللإدارة الأمريكية شريكته في العدوان على شعبنا وأرضه وحقوقه ومقدساته بأن شعبنا صامد لن ينكسر، وأن المقاومة مستمرة بأشكالها وأدواتها كافة حتى تحرير القدس وفلسطين كل فلسطين من دنس الاحتلال بإذن الله عز وجل.