أكّد الكاتب والمحلل السياسي "حسين الديراني" أن قائد الثورة هو الأب الروحي لكل حركات المقاومة والمظلة التي تظلل بروحيتها الإيمانية ووعيها السياسي وبصيرتها الروحية على كل فصائل المقاومة.

إن جمهور المقاومة في العالم العربي والإسلامي سيكون له ردة فعل قوية إزاء هذا العدوان الجديد بضم الأراضي الفلسطينية والأردنية للكيان الصهيوني، والرد الرادع الوحيد لهذه الغطرسة الصهيو-امريكية هو المقاومة المسلحة المشروعة لردع الاحتلال، لأنه لا يرتدع إلا بقوة السلاح.

فكما انسحب العدو من قطاع غزة ومن جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة التي أثبتت نجاحها سوف يزول هذا الاحتلال من الوجود مهما تمادى في عدوانه وإرهابه، فإذا كان للعدو من يدعمه ماديا وعسكريا وامنيا وسياسيا، فللمقاومة سواعد تبنيها، وقائد روحي فقيه ملهم يرشدها ويدعمها ويهديها.

وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر حواراً مع الكاتب والمحلل السياسي "حسين محمد الديراني"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

 

س: في ظل الاعتداءات الصهيونية الأخيرة، هل من الممكن أن نشهد إنتفاضة واسعة النطاق من غزة إلى الضفة؟

الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني لم تتوقف ابداً منذ انشاء هذا الكيان الغاصب والاعتداءات تأخذ اشكالاً متعددة، منها الاعتداءات الشاملة كما حصل على قطاع غزة عام 2008 وعام 2012 وعام 2014 ،  واعتداءات جزئية بشكل يومي متواصل على قطاع غزة والأراضي الخاضعة للاحتلال الصهيوني المباشر داخل فلسطين المحتلة، هذه الاعتداءات تسفر عن ارتقاء عدد كبير من الشهداء، وإصابة المئات من المواطنين الفلسطينيين العزّل بجروح بليغة، وسوف تستمر هذه الاعتداءات طالما هذا الكيان يتلقى الدعم المادي والعسكري والسياسي من الإدارة الأمريكية.

ومؤخراً يتلقى الدعم نفسه من عدد كبير من دول منطقة الخليج الفارسي، ورداً على هذه الاعتداءات المتواصلة يقوم الشعب الفلسطيني بالرد حسب الإمكانيات المتاحة، والمقاومة "مسلحة أو شعبية"، ويختلف الرد من غزة عن الضفة.

فالمقاومة في غزة تمتلك قوة الرد العسكرية بإمكانيات رادعة فهي قوية ومخيفة، أمّا في الضفة فالمقاومة شعبية شاملة تأخذ طابع المواجهة بالصدور العارية المفعمة بالصمود وروح المقاومة.

س: في رأيكم كيف ستكون ردة فعل المقاومة في فلسطين ولبنان حال قيام العدو الصهيوني باحتلال مناطق من الضفة وغور الأردن هل سيكون هناک رد عسکری؟ وهل من الممكن أن نشهد مستقبلاً غرفه عمليات مشترکه بین فصائل المقاومة علی رأسها کتائب "عز الدین القسام" و"سرایا القدس" و"حزب الله" فی لبنان؟

الضفة محتلة منذ عام 1967، ولكن العدوان الجديد هو مشروع ضم اراضي شاسعة من الضفة إلى الكيان الصهيوني لتكون تلك الأراضي جزء من هذا الكيان الإرهابي، وضم غور الأردن هو من ضمن مخطط "صفقة القرن" الأمريكية أو " سرقة القرن" الصهيونية الترامبية "الصهيوأمريكية" اذا صحّ التعبير، ومن ضمن أهداف صفقة القرن توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والاردن وسوريا، وحرمانهم من العودة الى وطنهم الاول والنهائي "فلسطين".

مشروع الضم تلاقى اليوم معارضة قوية ودولية؛ اوروبا الحليفة للكيان الصهيوني باتت تعارض مشروع ، وترامب الذي أسس لهذا المشروع طالب نتنياهو بتأجيله بسبب المعارضة الاممية سياسة الضم تلاقى اليوم معارضة قوية من قبل الدول الاوروبية الحليفة للكيان الصهيوني، وحتى ترامب نفسه صاحب هذا المشروع الشيطاني طالب نتنياهو تأجيل موعد الضم بسبب المعارضة الدولية الاممية، وبسبب وضعه في الداخل الامريكي حيث يعاني من انهيارات سياسية بسبب سياسته العنصرية المتّبعة ضد المواطنين الامريكيين من اصول افريقية، وفشله في ادارة ازمة وباء كورونا القاتل المتفشي في امريكا بشكل كبير.

ومن المؤكّد في حال قام بتنفيذ عدوان الضم سيكون الرد صاعق وكبير من كافة فصائل المقاومة في فلسطين، ومن الطبيعي سيكون لهذا العدوان تداعيات على لبنان، والتنسيق بين المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين قائم لمواجهة العدو الصهيوني منذ انطلاق المقاومة في لبنان.

 

س: کيف تقيمون رسالة قائد الثورة الإسلامية؟ وما هو أثر وصدى رسالة قائد الثورة الإسلامية التی أرسلها لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مؤكداً فيها دعم إیران للمقاومة؟

الرسالة التي ابرق بها قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد "علي الخامنئي" (دام ظله) رداً على رسالة من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" "إسماعيل هنية" حول تطورات المنطقة وفلسطين، وعبّر فيها عن امتنانه العميق للمقاومين الذين اعدّوا انفسهم لمواجهة العدوان الصهيوني والأمريكي.

قائد الثورة الإسلامية الأب الروحي لكل حركات المقاومة التي تواجه العدو، والمظلة التي تظلل بروحيتها الإيمانية، ووعيها السياسي، وبصيرتها الروحية وذّكرَ سماحته بها بالأطماع الصهيونية الاستراتيجية التي تهدف إلى ضم الأراضي الفلسطينية للكيان عبر الوسائل العسكرية الإرهابية والحصار الاقتصادي، ومنع حق العودة، كما دعا إلى الوحدة والتلاحم بين جميع فصائل المقاومة لتعزيز قدرات المقاومة وإفشال خطط العدو، كما أكد أن الجمهورية الإسلامية بحكم واجبها الديني والإنساني لن تدّخر جهداً لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم في استعادة حقوقه ودفع شر الكيان الصهيوني.

قائد الثورة الإسلامية الأب الروحي لكل حركات المقاومة التي تواجه العدو، والمظلة التي تظلل بروحيتها الإيمانية، ووعيها السياسي، وبصيرتها الروحية، لكل فصائل المقاومة في المحور الممتد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وصولاً لقطاع غزة المحاصرة مروراً باليمن الجريح، والعراق الممتحن، وسوريا الصمود، ولبنان الانتصارات.

لذلك كان لرسالته الأبوية الروحية اثر عميق، وصدى كبير لدى كل المقاومين الشرفاء في عالمنا الإسلامي والعربي.