قصيدة شعرية؛ ذِكرُهُمْ يا حُسينُ يَعْـلُو وَفاءً

من مجموعة القصائد التي تتناول موضوع المسيرات المليونية المتجهة الى مرقد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة  لزيارة اﻷربعين:

 

جاءَ مِيقاتُ أربعينِكَ زَحفا

يا أبا العزمِ والشهادةِ طَفّا

 

حلَّ مِيعادُ اﻻربعينَ سَخاءً

لِفِداءٍ أَندَى القرابينَ كفّا

 

فشعارُ الحسينِ أضحى لِواءً

وجِهاداً ومنهجاً فاقَ وَصْفا

 

وغدَتْ كربلاءُ محرابَ عشقٍ

لِـلِقاءٍ يَشُعُّ وُدَّاً ولُطفا

 

فالجماهيرُ آمنتْ بِحُسينٍ

وهو رُوحٌ تَشُفُّ بالخيرْ شَفّا

 

في بقاعِ العراقِ طُوﻻً وعَرْضَا

ألملايينُ أعمَرُوا اﻷرضَ رَصْفَا

 

هُمْ نِظامٌ وخِلَّـةٌ وَوِئامٌ

وثباتٌ على العقيدةِ أَوفى

 

بايعُوا نجلَ أحمدٍ بِالمَآقِي

وقُلوبٍ تَفيضُ حٌبّاً و زُلْفَى

 

عاهدُوا اللهَ والوَرى أنْ يُلَبُّوا

دعوةَ السِبطِ للفِدَا مَنْ أَعَفَّا

 

مَنْ شَرَى النَفْسَ بالخُلُودِ جِنـاناً

وجوارِ الحبيبِ طه المُصَفَّى

 

هُمْ نَقاءٌ وعِفَّةٌ واتّحادٌ

وانطلاقٌ يَسيرُ رَهْطاً وَصَفَّا

 

ذِكرُهُمْ يا حُسينُ يَعْـلُو وَفاءً

لشهيدِ الطُفُوفِ جاهَدَ حَيْفَا

 

حاربَ البَغْيَ زُمرَةً في ضَلالٍ

مَن أذاقُوا اﻷنامَ قتْلاً وخَسْفَا

 

حاصَرَتْهُ الجُيُوشُ فَرداً وَحيداً

وهو ظامٍ ومَنْ حَمَاهُ تَوفَّى

 

قاتَلَ المارِقينَ سِبطاً شُجاعاً

ليسَ يَخشى غَدراً لِجيشٍ تَشَفَّى

 

قَتَلُوا الحِلمَ والتُقَى وإماماً

قارَعَ الظُلمَ والحُكومَةَ سَيْفَا

 

باعَ نفسْاً زَكيَّةً في جِهادٍ

لم يُمالِ عِدَىً ولم يَخْشَ حَتفَا

 

فهو حِصنُ الوَرى وَصيَّاً كريماً

وإمامُ الهُدَى وللعدلِ أَكْفَا

 

إنَّ قَتْلَ الحُسينِ ظُلمٌ عظيمٌ

ونِداءٌ يَظَلُّ يَحشِدُ زَحْفَا

 

يومُ عاشُورَ تضحياتٌ جِسَامٌ

وفي اﻻربعينَ اْلمَضامينُ أشْفَى

 

فعِراقُ الحُسينِ عَهْدٌ عظيمٌ

ولِنَـهْجِ اﻹباءِ صَرْحٌ ومَهْفَى

 

هوَ زَحْفٌ الى الحٌسينِ ولكنْ

بَعْـدَهُ الزحفُ للخليلِ وحَيْفَا

 

**********

 

بقلم الكاتب والاعلامي

حميد حلمي البغدادي