أكد آية الله الشيخ عيسى قاسم أنه "إذا كانت المقاومة من أجل المسجد الأقصى، ومن أجل القدس وحرمتها، فإنّ يوم القدس العالمي والاحتفاء به، والمشاركة فيه، وإعطاءه حقّه الكبير من الجدّية هو من أجل المقاومة".
وخلال كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي ألقاها في مجلسه بقم المقدسة، قال سماحته "لا مقاومة من غير روح يوم القدس العالمي... إذا ماتت روح يوم القدس العالمي وخَفَت صوت يوم القدس العالمي، وتراجعت الأمّة عن إحياء يوم القدس العالمي وتلكأت، أو كان هذا الإحياء من شأن مستوىً معيّن، مذهبٍ معيّن، بلدٍ معيّن؛ فإنّه لا مقاومة، فإنّ خطّ المقاومة إلى ذبول، وإلى موت".
وأضاف "حتى يكون خطّ المقاومة إلى انتعاش، وإلى قوّةٍ ونهوض وفاعلية وهيبة، وقدرة على الاكتساح؛ لا بُّد أن تكون مُقدمته وهي يوم القدس العالمي في إحيائه العظيم الذي تشارك فيه كلّ الأمة، من شيخٍ وعجوز، من طفلٍ وناشئٍ وشاب، من ذكرٍ وأثنى، من كلّ بلدٍ مسلم، من كلّ بلدٍ عربي، من كلّ ضميرٍ إنساني.
وحين تكون هذه المشاركة الواسعة، والصوت المجلجل الجريء في نصرة القدس، وهزيمة الصهيونية والتطبيع، حينئذٍ يشتدُّ عود المقاومة، وتسمُق شجرة المقاومة وتتجذّر، وتمتلك المقاومة القوّة الكافية والإرادة الأشد، والعزم الأكثر تأكيداً، وحينئذٍ يقترب يوم النصر".
وتابع "إذا فكّرتُم في يوم النصر، ونجاح الأمّة، وحماية أنفسكم ودينكم وعزّتكم، والحفاظ على أعراضكم، والاحتفاظ بأرضكُم، ففكروا في مقدّمة ذلك، واهتمّوا في مقدمة ذلك؛ وهو إحياء يوم القدس العالمي الإحياء الذي يليق به وبأهميته الكبرى، وهي توحيد الأمة على خط المواجهة الحامي المشتعل المستمر المضحي حتّى تنكسر الصهيونية، وحتى تتفكك سفينة التطبيع التفكُّك الكامل".
صرختُكَ في يوم القدس العالمي -كُنتَ شابّاً أو شيخاً، صبيّاً أو كبيراً، ذكراً أو أُنثى، عربيّاً أو غير عربي، سُنيّاً أو شيعيّاً، ومن كلّ المذاهب- صرخةٌ تُعلن المقاومة والجهاد. هي صرخةُ مقاومةٍ وجهاد، وتضحيةٍ وبَذْل لا يستثني شيئاً مما أذِنَ الله ببذله في الحفاظ على دينه العظيم، وإنسانية الإنسان، وكلمة السماء في الأرض
وشدّد على أنه "ما بقي التطبيع فالخطر قائم، وما بقيت فلسطين تحت الإمرة الإسرائيلية، وما بقيت القدس تحت التصرُّف الإسرائيلي، وبيت المقدس مدنّساً بأقدام "إسرائيل" فإنّ الأمّة كلّها على الخطّ الأحمر للخطر العظيم".
وأردف "صرختُكَ في يوم القدس العالمي -كُنتَ شابّاً أو شيخاً، صبيّاً أو كبيراً، ذكراً أو أُنثى، عربيّاً أو غير عربي، سُنيّاً أو شيعيّاً، ومن كلّ المذاهب- صرخةٌ تُعلن المقاومة والجهاد. هي صرخةُ مقاومةٍ وجهاد، وتضحيةٍ وبَذْل لا يستثني شيئاً مما أذِنَ الله ببذله في الحفاظ على دينه العظيم، وإنسانية الإنسان، وكلمة السماء في الأرض.. وعندما يكون الإحياء، أو الصرخة يوم القدس دون المستوى يأتي عنوان التخلُّف والخذلان، ففي ذلك تخلُّفٌ وخذلانٌ لدين الله، ولأمّة رسول الله (ص)، وخذلانٌ للإنسانية كلّها".
آية الله قاسم رأى أنه "لا بدّ أن يُمثّل يومُ القدس وقفةً جادّةً صارمة عامّة مع المسجد الأقصى والقدس وفلسطين والإسلام والمجاهدين الفلسطينيين"، مشيراً الى أن "يوم القدس ليس يومًا واحدًا، ولا مناسبةً عابرة، وإنّما هو يومٌ بعمر القضية الفلسطينية، وبعمر قضية الصراع الصهيوني مع الإسلام، ومع القيم الإلهية في الأرض، ومع عزّة الإنسان وكرامته، فعلى خطّ الجهاد، وعلى خطّ المقاومة. وكلّما يُؤتي الناس من بذلٍ في سبيل الله فهُم المحظوظون، لأنّ كلّ شيءٍ يُبذل في سبيل الله لا يساوي شيئاً من عطاء الله".
تعليقات الزوار