قصيدة.. في ذكرى هدم أضرحة البقيع
قصيدة بمناسبة يوم ٨ شوال ذكرى جريمة هدم أضرحة أئمة الهداة عليهم السلام في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة.
قُلْ للذي جَعلَ البَقيعَ دَوارِسَا
تَبّتْ يداكَ ومُتْ بِغيظِكَ آيِسا
هذا البقيعُ وَقد تجلَّى ثَـورةً
مَحقَتْ أفاعيلاً كَتمْنَ خسائِسَا
ما رَمْـسُ أحمدَ والأماجدِ أهلهِ
إلاّ تراتِيلٌ تَشُـعُّ شَـوامِسا
يستلهمُ الأحرارُ منها نَهضَةً
تُحيي المَواتَ وما حُسِبنَ أيابِسا
وتُطهِّـرُ الأنسابَ فهي نبيلةٌ
وتجودُ ما شاءَ الكريمُ فَوارِسا
رُحَماءُ في ما بينهُم وأكارِمٌ
وإذا ادلهمَّتْ ينفِرُونَ تنافُسـا
يَفْدُونَ أرواحَ العبادِ برُوحِهِمْ
فكأنَّهم رُضِعُوا المَودّةَ فارِسَا
يتسابقُونَ لدى الكرِيهَةِ حسبُهم
نهجُ الحُسينِ أطائِباً وأشاوُسـا
وكأنّهُم بَطَـلُ المَبيتِ مُضحِّيـاً
أخزى الطِغامَ كمائِناً ودَسائِسَا
رامُوا هَلاكَ مُحمدٍ خيرِ الوَرى
وهو النبيُّ ومَنْ يُؤمَّلُ آنِسِـا
فحماهُ ربُّ المرسلينَ كرامَةً
بفِدا وَصيٍّ دامَ دِرْعاً حارِسا
قَسَماً بربِّ الأطهرينَ مَراقداً
بِثرى البقيعِ أئمّـةً و نفَائِسا
إنّا على هَديِ الِنبيِّ وآلهِ
ماضُونَ رفضاً لِلجَهالةِ سائِسا
لا لن تدُومَ حُكومةٌ بدويَّةٌ
عمِلتْ كشيطانٍ يَبُثُّ وساوِسا
وبغَتْ على اليمنِ الشريف تحالُفاً
يسقي برايا الخيرِ بُغضاً راجِسا
الآمِنونَ وهمُ شيوخُ ونِسوةٌ
وطُفُولةٌ يلقَونَ مَوتاً خالِسا
لم يحترمْ سبُلَ الحياةِ بدولةٍ
جعلت تطوِّرُ للنهوضِ مجالسا
تبقى المدامِعُ باكياتٍ مِشعراً
واُلوفَ حجّاجٍ وتلعنُ باخِسا
ما موطنُ الحرمينِ أرضَ غنيمةٍ
للظالمين الفاجرينَ مغارِسا
هي دارُ وَحْيِ اللهِ صانَ حَريمَها
وأمانُ مَنْ لَـبّى الإلهَ مُؤانِسـا
ومراقدُ الاطهارِ فيها موئلٌ
من قبلِ أنْ تغدو مقاماً دارِسا
هو ذا عطاءُ بَنُو الرسالةِ سادةً
صقَلُوا ضمائرَنا ضياءً قابساَ
يومَ البقيعِ هو المُنَوِّرُ دربَنا
ويظَلُّ يذكرُهُ المُخلِّدُ دارِسا
ويعلِّمُ الأجيالَ أنّ عصابةً
هدمَتْ قبابَ الأطهرينَ تباخُسا
بجريمةٍ نكرتْ مشيئةَ أحمدٍ
لم ترْعَ ميراثاً يُفيضُ مَدارسا
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي
تعليقات الزوار