في الذكرى الـ53 عامًا على إحراق المسجد الأقصى المبارك
نيران حريق المسجد الأقصى لــــم تُخمد منذ 53عاماً .. وإشعال فتيلها متواصل!
يصادف اليوم الأحد الذكرى الـ53 عامًا على إحراق المسجد الأقصى المبارك من قبل مستوطن "إسرائيلي" الذي التهمت نيراه كامل محتويات الجناح الشرقي مع أضرار أخرى، بينما يواصل العدو وجماعات المستوطنين المتطرفة سياسة التهويد والسيطرة على المسجد في إطار هدمه لبناء ما يسمى بـ" الهيكل المزعوم" وكل هذا يمر وسط غياب الدور العربي والإسلامي اتجاه مسؤولياته في حماية المقدسات الإسلامية.
الخبير في شؤون القدس، الدكتور علي أبو راس، يعتقد، أن مرور الذكرى الـ53 عاماً على إحراق الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى ومنبره على يد مستوطن من أصول استرالية، جاء ضمن حلقة وسلسلة استهدافات للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية التي بدأت منذ النكبة (1948) وصولاً لاحتلال القدس عام (1967).
وقال الخبير أبو راس، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن "المسجد الأقصى والقدس مستهدفان منذ النكبة، وجاء ضمن هذه الاستهدافات ارتكاب ما يمكن تسميته بمجزرة حرق الأقصى الذي طال حرق منبر صلاح الدين الأيوبي كاملاً وهو يشكل قيمة رمزية وتاريخية هامة للمسلمين".
وأضاف الخبير، أن عمليات التهويد والاستيلاء والسيطرة على المقدسات من جماعات المستوطنين المدعومة من المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية في (تل ابيب) لم تتوقف اتجاهها، إذ تشهد القدس اقتحامات متكررة ومواجهات متصاعدة وحفريات أسفل الأرض تصل لمئات الأمتار بالإضافة لعمليات طرد السكان الأصليين والتضيق عليهم.
وتابع أبو راس: إن "لدى الاحتلال وجماعات المستوطنين وهم بالعشرات، خطة جاهزة لهدم الأقصى والقدس لبناء الهيكل المزعوم، وهم ينتهزون الفرصة من أجل الانقضاض على المسجد".
وأردف : إن "الشعب الفلسطيني لا يراهن على الدول التي وقعت على اتفاقيات (أبراهام) في حماية الأقصى، بل ساعدت وشجعت هذه الاتفاقيات العلنية الاحتلال على المزيد من الجرائم في القدس وسكانها".
وعن دور المنظمات والمؤسسات والجامعات العربية والإسلامية في حماية الاقصى، ذكر، أن دور تلك المنظمات لم يكن بالمستوى المطلوب في استنهاض الأمة في نصرة المسجد ووقف جرائم العدو، وهي بحاجة إلى المزيد في تنفيذ أهدافها وسياستها التي وجدت من أجله.
وأوضح أبو راس، أن المطلوب هو شد الرحال والعمل على تقديم الدعم وتنفيذ الالتزامات من أجل حماية الأقصى على كافة المستويات والأصعدة.
القدس يمر بمرحلة خطيرة
من جهته، أكد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن الحرائق في الأقصى والقدس لم تنته، محذرًا من أن القدس ومسجدها يمران بمرحلة خطيرة وصعبة جدًا.
وقال خطيب الأقصى، الشيخ صبري: إن "عمليات الاقتحامات ومصادرة أملاك المقدسيين والتهويد واغتصاب الأراضي والسجن والابعاد والفصل العنصري مستمرة بطريقة متصاعدة وغير مسبوقة"، مشدّدًا على أن الدفاع عن القدس والأقصى وحمايتهما ونصرتهما واجب على كل مسلم حتى التحرير.
وأضاف "لن يتحرر الأقصى ولن تسترجع الحقوق المغتصبة إلا بالعمل والجهاد في سبيل الله، وهذا عقيدة وإيمان واستجابة لحكم العزيز المنان" .
وأوضح صبري، أن هذه الذكريات والآلام يجب أن تجدد العزم والآمال، لأمتنا تنبيها عن الغفلات وتجديدا للعزمات واستدراكا للضعف والتراجعات.
كما وأكد ان الأقصى يتعرض لسلسلة اعتداءات آثمة متكررة تستهدف تكريس حالة جديدة وأمر واقع فضلاً عن تهويد المكان والمقدسات وبناء "الهيكل المزعوم"، وتاب: "الأقصى يعاني من محاولات عزله عن أهله ومنع المسلمين من الصلاة فيه".
ودعا صبري، إلى دعم صمود المقدسيين والمساهمة في مشاريع التعليم واعمار المسجد بالمصلين وترميمه في إطار مواجهة الاحتلال وسياسته التهويدية.
حرق المسجد الأقصى
وأقدم المستوطن "مايكل روهن" بتاريخ 21 أغسطس 1969 على حرق الجناح الشرقي للجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية في المسجد الأقصى، حيث التهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة الامعة.
وفجرت هذه الجريمة ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق، وأدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.
الأجزاء المتضررة من حريق المسجد الأقصى:
الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها.
ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد.
جميع السجّاد العجمي.
مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية.
الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة
منبر صلاح الدين الأيوبي
مسجد «عمر» الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية.
محراب «زكريا» المجاور لمسجد «عمر».
مقام الأربعين المجاور لمحراب «زكريا».
ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.
عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد.
القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها.
المحراب الرخامي الملون.
المصدر: موقع التقريب
تعليقات الزوار