أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن التحريض الدائم على الجمهورية الإسلامية وأن شعبها عدو هو عمل شيطاني لتمزيق الأمة مشدداً على أن أهم عنصر في محور المقاومة اليوم هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي للعلامة الراحل السيد محمد علي الأمين(رض) في بلدة شقرا جنوب لبنان قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: “في موضوع الحدود البحرية وحقوق النفط والغاز، بعد أشهر من الجهد والنضال السياسي والميداني والإعلامي، شاهدنا اليوم ان الرؤساء تسلموا النص المكتوب من الجهة الوسيطة”، وتابع “كنت أردد دائما ان الدولة هي التي تأخذ القرار المناسب الذي تراه لمصلحة لبنان ونحن أمام أيام حاسمة في هذا الملف”، وأضاف “سيتضح خلال الأيام المقبلة ما هو موقف الدولة اللبنانية ونحن نأمل ان تكون خواتيم الأمور جيدة وطيبة للبنان واللبنانيين جميعا”، وأوضح “إذا كانت النتيجة طيبة فإن ذلك سيفتح آفاقا جديدة وطيبة للبنانيين ان شاء الله وهذا سيكون نتاج التعاون والتضامن الوطني”.

 

وأكد السيد نصر الله: “إيران القوية والمقتدرة هي موضع استهداف منذ اليوم الأول ولذلك الجميع يراهن على التحرك من الداخل والعقوبات هدفها تحريض الناس على النظام الجمهوري الاسلامي”، واشار الى “ايران قوية وشعبها متمسك بدينه ونبيه وأل بيته ويكفي للاغبياء والحمقى ان يشاهدوا فعاليات شهري محرم وصفر ويكفي مشاهدة التشييع التاريخي للقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، هذه حقيقة ايران وانتم تسعون خلف سراب”، شدد على ان “ايران هذه الجمهورية الاسلامية هي اقوى وارسخ واشجع من اي زمن مضى”، واوضح ان “الاعلام الغربي وبعض الاعلام الخليجي يحاول تحريض الشعوب ضد ايران وهذا الاعلام تؤدي أدوارها لدى الحكام، والدور الاساس على الشعوب وهنا أخص الشعب العراقي بالتحية”.

 

ولفت السيد نصر الله الى ان: “هذه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تريد من شعوب المنطقة اي شيء على الاطلاق”، وسأل “كيف يمكن ان ننسى ماذا قدمت ايران لحماية العراق من داعش؟ كيف لاناس طبيعيين ان ينظروا بعين الود للسعودية التي ارسلت اكثر من خمسة آلاف انتحاري الى العراق؟”، وأكد ان “من صنع داعش ويحميها ويؤمن ويسهل عملها وتمويلها هي الولايات المتحدة الاميركية”، وتساءل “بعد كامب ديفيد والتحولات في المنطقة لو لم يكن هناك دولة اسمها ايران اين كانت فلسطين ولبنان كل المنطقة وبعد ما يسمى “الربيع العربي وداعش” لو لم يكن هناك دولة اسمها ايران اين كانت هذه الدول في المنطقة ؟”، وشدد على ان “”أهم عنصر في محور المقاومة اليوم هي الجمهورية الاسلامية الايرانية”، وتابع “من يراهن على اميركا انظروا كيف تقاتل روسيا بالأوكرانيين ومن ثم بالاوروبيين وتجلس لتتفرج عليهم وتكسب النتائج”، وأضاف “توفيت سيدة ايرانية بظروف غامضة قامت الدنيا في اميركا واوروبا بينما اكثر من 50 شهيد في أفغانستان ومع ذلك لم يتحرك أحد”.

 

وبالعودة الى الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله: “بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية الجلسة كانت مهمة وأظهرت ان الاغلبية النيابية ليست لدى فريق سياسي واحد واكدت ان من يريد رئيس جديد للجمهورية ان يبتعد عن التحدي ورؤساء تحدي”، واضاف “نتيحة الجلسة تؤكد ضرورة التشاور بين القوى السياسية ليكون لدينا رئيس بأقرب وقت”، وتابع “في الملف الحكومي، الوقت يضيق ونأمل الوصول الى تشكيل حكومة جديدة سواء تم انتخاب رئيس جديد او لا ضمن المهلة الدستورية”.

 

من جهة ثانية، قال السيد نصر الله: “فيما يتعلق بقوارب الموت، هذا الامر هو محزن ومؤلم ولكن الناس الطبيعيون يتألمون ويحزنون مما جرى، نحن نجدد العزاء لأهالي الضحايا والاهم ان يكشف حقيقة ما جرى ويجري في حوادث مشابهة”، وتابع “ما يجري هي جريمة متكررة ترتكب بحق العائلات والأطفال الرضع ولذلك ندعو إلى تحقيق قضائي جدي ولا يجوز التساهل الى مستوى قتل الناس والاطفال والنساء”، واضاف “نشكر السلطات السورية خصوصا في محافظة طرطوس والى الاهالي في جزيرة أرواد لما قاموا به لانقاذ الأحياء واستعادة أجساد الضحايا”.

 

وفي سياق منفصل، قال السيد نصر الله: “يجب متابعة التطورات الدولية لان ما يجري في المسألة الروسية الأوكرانية يمكن أن يغير مجرى العالم ولبنان معني بالمتابعة من باب الحرص والمسؤولية”.

 

وعن مناسبة تكريم الراحل السيد محمد علي الأمين(رض)، قال السيد نصر الله: “في هذا الحفل نؤدي بعض الواجب تجاه هذه الشخصية الزاهدة الورعة”، وتابع: “أتوجه الى عائلته الشريفة والى أهالي بلدة شقرا بالعزاء لفقدنا هذا العلم الكبير”، وأضاف “في حضرة العلامة الامين نحن امام عالم كبير من بقية السلف الصالح، عندما تجلس معه تتعلم منه الكثير وتشعر انك امام السلف الصالح، سماحة السيد يذكرك بهم شكلا ومضمونا وتواضعا واخلاقا وفي كل ما فيهم من علم وجهاد رحمة وصبر وثبات”، وقال “نحن لدينا عدد كبير من مختلف المناطق اللبنانية من جبل عامل والبقاع وطرابلس والشمال، وعلى مدى اجيال كان لدينا علماء من آل الامين وغيرهم من العلماء من بينهم المحقق الجزيني والمحقق الكركي والشيخ البهائي ووالده والحر العاملي وغيرهم الكثير، نحن بحاجة ان نعرف هؤلاء العلماء وسيرتهم وتضحياتهم ومن اجل الإسلام والأمة والمستضعفين وفي غياب الإمام الحجة ومن خلالهم نتعرف على التاريخ الحقيقي لهذه المنطقة”.

 

ولفت السيد نصر الله الى ان: “كثير مما كتب ليس هو التاريخ الحقيقي لبلاد الشام وهذا يحتاج إلى استكشاف واستخراج لإخراج الكثير مما كتب في بطن التاريخ وكشفها يحتاج الى جرأة، كثير مما كتب هو تاريخ متخيل ومفترض او ما يحب كاتبه او مصلحته”، وأضاف “نحن نحتاج لمعرفة التاريخ الحقيقي لهذه المنطقة ليبنى على الشيء مقتضاه”، ودعا “كل من لديه مخطوطات لتقديمها لاعادة استكشاف هذا الكنز العلمي الضخم”.

 

وأشار السيد نصر الله إلى أن: “السيد الراحل كان يصر على الحضور شخصيا في تشييع الشهداء والصلاة عليهم وهذا له دلالة وقيمة عالية”، وتابع “منذ البداية كان السيد الأمين يؤيد المقاومة وخطها وقرارها وإرادتها ولذلك وجد نفسه بشكل طبيعي مع الإمام الصدر”، وأضاف “السيد الراحل كان فخورا جدا بالمقاومة والشهداء والمجاهدين وهو يتحدث عن نعمة المقاومة وبركتها وهو حدثني عن هذا لأنه عاصر كل المجازر وكل أحداث التهجير من جنوب لبنان”، وأكد ان “من عاصر كل هذه الاحداث المؤلمة هو من يقدر ما نعيش به اليوم بامن وعزة وشرف”، وتابع “أهل المقاومة وعلى رأسهم العلماء وتلامذتهم صنعوا في لبنان أمنهم وامانهم وعزتهم وكرامتهم وليس بقرار في الامم المتحدة”، واوضح “عندما نتحدث اليوم عن السيد ان نعرف النعمة ونشكرها ليزيد الله فيها ولتبقى لنا في عالم ليس فيه قانون دولي بل تحكمه أسوأ شريعة غاب”.

 

وقال السيد نصر الله: “يجب ان نتمسك بنعمة المقاومة ولا يجب ان نتأثر بكل هذه الأصوات التي لا تقدم بديلا بل تتحدث بالأوهام والانشائيات، المقاومة قدمت نتائج ملموسة”، وأكد أن “فلسطين كانت حاضرة في وجدان السيد الراحل”، وتابع “المقاومة ترتقي في كل المناطق الفلسطينية بعد كل اليأس من أوسلو والمفاوضات ولا خيار أمام الفلسطينيين سوى المقاومة”، ولفت إلى أن “السيد الراحل كان يؤيد مواجهة الجماعات التكفيرية لأنه يدرك خطرها ونتائجها”.