قال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، في مستهل كلمته صباح اليوم الأربعاء، بمجموعة من النخب والمواهب العلمية، أن وجود الشباب لاسيما شباب النخبة ، هو خلّاق للأمل وهذا يعني أن وجودكم أينما كان يخلق الأمل.
وأكد قائد الثورة الإسلامية بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت انجازات باهرة واساسية في الكثير من الحقول من ضمنها الصواريخ والطائرات المسيرة وصنع وإطلاق الأقمار الصناعية الى الفضاء والصناعة النووية، مشددا في الوقت ذاته على أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي.
وقال سماحته خلال استقباله المئات من النخب والمواهب العلمية في حسينية "الإمام الخميني": نشكر الباري تعالى كثيرا، انه بعد أن انحسرت مشكلة مرض كورونا، انعقد هذا الاجتماع المفعم بالحيوية مرة أخرى. حقاً أن وجودكم أيها الشباب، ولا سيما الشباب النخبة ، خالق للأمل. هذا يعني أن وجودكم أينما كنتم يخلق الأمل.
واعتبر قائد الثورة "النخبة من أهم الثروات البشرية في البلاد" ، وقال: الموارد الطبيعية مهمة ، والمواقع الجغرافية مهمة ، والمناخ مهم ، وكل هذه الامور مهمة ، ولكنها من أهم الثروات البشرية في البلاد هو وجود النخبة. يجب اعتبار النخبة ثروة عظيمة وعندما نعتبرها ثروة عظيمة ، نحاول إنتاجها.
*الجامعة تحول دون هيمنة العدو
واعتبر سماحته، الجامعة ركيزة مهمة لتقدم البلاد ، وأكد أن النخب العلمية موجودون في الجامعة غالبا، وقال: ان ما ترونه في أوقات مختلفة - ليس فقط بالأمس وقبل امس – من محاولات لإغلاق الجامعات والفصول الدراسية ، وان لا يذهب التلامذة والاساتذة إلى الفصول الدراسية، وما إلى ذلك ، يرجع ذلك إلى حقيقة أن الجامعة تلعب دورًا أساسيًا.
وأضاف: الآن الشخص الذي يهدد الأستاذ على الهاتف أنه إذا ذهبت (الى الفصل الدراسي) سنفعل كذا وكذا - ليس من المعلوم ان يكون هو نفسه العنصر الرئيسي ، العنصر ما وراء الكواليس هو المهم – لانه كلما تمكنوا من اغلاق وعرقلة انشطة الجامعة فان ذلك يصب في مصلحة اعداء البلاد وأعداء تقدم البلاد.
واعتبر الجامعة من أكبر العقبات أمام هيمنة الاستكبار وقال: يجب أن نعلم أن قوى الغطرسة العالمية تهدف إلى الهيمنة على الاخرين وجعل الشعوب متخلفة، بأي وسيلة؟ يومًا ما بالأسلحة ، يومًا ما بالخداع ، يومًا ما بالعلم ، يهيمنون بالعلم ايضا. الجامعة تحول دون الهيمنة ، أي إذا استطعتم رفع مستوى العلم في البلاد ، تكونوا قد خلقتم عقبة أمام هيمنة العدو.
*في ظل الثورة الإسلامية توفرت أرضية تنشئة النخب العلمية
وأشار سماحته إلى التطور الكمي والنوعي للجامعات في البلاد بعد انتصار الثورة الإسلامية ، وقال: زاد عدد الطلبة الجامعيين في البلاد بحوالي 25 ضعفًا ، وهو عدد كبير. في السنوات الأولى للثورة ، أتذكر انه كان هناك حوالي 5 آلاف أستاذ في البلاد فيما يبلغ العدد الآن أكثر من 100 ألف.
ووصف تطور العلم في البلاد بانه امر قيّم واعتبره أحد مجالات تنشئة النخب وأضاف: يجب أن نشكر جامعيينا الذين لم يسمحوا بان نبقى معتمدين على الغربيين.
*نخبنا الجامعية فخر لإيران
وقال قائد الثورة: بدون مبالغة يجب أن نقول إن نخبنا الجامعية أصبحت مصدر فخر لإيران. أنتم جيل الشباب من النخب. قبلكم، كان هناك الكثير من النخب ، أجيال قبلكم ، في هذه الأربعين عامًا ، جلبوا الفخر إلى البلاد ؛ واي قضية دخل علماؤنا وركزوا عليها، فعلوا شيئًا نال إعجاب الأوساط العلمية في العالم.
وأشار الى بعض إنجازات العلماء الإيرانيين، قائلا: إن أبحاث وإنجازات معهد "رويان" للأبحاث، ليس فقط في موضوع الخلايا الجذعية، [ولكن] ايضا في محاكاة الحيوانات الحية، كان شيئًا نادرًا في العالم، وهذا الامر حدث.
ولفت الى اطلاق ايران الأقمار الصناعية إلى الفضاء، والتي كانت في أيدي عدد محدود من الدول، كمثال آخر على هذه النجاحات، وقال: الكثيرون لديهم أقمار صناعية في الفضاء، لكنها ليست أقمارهم، ولم يطلقوها بأنفسهم. أولئك الذين يطلقون الاقمار الصناعية هم عدد قليل من الدول. بالطبع، نحن متخلفون (في هذا المجال)، لكننا اطلقنا، وتمكنا ، وذهبنا حيث ركز علماؤنا على هذه المجالات.
وأشار إلى صنع الروبوتات البشرية في جامعة طهران والإنجازات الأساسية المتحققة في الصناعة النووية وقال: لقد توصلنا الى قضايا أساسية في الصناعة النووية. نحن لا نسعى وراء امتلاك السلاح النووي لكن الصناعة النووية نفسها لها الكثير من البركات حيث تمكنا من الوصول اليها.
واضاف: ان تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة المتطورة، والتي كانوا يقولون عنها قبل سنوات قليلة عندما نشرت صورها، إنها عبارة عن "فوتوشوب". الآن يقولون إن الطائرات الإيرانية المسيرة خطيرة للغاية. لماذا تبيعونها للجهة الفلانية؟.
واعتبر تصنيع اللقاحات المعقدة وخاصة لقاح كورونا مثالا آخر على إنجازات العلماء الإيرانيين في مختلف المجالات وقال: هذه هي الأعمال التي قامت بها النخبة الإيرانية وهي تحقق السمعة الطيبة للبلاد.
واعتبر آية الله الخامنئي أن الأذكياء الذين استخدموا مواهبهم ومعرفتهم لصنع أسلحة ذرية أو أسلحة كيمياوية أو أدوات تجسس ليسوا من النخبة ، وأضاف: النخبة هو ذلك الشخص الموهوب والمجتهد الذي يستفيد من التوجيه الإلهي.
وحول التوقعات من النخب قال: ان المتوقع من النخبة تحويل صفته الشخصية إلى صفة وطنية واستخدام قدراته لحل مشاكل البلاد.
وعاتب قائد الثورة الإسلامية بعض النخب الذين تنمو مواهبهم في إيران ويوظفون ثمارها في الخارج، وأحيانًا يوفرون امكانياتهم ليستفيد منها العدو، وأضاف: يجب أن تكون النخبة مع شعبها. بالطبع لا اشكالية في الهجرة والدراسة في الجامعات المتقدمة، ولكن بعد الانتهاء من تعليمه ينبغي ان يعود إلى البلاد ويستغل قدراته في تنميتها.
وأكد آية الله الخامنئي: على نخبنا حل هذه القضية بتحكيم ضميرهم وباستشعار وجود الله جل وعلا.
واعتبر التوقع الآخر من النخب هو "عدم الإهمال" وقال: على النخب ألا يهملوا قدراتهم حتى لا تتوقف جهودهم وحركتهم ولا يصبحوا أسرى للترفيه الضار.
كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية عدم إهمال قدرات البلاد الكبيرة والواسعة مطلبًا آخر من النخبة وأضاف: للأسف ان معظم النخب غير مطلعين على قدرات البلاد الهائلة لذا فان أحد الامور المهمة للدائرة العلمية والتكنولوجية برئاسة الجمهورية هو تعريف النخب الشابة بالقدرات والاعمال الكبيرة قيد الانجاز في البلاد.
وأشار آية الله الخامنئي إلى أن البعض ينكر القدرات العظيمة للبلاد ويطالب بالتخلي عن قدرات مثل الصناعة النووية ويقول كذبا "العالم اليوم تخلى عن الطاقة والصناعة النووية".
وأكد قائلا: لو لم نكن قد بدانا الصناعة النووية في الوقت الذي بدأنا فيه، لكنا دخلنا فيها بعد 10 سنوات، لنصل إلى نتيجة بعد 30 عامًا.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية "الغفلة عن العدو" من الأخطار التي تواجه النخب، وقال: بناء على معلومات متقنة، تستدعي أجهزة التجسس النخب تحت ستار المراكز العلمية لخداعهم واستقطابهم أو تخريب عقولهم. إنهم (عناصر هذه الاجهزة) يوحون بانهم مهذبون جدا واذكياء حتى يتمكنوا من المضي بمخططاتهم.
وأشار كذلك إلى التوقعات من المؤسسات المسؤولة عن النخب: في كلمة واحدة، فإن التوقع الرئيسي من المؤسسات هو دعم النخب بطريقة عقلانية وحكيمة ومراعاة الجوانب المختلفة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: من الأمور التي يجب دعمها أن يكون بامكان النخبة الذين درسوا في الداخل أو قدموا من الخارج ، العثور على عمل هنا حسب معرفتهم، وكذلك إمكانية البحث والتواصل مع المراكز العلمية العالم، وهذا ليس توقعا كبيرا.
وتطرق آية الله الخامنئي في الجزء الأخير من خطابه إلى قضية أساسية تتعلق بالتحليل الصحيح للقضايا وتصحيح أفق الرؤية والتحرك بناءً عليه.
وفي إشارة إلى الدعاية المستمرة للغربيين منذ بداية انتصار الثورة وحتى اليوم، بأن الجمهورية الإسلامية آخذة في التراجع ، قال: لقد حددوا وقتًا لهذا الادعاء ايضا وفي كل مرة يقولون ان الجمهورية الاسلامية سينتهي امرها في غضون شهر آخر او سنة أخرى أو خمس سنوات أخرى، وبعض الافراد يروجون لهذه المزاعم من الداخل بدافع الغفلة أو الحقد.
وأكد آية الله الخامنئي: لم نستسلم وصمدنا وإن شاء الله سنستمر في الصمود.
وفي إشارة إلى وجود نظامين تحليليين في هذا المجال، قال: إن النظام التحليلي الاول يعتقد أن العمل والوقوف أمام الاجواء العالمية الشاملة والقوى النابعة منها، مثل أميركا، غير مجد ويسبب الدمار، هؤلاء الافراد يتصورون الذين يمتلكون تحليلا اخر عن الحقائق والعالم بانهم متوهمون.
وقال قائد الثورة الإسلامية: لكن التحليل الثاني والواقعي يقوم على حقيقة أنه يرى مجموعة الحقائق ، ليس فقط الحقائق الجيدة، ولكن أيضًا الحقائق السيئة، والتي تتحرك على اساسها.
وأضاف آية الله الخامنئي: نحن لم ننكر قط نقاط الضعف ، وفي هذا الصدد أشرنا أكثر من أي شيء آخر في اللقاءات الرمضانية لمسؤولي الدولة وفي اللقاءات الخاصة، وقلنا مرارًا أننا متخلفون، لكن الحقيقة اللافتة هي أن الجمهورية الإسلامية واصلت الحركة السريعة التي انطلقت من نهاية القافلة ووصلت اليوم إلى قرب مقدمة القافلة.
وأشار إلى التقدم الرائع الذي حققته الدولة في المعرفة والإدارات المختلفة ، قائلا: هناك نقاط ضعف وقصور من جانب بعض المسؤولين والحكومات (السابقة) لكن الحركة العامة ماضية الى الامام.
وقال آية الله الخامنئي: انظروا أين كانت الجمهورية الإسلامية قبل 40 سنة أو 20 سنة وأين هي اليوم ، وبهذه المقارنة يمكن ادراك أي تحليل هو التحليل الواقعي ، تحليل الغربيين أم تحليل الثورة؟.
واعتبر الشباب والنخب ذوي الحوافز من أكبر علامات الحركة القوية والمتقدمة للثورة ، وأضاف: بعد 4 عقود من الثورة والكثير من الأعمال العدائية والدعاية السلبية ، فان وجود العدد الكبير من النخب الذين يؤمنون بهذا الطريق ويعملون ويسعون بجدية، هو افضل دليل على صحة تحليل الثورة للعالم والمسار الصحيح للتقدم.
تعليقات الزوار