كلمات مضيئة [37] ـ من وصايا الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) لهشام: 

 

«يا هشام، إنّ مثل الدنيا مثل الحيّة مسّها ليّن وفي جوفها السمّ القاتل، يحذرها الرجال ذووا العقول ويهوي إليها الصبيان بأيديهم»([1] ).

 

إنّ مثل المظاهر الدنيوية كالثروة والمنصب التي يحصل عليها الإنسان بالطرق المحرّمة شرعاً من أجل إرضاء غريزة الشعور والإحساس بحسّ التسلط والقدرة، مثل الحيّة الناعمة الملمس الجميلة المظهر الخارجي الذي يخدع الناظر إليه الذي لا يشعر بالخطر منها فينجذب نحوها، فإذا السمّ القاتل المهلك الموجود في باطنها ينتظره ليقتله ويرديه.

 

وأما الإنسان العاقل العالم فإنّه لا ينخدع بمظاهر الدنيا وزخارفها كما لا ينخدع بلين ملمس الحية وجمال نقش جلدها. ولذلك فهو يتجنّبها ويبتعد عنها.

 

نعم إذا كان الحصول على مظاهر الدنيا إحساساً منه بالمسؤولية الشرعية وكان بالطرق المحلّلة شرعاً فلهذا الأمر بحث آخر.

 

 

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

 

 

[1] ـ تحف العقول، صفحة: 396.