صرح قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي اننا قلنا أن الكيان الصهيوني لن يرى 25 سنة أخرى، ولكنهم على عجلة من أمرهم ويريدون الرحيل عاجلاً.

 

وأشار قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث والمسؤولين وكوادر النظام، ومجموعة من كبار مدراء الأجهزة المختلفة، وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي ومسؤولين سابقين ونشطاء اجتماعيين وثقافيين في حسينية الإمام الخميني (ره) ، إلى تصريحات مسؤلي كيان الاحتلال في اقتراب كيانهم من الانهيار، قائلاُ نحن قلنا إنّكم لن تشهدوا السنوات الخمس والعشرين المقبلة، لكنّهم على عجلة من أمرهم ويريدون المغادرة أسرع.

 

وقال قائد الثورة الإسلامية انه من أجل تنفيذ شعار هذا العام "كبح التضخم ونمو الإنتاج" ، يجب على أجهزة البلاد وإداراته القبول بأولوياته وتوجيه جميع الجهود والإرادة على مدار العام نحو هذه النقطة المركزية.

 

وأكد قائد الثورة الإسلامية، على أهمية شعار "كبح التضخم ونمو الإنتاج" الذي أطلقه سماحته على العام الايراني الجديد وصرح انه يتعين على المؤسسات والقطاعات المختلفة في إيران، أن تضع نصب أولوياتها شعار العام الجديد، وتسخر جل طاقاتها وعزمها طوال العام من أجل تطبيقه.

 

وأوضح سماحته أن الاقتصاد هو القضية الأولى للبلاد وان أهم قضية في البلاد هي قضية معيشة الشعب وشعار هذا العام هو شعار مهم كوننا جعلنا الشعارات شعارات اقتصادية لا يعني التغاضي عن القضايا الثقافية والاجتماعية وما إلى ذلك وهي أيضًا مهمة في مكانهم الخاص ، لكن الاقتصاد المضطرب يؤثر أيضًا على ثقافة المجتمع.

 

وأفاد قائد الثورة الإسلامية أن ارتفاع معدلات التضخم في عدة سنوات متتالية هو أمر خطير للغاية ويؤثر على نظام توزيع الدخل في البلاد حيث ان توزيع دخل البلاد غير متوازن ، وبعض الناس ما زالوا محرومين ، وبعض الناس الآن يملئون جيوبهم بطرق مختلفة وهذا ما سيقود الى الفساد من كلا الجانبين.

 

وصرح سماحته اننا تمكنا احيانا من احتواء التضخم ، ولكن ترافق ذلك مع الركود الامر الذي أضر بالبلاد ومن هنا فانه ليس من الجيد أن يتراجع ​​التضخم ولكن يهيمن الركود على اقتصاد البلاد ، فمن المهم أن نكون قادرين على احتواء التضخم من دون ان يواجه الانتاج الركود بل ان يشهد الإنتاج نموا وهذا امر ممكن.

 

وأكد سماحته: لدينا قدرات كثيرة في البلاد بما فيها الموارد الطبيعية  والموقع الجغرافي والبنية التحتية الاقتصادية والمصانع  والأجهزة والمرافق البرمجية  والقوى العاملة المبدعة الشريحة الشابة المندفعة والقدرات العلمية والتكنولوجية والأفكار الحداثوية.

 

وأوضح أن هذه هي مرافق الدولة وكل هذا يجب أن يعمل على كبح جماح التضخم ونمو الإنتاج، فلدينا مرافق تنفيذية  ولدينا مرافق تشريعية ولدينا مرافق قضائية ولدينا مرافق إعلامية  ولدينا خبرات وعناصر من ذوي الخبرة  ويجب استخدام كل هذه الأشياء والاستفادة من الاتصالات الخارجية والعلاقات مع الخارج لافتا إلى أن العلاقات الخارجية ليست فقط العلاقات مع أمريكا وأربع دول أوروبية فالعالم يضم أكثر من مئتي دولة ولكل منها طاقاتها فيمكننا استخدام هذه الاتصالات الخارجية لهذا الغرض.

 

وأشار إلى أن مطلب آخر لتطبيق شعار هذا العام هو الاستقرار في السياسات والقرارات الاقتصادية وإن إجراء تغييرات مستمرة في سياساتنا النقدية وفي سياساتنا المالية أمر ضار للغاية بالنسبة للبلاد . فهناك حلة عدم يقين ما يجعل رجل الأعمال والمستثمر يتردد. ونحن نبحث الآن أيضًا عن الاستثمار الأجنبي ولفت سماحته إلى ان الأجانب ينظرون إلى المستثمرين المحليين، فهم واجهة النظام  ويرصدون طريقة التعامل مع المستثمرين وأصحاب العمل المحليين ورجال الأعمال المحليين، فان وجدوا التعامل معهم جيد، فإنهم سوف يأتون أيضًا.

 

وقال سماحته: هناك بعض التوصيات الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد وعلى رأس هذه التوصيات تأتي مكافحة الفساد التي وردت في شعارات السيد رئيس الجمهورية خلال الانتخابات وبعد الانتخابات، فكلنا نؤمن بهذا حقا فان مكافحة الفساد أمر أساسي وبالطبع إنها مهمة صعبة للغاية.

 

 

وتابع أن الفساد يحبط الناس ويثبط عزيمتهم ويقلل من رغبة الناس في التعاطي السليم، فعندما يرى الناس أن شخصًا معينًا قادر على ملء جيبه بطريقة غير شرعية ، فهذا سيغريهم على العمل مثل ذلك فالفساد مرض معد ، إنه مرض خطير جدا وإنه حقا يدمر المجتمع ومكافحة الفساد امر ضروري ولا بد من محاربة الفساد أينما كان بدون تردد وهذا يأتي على رأس الاعمال المهمة والضرورية في مجال القضايا الاقتصادية.

 

ولفت سماحته إلى أن إشراك المواطنين من ضرورات تحقيق شعار كبح التضخم ونمو الإنتاج، قائلا: إن تحقيق المساهمة العملانية للشعب يضمن نمو الإنتاج في البلاد.

 

وأفاد سماحته: في مجال القضايا الاقتصادية ، هناك توصية أخرى نقدمها وهي مسألة العلاقة المنطقية بين الأجهزة المسؤولة والشركات الكبيرة المملوكة للدولة  فلدينا شركات كبيرة تابعة للحكومة، ورأسمالها ملك للحكومة، ودخلها أيضا ملك للحكومة. يجب تنظيم علاقة الحكومة بهذه الشركات، ويجب تنظيم علاقة الحكومة بهذه الشركات. هناك بعض المدراء الجيدين والنشطين في هذه الشركات، يجب اعتمادهم ودعمهم. وكذلك الامر في القطاع الخاص.

 

وذهب قائد الثورة إلى انه من واجباتنا، وخاصة واجبات السلطة التنفيذية والحكومة، دعم هؤلاء المدراء النشطين والجيدين ، وأفضل دعم يمكن تقديمه لمدير ريادي ونشط هو أن نكون قادرين على تسويق منتجاته؛ سواء كان ذلك في السوق الخارجية أو السوق المحلية، فسوف نمنحه القدرة التنافسية، ونساعده على رفع الجودة.

 

واضاف ان ما يميز هؤلاء المدراء الذين ذكرتهم هو أنهم استطاعوا خلال مرحلة الحرب الاقتصادية الصعبة مؤخرا من العمل، وكانوا قادرين على الوقوف ، وكانوا قادرين على دفع البلاد إلى الأمام في بعض القطاعات، لذلك ينبغي العمل على دعمهم .

 

وأفاد قائد الثورة الإسلامية ان من متاعب بلادنا مشكلة التعلق بالدولار في مختلف قطاعات اقتصادنا.ولقد قلت في خطابي بمدينة مشهد ان بعض الدول انفصلت عن الدولار وتجري معاملاتها بوسائل أخرى، حتى انها قطعت ارتباطها بنظام سويفت وشهدت تحسنا في وضعها الآن.

 

وتابع سماحته ان العالم يواجه تغييرا سياسيا هاما وهذا يعني أن وضع النظام العالمي آخذ في التغير ، والآن تسمع هذه الكلام من أماكن مختلفة وتتكرر، وأود أن أقول اليوم إن هذا التطور العالمي لحسن الحظ يهدف إلى إضعاف جبهة أعداء الجمهورية الإسلامية. هذا شيء مهم. التغييرات تحدث بسرعة كبيرة  ويجب علينا في موضوع السياسة الخارجية ، أن نزيد من حراك مبادراتنا في السياسة الخارجية وعلينا زيادة المبادرة والتحرك والنشاط، والاستفادة من الفرصة.

 

وقال قائد الثورة عن موضوع الحجاب ، فموضوع الحجاب قيد شرعي وانها ليست قيد الحكومة وإنه قانوني وشرعي وان نزع الحجاب حرام شرعاً، وهو محرم شرعا وإنه حرام شرعي وكذلك حرام سياسي.

 

 وتابع ان كثيرا ممن يكتشفن الحجاب لا يعرفن ذلك وإذا كانوا يعرفون من هم وراء ما يفعلونه، فلن يفعلوا ذلك بالتأكيد.

 

وقال قائد الثورة أنا أعرف ان الكثير من هؤلاء هم من أهل الدين، وأهل الدعاء، وأهل رمضان، وأهل البكاء والصلاة؛ ولا يعرفون من وراء سياسة خلع الحجاب ومحاربة الحجاب، فجواسيس العدو واجهزة التجسس للعدو تقف وراء هذه القضية  ولو علموا بذلك، ما كانوا يفعلون ذلك بالتأكيد. على أي حال، سيتم حل هذه المشكلة بالتأكيد، ففي الأسابيع الأولى للثورة، تحدث الإمام الخميني (ره) عن موضوع الحجاب بطريقة إلزامية وحاسمة وكان هذا من أوائل أعمال الإمام الراحل وسيحل الآن أيضا إن شاء الله.

 

ومع ذلك، يجب على الجميع ملاحظة أن العدو دخل هذه المهمة بخطة وبرنامج، ويجب علينا أيضًا الدخول بخطة وبرنامج  فبدون خطة لا ينبغي القيام بعمل غير منتظم؛ فعلى المسؤولين أن يرسموا الخطط لمتابعة هذه القضية .

 

وكانت "انتخابات مجلس الشورى الإسلامي ومجلس الخبراء" في مارس من هذا العام موضوعاً آخر تطرق إليه قائد الثورة الإسلامية، مؤكداً أهميتها وقال: بإمكان الانتخابات ان تكون مظهراً من مظاهر القدرة الوطنية، وإذا لم تجر بالشكل الصحيح، يظهر ضعف البلاد والشعب والمسؤولين، فإذا ضعفنا يزداد هجوم الأعداء وضغطهم ، لذلك يجب أن نصبح أقوياء، ومن أدوات القوة، الانتخابات.

 

وأضاف في نفس السياق: على الجهات المعنية تحديد استراتيجية "المشاركة والأمن وسلامة المشاركة والمنافسة الانتخابية" من الآن حتى نتمكن من إجراء انتخابات جيدة وسليمة وذات مشاركة عالية.

 

كما أشار آية الله الخامنئي إلى موضوع الإعلام المهم فقال: "يجب فضح تضليل العدو وممارساته التخريبية ومؤامراته ضد اقتدار البلاد عبر الفضاء الافتراضي، وان وسائل الإعلام الوطنية بحمد الله، هي في أيدي اشخاص مؤمنين ومتحمسين، ويجب أن يعملوا على إحباط جهود العدو في هذا المجال."