أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، إنّ "ما جرى في جنوب لبنان كان حدثاً كبيراً بالنظر إلى الأوضاع منذ عام 2006".

 

وخلال كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي في بيروت، أضاف السيد نصر الله أنّ "اعتماد حزب الله سياسة الصمت كجزء من إدارة المعركة مع العدو أفضل وهي تقلق العدو وترعبه قطعاً".

 

وشدّد على أنّ "العدو الذي يهدد اللبنانيين ويقصف سوريا، يجب أن يبقى قلقاً ومرتعباً، وهذا يرسخ ميزان الردع وقواعد الاشتباك"، موضحاً أنّ "توازن الردع هو الذي جعل الرد الإسرائيلي محدوداً وسخيفاً".

 

وأضاف السيد نصر الله أنّ "الإسرائيلي اعتبر أنّه حقق إنجازاً بتحييد حزب الله بعد القصف من جنوب لبنان، وهذا يجب أن يدرس في الاستراتيجيا".

 

وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ "الإسرائيلي لم يقصف أي بنية تحتية لحزب الله "، لافتاً إلى أنّ "الإسرائيلي كذب على شعبه، فيما الجميع يعلم أنّه لم يقصف موقعاً لحزب الله، وهذا دليل ضعف ووهن".

 

وتوعّد السيد نصر الله إنّ نتنياهو الذي يتوعد المقاومة، قائلاً إنّ "الأيام بيننا"، مشدداً على أنّ "أي حدث أمني يحصل في لبنان، المقاومة سترد عليه من دون تردد".

 

وبالحديث عن الأزمة السياسية الداخلية في "إسرائيل"، قال السيد نصر الله إنّ "الانقسام في إسرائيل كاد يتحول إلى حرب بدم لولا التدخل الأميركي وزيارات مسؤوليه".

 

وأضاف أنّ "التعديلات القضائية أظهرت كل ما هو كامن في اسرائيل من الانقسامات، وهي حرب إلغاء لنتنياهو وفريقه المتطرف "، مؤكّداً أنّ "هناك تراجع خطير وهائل في الروح القتالية والتضحية من أجل الكيان".

 

يوم القدس هو رسالة دعم وتعاون إلى الشعب الفلسطيني

 

وفي سياق حديثه عن يوم القدس، أكّد السيد نصر الله أنّ "يوم القدس هو رسالة تعاون ودعم إلى لشعب الفلسطيني وأنّه ليس وحده"، مضيفاً أنّ "الانتصار الذي سنصل إليه هو بسبب تحمل شعوب وقادة لمسؤوليتهم بخصوص فلسطين".

 

وتابع: "نرى في الضفة والقدس مقاومة بطولية وتضحية وشهادة وإصرار على الحضور في المسجد الأقصى، وهذا تطور كبير وهائل"، مشدداً على أنّ "الضفة هي درع القدس بصبرها وثباتها ومقاومتها وتحملها الكبير".

 

وأكّد أنّه "لكي يستمر صمود الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس يجب دعمهم بالمال والسلاح، فعندما نقول الضفة درع القدس فهي تساوي وجوب دعم الضفة".

 

وأشار إلى أنّ "كل من يستطيع أن يوصل سلاحاً إلى الضفة الغربية يجب عليه أن يفعل ذلك، وهذا الأمر مسؤولية الجميع، إذ يجب دعم الضفة الغربية بكل ما يؤدي إلى جعلها صامدة وصاعدة ومقدمة للتحرير".

 

حماقة العدو قد تجرّ المنطقة إلى حرب

 

وحذّر السيد نصر الله، في السياق، محذّراً من أنّ "لعبة الاسرائيلي في القدس أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى".

 

وأوضح أنّ "حماقة العدو ولاسيما في الأشهر القليلة الماضية قد تدفع المنطقة إلى حرب"، محذّراً الاحتلال من الاعتداء على القدس فهو خط أحمر".

 

وأضاف أنّه "عند وقوف محور المقاومة أمام الكيان الصهيوني، في ظل تطورات كبرى حصلت على المستوى الدولي، نرى أنّ محورنا في موقع إيجابي".

 

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ "الكيان الاسرائيلي أعلن استنفاره على كل الجبهات، وكان يشعر بالخوف والقلق، بينما محور المقاومة كان في طمأنينة".

 

وبالحديث عن القوّة الأميركية في المنطقة، أكّد السيد نصر الله أنّ "القوة الأميركية تراجعت دولياً ولم تعد قوية كما كانت في الأعوام الماضية والعقود الماضية".

 

وأوضح أنّ الولايات المتحدة "اضطرت للتراجع في فنزويلا بعد حصارها اقتصادياً وسياسياً، فيما الشاهد الثاني على تراجع أميركا هو هزيمتها في أفغانستان".

 

وبيّن أنّ "الهزيمة الأميركية في أفغانستان أحدثت زلزالاً في المنطقة، وتبعاته تظهر تباعاً"، مضيفاً أنّ "مسؤولين خليجيين قالوا لنا إنّ لديهم قناعة بأنّه لا يمكن التعويل بشكل مطلق على أميركا لحماية نظام أو دولة".

 

وبيّن السيد نصر الله أنّ "الحرب الأطلسية مع روسيا والمواجهة الأميركية مع الصين بشأن تايوان تشغل أميركا وتقلق إسرائيل الآن، فيما لم تعد منطقة غرب آسيا أولوية للولايات المتحدة".

 

وأوضح أنّه "عندما تنشغل أميركا بساحات ولا تبقى قوة وحيدة سيؤثر ذلك استراتيجياً على الكيان الصهيوني وستكون نتيجته سلبية عليه، وفائدته إيجابية لمحور المقاومة".

 

محور المقاومة اليوم قوياً وفاعلاً

 

وشدّد السيد نصر الله، في السياق، على أنّ "العلاقات الثنائية والحوار بين دول المنطقة هي التي تشكل الأمن والاستقرار"، مشدداً على أنّ "الرهان خلال السنوات الماضية على انهيار كل بيئة فيها مقاومة وهذا كله فشل".

 

وأضاف أنّ "هذا التحول الدولي الذي يحصل فائدته كبيرة لمحور المقاومة، إذ يخرج هذا المحور اليوم قوياً وفاعلاً أمام الحروب الأميركية في المنطقة خلال السنوات الـ10 الماضية".

 

ولفت في إطار التحول الدولي، إلى عودة العلاقات السياسية الطبيعية بين سوريا والدول العربية والسعي التركي لإعادة العلاقات مع دمشق، مؤكّداً أنّها "تحولات مهمة". ورأى أنّ "القيادة السورية تطرح شروطاً طبيعية لعودة هذه العلاقات".

 

وتحدّث عن التحولات في اليمن كذلك، قائلاً إنّ "كل الاجواء التي تأتي من اليمن والسعودية تدعو الى التفاؤل وهذا يسعدنا"، مضيفاً: "منذ اليوم الأول الذي أدنا فيه هذه الحرب على اليمن وكنا نطالب بوقفها".

 

وشدّد على أنّ "الاتفاق السعودي الإيراني له تأثيرات إيجابية ولا سيما في فرملة التطبيع على أقل تقدير"، مشيراً إلى أنّ التطبيع "جرى بطلب من الأميركي، وليس كما يكذب بعض المسؤولين الإسرائيليين".

 

وأشار إلى تعليق آمال على العراق بما يختزنه من شعب وحشد وفصائل مقاومة"، مضيفاً: "كانوا يتحدثون عن تشكيل محور سني إسرائيلي أو عربي إسرائيلي في وجه إيران، لكنّه سقط".

 

الموقف السوري من الاعتداءات الاسرائيلية قد يتبدل

 

وتطرّق السيد نصر الله إلى الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، مؤكّداً أنّ "الموقف السوري من الاعتداءات الاسرائيلية قد يتبدل في أي وقت من الأوقات"، لافتاً إلى أنّ "ما حصل الاسبوع الماضي على مستوى المسيرات في الجنوب السوري هو مؤشر بشأن احتمال تبدل الموقف السوري".

 

وأضاف السيد نصر الله أنّه "عندما ينتشر الجيش السوري على خط قتال لمئات الكيلومترات، فلا تطلب منه أن يفتح جبهة أخرى".

 

وبينّ أنّه "من الممكن أن تستغل أي مواجهة مع الإسرائيلي في سوريا من قبل الجماعات المسلحة على طول الجبهة مع الجيش العربي السوري".