قال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: إن فترة الدفاع المقدس (الحرب المفروضة التي شنها نظام صدام ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الفترة 1980-1988) هي فترة بارزة ومهمة في تاريخ الثورة الإسلامیة وعلینا أن نعرف عظمة هذه الفترة.

 

صرح بذلك قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله حشدا من أسر الشهداء والفنانين والكتاب ورواد ونشطاء الدفاع المقدس في حسينية الإمام الخميني (ره) بطهران.

 

ورأى بأنه إذا عرفت أجيالنا المتعاقبة الجوانب المهمة والهادفة للدفاع المقدس، فإنها ستعرف كيف تمكن الشعب الإيراني من الوصول إلى منصة النصر والوقوف هناك بقوة في هذا الحدث المهم. وبكل فخر، ستكون هناك دروس عظيمة لهم في هذه المعرفة.

 

وتابع، لم نتمكن من معرفة تفاصيل هذه اللوحة الضخمة والملونة للدفاع المقدس وتقديمها للآخرين، متسائلا: عن ماذا دافعنا في فترة الدفاع المقدس؟ يمكن فحص ودراسة الدفاع المقدس من أربعة جوانب. الدفاع عن ماذا؟ الدفاع عن من؟ الدفاع على يد من؟ وماذا كانت نتيجة هذا الدفاع؟

 

وأضاف، تم الدفاع عن الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية كثمرة هذه الثورة ووحدة أراضي البلاد خلال فترة الدفاع المقدس، مضيفا أن الطرف الآخر قد هاجم هذه الأشياء الثلاثة. وبطبيعة الحال، لم يكن الهدف الرئيسي للأعداء مسألة السلامة الإقليمية، بل كان هدفهم هو الثورة..لقد أرادوا قمع هذه الثورة الفريدة والعظيمة والمهمة التي حدثت في إيران بفضل تضحيات الشعب.

 

وتابع، إن هناك فرقا كبيرا بين الحرب التي تندلع بغرض تحريك الحدود بين البلدين والحرب التي تشتعل بغرض تدمير هوية الأمة، معتبرا أن الحرب المفروضة كانت تهدف إلى تغيير الحدود والجغرافيا وهوية الشعب الإيراني.

 

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى ان أغلب الحروب هي حروب حدودية وهي من أجل الاستيلاء على الأراضي. لكن الحرب التي تستهدف هوية الأمة، ووجود البلد، والإنجازات التي تحققت نتيجة تضحيات الشعب هي مختلفة عن تلك الحروب. ولم تكن القضية مجرد تغيير الحدود الجغرافية، رغم أن ذلك الهدف كان مهما أيضا، إلا أن أهميته لا يمكن مقارنتها بهذا الهدف.

 

وأضاف، إن الجمهورية الإسلامية تعني الديمقراطية الدينية ومشكلة العدو الرئيسية هي أصل الجمهورية الإسلامية.

 

وأشار إلى أن الثورة الإسلامية استطاعت أن تزيل النظام الفاسد التبعي الذي كان يحكم البلاد وأسست نظاما جديدا وديمقراطية دينية كانت كلمة جديدة في العالم.

 

وتابع سماحته: الذين يعارضون ويعادوننا، مشكلتهم الرئيسية هي "الجمهورية الإسلامية".

 

واعتبر سماحته أمريكا الحافز الرئيسي للعراق في الحرب ضد إيران، مضيفا أن الفرنسيین قاموا بتزوید العراق بأحدث المعدات العسكرية.. کما أعطت الكتلة الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق العراق كل الإمکانیات البرية والجوية التي کان العراق يحتاجها.

 

وقال قائد الثورة الإسلامية: لم يساعدنا أحد في الحرب، حتى المرافق والأسلحة التي كنا نرید شرائها ودفع ثمنها لم يتم توفيرها إلا في حالات نادرة وبسيطة.

 

وأكد سماحته أن الدفاع المقدس كان ساحة الحضور العام للشعب الإيراني، لافتا إلى أن المساجد والحوزات العلمیة والجامعات والمدارس والثكنات كانت الأماكن التي تمد وتوفر القوات.

 

وشدد آية الله الخامنئي على ضرورة أهمية الأعمال الفنية في تعزيز قيم الدفاع المقدس متسائلا : من هم المهاجمون في الدفاع المقدس؟ وإذا نظرنا إلى الدفاع المقدس من هذه الزاوية، تتضح عظمة الدفاع المقدس وأهميته.

 

ومضى سماحته بالقول: إن جميع القوى البارزة في العالم ومنها أمريكا والدول الأوروبية المختلفة والكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي اجتمعت في جبهة واحدة وشاركت في شن هذا الهجوم على الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية.

 

وتابع قائد الثورة: وقيل إن الأميركيين كانوا الدافع الرئيسي لصدام في شن الهجوم على إيران. وخلال الحرب قدم الأميركيون أهم المساعدات له وهي المساعدات المعلوماتية ولقد زودوه بسهولة بموقع قواتنا من خلال الخرائط الجوية ..كما قاموا بتجهيز وتزويد صدام بتكتيكات الحرب بشكل مستمر ومتتالي.

 

وأضاف سماحته: دول عربية في منطقتنا زودت صدام بمبالغ مالیة لا حصر لها ووفرت له طرقا للتنقل؛ وكان الجزء الجنوبي من الخليج الفارسي دائما مكانا لحركة الشاحنات والآلات الثقيلة التي تأخذ الأدوات وتنقلها إلى العراق. الجميع ساعدوه.

 

وأكد آية الله الخامنئي: ان الدفاع المقدس وسع حدود المقاومة، نحن لم نسع إلى توسيع الحدود الجغرافية، لکن الدفاع المقدس رفع اسم المقاومة في العالم.

 

وصرح سماحته أن القوات المسلحة هي شرف المجتمع وتضمن إرساء الأمن، ومن الأمور التي يعتمد عليها العدو هو الإضرار بقيم القوات المسلحة.

 

وأضاف سماحته: قد تم تجهیز صدام بأحدث المعدات الجوية والمقاتلات والمروحيات من قبل الأوروبيین والفرنسيین ولقد زود الألمان صدام بوسائل تحضير الأسلحة الكيماوية، مما سبب الكثير من المجازر في إيران وفي العراق نفسه، وفي حلبجة. کما قدمت الكتلة الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق ودول أوروبا الشرقية لصدام كل التسهيلات البرية والجوية التي أرادها وكل ما يحتاجه.

 

وقال قائد الثورة: لقد تجلت قدرات الشعب الإيراني في الدفاع المقدس وجعل الشعب الإيراني يدرك ویعرف نفسه وعظمة قدراته، مؤكدا : نستطيع أن نقول بكل ثقة أن شبابنا الیوم قادرون على حل كافة مشاكل البلاد بالاعتماد على العمل الذي قام به شبابنا خلال في الدفاع المقدس.

 

 

واضاف سماحته: عرفنا أنفسنا خلال فترة الدفاع المقدس، واصبحت البلاد آمنة من الهجمات العسكرية المحتملة إلى حد كبير.

 

وتابع قائلا: ترکت أعمال الشعب الإیراني تأثيرها علی البلدان البعيدة. وأصبحت نموذجا في منطقة شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

 

وأضاف أن مسألة التواجد المعنوي الإيراني في المنطقة أثارت غضب أمريكا وبعض الدول، بينما ليس لدينا قاعدة في دول المنطقة، لكن لدينا حضور معنوي .

 

وفي وصفه لعظمة الدفاع المقدس، تحدث سماحته عن الإنجازات الفريدة والوفيرة التي حققها الشعب والبلاد واعتبر الحفاظ على وحدة الأراضي وعدم فصل ولو جزء واحد عن أرض إيران العزيزة أحد هذه الإنجازات.

 

وقال: إن الكشف عن قدرات الشعب الإیراني هو من أهم نتائج الدفاع المقدس. لقد أدرك الشعب عظمته وقدرته في مرآة الدفاع المقدس على عكس الدعاية والتلميحات المهينة التي كان يمارسها المنتمون إلى قوى عظمى مثل القاجار والبهلوي.. لأن جميع الأعداء تآمروا عليه لمدة ثماني سنوات، لكنهم لم يستطيعوا أن يرتكبوا أي خطأ.

 

واعتبر قائد الثورة الإسلامية ازدهار مواهب آلاف الشباب إحدى حقائق الدفاع المقدس الأخرى وقال: بالاعتماد على هذه القضايا نؤكد بكل ثقة أن شباب البلاد قادرون على حل كافة المشاكل.