أشار قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخامنئي إلى الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية والجرائم التي ترتكب في غزة مؤكدا أن الساحة ليست ساحة غزة و"إسرائيل"، بل هي ساحة الحق والباطل ، مشددا على ضرورة وقف العدوان والقصف على غزة فورا وإغلاق طريق تصدير النفط والغذاء للكيان الصهيوني .

 

والتقى حشد من التلاميذ والطلبة الجامعيين بسماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، صباح اليوم الأربعاء، وذلك على أعتاب ذكرى يوم مقارعة الاستكبار العالمي ( الذكرى السنوية للاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران والتي تحولت إلى وكر للتجسس، عام 1979) ويوم الطالب في إيران.

 

واعتبر قائد الثورة الإسلامية خلال اللقاء، استیلاء الطلبة الجامعيون في إيران على وكر التجسس الأمريكي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979، بمثابة صفعة وجهها الشعب الإيراني للولايات المتحدة وقال: انهارت سمعة أمريكا في ذلك اليوم.

 

وأشار سماحته إلى عداوة أمريكا لإيران وقال: الأمريكيون يعتقدون إن عداوتهم للشعب الإيراني تعود إلى قضية السفارة الأمريكية، ويقولون إن سبب قیام أمریکا بفرض الحظر علی إيران ومحاولتها وراء إثارة الاضطرابات وخلق المشاكل في البلاد يعود إلی استیلاء الطلاب الإیرانیین علی السفارة الأمریكیة هذا ما يقوله الأميركيون، وأنصارهم في الداخل؛ وهذه كذبة كبيرة.

 

وأوضح سماحته: تم تدبیر الانقلاب الأمريكي ضد الحكومة الوطنية الإيرانية في عام 1953، قبل 26 عاما من حادث السفارة. ولم يذهب أحد إلى السفارة في ذلك اليوم. وأن الوثائق التي تم كشفها في السفارة، والتي يبلغ عددها الآن 70-80 مجلداً من الكتاب، أثبتت أن السفارة الأمريكية كانت مركزاً للتآمر والتجسس ضد إيران منذ الأيام الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية.

 

وأضاف قائد الثورة الإسلامية: كانوا يخططون في السفارة الأمريكية للإطاحة بالثورة الإسلامية وإشعال حرب أهلية في المحافظات الحدودية للبلاد وهذا یدل علی أن السفارة كانت مركزا للتآمر على البلاد والثورة منذ الأيام الأولى من انتصار الثورة الإسلامیة.

 

كما أشار سماحته إلى العدوان الإسرائيلي على غزة وقال: بصبرهم استطاع سكان غزة أن يحركوا الضمير الإنساني. انظروا ماذا يحدث في العالم. وفي الدول الغربية، في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والعديد من الولايات الأمريكية، يتجمع الناس بحشود كبيرة ويرددون شعارات ضد إسرائيل وأمريكا نفسها.

 

ولفت سماحته إلى أن ساحة المواجهة بين غزة و"إسرائيل"، هي ساحة المواجهة بين الحق والباطل، وقال أن النصر النهائي سيكون حليف الشعب الفلسطيني في وقت ليس ببعيد.

 

وأكد قائد الثورة الإسلامية : انه على العالم الإسلامي ألا ينسى أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وقفت ضد الإسلام والشعب الفلسطيني المظلوم في قضية غزة الحاسمة. ولا ينبغي للعالم الإسلامي أن ينسى في معاملاته ومعادلاته وتحليلاته من وقف ضد الشعب الفلسطيني ويمارس الضغوط علی هذا الشعب المظلوم ولا يقتصر الأمر على الكیان الصهيوني فقط.

 

وقال سماحته : انظروا ماذا يحدث في الدنيا؛ في الدول الغربية، بریطانیا ، فرنسا، إيطاليا، و الولايات الأمريكية، يخرج الناس إلى الشوارع بأعداد كبيرة ويرددون شعارات ضد إسرائيل وأمريكا. لقد أنهارت سمعة هؤلاء، معتبرا ان من وقاحة الحكومات الغربية أنها تصف المقاتلين الفلسطينيين الذين يدافعون عن وطنهم بالإرهابيين. هل المقاتلون الفرنسيون الذين دافعوا عن باريس ضد عدوان ألمانيا النازية إرهابيون أيضًا؟

 

وأكد آية الله الخامنئي: ما يجب على الحكومات الإسلامية أن تصر عليه هو ضرورة وقف قصف غزة فوراً وإغلاق طرق تصدير النفط والسلع للكيان الصهيوني.

 

وأشار سماحته إلی الهزيمة المدوية التي مني بها كيان الاحتلال ولا يمكن التعويض عنها، وقال: إن الكیان الصهيوني مصدوم ومتفاجئ من الضربة التي تلقاها ولا يمكن التعویض عنها ويكذب على شعبه بشأن أسراه .

 

وقال سماحته: الكیان الصهيوني عاجز ومرتبك ويكذب على قومه بدافع الضرورة والإعراب عن قلقه بشأن الأسراء الإسرائیلیین في غزة، کذب لأن قیام الكیان بالقصف يتسبب في مقتل أسراه، مضيفا: أن الكیان لا يدري ماذا يفعل وكل ما يفعله هو من باب الاستعجال. ولو لم يحظى بمساعدة أمريكا، فمن المؤكد أنه سيصاب بالشلل خلال أيام قليلة.

 

وتابع سماحته: لقد أثبت طوفان الأقصى كيف يمكن لمجموعة صغيرة، لديها القليل من الإمدادات والمرافق، ولكن بنعمة الإيمان والعزم الراسخ، أن تدمر في ساعات قليلة نتاج سنوات من جهود العدو الإجرامية، وإذلال حكومات العالم المتغطرسة والمستكبرة، لافتا : لقد أذل الفلسطينيون الكیان الغاصب وأنصار الكیان.