قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نحن نقاتل في الشهر العاشر من الحرب مع العدو ومنذ دخولنا هذه المعركة حدّدنا لها أهدافاً والعدو يعترف بهذه الانجازات ويعتبرها استراتيجية.
وقال الله السيد حسن نصر الله “نعبر عن تبريكنا وتعزيتنا لمن نقيم له هذا الحفل، نبارك لعوائل الشهداء لنيل احبتهم هذه درجة الشهادة والعاقبة الحسنة، ونعزيهم بفقد الاحبة”، وتابع “في ذكرى الشهيدين العزيزين الحاج محمد نعمة ناصر ومحمد خشاب، لعائلاتيهما الشريفتين نعبر عن تبريكنا ومواساتنا”، وتابع “هذا ما كان يتطلع اليه هؤلاء الاخوة والقادة”، ولفت الى ان “هؤلاء الشهداء وشهداء طوفان الاقصى من اعلى مصاديق القتل في سبيل الله لانهم يقاتلون في معركة الحق الجلي الواضح الذي لا شبهة فيه ولا غبار عليه”.
واشار السيد نصر الله في كلمة له الاربعاء خلال الاحتفال التأبيني للقائد الجهادي الشهيد محمد نعمة ناصر(ابو نعمة) الى ان “هؤلاء الشهداء الأحياء الذين انتقلوا الى تلك الدار، وعندما ينتقلون الى هناك الملفت هو الاستبشار ويفرحون بنعمة الله وبالدرجة العظيمة عند الله”، واضاف “هؤلاء الاخوة وخصوصا القادة نحن نعرفهم عن قرب”، وتابع “أتمنى لو استطيع التحدث في احتفال كل شهيد”، ولفت الى ان “كل شهدائنا هم قادة وصناع نصر وشرف، وانا اعرف الشهيد ابو نعمة منذ سنوات طويلة وهو كان قائدا لوحدة عزيز، وعندما نعرفهم فهذا يزيدنا قوة”.
وقال السيد نصر الله “عندما نتحدث بثقة وبطمأنينة وبمعنويات عالية وذلك لاننا مؤمنون بالله وواثقون بوعده ولان لدينا قادة كأبو نعمة وابو طالب وجواد الطويل ومن سبقهم ومن ينتظر من الاخوة، فالاخوة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر”، وتابع “لو يطلع الناس ما نعرف نحن مما لدينا من قادة ومجاهدين وشجعان واهل إرادة إضافة الى ما يسره الله من امكانات عسكرية ومادية بالاضافة الى هذه البيئة من اهل القرى والمدن المجاهدون المسلمون الراضون من الاباء والامهات والعائلات، كل ذلك يدفعنا للتعاطي بهذه المعنويات العالية فهذه من المصاديق للفئة التي تنصر الله والله وعدها بالنصر، واللحمدلله حتى الآن نصرها في كل المواقع”.
واوضح السيد نصر الله ان “الشهيد ابو نعمة بدأ في البدايات مقاتلا مجاهدا ومن ثم وقع في الاسر ومن ثم اصيب في الميادين وصولا لان اصبح قائدا ومن ثم شهيدا”، وتابع “كان منذ بداية التحاقه بالمقاومة في الخطوط الامامية بمواجهة العدو الاسرائيلي، وشارك في معركة تموز 1993 ومعركة نيسان 1996 وحتى العام 2000 ومشاركته بالعمليات، وتولى مسؤولية القوة الخاصة في وحدة نصر وشارك في حرب تموز 2006 وكان تحت النار ومن ثم ذهب للقتال بسوريا بمواجهة داعش ومن ثم انتقل الى العراق لمواجهة الارهاب التكفيري بناء لفتوى المرجعية الدينية”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الشهيد القائد قاسم سليماني طلب مني المشاركة بقيادات لمتابعة العمليات في العراق ضد داعش، وكذلك ابو نعمة كان مسؤولا لبعض المناطق العمليات في معارك السلسلة الشرقية”، واضاف “بعد استشهاد الشهيد الحاج ابو محمد الاقليم تولى الشهيد ابو نعمة مسؤولية وحدة عزيز”، وشدد على ان “ابو نعمة فتح الجبهة في وحدة عزيز اسنادا لغزة منذ 9 تشرين الاول وبقي في الجبهة حتى استشهاده، كل هذا العمر قضى القائد ابو نعمة في الجبهة، هذا القائد الاسير المجاهد والجريح القائد في جبهات القتال المدير الخبير العارف المتواضع المزارع المحب للناس الموالي المطيع المنضبط الملتزم الحاضر حتى الشهادة”.
وقال السيد نصر الله “اليوم هناك اصوات كثيرة في العالم، خارج الكيان او داخله، تعرف ان وقف العمليات في شمال الكيان يتطلب وقف العدوان على غزة، في خارج الكيان الجميع يعرف انه اذا اردتم ايقاف العمليات في الجنوب عليكم وقف العدوان على غزة، وهذا ما باتوا يتكلمون به مع العدو”، واوضح ان “العمليات في الجنوب باتت تحجز اعدادا كبيرة من عناصر جيش العدو المنتشرة من البحر الى الجليل خوفا سواء من اقتحام الجليل او دخول مجموعات صغيرة بين المناطق”، واكد ان “كل هذه العمليات تزيد من استنزاف العدو الذي بات يصرخ من نقص العديد في الجيس ما يعمق المأزق داخل المجتمع الاسرائيلي”، وتابع “ايضا هناك مشكلة الحريديم رغم ان لهم تسهيلات مختلفة ومع ذلك يرفضون التجنيد بالجيش لكن اليوم العدو بحاجة الى فتح مشكلة مع الحريديم لانه بحاجة للعديد وهذا ليس فقط موضوعا عسكريا بل تحول الى مأزق اجتماعي في الكيان”، واضاف “ايضا هناك مشكلة جديد في الكيان تتمثل في تمديد التجنيد وايضا تمديد مدة الاحتياط مع لها من انعكاسات اجتماعية كثيرة في الكيان، بالاضافة الى الخسائر الاقتصادية للكيان واستنزافه في هذا المجال”، ولفت الى ان “هذه الجبهة تؤتي ثمارها جراء ما تلحقه بالعدو من خسائر عسكرية واقتصادية وامنية واجتماعية وبغيرها من المجالات”.
وشدد السيد نصر الله على ان “ما ترضى به حركة حماس نرضى به جميعا فيما يتعلق بالمفاوضات حول وقع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فالاخوة في حماس هم أدرى ونحن لا نطلب من أحد يأخذ رأينا ونحن نردد لهم إننا معكم وخلفكم في اي موقف او قرار تتخذونه ومعكم حتى النهاية”، وتابع “يجب ان نسجل ونشهد للمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة بالشجاعة والصمود المذهل كما يجب ان نسجل لقيادة المقاومة هذا الثبات والتمسك بالحقوق ونقدر حجم الضغوط التي يتعرضون لها من كثير من دول العالم سواء من العدو او الصديق”، واضاف “قيادة حماس تفاوض باعصاب قوية ولا تهزها كل هذه المظاهر المؤلمة رغم القتل والمجازر التي يتعرض لها الاهالي في غزة، فالقضية السياسية اليوم في ايدي امينة وشجاعة والميدان في أيدي صلبة وتتحمل بثبات”.
واشار السيد نصر الله الى ان “العدو غير القادر على انهاء العمليات في رفح وتحقيق اي مكاسب، هل بإمكانه اجتياح جنوب نهر الليطاني؟”، وتابع “من الواضح نزول سقف الادلة الصهيونية بمواجهة لبنان، ونحن في ذكرى حرب تموز حيث كانت سقوف العدو تتحدث عن القضاء عن حزب الله وفشل، ونحن اليوم منذ 10 أشهر نقوم بعلميات ونضرب المواقع والمستعمرات والعمق والجولان والشمال وكل المنطقة مهددة، هل نسمع من العدو لغة القضاء على حزب الله؟”، وتابع “نتانياهو لم يتعلم من حرب لبنان ومازال يواصل العدوان في غزة، والصهاينة اليوم يتحدثون عن التسوية وحتى غالانت عندما تحدث بات يتحدث عن عمليات محدودة وغير قادر ان يتحدث عن القضاء على حزب الله او إبعاده عن الحدود”، ولفت الى ان “مطالبات العدو بابعاد حزب الله 5 او 10 كلم عن الحدود هل يحل المأزق الذي يعيشه العدو في الشمال؟”.
وقال السيد نصر الله إنه “اذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، جبهتنا ستوقف إطلاق النار بلا أي نقاش لانها جبهة إسناد وهذا لا يحتاج الى سؤال”، وتابع “اذا ما حصل اتفاق وبقية الامور مستمرة او ذهبت الى أشكال اخرى سنتكلم حينها”، واضاف “سمعنا كلام من غالانت انه ليس بالضرورة ان تقف في جنوب لبنان اذا وقفت في غزة، وهنا نقول انه من باب اولى اذا فتحنا الجبهة اسنادا لغزة ان نفتحها دفاعا عن لبنان وجنوبه واهلنا وناسنا، وغن كان هذا الامر مستبعد ان يوقف العدو العدوان في غزة ويواصل في جنوب لبنان ولكن يجب ان نبقى حذرين وعلى جهوزيتنا لأسوأ الاحتمالات وإن كنا نتطلع لكل الايجابيات”، واكد انه “اذا اصر نتنياهو على هذه الحرب فهوي اخذه كيانه الى نهايته”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله الى “لا يفوتني ان ابارك لشعب وقيادة الجمهورية الاسلامية وللقائد الامام الخامنئي إجراء الانتخابات الرئاسية الايرانية على دورتين وما رافقها من مناظرات بين المرشحين ومن ثم انتخاب الرئيس مسعود بزشكيان”، وتابع “اود ان اشكره على شكره على برقيتي بما فيها خاصة من موقف سياسي بان الجمهورية الاسلامية في اساسيات فكرها، كما اسسها الامام الخميني وواصلت مع الامام الخامنئي، نصرة المستضعفين وفلسطين والمقاومة من اساسيتها”، ولفت الى ان “الرئيس الايراني المنتخب اكد ان جبهة المقاومة قوية وصلبة وستواصل الطريق حتى النصر”، واكد انه “في طريق النصر سيرتقي شهداء حتى تحقيق النصر، وهنا الدم ينتصر على السيف ، المقاومة المستمدة من كربلاء الامام الحسين دمها سينتصر”.
المصدر: موقع المنار
تعليقات الزوار