بسم الله الرحمن الرحيم

‏الحاضرون: مسؤولو الجمهورية الإسلامية من مدنيين وعسكريين ومختلف فئات الشعب[1]

 

أسرار مولد الرسول الأكرم ومبعثه‏

 أبادل الحضور وكافة مسلمي العالم والمستضعفين في أرجاء المعمورة التهاني بمناسبة هذا العيد الكبير عيد مولد الرسول الأكرم المبارك ومولد ابنه العظيم الإمام الصادق (سلام الله عليه). لابد لي من القول بأن أبعاد هذا المولد الذي تبعته البركات المتتالية وانتهى إلى بعثة النبي ونزول الوحي من عند الله تبارك وتعالى على قلب رسول الله، لازالت مجهولة للبشرية. إن ما كان يتطلع إليه القرآن الكريم لم يزل مجهولًا حتى بالنسبة للمتبحرين في آخر الزمان ولم يدرك كما كان ينبغي. وأن ما عرف منه حتى اليوم عندما يقارن مع ما كانت عليه المعارف البشرية والفلسفة والعدالة الاجتماعية قبل الإسلام يدل على تطور عظيم في العالم ليس له مثيل من قبل ومن بعد. وفي مسار المعرفة الإلهية إذا نظرتم لوجدتم ما كان عليه‏ العالم قبل الإسلام وإلى أين وصل بعد الإسلام بفضل تعاليم الإسلام المقدس والقرآن الكريم. إن العظماء الذين كانوا قبل الإسلام من أمثال أرسطو وغيره رغم عظمة شخصياتهم، عندما نقرأ كتبهم لا نجد فيها أثراً مما ورد في القرآن الكريم. فالآيات التي أشارت إليها الروايات بأنها نزلت لمن يتعمقون في الأمور في آخر الزمان، مثل سورة التوحيد والآيات الست من سورة الحديد[2] لا أظن أن أسرارها تنكشف للبشر لاحقاً كما يجب. طبعاً إن المسائل في هذا الباب كثيرة ودونت تحقيقات قيمة في هذا المجال لكن أبعاد القرآن أكثر مما هو متصور. فهذه الآية الشريفة (هو الأول والآخر والظاهر والباطن)[3] عندما يقرأها الإنسان يتصور أن أول الخليقة هو الله وآخر الخليقة هو الله وهو الظاهر بآثاره والباطن بأسمائه. لكن المسألة ليست ما ندركه وأدركه ممن كانوا قبلنا، فالمسائل أكبر من ذلك. إنه يريد نفي الظهور من غيره بقوله (هو الظاهر) فالظهور له والواقع كذلك ولكن إدراك المعنى القائل بأن الظهور هو ظهوره وأن العالم وجميع ما في الحياة ليس إلا ظهوره صعبٌ. ومعنى قوله (هو معكم)[4] الذي ورد في هذه الآيات هو أنه معنا فهو هنا ونحن هنا وهذه المعية التي يسميها الفلاسفة المعية القيومية لا تحل المشكلة. فهل هي من قبيل العلة والمعلول؟ أم أنها معية التجلي وصاحب التجلي؟ إن الأمور ليست هذه. إن المتعمقين في القرآن في آخر الزمان يدركون الأمور أفضل من غيرهم لعمق إدراكهم. إلّا فإن حد القرآن هو ما قيل عنه: (إنما يعرف القرآن من خوطب به)[5] فمعنى يعرف القرآن من خوطب به ينطبق على آيات من هذا القبيل، فالآيات التي ترتبط بالأحكام الظاهرة والنصائح يدركها الجميع. فلا يعرفه إلا من خوطب به يقصد به الرسول الأكرم أي إن من كان واسطة الوحي أي جبرئيل نفسه لا يستطيع فهمها. فلقد كان جبرئيل الأمين واسطة لقراءة ما ورد من الغيب على الرسول وكان مكلفاً بإيصاله ولكنه ليس مصداقاً لمن خوطب به. فمن خوطب به ينطبق على الرسول الأكرم نفسه وإن الآخرين أدركوا من خلال النور الذي انتقل من قلبه إلى قلوب خواص أصحابه، ولكن أمثالنا من البشر العاديين عاجزين عن إدراك معنى ـ (هو معكم) وأي نوع من المعية هذه. وما معنى (هو نور السموات والأرض ـ الله نور السموات والأرض)[6].

 

ما ذلك؟ ما معنى نور السموات؟ وكيف هو نور السموات؟ ولذلك سمّي (منوّر السموات) ولا علاقة لذلك بالآية. إن التطور المعنوي والعرفاني الذي ظهر من خلال القرآن يفوق جميع‏ المسائل وإن البشر نظروا إلى القرآن كلٌ من زاوية خاصة. فهناك من نظر إلى البعد الظاهري والبعض الآخر نظر إلى البعد الاجتماعي وآخرون نظروا إلى البعد السياسي وكذلك نظر البعض إلى البعد الفلسفي وآخرون إلى البعد العرفاني أو المعرفي. ولكن البعد الحقيقي الكامن بين المحب والمحبوب والسر الموجود بين الله والرسول الأكرم ليس أمراً هيناً نستطيع نحن إدراكه، وقد روي عن الإمام الباقر سلام الله عليه بأنه قال: إنني أستطيع استخراج جميع الأحكام والشرائع من لفظة (الصمد)[7] إن هذا موضوع مهم. طبعاً نستطيع نحن أيضاً إدراك أصول المعارف من (الصمد) لكنه يقول أشياء أكبر من ذلك. على أي حال من المؤسف للبشر أنهم لا يريدون أن يعرفوا، لم يسلكوا طريق المعرفة. لم يسلكوا طريق معرفة كتاب الله. لم يقيموا علاقة مع مصدر الوحي حتى يفسّر الأمر لهم من مصدر الوحي. إن هذه العلاقة كانت قائمة بين رسول الله وبين الله وكانت موجودة تبعاً لذلك بينه وبين خواص أصحابه. كذلك الأمر في الفلسفة فعندما تنظرون إلى فلسفة أرسطو التي كانت أفضل الفلسفات قبل الإسلام تجدونها مختلفة عن الفلسفة التي ظهرت بعد الإسلام وإن الفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا رغم كونها ذات أهمية كبيرة ورغم أن الشيخ الرئيس قال عن منطق أرسطو: لم يستطع أحد أن يشكل على منطق أرسطو لحد الآن أو يضيف إليه .. في ذات الوقت الذي ترى أن الفلسفة الإسلامية تختلف عن الفلسفة ما قبل الإسلام اختلافاً كبيراً. وكذلك الأمر بالنسبة للقضايا الأخلاقية والتربوية فالقرآن نزل لجميع شؤون الإنسان ولتربيته في مختلف الأبعاد، فأبعاد الإنسان غير متناهية. فالقرآن نزل للجميع وهو مائدة بسطت للبشر فكل من يستطيع سيستفيد منها بقدر إمكانياته. ولكن لم تتم الاستفادة من هذه المائدة إلا قليلًا مع الأسف ويجب أن أقول بأن الأنبياء منذ عهد آدم وحتى عهد الخاتم لم يحققوا الهدف الذي كانوا ينشدونه رغم أن جميع الفضائل التي وجدت في العالم هي منهم ولكنهم رغم ذلك لم يتمكنوا من تحقيق ما كانوا يصبون إليه.

 

أدعياء أتباع موسى وعيسى (عليهما السلام)‏

 

لابد من القول بالنسبة للأديان المعروفة اليوم بين البشر وهي شريعة موسى وشريعة عيسى والشريعة الإسلامية. هو إننا عندما ننظر إلى حال موسى (سلام الله عليه) وحياته وكيفية دعوته وجهاده ضد الطاغوت ونقارنه مع أمة موسى التي تزعم أنها أمة موسى ومن أتباعه، نجد أن موسى كان يعارض الطاغوت بينما هؤلاء هم الطواغيت. إن الإذاعة الإسرائيلية تنقل نصائح موسى، ولكن كيف هي إسرائيل وكيف أوضاعها؟ كان موسى‏ يعيش حياة بسيطة إذ كان راعياً ولا يملك إلا عصاه وكان وضعه كما يصفه لنا التاريخ، وقد ذهب إلى أعتى قوة في عصره وتصدى لها ولم يكن يهتم بالدنيا أبداً، لكننا نلاحظ أن من ينتسبون إلى موسى متعلقون بالدنيا بشدة. وإن قوة أمريكا المادية بأيديهم ويدعون بأنهم مؤمنون بشريعة موسى. وأسوأ منهم أتباع عيسى يقول الجميع ـ وهو صحيح ـ بأن عيسى كان رجلًا إلهياً يعيش حياة معنوية وكان لا يبالي بالقضايا المادية، وحسب إدّعاء من يزعمون أنهم أتباعه كان غير مهتم بالأمور المادية وكان مهتماً بالروحانيات بكل ما للكلمة من معنى. فهو روح الله. وعندما نأتي إلى أتباعه، من هم أتباعه؟ إن نصف المفاسد الموجودة اليوم في العالم تصدر عن أتباع عيسى  (سلام الله عليه). إنهم ليسوا أكثر من أدعياء، إنهم يستعدون الآن لأعياد مولد المسيح، من هم؟ إنهم أناس يخالفون عيسى ويخالفون رب عيسى. إنهم لا يؤمنون بعيسى لكنهم يحتمون به. والنصف الآخر من العالم هم الذين يزعمون بأنهم أنصار العمال والفقراء وغيرهم وأنهم لا يرتضون الظلم ويسعون إلى أن يكون الناس متساوين. إن هؤلاء أيضاً عندما نذهب إليهم نجد أن الكرملين أسوأ من واشنطن. لقد ارتكب لينين بحق الناس ما ارتكب، كما فعل ستالين مع الناس ما فعل، تلك ادعاءاتهم وهذه أعمالهم.

 

وعندما نرجع إلى أنفسنا نجد المسلمين على نفس الحالة. فإن قادة الدول الإسلامية على الرغم من إدعائهم للإسلام وإتباع رسول الإسلام غير أنه لا يوجد بينهم وبين قادة الإسلام الحقيقيين أي نوع من التشابه ولا أي ارتباط. إن المزاعم كثيرة بأننا أتباع الإسلام ولكن الإتباع يكون في العمل. كيف كانت سيرة الرسول وكيف هي حياتكم؟ كيف عاش الرسول بين الناس وكيف تعيشون أنتم بين الناس؟ كيف كانت علاقات الرسول مع الطواغيت وكيف هي علاقاتكم مع الطواغيت، إضافة إلى أنكم طواغيت صغار؟ كيف كان ارتباط الرسول مع مستضعفي العالم وكيف ارتباطكم أنتم؟ وكيف كانت حياة الرسول وكيف هي حياتكم المادية؟ إن مجرد الإدعاء بالتبعية للرسول ليس كافياً. إن قادة الدول لإسلامية هم كذلك أيضاً. يقول الرسول للمسلمين أن اجتمعوا واتحدوا معاً. ولكنكم تفرقون بينهم. يقول القرآن ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً﴾[8] ولكنكم اعتصمتم بحبل الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي. إن المزاعم كثيرة. نحن في إيران لا ندعي بأننا أتباعه بهذا المعنى، بل نقول بأننا راغبون في اتباعه والسير على خطاه. أنتم تدعون بأنكم أتباع الرسول والقرآن يقول ﴿والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت﴾[9] من هم أولياؤكم الآن ومع من ارتباطكم؟ حسناً جماعة منكم مع هذه‏ الجهة وجماعة أخرى مع تلك الجهة. إن إيران التي لا تريد إتباع هذا المعسكر أو ذاك،، يمارسون الضغوط عليها بسبب ذلك.

 

الدفاع عن المعتدي بذريعة السلام وحقوق الإنسان‏

 

إذا ما غيرت إيران نهجها واتجهت نحو أحد القطبين ـ لا سمح الله ـ فإن المشاكل ستنحلّ. ما هو ذنب إيران التي يهاجمها صدام ويرتكب بحقها الجرائم وإذا ما تلقي صفعة بدأ يفتش عن طريق للخلاص. عندما كان يشن هجومه كان يدعي بأننا نريد القضاء على المجوس، كان يعتبرنا مجوساً كان الإيرانيون كلهم مجوساً في رأيه، كل من تحدث بالفارسية فهو مجوسي. عندما كان يتمتع بالقوة كان يردد هذه المزاعم. وعندما تلقى الصفعة من إيران ومن مسلمي إيران حينها بدأ يقول بأننا مسلمون جميعاً لماذا نتنازع. قارنوا بين كلامه في ذلك الوقت وبين كلامه اليوم إذ كان يقول بأن هؤلاء مجوس ونحن نريد أن نسيطر على هذه المناطق وعلى (عربستان) كانوا يسمون هذه المناطق بأسماء أخرى غير التي تعرف بها. فعلى سبيل المثال غيروا اسم الأهواز إلى الأحواز. حينما شنوا هجومهم كان هذا كلامهم، وعندما هزموا أخذوا يدعون بأننا نريد السلام ويرددون مقولة السلام السلام وذلك لكي يستعيدوا قواهم للهجوم مرة أخرى. وإن الأوساط الدولية لا تسأله: إذا كنت تريد السلام حقاً لماذا ارتكبت تلك الجرائم ولماذا شنيت الحرب حتى تتحدث عن السلام اليوم؟ إن هؤلاء أدعياء السلام، عندما يحصل انفجار في مكان ما من العالم ـ بسبب مخالفة المستضعفين لهم ـ يبادر صدام إلى قصف مدن إيلام وغيرها من المدن، فيزعم هؤلاء بأن صداماً انتقم لهم. إن أدعياء حقوق الإنسان هم الذين يقولون هذا الكلام. انظروا كيف أصبح وضع العالم اليوم؟ إن المسلمين الذين يدّعون بأننا أتباع الرسول الأكرم وأتباع القرآن الكريم، حسناً فهذا هو القرآن تعالوا وانظروا ماذا يقول القرآن وما هو عملكم. إنهم يخلقون كل هذه المصائب لنا لأجل أمريكا ثم يدعون بأنهم مسلمون. حسناً لقد جاء الإسلام لكي تصبحوا مسلمين، ولكن لأن أمريكا تريد شيئاً آخر ترتكبون أنتم هذه الأعمال؟ يقدمون بترولهم لأمريكا. يقدمون لها ثروات شعوبهم. إن شعوبهم تعيش حالة الضعف والذل وتعاني من كبتهم وظلمهم ثم يدعون بأننا مسلمون. وهل يصبح الإنسان مسلما بالادّعاء فقط. يقولون إننا مسلمون ونريد الوحدة. إن إيران تدعو المسلمين البالغ عددهم مليار نسمة للوحدة والإتحاد والتصدي للقوى الكبرى. لكنهم يعادون إيران لمنعها من ترديد هذا الكلام نهائياً.

 

خلاصة القول أن من يدّعون بأننا أتباع موسى غير صادقين. كما أن من يدعون بأنهم أتباع عيسى غير صادقين أيضاً. وكذلك من يدعون بأنهم أتباع نبي الإسلام غير صادقين، فكل ذلك مجرّد ادّعاء ويجب النظر إلى الأعمال. فمن يدعي بأنه من أتباع موسى فلننظر إلى‏ أعماله هل كانت أعمال موسى حقا؟ إن التاريخ قد سجل كل شي‏ء والقرآن موجود والتوراة موجود أيضاً. كل ذلك مسجل. تعالوا انظروا إلى أعمالكم كيف هي. وكذلك من يدعي إتباع عيسى فإن تاريخ عيسى مسجل وهم يعرفونه ـ مع قليل من التحريف ـ ويعلمون أن الناس يشاهدون أعمالهم. وكذلك من يدعي بأنه ملحد ولا يؤمن بشي‏ء من ذلك وبأنه يحمي الكادحين فإذا ما وجد الفرصة قمعهم وقتلهم وقد ارتكب في أفغانستان ما لا يخفي. وكذلك المسلمون هذا وضعهم. إنهم يعلمون تاريخ الإسلام، والقرآن الكريم بين أيديهم وسيرة الرسول أمامهم، كل ذلك لديهم ولكن أعمالهم مخالفة للإسلام. إن أعمال قادة الدول الإسلامية تتعارض مع الإسلام وهي تختلف عن أعمال المسلمين الآخرين. إنهم رؤساء هذه الدول وأعمالهم مخالفة للحكومة الإسلامية ومخالفة لسيرة رسول الإسلام. وهي تخالف أعمال أهل بيت الرسول.

 

إن عالمنا اليوم بهذا الشكل إن الأدعياء كثيرون جداً ولكن الواقع هو ما نراه وترونه. فمتى تتغير هذه الموازين وتستقيم. إن استقامة الموازين بشكل كامل ستكون بظهور صاحب العصر والزمان (سلام الله عليه). ولكن لدينا واجباتنا، هذا صحيح ولكن لدينا واجبات والواجب هو أن نكون جادين ونجمع قوانا لمنع حدوث هذه الأمور.

 

نصيحة إلى الحكومات الإسلامية

 

إن نصيحتنا ونصيحة الشعب الإيراني والخطباء الإيرانيين للحكومات الإسلامية دائماً هي تعالوا لكي نتحد، تعالوا لكي نكون مع بعضنا البعض، لا نريد احتلال بلدانكم فنحن لسنا فاتحين للبلدان بل ندافع عن حقوقنا. لقد كنا ملتزمين بهذا الكلام دوماً و كان واحداً منذ البداية. لم نتحدث يوماً عن مقولة العرب والعجم ولم نتكلم عن المجوس أو غير ذلك، لم نقل ذلك سابقاً ولا نقوله الآن ولن نقوله في المستقبل. إن كلامنا واحد وهو أن على المسلمين أن يتحدوا وأن يقضوا على الذئاب التي تفترسهم وأن ينحّوا الحكام ويقطعوا دابرهم عن هذه البلاد. يقولون إن ذلك مستحيل ولكننا قد أنجزناه في إيران. لقد خرج الإيرانيون إلى الشوارع دون امتلاك أية إمكانات تذكر وأنجزوا عملهم وقضوا على الطاغوت وقطعوا أيدي الأمريكان والسوفيت من البلاد. لماذا مستحيل؟ عندما تريد الشعوب فكل شي‏ء ممكن. إن كلامنا للحكومات هي أن تستجيب للشعوب وتكسب ودّها قبل أن تثور هذه الشعوب. ليأتي رؤساء الجمهوريات ويجتمعوا في مؤتمر ليحلوا مشاكلهم وأن يكون كل واحد في مكانه، ولكن عليهم أن يجتمعوا لمواجهة من يهاجمون الإسلام والتصدي لهم وهو أمر سهل. ليس ذلك مستحيلًا. إذا ما اجتمعتم فسوف يكفون عن عدوانهم. إنهم يستغلون ضعفكم وجهلكم. لقد استغلوا ضعف محمد رضا في وقت كانوا يأمرونه بكلمة واحدة وكان يخضع لهم. لم يكونوا يريدون الحرب وإنما أرعبوه بشدة بحيث أنه كان التصور السائد بأننا لو تحدينا أمريكا سيحدث ما لا يحمد عقباه غير أن إيران تحدت أمريكا ولم يحدث شي‏ء لا أقول بأننا لم نتكبد خسائر ولكن الإنسان عندما يصون كرامته ويحفظ الإسلام، ففي المقابل يقدم بعض الشهداء وهو أمر مقبول. لقد قدم الرسول الشهداء أيضاً وكذلك كان سائر الأنبياء لقد كانت سيرة الأنبياء كذلك. كانوا يعارضون الطاغوت ولو كلّفهم ذلك غالياً. ولو كلفهم حياتهم أو حياة أصحابهم. إن للوقوف في وجه الظلم قيمة كبيرة وإن للقبضة الموجهة إلى الظلم والطاغوت قيمة كبيرة. عندما يتصدى الإنسان إلى الظلم ليمنع انتشاره ستكون له أهمية كبيرة. إننا مكلفون أيها السادة. ليس صحيحاً أن نجلس في بيوتنا ونأخذ بأيدينا مسبحة ونردد دعاء (عجلّ على فرجه) زاعمين بأننا ننتظر ظهور إمام الزمان (سلام الله عليه) إن التعجيل في الفرج سيتم بأعمالكم، عليكم أنتم توفير الأرضية المناسبة والإعداد للمّ شمل المسلمين ووحدتهم. وسيظهر ـ روحي فداه ـ إن شاء الله. إنني آمل أن يوجه الله تبارك وتعالى قلوبنا نحوه وأن يمنحنا قليلًا من معارف القرآن وأن يعرّف المسلمين بواجباتهم ويعرّف قادة المسلمين بواجباتهم الإلهية، ويقضي على أعداء الإسلام والمسلمين إن شاء الله.

 

والسلام عليكم ورحمة الله‏

 

ـــــــــــــــــ

 

[1] السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية) ـ اكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الإسلامي) ـ السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي (رئيس مجلس القضاء الأعلى) ـ مير حسين الموسوي (رئيس الوزراء) ـ محمد رضا مهدوي كني ـ محمد تقي فلسفي ـ أعضاء مجلس صيانة الدستور ـ مجلس الوزراء ـ المدعي العام للبلاد ـ أعضاء مجلس القضاة الأعلى ـ محكمة العدالة الإدارية ـ المفتشية العامة للبلاد ـ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش وقادة القوة البرية والجوية والبحرية، مسؤولو الشرطة والدرك والمجلس الأعلى لحرس الثورة ـ أعضاء جامعة الإمام الصادق (عليه السلام) ـ نواب مجلس الشورى الإسلامي ـ رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم ـ أعضاء لجنة الثورة الثقافية والجهاد الجامعي ـ النائب العام لمحاكم الثورة والجيش – مندوبو الإمام في مؤسسات الثورة الإسلامية ومؤسسة الشهيد ـ مؤسسة المستضعفين ـ مؤسسة 15 خرداد ـ لجنة الإمام للإغاثة ـ مؤسسة الإسكان للثورة الإسلامية ـ مؤسسة مكافحة الأمية ـ قادة الوحدات القتالية والتدريبية والثقافية واللوجستية للقوة البرية في الجيش ـ المدير العام ومدير مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون والمسؤولون عنها ـ لجنة الإعلام الحربي ووكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ـ رؤساء تحرير الصحف ـ محافظ البنك المركزي ـ الضيوف الأجانب المشاركون في مؤتمر دراسة جرائم صدام ـ المتحدث باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ـ أعضاء المكتب الاستشاري ومجلس الدفاع الأعلى ـ منظمة الحج والزيارة والأوقاف ـ لجنة إقامة صلاة الجمعة ـ المدير العام للهلال الأحمر ـ أعضاء قسم التوجيه العقائدي في قوات الجيش والشرطة ـ مجلس إدارة طلاب العلوم الدينية الأجانب ـ مسؤولو مركز الوثائق.

 

المكان: طهران، جماران‏

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏18، ص: 214

 

الموضوع: بركات ولادة وبعثة الرسول الأكرم‏

 

التاريخ الأول من دي 1362ﻫ.ش/ 17 ربيع الأول 1404 ﻫ.ق‏

 

المناسبة: ذكرى مولد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والإمام جعفر الصادق (عليه السلام‏)

 

[2] أصول الكافي، ج 1، ص 93، ح 3.

 

[3] سورة الحديد، الآية 3.

 

[4] سورة الحديد، الآية 4.

 

[5] بحار الأنوار، ج 24، ص 237 ـ 238، ح 6.

 

[6] سورة النور، الآية 53.

 

[7] تفسير البرهان، ج 4، ص 526.

 

[8] سورة آل عمران، الآية 103.

 

[9] سورة البقرة، الآية 257.