أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

شكر ومواساة

 

لقد تحملنا خلال هذه المدة مصائب جسيمة، كما حققنا بعض الانتصارات وهي بلا شك انتصارات كبيرة.

 

مصائب النساء اللاتي اثكلن بأبنائهن الشبان، والرجال الذين فجعوا بأبنائهم، والأطفال الذين فقدوا آبائهم. حينما تقع عيني على بعض أولئك المفجوعين بأبنائهم أشعر بخطورة المسؤولية الملقاة على كاهلي إلى الحد الذي يفقدني جلدي.

 

إنني عاجز عن تعويض مثل هذه الخسائر التي تحملها الشعب الإيراني! كما أنني عاجز عن تقديم الشكر لهذا الشعب الذي قدم كل ما لديه في سبيل الله! ولكني أسأل الله أن ينعم عليه بمثوبته!.

 

إني أتقدم بالعزاء للأمهات الثكالى واعتبر نفسي شريكا لهن بما ألم بهن من مصاب! كما أتقدم بالعزاء للآباء الذين فقدوا أبناءهم والأولاد الذين فقدوا آباءهم!.

 

النظام الملكي يناهض العقل والقانون‏

 

لابد لنا أن نتأمل أولا في الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه المصائب على هذا الشعب، فما الذي كان الشعب يقوله حتى يتعرض لكل هذا القتل والظلم والنهب منذ أن أطلق صرخته؟ ما الذي كان يقوله شعبنا ليستحق هذه العقوبات؟!

 

إن إحدى مقولات شعبنا هي أن الملكية البهلوية قامت منذ البداية خلافا للقوانين. إن من هم في سني يعلمون وقد رأوا عيانا بان المجلس التأسيسي قد أقيم تحت سطوة الحراب، ولم يكن للشعب أي دور في تأسيس ذلك المجلس، لقد أقاموا المجلس التأسيسي تحت أسنة الحراب، وقد أجبر نوابه بالقوة على إعطاء رأيهم لملكية رضا شاه.

 

إذن فهذه الملكية أمر باطل منذ البداية، وأصل النظام الملكي مخالف للقانون والقواعد العقلية وحقوق الإنسان منذ نشأته. وهب أن آراء الناخبين تضافرت لدى شعب ما على اختيار شخص ما ليكون ملكا عليهم، فان ذلك أمر مقبول على أساس حقهم في تقرير مصيرهم وإرادتهم الحرة، وبذا يكون ما قرروه قابلا للتطبيق، ولكن إذا صوت شعب ما ولو بأجمعه على أن يكون خلفاء الملك ملوكا أيضا فما هو حقهم في ذلك؟ بأي حق يعين شعب عاش قبل خمسين عاما مصير شعب يأتي بعده؟ إن مقدرات كل شعب بيده هو.

 

نحن لم نكن موجودين في العهد السابق، في عهد القاجارية الأول مثلا، ولو فرضنا أن حكومة القاجارية أقيمت على استفتاء شعبي، وان جميع أبناء الشعب أدلوا بآرائهم المؤيدة لها فان ذلك لا يلزمنا نحن، فهم قد أدلوا بآرائهم المؤيدة للآغا محمد خان القاجاري، أما السلاطين الذين جاؤوا بعده في عهدنا نحن وعهد السلطان احمد شاه فلم يكونوا باختيارنا. فأي منا أدرك عهد الأغا محمد خان، بل إن أجدادنا هم الذين أدلوا بآرائهم لملكية القاجارية، فبأي حق يختاروا لنا السلطان احمد شاه؟ إن مصير كل شعب يجب أن يكون بيده.

 

النظام البهلوي مفروض وغير قانوني‏

 

إن الشعب الذي كان قبل مائة عام من الآن، أو قبل مائة وخمسين عاما، له مصير واختيار خاص به، لكنه ليس مختارا أن يفرض علينا نحن سلطانا معينا. ولنفترض أن ملكية البهلوية كانت منذ تأسيسها باختيار الناس، ولنفترض أن المجلس التأسيسي أيضا قد تم تشكيله بإرادة الناس، فان ذلك سيؤدي- على فرض أن هذا الأمر الباطل كان صحيحاً إلى أن يكون رضا خان فقط سلطاناً شرعيا ويمارس حكومته على أولئك الذين اختاروه في ذلك الزمان. أما أن يكون محمد رضا سلطانا على جيل لم يدرك إلا بعضا منهم زمنا من ذلك العهد فهذا أمر غير مقبول. فبأي حق يقوم الشعب الذي عاش آنذاك بتقرير مصيرنا في هذا الزمان؟.

 

وعليه فان سلطة محمد رضا غير قانونية، لان سلطة أبيه كانت خلافا للقانون وفرضت بالقوة وتحت أسنة الحراب وفي ظل مجلس غير قانوني. وهب أن ملكية رضا شاه كانت قانونية فبأي حق يمكن لهؤلاء أن يقرروا مصيرنا نحن؟ إن مصير كل شخص مرتهن بإرادته. وإلا فهل آبائنا أولياء علينا؟ وهل أولئك الذين عاشوا قبل مائة عاما أو قبل ثمانين عاما يمكنهم تقرير مصير الجيل الذي سيأتي بعدهم؟. هذا أيضا دليل آخر على أن ملكية محمد رضا لم تكن قانونية.

 

علاوة على ذلك فان الملكية التي أقيمت آنذاك والمجلس التأسيسي أيضا على فرض أنه كان أمراً صحيحاً فإن مصير أي شعب يجب أن يكون رهن إرادته هو، والشعب يقول الآن وفي هذا الزمان: بأننا لا نريد هذا السلطان. وحينما يقول هو بأنه لا يريد ملكية رضا شاه وملكية محمد رضا شاه ولا يريد النظام الملكي أصلا، فان مصيره رهن إرادته. وهذا أيضا يدل على أن ملكية الأخير باطلة هي الأخرى.

 

الحكومات الأجيرة والمجالس الصورية

 

ولنأت الآن إلى الحكومات التي أقيمت في ظل ملكية محمد رضا والمجالس الموجودة. فعلى مدى عهد الملكية الدستورية إلا في بعض المقاطع الزمنية وفيما يتعلق ببعض النواب فان الناس حرموا من اختيار النواب! فهل تعلمون بان المجالس الحالية سواء مجلس الشورى أو مجلس الشيوخ هي مجالس يجب أن تتشكل بآرائكم انتم؟ إنني أسألكم أيها الشعب الإيراني، سيما أنتم‏ المقيمون في طهران، إنني أسألكم هل تعلمون بان نواب المجالس سواء مجلس الشيوخ أو مجلس الشورى يجب أن يتم اختيارهم بناء على آرائكم؟.

 

هل يعرف أكثر الناس أولئك الذين أصبحوا نواباً في مجلس الشيوخ أو في مجلس الشورى؟ أم أن هؤلاء تم تعيينهم قسراً ودون الرجوع إلى الناس؟.

 

إن المجلس الذي يتم تشكيله دون علم الناس ودون رضاهم، هو مجلس غير قانوني. وعليه فان أولئك الذين احتلوا مقاعد المجلس وأخذوا أموال الشعب عبر ما يتسلمونه من رواتب، لا حق لهم في ذلك وهم ملزمون بضمان إعادة تلك الأموال، والحال كذلك بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ وهم ضامنون أيضا للأموال التي يتسلمونها.

 

أما الحكومة المنبثقة عن ملك غير قانوني- لا هو ولا أباه- الحكومة التي تقوم على مجلس كهذا وعلى سلطان كهذا، فهي بدورها حكومة غير قانونية.

 

إن الشعب الذي كان يقول في عهد محمد رضا خان بأنه لا يريد تلك الملكية وانه يريد أن يقرر مصيره بنفسه، يقول الآن أيضا بان هؤلاء النواب غير قانونيين، ومجلس الشيوخ هذا غير قانوني وهذه الحكومة غير قانونية. وهل يمكن لمن قام وجوده على المجلس، على مجلس الشيوخ، أو على وجود الشاه- وهم جميعا غير قانونيين- هل يمكن أن يكون هو بذاته قانونيا؟.

 

إننا نقول بأنكم غير قانونيين وعليكم أن ترحلوا .. إننا نعلن بان الحكومة التي تعتبر نفسها حكومة قانونية هي ذاتها غير مقتنعة بأنها قانونية! فهذا (شابور بختيار) الذي يقدم حكومته على أنها قانونية، كان وحتى عدة سنوات ماضية، وقبل أن يصل إلى الحكم، ينظر إلى الحكومة آنذاك على أنها غير قانونية ويرفضها، فما الذي حدا به الآن إلى القول بان حكومته الحالية قانونية؟!.

 

إن هذا المجلس مجلس غير قانوني، ولتسألوا النواب أنفسهم هل قام الشعب بانتخابهم؟ إننا نطلب من أي واحد منهم يدعي بان الشعب قد اختاره أن يذهب مع شخص آخر إلى منطقته الانتخابية ويطرح السؤال على الأهالي هناك، هل هذا النائب هو نائب عنكم؟ هل أنكم ساهمتم في اختياره؟ وأعلموا بان الجواب سيكون بالنفي.

 

وعليه، فهل يستحق هذا الشعب الذي يصرخ بان هذه الحكومة وهذا الشاه وهذا المجلس، قد تسنموا مناصبهم خلافا للقوانين، وان حقنا الشرعي والقانوني والإنساني هو أن يكون لنا حق تقرير المصير، هل يستحق هذا الشعب أن تفتح له أبواب المقابر في طهران وفي الأماكن الأخرى؟.

 

الفساد والتخريب بذريعة الإصلاح والرقي‏

 

ينبغي القول بان محمد رضا بهلوي، هذا الخائن الخبيث، قد رحل، فرّ وترك كل ما لدينا هباء منثورا. لقد دمر بلادنا وعمّر مقابرنا. دمر بلادنا من الناحية الاقتصادية، فاقتصادنا الآن كسيح ومتهاوي، ولو أردنا إعادة هذا الاقتصاد إلى وضعه الطبيعي فإننا نحتاج إلى سنوات طويلة تتضافر فيها جهود الجميع، وهو الأمر الذي لا تستطيع أن تنهض به حكومة لوحدها أو شريحة من فئات المجتمع، وإذا لم تتضافر جهود المواطنين بأجمعهم فلن يتمكنوا من مواجهة هذا الانهيار الاقتصادي.

 

تأملوا قليلا، فإنهم وبذريعة الإصلاح الزراعي وتحرير الفلاحين الذين كانوا برأيهم عبيدا، أعلنوا عن قانون" الإصلاح الزراعي"، وإصلاحاتهم الزراعية هذه أوصلت البلاد إلى هذا المصير الذي تم فيه القضاء بشكل كامل على الفلاحين وعلى الزراعة وأصبحتم الآن محتاجين للأجانب في كل شي‏ء. أي أن محمد رضا قام بهذا العمل ليفتح أسواقا لأمريكا ويجعلنا محتاجين إليها، نستورد منها القمح والأرز وكل شي‏ء، نستورد البيض منها أو من ربيبتها إسرائيل.

 

وعليه فان الأعمال التي قام بها هذا الشخص تحت شعار" الإصلاح" كانت إفسادا! ومسألة" الإصلاح الزراعي" وجهت ضربة قاصمة لبلادنا ربما تجعلنا عاجزين عن مواجهة أثارها على مدى عشرين عاماً قادمة ما لم تتضافر جهود أبناء الشعب جميعاً ويمر وقت طويل.

 

لقد جعل ثقافتنا ثقافة متخلفة. إن هذا الشاه جعل ثقافتنا متخلفة بحيث لا يحصل شباننا على العلم التام والكافي هنا ويمسون بعد مدة من الدراسة- مع كل ما يرافقها من صعوبات وضغوط يمسون مضطرين للسفر إلى خارج البلاد لإكمال دراساتهم.

 

إننا نملك دراسات جامعية منذ خمسين عاما أو أكثر، ونملك جامعة منذ أكثر من ثلاثين عاما، ولكن ولأنهم خانونا فان هذه الجامعة لم تتطور ولم تحقق لأبنائها بلوغا إنسانيا. لقد قضى هذا الشخص على جميع أبنائنا وعلى طاقاتنا البشرية.

 

لقد أقام هذا الشخص- ونتيجة لعبوديته للآخرين- بإنشاء مراكز الفحشاء، فبرامجه التلفزيونية ليست سوى فحشاء، وبرامجه الإذاعية في اغلبها فحشاء. وجميع المراكز التي أجازوا فتحها هي مراكز للفحشاء يعضد بعضها بعضا، فمراكز بيع الخمور أكثر من مراكز بيع الكتب، ومراكز الفساد الأخرى تنتشر إلى ما شاء الله. لماذا؟ لماذا تكون دور السينما لدينا مراكز للفحشاء؟ نحن لا نعارض دور العرض السينمائي ولكننا نعارض مراكز الفحشاء، نحن لا نعارض الإذاعة ولكن نعارض الفحشاء. نحن لا نعارض التلفزيون بل نعارض ما يقومون به خدمة للأجانب وللإبقاء على أبنائنا متخلفين ولتدمير طاقاتنا البشرية.

 

متى عارضنا التجديد؟ متى عارضنا مراكز التطور؟ إن مظاهر الرقي والتقدم حينما توجهت من أوروبا نحو الشرق- سيما نحو إيران التي تعتبر مركزا هاما ينبغي الاستفادة منه للتحضر فإنها وبدلا عن ذلك قادتنا نحو البربرية.

 

إن السينما احد مظاهر التحضر التي ينبغي توظيفها لخدمة الناس ولتربيتهم، لكن وكما تعلمون فإنها قد دفعت أبنائنا نحو الضياع. وكذا هو حال سائر هذه المراكز. لذا فاننا نعارضها، وهؤلاء قد خانوا بلادنا بهذه الطريقة.

 

نصرخ ألماً من ممارسات الشاه وأمريكا

 

وأما نفطنا فقد أعطوه إلى الآخرين بالكامل! أعطوه لأمريكا وغير أمريكا. وماذا اخذوا في المقابل من أمريكا؟ أخذوا منها أسلحة ومعدات لإقامة قواعد لها؟ فنحن أعطيناهم النفط وأقمنا لهم قواعد في أراضينا! وتمكنت أمريكا بهذه الحيلة التي ساهم فيها هذا المخلوق (الشاه) من‏ الاستحواذ على نفطنا وتشييد قواعد لها بثمنه. فقد صدرت أمريكا إلينا أسلحة لا يمكن لجيشنا الاستفادة منها إلا بمساعدة المستشارين والخبراء الأمريكان.

 

هذا فيما يتعلق بالنفط، النفط الذي لو تمكن هذا الشخص لا سمح الله من العيش لسنوات أخرى، ولو امتد عمر ملكيته لأفرغ جميع آبارنا من النفط. وبما انه كان قد قضى على زراعتنا سلفا، فان هذا الشعب كان سيصاب بالفلج الكامل ويتحول أبنائه إلى عمال بالسخرة للأجانب.

 

إننا نصرخ من هذه الممارسات. إن دماء أبنائنا تسيل من هذه الممارسات. إننا نريد الحرية. لقد عشنا خمسين عاما في حالة من الكبت والاختناق. لم تكن لدينا وسائل إعلام، لم تكن لدينا إذاعة سليمة ولا تلفزيون سليم وعجز الخطباء عن الحديث، عجز المنبريون عن قول كلمتهم، وعجز أئمة الجماعة عن القيام بممارسة دورهم بشكل حر ولم تتمكن أية شريحة من فئات المجتمع من القيام بدورها بشكل صحيح الكبت في عهده أيضا بصورة اكبر. واليوم وهو في النـزع الأخير فان هذا الكبت لازال موجودا.

 

إننا نقول إن هذا الشخص وحكومته ومجلسه جميعها غير قانونية، وإذا واصل هؤلاء التمسك بذلك فإنهم مجرمون ويجب محاكمتهم وسوف نقوم بمحاكمتهم.

 

تشكيل حكومة بدعم من الشعب‏

 

سأقوم بتشكيل حكومة جديدة! سأوجه صفعة لهذه الحكومة وأشكل حكومة جديدة! سأقوم بتشكيل حكومة جديدة بدعم من هذا الشعب، ولأنني مدعوم من هذا الشعب ...»

 

إن هذا الشخص (شابور بختيار)، الذي لا يعترف هو نفسه بنفسه! ولا يقبله حتى أصحابه، ولا يقبله الشعب ولا الجيش ولا يدعمه احد إلا أمريكا التي أمر مبعوثها الجيش بالوقوف إلى جانبه، كما دعمه الانجليز وطالب مبعوثهم بمناصرته: إن هذا الشخص. يرفضه شعبه، وتعلن فئات المجتمع بأسرها أنها لا تريده، ولا يقف وراءه سوى بعض الأشرار الذين يدفعونهم إلى الشوارع ليصرخوا بأنهم يدعمونه ويريدونه، إلا أن الشعب لا يمثله هؤلاء الأشرار، الشعب هو هذه الجموع (يشير إلى الحاضرين).

 

يقول: لا يمكن أن توجد حكومتين في بلد واحد! طيب هذا أمر واضح، في بلد واحد لا يمكن وجود حكومتين ولكن الحكومة غير القانونية يجب أن ترحل. أنت غير قانوني! والحكومة التي ندعو إليها هي الحكومة المنبثقة من آراء الشعب والمستندة إلى حكم الله. وأنت إما أن تنكر وجود الله أو تنكر هذا الشعب.

 

يجب إيقاف هذا الشخص عند حده! أو أن يقوم بأمر من أمريكا والآخرين بإنـزال مجموعة من الأشرار إلى الشوارع لارتكاب مجازر جماعية بحق هذا الشعب.

 

تحذير للشعب الإيراني‏

 

مازلنا على قيد الحياة لن نسمح لهؤلاء بالتسلط علينا. لن نسمح بعودة الوضع السابق وكل ذلك الظلم. لن نسمح بعودة محمد رضا. إنهم يريدون إعادته. انتبهوا أيها الناس! احذروا! إنهم يخططون. لقد شكل هذا الرجل" الشاه" مقراً في المكان الذي يعيش فيه وهم يحاولون إقامة العلاقات ويسعون إلى إعادتنا إلى ذلك العهد الذي لم نر فيه غير الكبت، وكان وجودنا بأسره فداء لأمريكا. لن نسمح بذلك مازال فينا عرق ينبض.

 

وإنني اسأل الله تبارك وتعالى السلامة لكم جميعا، وأقول بان علينا جميعا واجب مواصلة هذه الثورة حتى نسقط هؤلاء جميعهم وسنقوم بالاعتماد على آراء الجماهير، بتشكيل مجلس شيوخ[1]، وحكومة دائمية.

 

توجيه النصح للجيش وإتمام الحجة عليه‏

 

لابد لي من توجيه النصيحة للجيش، وتقديم الشكر إلى بعض مراتبه. فإما النصيحة التي أود توجيهها إليهم فهي عليهم أن يكونوا مستقلين. فقد بذلنا الجهود وارقنا دمائنا وضحينا بشباننا وتعرضنا لمختلف الشدائد، وسجن شيوخنا وتحملوا العذاب، كل ذلك لأننا نريد لجيشنا أن يكون مستقلا. أيها الجنرال ألا تريد أنت ذلك؟ أيها اللواء ألا تريد أن تكون مستقلا؟ هل تريد أن تكون عبداً؟ إنني أنصحكم أن تعودوا إلى أحضان الشعب وأن ترددوا ما يقوله الشعب. قولوا إننا يجب أن نكون مستقلين، فالشعب يقول إن على الجيش أن يكون مستقلاً، على الجيش أن لا يطيع أوامر المستشارين الأمريكان والأجانب. إننا نطالب بهذه الأمور من أجلكم فتعالوا أنتم أيضا ورددوا هذه المطالب من أجل أنفسكم وقولوا: نريد أن نكون مستقلين، لا نريد هؤلاء المستشارين. وما دمنا نرفع هذا الشعار ونطالب باستقلال الجيش، فلا ينبغي أن يكون جزاؤنا نـزولكم إلى الشوارع وإراقتكم دماء شباننا لمنعهم من المطالبة باستقلالكم! إننا نريد لكم أن تكونوا سادة.

 

احترام العسكريين الذين التحقوا بالشعب‏

 

وأعرب عن شكري للمجموعات التي التحقت بالشعب. فقد حفظ أولئك ماء وجههم وماء وجه بلادهم وماء وجه شعبهم. إننا نعرب عن الشكر والتقدير لكافة الضباط وضباط الصف في القوة الجوية ولكل أولئك الذين أدركوا- في اصفهان وهمدان وسائر الأماكن- تكليفهم الشرعي والوطني والقومي والتحقوا بالشعب ودعموا ثورته الإسلامية. إننا نشكرهم ونقول لأولئك الذين لم يلتحقوا بهم بعد: بادروا للالتحاق بالركب، فالإسلام خير لكم من الكفر والشعب خير لكم من الأجانب. إننا نقول هذا من أجلكم، لذا عليكم أن تقوموا بذلك من أجل أنفسكم. تخلوا عن هذا (شابور بختيار) ولا تتوهموا بأنكم إذا تخليتم عنه فإننا سنقوم بقتلكم! هذه الأمور من نسج خيالكم أو خيال البعض، وإلا فان هؤلاء الضباط وضباط الصف الذين جاؤوا والتحقوا بنا يجدون منا منتهى الحرص على حياتهم. إننا نريد أن تكون بلادنا بلاد قوية، نريد أن يكون لبلادنا نظام مقتدر، لا نريد إرباك النظام في بلادنا، نريد المحافظة على النظام ولكن النظام المنبثق عن الشعب والعاكف على خدمة الشعب، لا النظام الذي يقوده الآخرون ويتحكمون فيه.

 

لقد ذكرت في حديثي مجلس الشيوخ وكنت أقصد المجلس التأسيسي لا مجلس الشيوخ، فمجلس الشيوخ ليس سوى ترهات منذ أن وجد.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

 

ــــــــــــــــــــــــ

 

[1] أصلح الإمام الخميني حديثه هذا في آخر خطابه.

التاريخ 12 بهمن 1357هـ.ش/ 3 ربيع الأول 1399هـ.ق‏

 

المكان: طهران، مقبرة جنة الزهراء

 

الموضوع: عدم قانونية البرلمان والحكومة المعينة من قبل الشاه، ومفاسد النظام البهلوي‏

 

المناسبة: عودة الإمام الخميني إلى إيران بعد خمسة عشر عاما من النفي‏

 

الحاضرون: ملايين الإيرانيين من أهالي طهران والمدن الأخرى‏

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 18