التاريخ 29 دي 1357 هـ. ش./ 20 صفر 1399 هـ. ق.

 

المكان: باريس، نوفل لوشاتو

 

الموضوع: أوضاع إيران بعد طرد الشاه‏

 

المحاور: مراسل التلفزة الفرنسية

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 340

 

سؤال: نتقدم بجزيل الشكر لسعادتكم على قبولكم مقابلتنا للتلفزة الفرنسية. لقد أفادنا مراسلنا في طهران بتقرير لتظاهر الملايين من الشعب في شوارعها، فهل لكم علم بهذا الأمر؟ وما هي نظرتكم لهذه التظاهرات العظيمة في طهران؟

 

جواب: إن التظاهرات ليست في طهران فقط، بل هي في سائر المدن الإيرانية، واعتقد أن هذه التظاهرات هي استفتاء عام متكرر يعبر عن أن الشعب الإيراني لا يريد الشاه أي: الشاه السابق ولا يريد حكومته ولا مجلس السلطنة، ويريد الدولة الإسلامية، وهذه التظاهرات هي الرأي العام الذي يطالب بالدولة الإسلامية، ولا يريد غيرها ولا يقبل حكومة أخرى سواها.

 

سؤال: تكلمتم عن مجلس السلطنة، وأن السيد طهراني جاء إلى هنا ليلتقي بكم فهل تودون استقباله أو الاتصال بمجلس السلطنة؟

 

جواب: أنا لا أستطيع الاتصال بمجلس السلطنة، فقد طلب أن استقبله، فأبلغوه أنه لا يستقبل، إلا بعد استقالته من مجلس السلطنة غير الشرعي وإعلانه أن هذه الاستقالة جاءت لعدم شرعية هذا المجلس[1].

 

سؤال: كما تفضلتم يجري استفتاء عام شعبي في إيران، وهذه الأفواج من الناس يطالبون بعودتكم. وصرحتم حتى الآن أنكم ستعودون في الوقت المناسب فما قراركم في هذه الحالة؟

 

جواب: أكرر كلامي أنني أعود عندما أجد الوقت مناسباً وأرى في عودتي خيراً.

 

سؤال: علمنا بإضراب عن الطعام في معسكرات ووحدات عسكرية. هل تعتقدون أن هذه إشارة إلى عودة الجيش نحوكم؟

 

جواب: نود أن يعود الجيش بجميع فئاته، مع علمنا بإقبال بعض شرائحه نحو الشعب، ومن الأفضل للجيش أن يعود إلى أحضان الشعب، وأن لا يتصل بالشاه الذي هرب بلا عودة ولا تعتريهم هذه الأوهام أن يكونوا أوفياء للشاه الذي خان أهلهم، وجنى على إخوتهم، وجعل الجيش تابعاً، ودمر الاقتصاد والزراعة، فهذا الشاه لا يستحق أن يعتنى به، وعلى الجيش أن يكون جيش الشعب، فهو منا وإذا خان بعضه، فحسابهم يختلف عن الباقي، ونأمل أن يعود جميع هؤلاء إلى أحضان الشعب، وإننا سوف نستقبلهم.

 

سؤال: منذ مدة وأنتم تطالبون بخروج الشاه، والآن قد خرج فبأي طريقة تريدون أن يتسلّم أتباعكم ومؤيدوكم السلطة في إيران؟ هل يتسلمونها قانونياً، أو بضغط الرأي العامّ الذي يتمثل بهذه المظاهرات‏؟

 

جواب: ضغط الرأي العام هو القانون. جاءت السلطة في إيران كما يزعمون هم بالاعتماد على أصوات الشعب، والواقع أنها لم تكن هكذا منذ البداية. قانوننا هو أن تقوم السلطة على أصوات الشعب. وأصوات الشعب الآن هي التي خلعته، بل كررت خلعه، ولذا سنتسلم السلطة بضغط الرأي العام الذي هو القانون.

 

سؤال: طبيعي أن تطرح أسئلة كثيرة في هذه الأجواء منها أن يقال: أنّ لكم في إيران ثروات تضاهي ثروات الشاه، وفي بعض الأحيان تتلقون مساعدات من الدول الأخرى، فمن أين هذه المساعدات القادمة من البلدان المختلفة؟ والبعض يقول أن وصولكم إلى السلطة هو العودة إلى العهود السابقة؟

 

جواب: قضية ثراء رجال الدين في إيران قضية ملفقة وكذبة واضحة. وأما القول بدعمهم من الخارج، فنعلن بطلانه، ولا تصل إلى رجال الدين في إيران مساعدات أو دعم مالي من أي بلاد أخرى، ولكن الشعب الإيراني يحب رجال الدين من حبه للإسلام، ويقدم مساعداته لهم في أي مجال يطلبون، وهم لا يحتاجون إلى مساعدات أجنبية.

 

سؤال: الشق الثاني من سؤالي هو عن الماضي، أي: العودة بالأوضاع إلى الوراء؟

 

جواب: ما يقال بأننا سوف نعيد البلاد إلى الوراء هو قضية طرحها الشاه تخلصاً من المأزق الذي هو فيه، نحن نعتز بكل آثار الحضارة، ونود أن تزخر بجميع معالمها، ولكن ليس بالأسلوب الذي التزمه الشاه إذ حوّل جميع معالم الحضارة في إيران إلى معالم فاسدة ومفسدة: جعل السينما مكاناً للفساد، وعمل على إفساد أخلاق شبابنا، وزاد عدد مراكز الفساد التي عودت شبابنا على الأمور الباطلة كالهروئين. إننا نخالف هذه الأمور، ولا نخالف معالم الحضارة والتطور، إنا نخالف تقدم الشاه وتطوره الذي رجعنا إلى الوراء. والآن على إيران أن تسعى سنين طوالًا لتعيد إعمار وإصلاح الدمار والفساد الذي خلّفه الشاه.

 

سؤال: اسمحوا لي أقدم شكر التلفزة الفرنسية لاستضافتكم لنا. وختاماً ستعربون عن أسفكم على ترككم هذا المكان؟

 

جواب: لا يهمني المكان، أينما أستطيع أن أخدم الإنسانية وأخدم الشعب، فان ذلك المكان هو المكان المناسب لي. فما دمت هنا أستطيع أن أخدم، فإنني أحب أن أبقى فيه، وإذا لم أستطع أن أخدم هنا، فلن يكون لي صلة وحب لهذا المكان. أحب المكان الذي أستطيع أن أخدم فيه الآخرين.

 

ــــــــــــــــــ

 

[1] السيد جلال الدين طهراني، جاء من اجل تقديم استقالته بناء على طلب الإمام.