(الحصانة القانونية للأمريكيين)

 

تطبيق المعاهدة نقض لاستقلال وعظمة إيران

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إنّا لله وإنّا إليه راجعون .

 

اليوم أعجز عن التعبير عن مكنونات قلبي، وما يختلجه من ألم شديد, حتى إنّي أعجز عن النوم؛ بل وأعدّ أيام عمري, وأتمنّى الموت؛ لشدّة تأثّري بما يجري هذه الأيام في إيران (تصاعَدَ بكاء شديد من الحاضرين).

 

اليوم لا عيد في إيران، لقد حوّلوا العيد إلى عزاء، وزيّنوا الشوارع فرحاً، فرحوا ورقصوا في عزائنا، باعونا وباعوا استقلالنا وعادوا لتزيين الشوارع، بل رقصوا الدبكة وطبلوا فرحاً.

 

ولو إنّي كنت مكانهم لمنعت الفرح وتزيين الشوارع، ولأمرت برفع السواد على الأبواب وفوق البيوت حزناً وعزاءاً، فقد أذلّونا وأزالوا عظمتنا وأهانوا عظمة جيشنا.

 

لقد طرحوا قانوناً في المجلس، ينصّ, أولاً: على إلحاق البلاد بمعاهدة ڤينّا، وثانياً: إنّ تطبيق هذه المعاهدة! سيمنح الأمريكيين الحصانة القانونية في إيران، أي أنّ جميع الأمريكيين من مستشارين عسكريين مع عوائلهم وموظفيهم وإداريّهم وخدّامهم وكل من يرتبط بهم، يصبحون بموجب هذه المعاهدة مصونين من الملاحقة القانونية، أي لو أقدم خادم أمريكي أو طباخ أمريكي على اغتيال مرجع تقليدكم وسط المدينة، فلا يحق للشرطة حينها منعه أو القبض عليه، ولا يحق للمحاكم الإيرانية التحقيق معه أو محاسبته؛ بل يجب أن يرسل إلى أمريكا ليحاكم في محاكمها, ويُعيّن أسيادنا مصيره!.

 

لقد صوّبت الحكومة السابقة على المعاهدة سرّاً، وأرسلته الحكومة الحالية قبل عدة أيام إلى المجلس, ولم يَدُم الأمر طويلاً حتى تمت المصادقة عليه من خلال مسرحية مفتعلة, ولم يحركوا ساكناً.

 

وقبل عدة أيام أرسلوا نصّ المعاهدة إلى مجلس الشورى، فحدث جدال حوله واعترض عليه بعض النواب، لكنهم وبكل وقاحة مرّروا هذا القانون المُذل سيّئ الصيت وأيّدته الحكومة...

 

[تفاصيل bdf]