حقوق الإنسان في فكر الإمام الخامنئي

الفصل الأول: حقوق الإنسان في الإسلام

معيار حقوق الإنسان في الإسلام

المدرسة الإسلامية هي مدرسة الإنسانية والقيم الإنسانية، ومدرسة إشاعة الرحمة والمروة والأخوة الإنسانية... مدرسة معيارها في الحقوق الاجتماعية هو: «لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متمتع». الشخص الخالية يداه من المال والقوة في المجتمع يجب أن يستطيع أخذ حقه من القوي – ذي المال والقوة – بلا أية مشكلة. هذه هي رسالة الإسلام. وهذا هو المجتمع الإسلامي الصحيح. هذه الرسالة هي التي تجتذب إليها الشعوب اليوم. أي مكان من العالم يدار اليوم بهذه الطريقة؟ أية ديمقراطية أم أية ليبرالية، أم أية حقوق إنسان مزعومة تستطيع اليوم طرح مثل هذا الشيء والسير على هداه؟ إنما يعملون اليوم بالاتجاه المعاكس.

أساس حقوق الإنسان في النظام الإسلامي

الفكر الذي يعرضه نظام الجمهورية الإسلامية اليوم على العالم فكر جد جديد وقائم على أساس الدين. تعود العالم في تحليلاته ورؤاه المادية على فصل الحداثة عن الأفكار الإلهية والمعنوية وجعلهما في قطبين متقابلين. أي شيء ديني ومعنوي – سواء كان إسلامياً أو غير إسلامي – ينتمي للماضي وهو بالتالي شيء رجعي. وكل شيء جديد وحداثي فهو بالضرورة على الضد من الدين وليس بالشيء المعنوي. هذا تصور خاطئ للدين.

الأمر اليوم على العكس من ذلك، فالعدالة الاجتماعية التي تطرحها الجمهورية الإسلامية وحقوق الإنسان بالنحو الذي يطرحه الإسلام أرقى بكثير مما يطرح في العالم الديمقراطي. العدالة الاجتماعية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر تقدماً وتطوراً من الشيء الذي تطلقه ما يسمى بالاشتراكية. حقوق الإنسان والحريات الفردية في إيران أكثر تقدماً مما يطرح فيما يسمى بالديمقراطية، وهذا ما يؤيده العالم.

الإسلام ضمانة حقوق الإنسان

العالم الإسلامي لا يحتاج على صعيد الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى وصفات الغرب المغلوطة والمنسوخة عدة مرات. الديمقراطية مدرجة في التعاليم الإسلامية، وحقوق الإنسان من أبرز ما يقوله الإسلام. الإسلام هو المحامي عن حرمة الإنسان وحقوقه، وهو ضمانة الأخلاق والفضيلة، والمنادي بالأمن والاستقرار. أقبح الأكاذيب والتهم هي ما يرتكبه الذين يضعون الإسلام على الضد من حقوق الإنسان والتحضر والأمن، ويجعلون من ذلك أداةً لتبرير تعطشهم الظالم للقوة والتسلط على الشعوب المسلمة.

يكتب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمالك الأشتر في كتابه المعروف ( رقم 331 في نهج البلاغة) أن كن مع الناس كذا وكذا، ولا تكن معهم كالذئب الذي يروم افتراسهم. ثم يقول بعد ذلك: «فإنهم صنفان، إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق» .. أي إنهم بشر مثلك. وهكذا نرى أن الإسلام غير مهم بالنسبة للإمام علي في مقام الدفاع عن المظلوم وإحقاق حقوق الإنسان. المسلم وغير المسلم لهما هذا الحق. لاحظوا أي منطق رفيع هذا وأية راية شامخة رفعها الإمام علي (عليه السلام) في التاريخ. وإذا بالبعض في العالم اليوم يتشدقون باسم حقوق الإنسان، وما ذلك منهم إلاّ محض كذب ورياء، فهم لا يراعون حقوق الإنسان على أية رقعة من الأرض حتى في بلدانهم، ناهيك عن مراعاتهم لها في أنحاء العالم الأخرى! حقوق الإنسان بالمعنى الحقيقي عبّر عنها وعمل بها الإمام أمير المؤمنين على ذلك النحو. يقرّر الإسلام حقوقاً حتى للمجرمين. ليس من حق أحد شتم الشخص الذي يُراد له أن يُعدم. عقابه هو الإعدام والشتيمة شيء زائد وهي ظلم وانتهاك لحقه ويجب الحيلولة دونها.

هذا هو أسلوب التعامل مع شخص حكم عليه بالإعدام، فما بالك بالسجين وما بالك بالمتهم المطلوب للعدالة، وما بالك بشخص لم تثبت عليه التهمة إنما توجد حوله بعض الظنون؟! ينبغي مراعاة حقوق الإنسان والحق الذي قرره الله تعالى لكل واحد من البشر... يجب مراعاة هذه الحقوق بخصوص كافة الأفراد وفي جميع الحالات وبشكل كامل.

مكانة المرأة في حقوق الإنسان الإسلامية

الحقوق السياسية للمرأة في الإسلام

في الإسلام، جرى تكريس بيعة المرأة، وملكيتها، ومشاركتها، في هذه الصعد السياسية والاجتماعية الأساسية: «إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله»... النساء كن يأتين ويبايعن الرسول. لم يقل رسول الإسلام ليأتِ الرجال ويبايعوا وكل ما يتفق عليه الرجال ستضطر النساء لقبوله. كلا، قال إن النساء أيضاً يبايعن ويشاركن في قبول هذه الحكومة والموافقة على هذا النظام الاجتماعي والسياسي. الغربيون متأخرون عن الإسلام في هذا المجال ألف وثلاثمائة سنة.

دور المرأة في المجتمع

إذا استطاع البلد تعريف المجتمع النسوي بالمعارف التي أرادها الإسلام اعتماداً على التعاليم الإسلامية، فسوف يتضاعف تقدم البلاد ورقيها ورفعتها عدة أضعاف. في أية ساحة تدخلها المرأة بشكل مسؤول يتضاعف التقدم عدة أضعاف. خصوصية المشركة النسوية في الميادين المختلفة هي أن المرأة حينما تدخل الساحة سيدخل معها زوجها وأبناؤها. مشاركة الرجل لا تعني مشاركة ذويه، بيد أن مشاركة المرأة تعني هذا الشيء.

ظلم المرأة في البيئة العائلية

إذا لم يسمحوا للمرأة باكتساب العلم والدراسة وتحصيل العلم والمعرفة فهذا ظلم. إذا كانت الظروف بحيث لا تجد المرأة بسبب كثرة العمل والضغوط المختلفة فرصة للرفع من مستواها الأخلاقي والديني والمعرفي، فهذا ظلم. إذا لم تتوفر للمرأة إمكانية استخدام ما تملكه بشكل مستقل وبإرادتها فهذا ظلم. إذا فرض على المرأة عند الزواج زوج معين ولم يكن لها هي دور في اختيار زوجها ولم يعتن لإرادتها وميلها ورغبتها، فهذا ظلم. إذا لم تستطع المرأة سواء حينما تعيش في البيت مع عائلتها أو عندما تنفصل عن زوجها أن تتزود من أبنائها عاطفياً بالمقدار اللازم، فهذا ظلم. إذا كان للمرأة موهبة معينة – موهبة علمية مثلاً أو موهبة في الاختراعات والاكتشافات، أو موهبة سياسية أو موهبة في النشاط الاجتماعي – لكنهم لم يسمحوا لها بتفجير هذه الموهبة وتثميرها فهذا ظلم.

القضية الأساسية للمرأة

ليست القضية الأساسية للمرأة هل إنها تعمل أو لا تعمل. المسألة الأساسية للمرأة هي تلك التي محقت اليوم في الغرب للأسف، ألا وهي الشعور بالهدوء والأمن وإمكانية إبداء المواهب وعدم التعرض للظلم في المجتمع والعائلة وفي بيت الزوج وفي بيت الأب وما إلى ذلك.  

التعادل في الحقوق الإنسانية بين المرأة والرجل

الإسلام نصير التكامل الإنساني. لا فرق بين المرأة والرجل في نظر الإسلام على الإطلاق. المرأة والرجل جزءان من الوجود الإنساني. لا فرق بينهما أبداً من الناحية البشرية والإلهية. غاية الإسلام من الدفاع عن حقوق المرأة هي أن لا تتعرض المرأة للظلم، ولا يعتبر الرجل نفسه حاكماً يتصرف في مصير المرأة. ثمة حدود وحقوق في العائلة. للرجل حقوقه وللمرأة حقوقها، وهذه الحقوق عادلة ومتوازنة جداً.

الأخلاق الإنسانية هي المهمة بالنسبة للإسلام. وتفجر المواهب هو المهم. المهم هو النهوض بالواجبات الملقاة على عاتق أي شخص أو أي جنس، وهذا ما يستلزم طبعاً معرفة الطبائع.

والإسلام يعرف طبيعة المرأة وطبيعة الرجل بشكل جيد. المهم في الإسلام هو التعادل أي مراعاة العدالة المحضة بين أفراد البشر، ومن ذلك العدالة بين جنسي المرأة والرجل. المساواة في الحقوق مهمة، لكن قد تختلف أحكام المرأة عن أحكام الرجل في بعض المواطن كما قد تختلف طبيعة المرأة عن طبيعة الرجل في بعض الخصائص. إذن، المعارف الإسلامية تنطوي على أكبر قدر من الحقائق والواقع المتصل بالفطرة والطبيعة البشرية في خصوص المرأة والرجل.

معارضة الاستكبار للإسلام بذريعة حقوق الإنسان

هدف الأعداء العالميين – الاستكبار وعلى رأسه أمريكا وسائر الأذناب والأعداء الصغار – في أية نقطة من العالم من معارضتهم للثورة الإسلامية الإيرانية هو أن يعارضوا الإسلام. إنهم يعارضون الإسلام لأن الإسلام يقصّر يد الناهبين. يعارضون الإسلام لأنهم يعتبرونه عاملاً يقصّر أرجل الكلاب السائبة التي راحت تنهش خزائن هذا البلد وخيراته. يعارضون الإسلام ويشيعون أنه يعارض حقوق الإنسان. هدفهم أن يسقطوا الإسلام من العيون. هذا في حين أن الإسلام حامل لواء حقوق الإنسان. ما معنى حقوق الإنسان؟ أليس الفلسطينيون الذين شردهم الصهاينة الخبثاء من بيوتهم وديارهم في هذا الشتاء القارس، أليسوا ببشر؟ ألا تصدق حقوق الإنسان عليهم؟ أليس أبرز مادة في الميثاق العام لحقوق الإنسان – الذي يتشدق به هؤلاء السادة – أن كل إنسان حرّ في بيته ويحقّ له اختيار سكنه؟ إذن، لم دخلوا عليهم بيوتهم وطردوهم منها؟! أليست فلسطين داراً للفلسطينيين ؟ أهذه هي حقوق الإنسان؟ أليس الفلسطينيون بشراً؟ من ذا الذي لا يدرك اليوم أحابيل أدعياء حقوق الإنسان وأكاذيبهم الخبيثة؟

العنف واللاعنف

العنف واللاعنف لازم وملزوم طبعاً. في موطن ما يجب أن تمارسوا العنف، وفي موضع آخر يجب أن لا تمارسوه. بعض الذين يرغبون بالتشدق بحقوق الإنسان واللاعنف على مستوى العالم يرتكبون أسوء صنوف العنف وأقبح أعمال القتل، ثم يتحدثون عن المرونة ومكافحة العنف وما إلى ذلك! التحدث عن العنف أواللاعنف بالإطلاق كلام مفتعل. حقيقة الأمر أنه يجب التصرف بنحو حاسم ودون مسامحة وإذا اقتضت الضرورة بعنف في المواطن المناسبة، ولكن ينبغي في مواطن أخرى التصرف بمنتهي المرونة واللطف والاحترام.

ينبغي المحافظة على هذه الأمور إلى جانب بعضها.

الفصل الثاني: حقوق الإنسان في الغرب

الملف الأسود للغرب في مجال حقوق الإنسان

للغربيين اليوم ملف أسود وأيدي سوداء في مجال حقوق الإنسان، ومع ذلك يريدون أن يعلموا العالم الإسلامي ما هي حقوق الإنسان وما هي حقوق المرأة ويدعوهم للسلام! الذين أشعلوا في غضون عشرين سنة حربين عالميتين وقتلوا الملايين من البشر، والذين صنعوا القنبلة الذرية وقتلوا بها آلاف البشر، والذين ارتكبوا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا كل هذه الجرائم وقتلوا البشر هناك، وجرائمهم هذه لا تنسى أبداً – لن ينسى أحد البريطانيين في الهند، ولا الفرنسيين في الجزائر، ولا غيرهم في البلدان الأخرى – والذين حرضوا صدام حسين وأمدّوه بالأسلحة الكيماوية أصبحوا الآن شرطة تسيطر على الأسلحة الكيماوية في العالم! كما لو أن أكبر المهربين يصبحون مسؤولين عن مكافحة التهريب!

الانتهازية باسم حقوق الإنسان

الأجهزة الإعلامية التابعة للصهيونية وأمريكا، والتابعة في الواقع للرأسماليين الناهبين الدوليين وغالباً ما تكون وسائل الإعلام ملكاً لهم، يخدعون البشرية اليوم، ويتظاهرون بالدفاع عن الديمقراطية والحال أنهم يكذبون مائة بالمائة. ويتظاهرون بالدفاع عن حقوق الإنسان بينما هم يتحدثون بخلاف الواقع مائة بالمائة ويكذبون بالكامل. الشيء الذي لا تفكر به هذه الشركات والكارتلات الدولية ولا تعير له أدنى احترام هو حقوق الشعوب وحقوق الإنسان.

المرأة في الرؤية الغربية

لاحظوا أن المرأة لم يكن لها في أوربا وفي البلدان الغربية إلى ما قبل فترة حقوق مالية. في بداية القرن العشرين ورغم كل تلك المزاعم والادعاءات التي أطلقت، ورغم ذلك السفور العجيب الغريب الذي تفاقم في الغرب باستمرار، ومع ذلك الاختلاط الجنسي المنفلت اللامتناهي الذي كانوا يعدونه احتراماً وقيمة للمرأة، إلّا أن المرأة لم يكن لها استخدام الثروة التي تمتلكها بحرية! لم تكن تمتلك مالها مقابل زوجها. أي أن المرأة التي تتزوج ستكون ثروتها وأملاكها ومالها لزوجها، ولا يحق لها التصرف في ممتلكاتها. إلى أن منحوا تدريجياً حق الملكية وحق العمل للمرأة حتى أوائل القرن العشرين. هذه القضية من أبسط حقوق الإنسان لكنهم حرموا المرأة منها. إننا ندين العالم الغربي الذي أهان المرأة الإنسان طوال كل هذه العصور الماضية وإلى اليوم.

قيم المجتمع الأمريكي

ما تتصورون ((القيم الأمريكية))؟ يطرح الأمريكيون مبادئ معينة على أنها المبادئ الأمريكية ويقولون هي مبادئ عالمية شاملة. المبادئ هي حرية الإنسان وحرية الفكر، وكرامة الإنسان وحقوق الإنسان وما إلى ذلك. هل هذه مبادئ أمريكية؟! هل هذه هي خصائص المجتمع الأمريكي اليوم؟! وهل هذه سمات الحكومة الأمريكية في الوقت الحاضر!؟ أليست هذه الحكومة هي التي أبادت سكان أمريكا الأصليين؟ أليست هي التي أبادت الهنود الحمر؟ أليست هذه الحكومة والعناصر المؤثرة فيها هي التي أخذت ملايين الأفارقة من داخل بيوتهم لتستعبدهم، واختطفت بناتهم وفتيانهم للرقّ، وتعاملت معهم لسنين طويلة في إطار أفظع الفجائع؟ من أكثر الأعمال الفنية مأساوية اليوم عمل عنوانه ((كوخ العم توم)) الذي يصوِّر حياة الرق في أمريكا، وهو عمل لا يزال حياً رغم مضي ما يقرب من المائتين عام عليه. هذه هي حقيقة أمريكا والحكومة الأمريكية. هذا هو النموذج الذي عرضه النظام الأمريكي على العالم... ليس فيه حرية للإنسان، ولا مساواة بين أبناء البشر. أية مساواة؟! لا تزالون لا تعملون بالمساواة بين الأسود والأبيض. لا يزال العرق الأحمر إلى اليوم يعدّ لديكم نقطة ضعف لدى الشخص عند التوظيف الإداري. يقولون إن المبادئ الأمريكية عالمية شاملة. ومن أنتم حتى تسمحوا لأنفسكم بوضع مبادئ عالمية شاملة لكل الإنسانية؟ أي منطق هذا الذي يقول إن مبادئنا مبادئ عالمية شاملة ومن لم يقبلها في العالم يجب أن نقصفه بالقنابل. هل هذا منطق شعب حر؟! هل هذا منطق حكومة تؤمن بكرامة الإنسان حقاً؟! هكذا يكذبون على البشرية؟!

أكذوبة مناصرة حقوق الإنسان

من الذي لا يعلم أن شعار الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية الذي يطلقه ساسة البيت الأبيض ليس إلّا خداع وكذب مفضوح؟

النظام الأمريكي الذي ارتكب أكبر عدد من الاغتيالات طوال الأعوام المتمادية، ومارس أشد أنواع العداء للحكومات المستقلة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، دافع عن أكثر الحكومات الانقلابية المفروضة رجعيةً، وصدّر أكبر الكميات من الأسلحة الفتاكة إلى جميع أنحاء العالم، وأوفد أخطر الإرهابيين إلى ميادين عملهم أو ربّاهم ورعاهم في أحضانه وقتل وخضّب أكبر عدد من الأبرياء العزّل بدمائهم، وحرم أكثر شعوب العالم مظلوميةً - أي الشعب الفلسطيني - من حقوقه الإنسانية الطبيعية، وقدم لأفظع الأنظمة في العالم أي النظام الصهيوني أعظم المساعدات وحافظ على النظام البهلوي الفاسد المتجبر لعشرات السنين ومارس أبشع الخيانات والجفاء ضد شعب إيران على الصعد الاقتصادية والعسكرية والسياسية، والآن يتهم النظام الإيراني الشعبي المستقل الحرّ بمناصرة الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان وإنتاج أو بيع الأسلحة!

الحكومة الأمريكية منذ عام 1945 م وإلى اليوم ساهمت في إسقاط أربعين حكومة مستقلة لم تكن تابعة لأمريكا، وتدخلت عسكرياً في أكثر من عشرين حالة! وقد رافقت كل هذه التدخلات بلا استثناء مجازر جماعية وفجائع كبرى. وقد نجحوا في تحقيق أهدافهم في بعض الأحيان ولم ينجحوا في أحيان أخرى. ومن الأمثلة على ذلك القصف النووي لليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، وحرب فيتنام، وتلك الحروب الدامية، والفجائع التي لا تنسى التي انتهت بإخفاق أمريكا. وهناك أيضاً مثال تشيلي، ومثال إيران نفسها في انقلاب 28 مرداد – حيث جاء المأمور الأمريكي إلى طهران وعمل وخطط، ثم أعلنوا هم أنفسهم عن ذلك ونشروا وثائقه المتوفرة الآن للجميع – وكذا الحال في العديد من الأماكن الأخرى.

السبب وراء كل ذلك هو الشركات الاقتصادية الكبرى، وأصحاب المال الكبار في أمريكا، والأحزاب المتعطشة للسلطة، ومجاميع النفوذ الصهيونية، والشخصيات المعيوبة فكرياً وأخلاقياً ممن يمسكون بأيديهم زمام الأمور. إنه ملف جد ثقيل، وماضٍ جد مخز. هذه ليست بالأمور الصغيرة. ليس مهماً بالنسبة لهؤلاء سحق البشر، والثروات، والعدالة وغير ذلك من الفجائع الإنسانية. أيّ من هذه الأمور لا تقف عقبةً في طريقهم. طبعاً من أجل حفظ ظاهرهم الأنيق يستخدمون إمكاناتهم الإعلامية المكثفة. عبّر البعض عن ذلك بــ ((الصوت الأعلى))، وهو تعبير صائب. يحاولون بأصواتهم الأعلى تنظيم الأجواء في العالم بحيث يعتّمون على الفجائع التي يرتكبونها ويظهرون أنفسهم بوصفهم مناصرين للسلام والديمقراطية، وحقوق الإنسان.

في زمان رئاسة جورج بوش الأب ونتيجة للظلم الجلي الذي مورس ضد الزنوج نشبت اضطرابات هائلة في بعض الولايات الأمريكية، ولأن الشرطة لم تستطع مجابهة الحدث، نزل الجيش إلى الساحة. وفي عهد رئيس الجمهورية الأمريكي التالي تجمع أكثر من ثمانين شخصاً من فرقة الداوديين – وهي فرقة مسيحية تعارض سياسات الحكومة الأمريكية – في بيت من البيوت ولم يخرجوا منه رغم إنذار الشرطة، وإذا بهم يحرقون هؤلاء الثمانين شخصاً بالنار وهم أحياء أمام أنظار الرجال والنساء والأطفال. ومع ذلك لم يصدر عنهم أي رد فعل! هذه هي مراعاتهم لحقوق الإنسان! في عهد رئاسة جمهورية جورج بوش الإبن قتلت أمريكا في شمال أفغانستان – حينما احتلوا هذا البلد – عدداً كبيراً من السجناء في أحد السجون حينما فتحوا النار عليهم، هذا ما عدا القنابل التي ألقتها على رؤوس الأهالي العزّل والفجائع التي ارتكبتها في المدن. وانتشر الخبر في العالم لكن الإمبراطوريات الخبرية لا تسمح ببقاء مثل هذه الأخبار ورسوخها في أذهان الناس. لذلك لملموا الخبر فوراً. انتهاك حقوق الإنسان من قبل الأمريكيين في أمريكا نفسها أكثر من أي مكان في العالم. لكنهم مع ذلك يتهمون شعب إيران، والحكومة الإيرانية، والنظام الإسلامي بانتهاك حقوق الإنسان! يرفع راية حقوق الإنسان أناس هم أنفسهم أكبر منتهكي حقوق الإنسان!

أوربا أكبر منتهك لحقوق الإنسان

الحكومات الأوربية ارتكبت طوال القرن الأخير أكبر وأكثر انتهاكات حقوق الإنسان. وحتى لو نظرنا للمسألة فيما يتعلق بما قبل المائة عام الأخير لكان الأمر كذلك. في غضون المائة سنة الأخيرة على الأقل أشعل هؤلاء السادة الأوربيون حربين عالميتين زاخرتين بالمفاسد. إشعال حربين عالميتين طاحنتين أمر يعود إلى عشرات الأعوام الماضية، ولكن حتى في الزمن الراهن، من الذي أوجد مصانع الأسلحة الكيماوية في العراق بكل ما أفرزته من فجائع؟ البلدان الأوربية نفسها. من الذي أنشأ التأسيسات النووية لإنتاج قنبلة ذرية في العراق من أجل تهديد المنطقة برمتها؟ إنها البلدان الأوربية. من الذي يمهّد ويبرّر لجرائم إسرائيل وهي ترتكب جرائمها يومياً؟ هذه البلدان الأوربية نفسها. 

حقوق الإنسان الإنجليزية

أشاع الإنجليز عن أنفسهم في العالم أنهم أهل تسامح ومرونة. لقد شاهد العالم تسامح الإنجليز في العراق! الدخول إلى بيوت الناس بالبنادق، وإفساد حياتهم الآمنة، وإبكاء الأطفال الصغار بإرعابهم، وفتح النار على مظاهرات الناس في بغداد والموصل والمدن الأخرى التي لم نتلقّ أخبارها. هذه هي ديمقراطيتهم وصفحهم، وإنسانيتهم، ورعايتهم لحقوق الإنسان! هذه مشاهد للعبرة يجب أن نفهمها.

الفصل الثالث: إيران وحقوق الإنسان

حقوق الإنسان في نظام الجمهورية الإسلامية

حقوق الإنسان تضمن في ظل الإسلام والحكومة الإسلامية. الإسلام هو الذي يقول: ((إن الحكم إلّا لله أمر ألا تعبدوا إلّا إياه)).

هذا الحكم يلغي أية حكومة ظالمة. ليس من حق أحد أن يحكم الناس، إلّا إذا كان يتمتع بمعايير مقبولة ويكون الناس قد وافقوا عليه. الإسلام نصير لحقوق الإنسان. ما من مدرسة ترفع مكانة الإنسان وقيمته بقدر ما يفعل الإسلام. من المبادئ الإسلامية التي تطرح دوماً في تعريف الإسلام مبدأ ((تكريم الإنسان)). حقوق الإنسان يمكن الدفاع عنها ويمكن أن تعد حقوقاً للإنسان في ظل الإسلام. الإسلام هو الذي دافع بأحكامه – كل أنواع الأحكام... سواء الأحكام القضائية والجزائية أو الأحكام المدنية، والحقوق العامة والقضايا السياسية – عن حقوق الإنسان، وليس ما يقولونه ويسمونه خداعاً حقوق إنسان.

تتهم البلدان الغربية الجمهورية الإسلامية بأنها لا تراعي حقوق الإنسان. ويقصدون بذلك تطبيق الحدود الإسلامية باعتبار أن جمهورية إيران الإسلامية تطبق الحدود الإسلامية. يقول القرآن: ((وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله)). الله يتهدد كل من يتعدّ حدوده.

نظام الجمهورية الإسلامية يناصر حقوق الإنسان ولا يقعد لينتظر الغربيين يأتون ويعلمونه حقوق الإنسان أو يوصونه بالالتزام بحقوق الإنسان! الجمهورية الإسلامية تلتزم بحقوق الإنسان بدافع من دساتير الإسلام، لأن ذلك من مبادئ الإسلام. لكن الشيء الذي يطرحه أولئك مجرد خداع وكذب. ذاك عن مناصرتهم لحقوق المرأة، وهذا عن مناصرتهم لحقوق الإنسان! المستكبرون والمستبدون وناهبو العالم وغير الآبهين لحقوق الشعوب وساحقو مصالح الشعوب الضعيفة، ومحتلو أراضي البلدان الضعيفة يرفعون اليوم راية ما يسمى الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة! واضح أن الشعوب المسلمة لا يمكنها الاكتراث لهذه الأقاويل. إنها لمفخرة لأحكام الإسلام النيرة أن تستطيع المرأة المسلمة التعبير عن نفسها بشجاعة واستقلال في هذا العصر وفي عالم يضجّ بأمواج الإعلام الخاطئ المنحرف من كل الجهات. هذه من بركات الإسلام. التربية الإسلامية والثورية للمرأة المسلمة مبعث فخر ومباهاة للجمهورية الإسلامية.

حرية الصحافة في نظام الجمهورية الإسلامية

ضرورة التوعية في النظام الشعبي

النظام الشعبي – الذي يتدخل الشعب في نسيجه الأصلي – ليس في غنى عن وعي الجماهير. يجب على مثل هذا النظام توعية جماهيره.. يجب عليه تزويدهم بالقدرة على التحليل وإمدادهم بالوعي والمعلومات اللازمة والمفيدة والمعارف الضرورية. الوعي بالنسبة لمثل هذا النظام ضروري وواجب كالماء والهواء وهكذا هو نظام الجمهورية الإسلامية. كلما زاد وعي الناس كلما انتفع هذا النظام أكثر. إذن، يحتاج هذا النظام إلى توعية الجماهير.

الصحافة في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية

الصحافة بالنسبة لنظام الجمهورية الإسلامية ليست قضية شكلية وتشريفية. وإذن، زيادتها وتنوعها وجودتها من المهام الرئيسية في هذا النظام. الصحافة ظاهرة ضرورية ولازمة ولا مندوحة منها لمجتمع إيران وأي مجتمع يروم أن يعيش حياةً طيبة كريمة. للصحافة ثلاثة واجبات رئيسية: واجب النقد والإشراف، وواجب الإعلام الصادق الشفاف، وواجب طرح الآراء وتبادلها في المجتمع.

إذا فقد المجتمع الصحافة الحرة الراشدة والأقلام الحرة الفاهمة فسيفقد الكثير من الأمور الأخرى. وجود الصحافة الحرة أحد مؤثرات رشد الشعب وهو في الوقت نفسه من أسباب هذا الرشد. بمعني أن رشد الشعب وحريته تفرز الصحافة الحرة الراشدة وفي مرحلة ثانية تساعد الصحافة الحرة الراشدة بدورها على زيادة رشد الشعب.

حرية الأقلام وحرية التعبير عن الرأي من الحقوق الأكيدة للشعب والصحافة. هذا مما لا شك فيه إطلاقاً وهو من المبادئ المصرح بها في الدستور. طبعاً ثمة إلى جانب هذه القيمة قيم وحقائق أخرى يجب أن لا تسحق بحرية الصحافة وحرية الأقلام. الميزة الكبرى هي أن يستطيع المرء الحفاظ على الحرية، ويدرك في الوقت نفسه الحقيقة، وتكون له صحافة حرة من دون أن تعتريها تلك الآفات.

هكذا ينبغي التحرك والتقدم.

حرية الصحافة الرأسمالية

لا توجد في كل أوربا حتى صحيفة واحدة يمكن القول إنها ليست ملكاً للرأسماليين! أية صحيفة تمتلكها الطبقات المتوسطة والضعيفة من الشعب حتى يكتشف المرء من حريتها حرية تلك الطبقة؟ من هم الذين يمتلكون الصحف؟ الكارتلات والطبقات الكبرى وأصحاب الرساميل. أي إنها حرية الرأسمالي كي يقول ما يريد، ويشوِّه سمعة من يريد، ويضخّم من يريد، ويجرّ الرأي العام إلى أي اتجاه يشاء! فهل هذه حرية؟

شرط تعددية الصحافة الحرة

الرصيد الرئيس لأية وسيلة إعلامية هي الثقة العامة التي تتوفر عن طريق الاهتمام بالقيم وعقائد الأكثرية والحفاظ على كرامة النظام وشرفه، والصدق في التعبير. إذا كانت الصحافة أداة تنوير كما جاء في الدستور، وأخذت مصالح البلاد بنظر الاعتبار، وكتبت لصالح الجماهير، ولصالح الدين فالأفضل أن تكون أكثر فأكثر.

الواجب الأهم للصحافة في النظام الإسلامي

الواجب الأهم للصحافة في النظام الإسلامي هو دورها الثقافي في تعريف القيم والدفاع عن المبادئ المقبولة من قبل الأمة الثورية في إيران، ورفع مستوى وعي الجماهير ومعرفتهم. في الوقت الحاضر، وخصوصاً بعد اندحار الماركسية الكامل، راح الاستكبار الغربي يستخدم أكثر ما يستخدم الأساليب الثقافية لبسط سيطرته السياسية والإلحادية على الشعوب الثورية. والتصدي المناسب للغزو الثقافي الغربي في أبعاده المختلفة يجب أن يقف في المقدمة من برامج وسائل الإعلام العامة.

ضرورة الإشراف على الصحافة

التوصيات المتكررة للصحافة ووسائل الإعلام إنما هي من أجل أن تتعامل مع قضايا البلاد بمسؤولية عالية. ينبغي عدم العمل للعدو وتسهيل مهماته، وإيجاد ذات الشيء الذي يريده هو في المناخات الفكرية والثقافية للمجتمع وداخل البلاد عبر الصحافة ووسائل الإعلام والمنابر التي تخاطب الجماهير. هذا خطأ كبير جداً. وإذا حصل عمداً فهو خيانة كبيرة، وإذا حصل بسبب الغفلة فهو خطأ كبير. يجب التبصر والتدقيق كثيراً.

من هنا كان الإشراف على الصحافة واجبا ومهمة ضرورية. هذا هو نص الدستور وقانون الصحافة والقانون العادي. من دون الإشراف لن يتحقق يقيناً المطلوب والمصالح الوطنية المرتجاة من الصحافة. يتصور بعض الأشخاص أن الرأي العام منطقة حرة لا قيود فيها وبوسعهم أن يفعلوا فيها ما يشاءون. ليس الرأي العام فأرة مختبر ليتاح لكل من هبّ ودبّ أن يفعل به ما يشاء وينال من إيمان الناس وعواطفهم ومعتقداتهم ومقدساتهم بتحليلاته الخاطئة وإشاعاته وتهمه وأكاذيبه. هذا غير صحيح. إذن الإشراف ضروري حتى لا تقع تلك الأمور. هذا أمر واجب.

عدم الانفعال السياسي في قضايا حقوق الإنسان

أكثر ما تعتمد عليه الحكومات المستكبرة اليوم على الصعد الثقافية والسياسية هو بث حالة الانفعال حيال الأفكار الغربية. يثيرون الضجيج حول قضايا المرأة، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، وحركات التحرر، من أجل فرض الانفعال على الجانب الآخر. أكبر خطأ هو أن نتحدث حول هذه القضايا التي يثيرون الضجيج حولها بطريقة نتوخى منها إرضاءهم. هذا هو الانفعال.

الذين لا يعيرون أي اهتمام وقيمة لحقوق الإنسان بالمعنى الحقيقي، جعلوا منها هراوة يضربون بها على رؤوس الآخرين! أصبحت أمريكا رائدة حقوق الإنسان في العالم! قبل الحرب كانت الحكومة العراقية في نظر الأمريكان تخدم الإرهابيين. في سنة الستين والواحد وستين والاثنين وستين (شمسي) استطاع المقاتلون الإيرانيون البواسل تركيع العدو، وإرجاعه إلى الحدود، واضطر العدو البعثي من أجل مواجهة الجنود الإيرانيين إلى استخدام الأسلحة الكيماوية وباقي أسلحة الدمار الشامل – أي أن يرتكب جرائم حرب – وفي تلك الآونة شعرت الحكومة الأمريكية أن عليها دعم الجبهة العراقية لتستطيع الحكومة البعثية ممارسة دورها الخياني أمام نظام الجمهورية الإسلامية. في الأعوام التي استخدمت فيها الحكومة العراقية الأسلحة الكيماوية أخرجوا أسم العراق من قائمة الدول الراعية للإرهاب!

هكذا هي حال دعمهم ومناصرتهم لحقوق الإنسان! هذه الحكومات المستكبرة ومثالها أمريكا هي أكبر رصيد وسند لانتهاك حقوق الإنسان في كل مكان من العالم. ثم يأتون ليتشدقوا بحقوق الإنسان وينحتوا منها هراوة ضد الشعوب والحكومات التي يريدون الاصطدام بها! وإذا ظهر من هذا الطرف أشخاص يتحدثون حول حقوق الإنسان بما يرضي أولئك فهذه سياسة خاطئة جداً. هذا معناه الانفعال والتخبط أمام العدو.

وكذا الحال بالنسبة لقضية المرأة. بعد إقامة دولة الحق استطاعت النساء في إيران الإسلامية بفضل من الله أن يجدن شخصيتهن الحقيقية إلى حد كبير، ويشاركن في الميادين المختلفة، ويعبرن عن عظمة روح المرأة المسلمة. وإذا بهؤلاء يكتبون ويثيرون الضجيج حول تضييع حقوق المرأة في الجمهورية الإسلامية. على العالم الغربي تقريب أفكاره من نظام الجمهورية الإسلامية. عليهم تصحيح آرائهم المغلوطة الباطلة بشأن قضايا المرأة، وحقوق الإنسان، والحرية، والديمقراطية، والاقتراب من الآراء الإسلامية. لقد أثبت الشعب الإيراني أنه غير مستعد إطلاقاً للتراجع حتى خطوة واحدة أمام وقاحة الأعداء وجشعهم ومطاليبهم، أو التخلي عن المباني الإسلامية من أجل رؤى الأعداء وإرضائهم. هذا منهج صحيح.

مراقبة إيران لحقوق الإنسان في الغرب وبالعكس

إذا كان ثمة قلق بشأن حقوق الإنسان – ونحن بدورنا قلقون على حقوق الإنسان في البلدان الأوربية – ليوفد ممثلون من الجانبين ويراقبوا وينظروا.. ليأتوا هم إلى هنا ونبعث نحن أيضاً ممثلين إلى هناك ليروا كيف هو واقع حقوق الإنسان في سجونهم ومحاكمهم وفي تصرفاتهم الحكومية والاجتماعية والمدنية، وإلى أي مدى تراعى حقوق الإنسان هناك؟ هذا اقتراح منطقي وجيد جداً، ومن المناسب جداً أن يتقبله الأوربيون. هذه المشاريع سوف تتقدم بالعلاقات بين نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية والغرب إلى الأمام، وسوف ترفع حالات القلق لدى الجانبين.