نـسجت مـن دمائنا الكبرياءُ ثـوب فخر أثنت عليه السماءُ
لـيس بدعاً أن يبتلى الشرفاء كـيف قاسى من حملها الأنبياءُ
فـدروس التاريخ تحكي الروايا تـعـما تـجـرع الأصـفياءُ
والـرسالات خير شاهد صدق كـيف قاسى من حملها الأنبياءُ
والحسين الشهيد ما زال يدعو كـل شـبر من أرضنا كربلاءُ
لا جـديداً بـها وفصل المآسي حـلقات وحـسبنا الأولـياءُ
فـاستعدوا لـكل خطب مريع والـرزايا يـجتازها الأقـوياءُ
وجـدير بـمن يـروم المعالي أن يـضحي ما اشتدّت الضراءُ
ما انتهى الشوط والطريق طويل فـاشحذوا الـعزم إنه الابتلاءُ
كـل يـوم يـمر نشتد عوداً ونـدانا دم واسـتمر يا بلاءُ
"فـإذا كـانت النفوس كباراً تـعبت فـي مرادها" الأعضاءُ
شـائك دربـنا وبـعض أذاه عـرق أو مـدامع أو دمـاءُ
نـتخطى على الصعاب ونهوى سـاعة البأس والسلاح الإباءُ
مـجدبٌ دربـنا ومـا سار فيه واهـن الخطو أو ضعيف غثاءُ
نـهجنا الـحق والـقضية دين نـفتديه أو تُـقطّع الأشـلاءُ
والأمـانـي شـهادة وجـهاد لا مـروج ولا ربـىً خضراءُ
إي وربـي ولا الـتماس حطام أو مـقام ولا عُـلىً أو ثـراءُ
عـلـويون والـتراب مـهاد لـلـمضحين والـسماء رداءُ
نـحن والـفقر تـوأم وعظيم أن نـضحي كي يسعد الفقراء
بـيرق الحق ما خفقتَ سنبقى أمـة قـدّر الله أنـهم شهداء
وجـنود عـند الـلقاء أسود وشـموع فـي الواجبات تضاء
كـل جـيل يُفنى سيولد جيل ولـواء يُـطوى لـيرقى لواء
ومـع الموت صفقةً قد عقدنا وإلــى الله بـيعنا والـشراء
قـد أريـقت منّا الدماء بحاراً لا لـذنبٍ إلاّ الـتقى والصفاء
كـلـما لـلـهدى فـدينا نـبتت من دمائه شهداء شهيداً
من هداهم صحائف الحق نتلو وبـأفكارهم يـسود الـرخاء
كـلما جـفّ لـلعقيدة جذر فـالشرايين دلـوُنا والـسقاء
كـي تـعود الحياة أنقى جبيناً عـندما تـغمر الوجود ذُكاء
سـنن الله فـي الـحياة انتهجنا وارتـشفنا من وحيها ما نشاء
فـبنينا مـن الـعذاب شموخاً ومــن الآه مـجدنا والإبـاء
وحـفرنا في أكبد الدهر سفراً خـطه الـفخر والتقى والنقاء
واقـتدينا بـالمصطفى وعـليّ ودم الـصدر في الضمير نداء
فـسرينا بـموكب الـعزّ نحدو واسـتجابت لـحدونا الشرفاء
إن دربـاً نـمشي عـليه سويّاً عـبَّـدته جـمـاجم ودمـاء
قـد قطعنا عهد الرجال سنبقى أوفـياء مـهما طغى الأشقياء
لـيس مـجداً على الجراح نغني بـانفعال أو يـنشد الشعراء
إنـما الـمجد وحـدةٌ وصـفاءٌ وجـهـادٌ لا فـرقةٌ ومـراء
تعليقات الزوار