أجرى الحوار: سالم جاري
الضيوف: آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي الكاتب الاسلامي والأستاذ في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة.
فضيلة الدكتور أسامة رشدي الناشط والصحفي المصري من لندن
الشيخ ماهر حمود الباحث الاسلامي وعضو تجمع العلماء المسلمين السنّة في لبنان
سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، محمد وآله الطيبين الطاهرين، واصحابه الغر الميامين. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
عنوان حوارنا: حوار الأديان والقضية الفلسطينية. بينما يتعرض الشعب الفلسطيني المظلوم للاعتداءات المتكررة والمتوالية والمستمرة التي لا يراعي فيها الكيان الصهيوني الغاصب أي قيم انسانية ولا يعير اهمية لأي قرار يصدر من المنظمات الدولية، بينما يعاني الشعب الفلسطيني هذه المعاناة نجد هناك مؤتمرات وهناك حوارات وهناك دعوات قد تغلف وتؤطر بأطر دينية ولكنها من حيث الجوهر والحقيقة تصب في مصلحة الكيان الصهيوني وليس للمسلمين ولا للعرب فيها اية منافع ولا أية مصالح حقيقية تذكر، من هنا مشاهدينا الكرام سنقف عند مجموعة من المحاور تتعلق بحوار الاديان عموماً وبعلاقة هذا الحوار بالقضية الفلسطينية اذ اننا نجد ان هذين الامرين قد تزامنا في هذا الوقت ومحاور هذه الحلقة سأبحثها مع ضيوفنا الكرام معنا من مدينة قم المقدسة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي، الكاتب الاسلامي والأستاذ في الحوزة العلمية، وسيكون معنا من لندن فضيلة الدكتور اسامة رشدي، الناشط والصحفي المصري، وسيكون معنا ان شاء الله تعالى من بيروت الشيخ ماهر حمود، الباحث الاسلامي وعضو تجمع العلماء المسلمين السنّة في لبنان. أبدأ من بيروت حيث سماحة الشيخ ماهر حمود، الكاتب والباحث الاسلامي، اللبناني، السلام عليكم فضيلة الشيخ.
سالم جاري: مر قبل ايام مؤتمر عرف بمؤتمر حوار الايان وحضر هذا المؤتمر ممثلون عن الكيان الاسرائيلي الصهيوني الغاصب المعتدي على الشعب المسلم العربي الفلسطيني والذي كما هو معلوم لا يبالي ولا يحترم حقوق الشعوب الاخرى، وكما تعلمون ان مثل هذه الدعوات التي تدعو الى حوار الاديان تارة والى التطبيع تارة اخرى تتزامن مع الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني المظلوم، في رأيكم من يقف وراء مثل هذه الدعوات.
سماحة الشيخ ماهر حمود: بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة لابد ان نعرب عن مفاجأتنا وعن ألمنا لانه كان دائماً يقال ان الملك عبد الله مختلف عن بقية الاسرة الحاكمة وانه يتمتع بكثير من العروبة وكثير من الاستقامة بالمقارنة مع الآخرين، وانه كنا ننتظر منه كثيراً من التغيير نحو الأمام، ولكن كانوا يقولون ان هناك فريقاً من النافذين حول الملك يسيطرون على القرار. الذي ظهر في هذا المؤتمر ان المشكلة في الاسف في الملك نفسه حيث كان هو صاحب الفكرة كما يقال وهو الممول وهو الذي رتب الامور مع فريق عمل وطبعاً اختاروا مكاناً خارج المملكة العربية السعودية حتى لا يحرجوا باستقبال شمعون بيريز او ما يمثل الكيان الصهيوني، هذه الفكرة اذا جاز التعبير للاسف نتيجة تراكمات من الهزائم العربية والتراجع بحيث للاسف الشديد لا يؤخذ بعين الاعتبار بالتأكيد ولاسباب واضحة ومعروفة لا يؤخذ بعين الاعتبار انتصارات لبنان، حزب الله والمقاومة في لبنان وانتصار حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني وليؤخذ بالحسبان ايضاً الخسائر الامريكية التي يتكبدها المحتل بحيث يئن تحت وطأة المجاهدين وكذلك في افغانستان يعني لا يؤخذ بعين الاعتبار من هؤلاء بشكل عام انه في الامة قوة مخبوءة وان الجهاد ماض الى يوم القيامة كما يحدث المصطفى (عليه الصلاة والسلام) وان الخير مخبوء في هذه الامة لا يغيره عدل عادل ولا جور جائر، فهم يقيسون للاسف الشديد وفق نفوس منهزمة من داخلها على الهزائم العربية والتخلف الاقتصادي العربي والانقسام العربي الى آخر ما هنالك فينتج عنهم انه لا مجال الا للتراجع أمام الامريكي والاسرائيلي وإلا التنازل وليس هناك مجال حسب هذا المفهوم وهذا الموضوع الا ان نخضع للمقاييس الامريكية والاسرائيلية وهذه من جملتها ان يصبح شيمون بيريز ممثلاً لدين وطبعاً كما قال الله تعالى ﴿يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾، ويقتلون ويجرمون ويخرجون الناس من ديارهم والله تعالى قال في القرآن الكريم ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، يعني يبيحون لانفسهم قتل الآخرين وظلمهم باعتبار انهم شعب الله المختار وهذا كذب افتروه على موسى وعلى الدين اليهودي وهم لا يمثلونه وليسوا اتباعه فعلاً ﴿إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾. الواضح ان الفكرة يعني المهندس امريكي والمنفذ سعودي والممثلون هم بقية الدول للاسف الشديد، والهدف الرئيسي ليس هناك من حوار اديان فعلاً وليس هنالك من ثقافة سلام فعلاً، الموجود هو فعلاً فقط محاولة لاثبات ان اسرائيل جزء رئيسي من هذه المنطقة لا يقوم لنا قائمة ولا يحصل هنالك اي تقدم او سلام او ثقافة سلام او اديان الا بأن نقبل هذا العضو المسخ جزءا منا وبالمنطق الذي واجه به الآخرين فهو خلال هذا الاحتفال طبعاً هو ليس مؤتمراً وليس شيئاً من ذلك حرّض الشيعة على السنّة او السنّة على الشيعة، وحرّض العرب على الفرس ودخل في التفاصيل الاسلامية والعربية وصنف هذا معتدل وهذا متطرف وادان السلاح والمقاومة وما هو الى ذلك والجميع يستمع بكل اسف وبكل ذل وخضوع لهذه المقاييس المؤلمة وللاسف الشديد قد تم ذلك او اتم ذلك ايضاً بذلك الحفل الذي وجدنا فيه الملك يجلس على طاولة الخمر وهذا اصلاً حرام، وهو حامي الحرمين او خادم الحرمين كما يسمي نفسه، والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على طاولة يدار عليها الخمر، بغض النظر شرب ام لم يشرب.
سالم جاري: شكراً لكم، ننتقل الآن الى آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي، تفضلوا فضيلة الشيخ.
سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي: بسم الله الرحمن الرحيم. العالم الاسلامي يعاني من مشكلات حقيقية، الاحتلال الامريكي الآن في افغانستان امر قائم على قدم وساق، الاحتلال الامريكي في العراق امر قائم والاتفاقية الامنية على الابواب في العراق، البطالة متفشية في العالم الاسلامي، الفقر الذي يبلغ في شبه القارة الهندية وهو جزء اساس من العالم الاسلامي بالغ تحت الصفر، والمصائب والمشاكل. الحصار الرهيب الذي تضربه اسرائيل اليوم على غزة بمرأى ومشهد من المسلمين ومن الدول العربية والانظمة العربية والحكام العرب وحكام المسلمين هذا مشهد قائم. الشق الرهيب الذي حصل في الصف الفلسطيني مع كل الاسف بين الاخوة حماس وفتح هذا الشيء يهدد الحركة الفلسطينية تهديداً ويكاد ان يعطل الحركة الفلسطينية، نحن اليوم عندنا قضايا اساسية قضايا محن ومصائب ومشاكل في العالم الاسلامي، حركة الارهاب التي تشوه وجه العالم الاسلامي في تصاعد في العالم الاسلامي، حركة الارهاب غير المعقولة واللا معقولة والشعارية المحظة، تهدد كثير من مفاهيمنا وقيمنا ومواقفنا السياسية، طيب نحن وجها لوجه أمام مشاكل كثيرة في العالم الاسلامي ينبغي نهتم ونعنى بهذه المشاكل وهذه المشاكل عموماً لا تنحل في امثال هذه اللقاءات، تجاربنا في العالم الاسلامي مع امثال هذه اللقاءات والمؤتمرات كثيرة جداً، ودخلنا بها ولم نخرج منها لحد الآن، ينبغي زعماء العالم الاسلامي يتفاهمون فيما بينهم لوضع الحلول الاساسية وانا اعتقد ان الحالة الرسمية للعالم الاسلامي ما يمكن ان يكون له مثل هذا العطاء الذي يتمكن ان يعالج ويحل مشاكل العالم الاسلامي، نحن اليوم بين يدي مشاكل كبيرة في العالم الاسلامي وكما ذكرت لكم نتقلب من مشكلة الى اخرى ومن ازمة الى اخرى، ومن مصيبة الى اخرى، الآن القرصنة تهدد السواحل الصومالية وهو في قلب العالم الاسلامي، نحن نطلب من علماء المسلمين من المعنيين بامور المسلمين من المهتمين بامور المسلمين من الحركات الاسلامية من قادة الفكر الاسلامي والحالات الاسلامية ان يعنوا ويتفهموا مشاكل المسلمين ويتجاوزوا هذه المسائل الجانبية البعيدة عن صلب القضية الحقيقية ليجدوا حلا لهذه المشاكل، مسألة الحوار لا تشكل مسألة في اولويات العالم الاسلامي اليوم.
سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً جزيلاً لكم. دعني اعود مرة اخرى الى بيروت حيث سماحة الشيخ ماهر حمود لحين التمكن من الاتصال بالصوت والصورة ان شاء الله تعالى مع فضيلة الدكتور اسامة رشدي، سماحة الشيخ ماهر حمود اعود اليكم والسؤال الآن اضافة الى ما تفضلتم به انتم وسماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي، اننا نعلم ان الدول الاسلامية ومنها الدول العربية يعني تنضوي تحت منظمة اسمها منظمة المؤتمر الاسلامي وعادة القوة والعزة تكون في الجماعة لا تكون في القرارات الانفرادية، فاذا كان حوار الاديان هذا مجدياً ونافعاً ولابد منه فلم لا يتم عن طريق منظمة المؤتمر الاسلامي كما اشار سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي لكي يكون هناك اتفاق بين زعماء الدول الاسلامية ومنها الدول العربية ويتمخض عن لقاءاتهم وعن مداولاتهم لامورهم المصيرية المهمة، قرارات بناءة ومفيدة ويكون الطرف الاسلامي المحاور او المفاوض عزيزاً وقوياً ويطرح ما لديه بكل ثقة وبكل قوة فلماذا نترك مثلاً منظمة المؤتمر الاسلامي ونذهب جانباً في قرارات انفرادية.
سماحة الشيخ ماهر حمود: الحقيقة لا ادري كم هي فاعلة او تستطيع ان تكون فاعلة منظمة الدول الاسلامية لا ادري انا فعلاً متابعتنا لهذا الامر بالنهاية هي مجموعة نفس الدول التي شاركت في مثل هذا المؤتمر المزعوم اسمه حوار الاديان، يعني قد يكون فقط فيها ايران سوريا بعض البلاد التي يمكن ان تعترض ما اظن انهم في داخل المؤتمر إلا اذا كانت القرارات تؤخذ بالاجماع يستطيعون ان يؤثروا فعلاً على قراراتها، مع احترامنا طبعاً لمنظمة الدولة الاسلامية والتي ممكن طبعاً ان تكون افضل من ذلك بكثير او بقليل بالحد الادنى، لكن الامر ليس هنا يعني ليس شكل الاخراج المهم الفكرة والافكار التي اعتمد عليها الملوك او الرؤساء الذين مولوا وفكروا بهذه الطريقة السيئة وكما قلنا الخلفية السياسية لاكثر الانظمة العربية حيث تعتبر هذه الانظمة انها تدين بوجودها واستمراريتها وامنها الا الولايات المتحدة الامريكية فبالتالي قدرة هؤلاء على المناورة في مواجهة الولايات المتحدة الامريكية ضعيفة جداً، ولعل هنا حتى لا يسمعوا صوتاً معارضاً يأتي من ايران او من سوريا او من اي بلد او من السودان ومن يمكن ان يعترض مثلاً، تركيا لا اعرف اذا كانت ستعترض، فيمكن حتى لا يسمعوا صوتاً معارضاً تجاوزوا منظمة الدولة الاسلامية، منظمة المؤتمر الاسلامي وقاموا بها بشكل فردي وتنصلوا عندما انتقدنا هنا في لبنان ان السعودية تدعو شمعون بيريز كممثل للصهيونية اصدر السفارة هنا في بيروت بياناً تقول لسنا نحن الذين دعونا هذه الامم المتحدة وطبعاً واضح انه من خلف الستار القرار السعودي الذي هو التنفيذ للخطة الامريكية والاخراج يكون بهذه الامم المتحدة، فهم يعرفون ان اصوات معارضة ستأتي فاستعدوا لذلك واخذوا هذه القرارات والتنفيذ والاخراج من خارج منظمة دول العالم الاسلامي.
سالم جاري: احسنتم كثيراً، دعني انتقل مرة اخرى الى مدينة قم المقدسة والى سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي، سماحة الشيخ الآن هذا النزاع الطويل الامد بين الصهيونية العالمية واسرائيل من جانب وبين العرب والمسلمين من جانب آخر، ماذا ترجون من مثل هذه اللقاءات، هل ترجون تخفيف حدة هذا النـزاع، بمعنى هل يتوقع ويرتقب المسلمون والعرب من مثل هذه اللقاءات تغييراً معينا في السياسة الاسرائيلية، في سياسة الصهيونية العالمية الداعمة للكيان الصهيوني في اسرائيل.
سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي: اكثر من نصف قرن تجربة عدوان وارهاب واعتداء من قبل الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى مقدساتنا وعلى عامة الامة الاسلامية والعالم العربي، ما يكفي ان نعرف ان الارهاب والعدوان والاعتداء والرعب والعنف جزء لا يتجزأ من السياسة الصهيونية، هذا الرعب والارهاب يشكل جزء اصيل من استراتيجية اسرائيل، اسرائيل لا تستطيع العيش في المنطقة من غير الارهاب والارعاب والقتل والذبح وهذا التأريخ حافل، انظروا هذا التأريخ الذي يزيد على نصف قرن وإلا اي امة تواجه هذا التأريخ المليء بالمذابح والاجرام والارهاب يجد في ذلك كفاية ان هذا الكيان لا يمكن ان نتحاور معه في هذه اللغة، هذا الكيان القائم على العدوان لا يفهم هذه اللغة لا يمكن ان يتفهم هذه اللغة، لغة الحوار ولغة التفاهم، اللغة الوحيدة التي يمكن ان نتحدث بها مع هذا الكيان الغاصب المعتدي الارهابي هو لغة الامر الواقع وهي اللغة التي تحدث بها وجدنا لغة اخواننا ارباب المقاومة الاسلامية وقادة المقاومة الاسلامية في لبنان وفي فلسطين هؤلاء عرفوا اللغة الوحيدة التي يمكن ان نتحدث بها ويفهمونا تفهمنا اسرائيل، اسرائيل ما تفهم غير هذه اللغة، وأي لغة اخرى وأي منطق آخر واي موقف آخر اسرائيل ما تفهمه، اسرائيل تمرر وقت وتستفيد من الوقت ولا تزيد على ذلك، هذه التجربة كافية ان نفهم كيف نتعامل مع هذا الكيان الغاصب المعتدي في العالم الاسلامي واما انا ما اعتقد اننا نحتاج الى اكثر من هذا التأريخ المليء بالتجارب الصعبة، التجارب الدموية التجارب المرة حتى نحاول ان نعيد التفكير ونعيد صياغة القضايا السياسية ونفكر نعاود التفكير في علاقتنا في علاقة العالم الاسلامي مع العالم الاسلامي، اسرائيل ما تفهم غير لغة واحدة هي لغة الامر الواقع، وما لم نتمكن ان نواجه اسرائيل بهذه اللغة فأي لغة اخرى مصيرها الاحباط الكامل كما دلت على ذلك تجارب كثيرة في هذا الامر.
سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً لكم سماحة الشيخ، دعني انتقل الى لندن حيث فضيلة الدكتور اسامة رشدي الناشط والصحفي المصري، السلام عليكم فضيلة الدكتور.
فضيلة الدكتور اسامة رشدي: عليكم السلام ورحمة الله، اهلاً وسهلا.
سالم جاري: حياكم الله. اولاً فضيلة الدكتور اذا كان لديكم تعليق على ما تفضل به الضيفان الكريمان تفضلوا وايضاً السؤال المطروح الى جنابكم انه الاهداف في رأيكم، يعني الاهداف والنتائج التي يمكن ان تتحقق من مثل هذه اللقاءات وهذه المؤتمرات كيف ترون ذلك؟
فضيلة الدكتور اسامة رشدي: اولاً تحياتي لحضرتك وللاساتذة معك وانا اعتذر لاني لم اشارككم من البداية ولكن دعني اقول ان هذا المؤتمر الذي انتهى الى رفض استخدام الدين لتبرير الاعمال الارهابية ولقتل المدنيين ونحن بالتأكيد نؤيد هذا ولا نعارض مثل هذه الدعوة ولكن هذا المؤتمر في هذا المكان بهذه الكيفية التي عقد بها هو في الحقيقة يعني نوع من انواع تحميل المسلمين تبعات واعباء ونتائج ما يجري في العالم اليوم وهم يتجاهلون تماماً ان هذا الكيان الصهيوني القائم على ارض فلسطين الاسلامية العربية هو كيان قائم على تبرير ديني على اعتبار ان هؤلاء الناس يقولون ان لدينا وعد من الله وان هذه الارض قد وعدنا الله بها ويريدون ان يطبقوا نظريات واساطير ما انزل الله بها من سلطان، فهؤلاء الذين اجتمعوا في نيويورك لم ينبت احدهم بكلمة واحدة عن مثل هذا التبرير الديني الذي به اغتصبت بلاد وشرد ملايين من الفلسطينيين حول العالم لم يتكلم احد على الاساطير البروتستانتية التي تتعلق بايضاً ان المسيح (عليه السلام) لن يعود ليحكم الارض الف عام مرة اخرى الى بعد عودة اليهود الى فلسطين وبالتالي يجب علينا ان نعجل بمشيئة الرب وبخطة الرب فنعيد اليهود وندعم اليهود، فاذن القضية نحن ادنا الارهاب مئة مرة قمنا بادانة الارهاب ولكن ماذا عن الارهاب في الطرف الآخر، ماذا عن التبرير الديني في الطرف الآخر والذي بات يملك قوة عظمى، يعني بيريز الذي كان حاضراً في هذا المؤتمر وهو يستمع لخطاب الملك عبد الله، ملك المملكة العربية السعودية وعلق عليه هذا هو ابو القنبلة النووية الاسرائيلية وابو المشروع النووي الاسرائيلي، هؤلاء الناس فقط يأتون للحوار وغزة محاصرة، يأتون للحوار والفلسطينيين يعيشون اسوء الفترات وغزة مظلمة والمستشفيات تعاني من شح الامدادات والنظام المصري يشارك هذا الكيان في احكام الحصار حول غزة وتجويع الشعب الفلسطيني، فاذن نحن عندما نأتي للحوار نسمع كلاماً جميلاً باسم الحوار ونحن بالمناسبة امة هي امة الحوار لان الله (تبارك وتعالى) امرنا ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، فنحن لدينا تأريخ في الحوار ولدينا تأريخ في التعايش السلمي مع سائر الاديان، لا تجد مكان في العالم عاش فيه المسلمون والمسيحيون واليهود بسلام عبر كل هذه القرون الا هذه البلاد وذلك بفضل الاسلام بالتأكيد الذي شرّع هذه الشرائع والذي وجد هذه البيئة المناسبة لهذا التعايش، فنحن الحقيقة مع التعايش مع الحوار، ولكن رأينا في هذا المؤتمر اجحاف لهذه القضية لانك عندما تريد ان تطرح قضية الحوار يجب ان تطرح كل النقاط على طاولة الحوار وليس فقط هو تحميل المسلمين الحديث مرة اخرى عن قضية الارهاب وما الارهاب ثم ترك كل هذا الارهاب الذي يمارس ايضاً باسم الدين وباسم الاساطير وباسم الوعود الربانية.
سالم جاري: طيب احسنتم كثيراً، شكراً لكم، سأعود اليكم فضيلة الدكتور، دعني انتقل مرة اخرى الى بيروت حيث سماحة الشيخ ماهر حمود. سماحة الشيخ اذن الآن كما تفضلتم جميعاً ان مثل هذه الحوارات من المستبعد جداً ان تؤثر تأثيرا ايجابيا في صالح المسلمين او في صالح العرب او في صالح القضية الفلسطينية وهذا هو الاهم في ضمائر الشعب المسلم والشعب العربي، اذن في رأيكم ما الذي يجب ان يفعله قادة الدول الاسلامية والدول العربية وبماذا تطالبهم شعوبهم حيال هذه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة التي لا رادع لها ومع الاسف الصيحات والدعوات تصدر من ممثلي هذه الشعوب وقادتها وهي تصب في صالح اسرائيل.
سماحة الشيخ ماهر حمود: لا اجد اي مبرر لنداء للملوك والرؤساء الا من رحم الله وهم قلة، لان الشاعر يقول:
قد اسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لـمن تنادي
ليسوا بحاجة الى ان نناديهم وان نطلب منهم ان يقوموا بواجبهم، هم يعلمون تماماً ماذا يحصل في فلسطين وماذا حصل في تموز في عام (2006) في لبنان، وكيف كانت المواقف العربية تتبرأ من المقاومة وكأنها تقول للعدوان الاسرائيلي خذ راحتك نحن لسنا مسؤولين عما تفعل، وقبل ذلك وبعد ذلك والاتفاقات الذليلة من كامب ديفيد الى وادي عربة الى اوسلو الى غيرها الى التمثيل الدبلوماسي السري احياناً والعلني احياناً هنا وهنالك ودول الخليج والى آخره، والتطبيع والبضائع والكلام الذي يقال من هنا ومن هنالك، المهم هؤلاء لا شك ان الله سيستبدل بهم غيرهم الله تعالى يقول ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾، الذين ليسوا مثل هؤلاء هم مجاهدون في لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان والذين ان شاء الله سيمكنهم الله تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، هذا وعد من الله لهؤلاء الابطال الذين انتصروا في تموز والذين انتصروا في غزة والذين ارهقوا الجيش الامريكي في العراق وافغانستان، وعد من الله ان يمكنوا في الارض، هذه النماذج هي التي نناشدها بأن تستمر على هذا المنهاج وعلى هذا الوعي وعلى هذه الاستقامة فلذلك ﴿فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾، لن تؤثر اهواء الحكام اهواء المنهزمين في استقامة هؤلاء، ونحن على يقين ان الشعوب العربية تختزن ملايين من هذه النوعيات التي ظهرت في لبنان والعراق وفلسطين ولكن الانظمة تمنع من ظهورها، مصر القاهرة قلب العروبة النابض، الجزائر، الجزيرة العربية، شرق وغرب المسلمين في كل مكان وهذا على سبيل المثال عندما لم يكن المسلمون قادرون مثلاً على التعبير عن هويتهم في لبنان لم يكن يظهر ان شباب لبنان صدر منه هذه البطولات العظيمة التي يمكن ان تكون مثلاً للاجيال وكذلك لولا الحصار وهذا التحدي الاسرائيلي الكبير ما كانت ستظهر قيادات شابة مثل خالد مشعل ورمضان عبد الله وقبله فتحي الشقاقي، وطبعاً احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي من كان سيسمع بحسن نصر الله وبالمجاهدين هنا وهنالك، كما يقول الشاعر: اشتدي يا ازمة تنفرجي
فالحمد لله رب ضارة نافعة، وايضا كما قال تعالى ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾، نماذج الامة مثل هؤلاء موجود في كل مكان وبالملايين ولكن قدرة الله تعالى هي التي ستظهرهم فقط، وما اتصور ان الحكام مهما ظلموا ومهما انحرفوا ومهما زوروا تأريخنا واسلامنا وديننا ومهما صورونا على اننا منهزمون واننا شعب الاستسلام لاسرائيل وان هؤلاء شذاذ الآفاق الذين لا يتعدى عددهم عدد حي في شبرا او في اسيوط او في اي عاصمة عربية يهزمون مئة او مئتين مليون عربي ومليار مسلم في العالم يتمتعون بثروة نفطية هائلة وبمساحات شاسعة وبعقول قوية وبعقول نافذة الى آخره، من كان يتصور ذلك ولكن هذه تقديرات من الله، وايضا بالعودة الى القرآن الكريم قال تعالى ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، اذا كان العالم الاسلامي اليوم بالشكل الرسمي بالشكل الرئيسي او بالشك الذي تظهره مثل هذه المؤتمرات ومثل القرارات الحكومية هنا وهنالك ان كان هذا العالم اليوم مظلماً الا من بصيص نور في لبنان والعراق وفلسطين هنا وهنالك فان هذا ان شاء الله كلما اشتد ظلام الليل معنى ذلك ان الفجر قريب باذن الله تعالى، لن تطول اعمار بني اسرائيل، الله وعدنا بزوال هذا الكيان وعدنا بالتمكين في الارض، وعدنا بأن ينفذ وعده، وايضاً وعد بني اسرائيل ، اخواني الكرام الذين في الاستوديو والمشاهدين جميعاً احب لمرة اخرى في مناسب اخرى ان يكون الحوار كله او الحلقة كلها عن قناعة بني اسرائيل بزوال كيانهم، عندما من النصوص التوراتية والتلمودية ومن الشهود العيان ومن الشهود الذين لايزالون على قيد الحياة ممن سمعوا من يهود اسرائيليين مدنيين وعسكريين شرقيين وغربيين، مقيمين ومسافرين يساريين او يمنيين متفقون على ان هذا الكيان لن يدوم طويلاً، هم انفسهم يعتقدون بذلك، ونحن نعتقد اكثر منهم من خلال قوله تعالى ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ عسى ان يكون قريباً.
سالم جاري: ان شاء الله تعالى، شكراً جزيلاً لكم، وان شاء الله تعالى من المحتمل ان يكون هذا العنوان الذي اقترحتموه هو موضوع هذا البحث ضمن حوار قادم ان شاء الله تعالى، شكراً لكم، دعني انتقل مرة اخرى الى لندن قبل ان اعود الى سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي، فضيلة الدكتور اسامة رشدي، اذا كان املنا هذا في قادة الدول الاسلامية والدول العربية فما الذي نرجوه من علماء هذه الشعوب، علماء المسلمين الذين صرفوا هممهم عن هذه القضية المصيرية الكبرى قضية الشعب الفلسطيني خاصة وقضايا الامة الاسلامية عموماً وراحوا يهتمون بقضايا من شأنها ان تمزق وحدة المسلمين كالقضايا الطائفية والتحذير من التبشير من هذا المذهب او ذاك المذهب، يعني بماذا تنصحونهم وما الذي توجهونه اليهم من كلمة.
فضيلة الدكتور اسامة رشدي: الحقيقة انا انتهز هذه الفرصة وهذه المناسبة لان هناك امر خطير الآن يحدث في مصر يتعلق بغزة واهل غزة، الامة يئنوا الآن تحت هذا الحصار الجائر الظالم الغير القانوني والغير الانساني والغير اسلامي والغير عروبي مطلقاً، بينما يتأهب الحجيج من كل مكان في العالم الآن للاراضي المقدسة ولبيت الله الحرام يلبوا ويقوموا بشعيرة الحج، هناك الفلسطينيين الآن في غزة ممنوعون الآن من العبور عبر معبر رفح المصري للتوجه الى اداء هذه الفريضة المباركة، هذا الامر امر خطير جداً ونحن نحذر وننبه الى خطورة هذا الامر ان هذه سنّة سيئة وهذا امر غير مقبول وغير مبرر لا في الارض ولا في السماء، يعني عندما يقوم النظام المصري الآن بالتنكيل باهل غزة وبمنع اهل غزة من المرور عبر معبر رفح لاداء فريضة اسلامية وفريضة شرعية وفريضة دينية هذا امر خطير وهذا امر غير مقبول، فنحن الآن يجب ان نتكلم مع هؤلاء الحكام الذين يصدعوننا بالحوار لماذا الحوار لا يكون مع المسلمين، لماذا الحوار لا يكون مع الشعوب، لماذا الحوار لا يكون مع اهل غزة، لماذا يستضعف اهل غزة بهذه الطريقة، ولماذا يصر النظام على احكام حصاره على اهل غزة بهذه الطريقة خضوعا للاوامر الصهيونية وتنفيذا للارادة الامريكية لماذا هذا، هذا امر غير مقبول وغير انساني، لا يمكن ابدا لشعب مصر ثمانين مليون مصري مسلم كان لهم دور اقليمي ودور اسلامي ودور عروبي انه هم غزة التي كانت تحت السيادة المصرية عندما احتلت عام (67) ولنا مسؤولية انسانية وقانونية ومسؤولية تأريخية عما يجري في غزة فاذن انا اقول يعني ان الحوار ينبغي ان يكون حوار مع الشعوب وحوار مع الجيران، عندما نحاصر غزة الآن فاننا نرتكب جريمة كبرى هذه الجريمة لا تليق بمصر ولا باسم مصر ولا بشعب مصر ولذا ننتهز هذه الفرصة للتنبيه لقضية الحج هذا الآن انتم تتذكرون ما حدث في العام الماضي عندما سمح النظام للحجيج فخرجوا وعندما ارادوا العودة اراد ان يحول بينهم وبين العودة واصر على ان يمروا عبر اريدز وعبر الصهاينة الا بعد ما اصر الفلسطينيين وتمسكوا بحقهم من العبور عبر معبر رفح ومات منهم اكثر من ثلاثة، اربعة، وهم يعتصمون، يعني لولا سمحوا لهم، والآن هم لا يريدون ان يسمحوا لهم مجدداً، نحن نناشد العالم الاسلامي كله ان يندد بهذه الجريمة، جريمة منع حجاج غزة من المرور الى البقاع المقدسة عبر المعبر الطبيعي لهم وهو معبر رفح وعبر اشقائهم في مصر.
سالم جاري: حياكم الله، شكراً جزيلاً لكم، انتقل الى سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي لنستمع الى كلمته الاخيرة في هذا الحوار تفضلوا سماحة الشيخ.
سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي: نحن متى قطعنا الامل عن الغرب عن امريكا ودعم امريكا واسناد امريكا، ويئسنا من ان تغير امريكا استراتيجيتها التي لا تتبدل اتجاه دعم اسرائيل، ومتى يئسنا من ان يغير الغرب استراتيجيته التي لا تتبدل تجاه اسرائيل، ومتى يئسنا من الانظمة الرسمية في العالم الاسلامي او الكثير من هذه الانظمة، متى يئسنا من اولئك وهؤلاء نعود الى الله تعالى، ونعود الى احضان امتنا، امتنا امة مباركة فيها خير كثير، فيها قيم كثيرة تتفجر بالقيم، تتفجر بالابطال هذه امة مباركة نحن بدل ان نتوجه الى الغرب او الشرق ونستعين بهم وبدل ان نتوجه الى الانظمة ونطلب منهم ان يدعموننا نتوجه الى الله اولاً ثم الى هذه الامة المباركة التي تمتلك تختزن خيرات كثيرة بركات كثيرة، قيم كثيرة، وتتفجر بالابطال،تتفجر بالقيم، بالبطولة وبالشجاعة ونماذج ذلك موجود، نماذج في حزب الله، في حماس، في شباب فلسطين الذين ازعجوا اسرائيل باحجار ارصفة الشوارع فقط، متى عدنا الى الله تعالى والى امتنا انا ارجو خير كثير ومتى انقطعنا ودخلنا هذه الدهاليز السياسية انا ما اعتقد اننا نجد خيراً في هذه دهاليز القصور واروقة القصور وهذه المداخل التي لا توصلنا الى اية نتيجة، وشكراً لكم.
سالم جاري: حياكم الله، شكراً لكم، في الدقائق المتبقية اختم مع سماحة الشيخ ماهر حمود، سماحة الشيخ كلمة اخيرة تفضلوا.
سماحة الشيخ ماهر حمود: اخي الكريم الكلام الذي اتى به الدكتور اسامة رشدي من لندن في غاية الاهمية كله من اوله الى آخره والذي اتى به السيد الشيخ مهدي الآصفي ايضاً ثمين ومقدر، يعني ان شاء الله لا نكرر ما قالوه بل نتبناه حرفاً حرفاً وكلمة كلمة، ونتمنى ان تصل هذه الكلمات من هنا من بيروت ومن قم ومن لندن ومن كل مكان الى اسماع من لايزالون احياء ومن لايزال في قلوبهم شيء من ايمان وشيء من اريحية عربية وشيء من انسانية عسى ان يساهم هذا اللقاء في رفع الضيم عن اخواننا في غزة وفي كشف الاكاذيب التي تنطلي على بعض البسطاء فيصدقون اننا نريد ان نحاور وان ننشر ثقافة السلام وهم لا ينشرون الا ثقافة الاستسلام وثقافة الذل والبعد عن الدين، نعم نكفر بهؤلاء الطواغيت ونؤمن بالله هذه مقدمة للنصر كما تفضل الشيخ الآصفي، نعم مقدمة النصر ان نيأس منهم وان نكفر بهم كما قال تعالى في سورة الممتحنة ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾، نكفر بهؤلاء الحكام ونؤمن بالله عسى ان ينصرنا الله.
سالم جاري: احسنتم شكراً لكم، دعني اختم في الدقيقة الاخيرة مع فضيلة الدكتور اسامة رشدي، فضيلة الدكتور في حدود دقيقتين كلمة اخيرة تفضلوا
فضيلة الدكتور اسامة رشدي: كما تفضل الاساتذة من قم ومن بيروت يعني الامة تعاني من تشتت وفرقة عظيمة تحتاج الى جهود كبيرة سواء كان من العلماء او من الشباب في كل مكان يعني القضية قضية خطيرة يجب ان نصلح البيت من الداخل قبل ان نتوجه لهذه الحوارات التي ليست سوى نوع من انوع العلاقات العامة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تؤدي اي وظيفة وأي نتيجة حتمية او نتيجة حقيقية لهذه الامة، نحن نتمنى ان يكون هناك حوار بين العالم الاسلامي، نحن نتمنى ان تعود العلاقات المصرية الايرانية مرة اخرى، لانه هذا مضاد لكل طبائع الاشياء، لا يمكن ابداً دولة مثل مصر تتجاهل دولة مثل ايران او دولة مثل ايران تتجاهل، لابد ان يعود اللحمة للعالم الاسلامي مرة اخرى لان التحديات تحديات عظيمة جداً جداً جدا، اما حالة التشرذم والتفرق ثم بعد ذلك نزعم اننا سنتحاور مع الشرق او مع الغرب هذا كلام هراء وهذا كلام غير مجد يجب علينا ان نعضد البيت الداخلي ونعزز العلاقات العربية والاسلامية في المنطقة حتى تقوى هذه المنطقة وحتى تستطيع هذه المنطقة ان تقوم بدورها وتحمي حدودها وتحمي كيانها وتحمي امنها وتحمي استقرارها، الآن كما ترون يعني نحن حتى البحر الاحمر، الآن قناة السويس مهددة بالاغلاق وكل هذا فشل في السياسة الخارجية المصرية التي لم تعد ترى الا موطئ اقدامها الآن.
سالم جاري: احسنتم شكراً جزيلاً لكم، كان معنا من مدينة قم المقدسة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي، الكاتب الاسلامي والأستاذ في الحوزة العلمية، وكان معنا من بيروت سماحة الشيخ ماهر حمود، الباحث والكاتب الاسلامي اللبناني، وكان معنا من لندن فضيلة الدكتور اسامة رشدي الناشط والصحفي المصري شكراً جزيلاً لهم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
تعليقات الزوار