أجرى الحوار: سالم جاري

 

الضيوف: الشيخ محمد مهدي التسخيري الباحث والكاتب الاسلامي من ايران

 

والدكتور محمد حبش الباحث والكاتب الاسلامي من سوريا 

 

سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ صدق الله العلي العظيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته عنوان حوارنا في مرفأ الحوار هو: القيادة الاسلامية ووحدة الامة. لقد أراد الله تبارك وتعالى وبما أمر به نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله) أن يقرر للمسلمين في يوم غدير خم تلكم الوحدة المنشودة التي فيها رص الصفوف وتوحيد الكلمة وجمع المسلمين تحت قيادة حكيمة تسير بهم نحو شاطئ الأمان فأعلن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مبدأ الولاية ومبدأ الحكم الاسلامي الذي لا يدع مجالا للفرقة ولا يدع مجالا للاختلاف وعلى المسلمين ان يتنبهوا الى المخاطر المحدقة بهم يمينا وشمالا من هنا ومن هناك كلما رأت ان المسلمين قد صفا الجو بينهم شيئاً فشيئاً حاولت اثارة فتنة هنا او هناك بهذه المفاهيم وغيرها جاء خطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي (حفظه الله تعالى) بمناسبة يوم الغدير الاغر حيث أكد على ضرورة الوحدة الاسلامية وضرورة التنبه والحذر الشديد من المخاطر المحدقة بالمسلمين ومن الفتن التي يكيدها لهم اعداء الاسلام, هذه المحاور وغيرها سأبحثها مع ضيفينا الكريمين.

 

سالم جاري: سماحة الشيخ محمد مهدي التسخيري، على الرغم من فشل المحاولات التي يحاولها الاستكبار العالمي للنيل من وحدة المسلمين نلاحظ انه مصر على اثارة الفتن وتكرار هذه المحاولات لعله يظفر في احداها فيحقق الحلم المنشود وهو تمزيق وحدة المسلمين والقضاء على الاسلام الذي يراه خطرا محدقا به وخطراً حقيقياً عليه، من هنا جاء خطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله تعالى) بهذا التحذير، كيف تقرؤون ذلك.

 

الشيخ محمد مهدي التسخيري: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية تحية لكم ولجميع المؤمنين الاعزاء ونرجو من الله العلي القدير ان يوفقكم وإيانا لكل خير. في الواقع كما تفضلتم الاستكبار العالمي لا يمكن له ان يغفل عن العالم الاسلامي، يعني يرى الاستكبار ان حياته مهددة بوجود الوعي الاسلامي وبوجود الصحوة الاسلامية التي اخذت تتنامى شيئاً فشيئاً خاصة بعد انتصار الثورة الاسلامية، هذا الامر يسبب ان يتحرك الاستكبار بمختلف محاولاته كما لاحظنا اولا يستخدم كل الوسائل الاعلامية وكل الاساليب الملتوية لضرب هذه الصحوة، تارة يقوم بإشعال فتن على نحو حروب بين البلدان الاسلامية وكما لاحظنا في بداية انتصار الثورة الاسلامية الحرب التي اشعلها الاستكبار على يد احد جلاوزته ودامت ثمان سنوات واستشهد وقتل فيها مئات الآلاف عندما لم يصل الى نتيجة في هذا الوضع يدخل الى محور ثاني، خوّف العالم من خارج العالم الاسلامي بظاهرة اسلام فوبيا تخويف العالم من الاسلام ومن المسلمين وإعطاء صورة للعالم الغربي او للعالم كله خارج العالم الاسلامي بأن الاسلام هو دين ارهاب اي يترجم الجهاد الذي هو حق طبيعي لكل انسان في كل بلد والمقاومة التي هي حق طبيعي لكل انسان عندما يغزا وعندما تغتصب حقوقه، يصوّر هذا التصوير بحيث يجعل من الاسلام هو بؤرة للإرهاب الذي يسعى لكي يغزو العالم الانساني ويستخدم مختلف الاساليب سواء الفنانين او العلماء والمفكرين وأيضاً استخدم الطرق الاعلامية التي تخوف العالم الانساني من العالم الاسلامي، عندما ايضاً لم يصل الى نتيجة يدخل الى قلب العالم الاسلامي لكي يمزق هذه الامة الاسلامية، تارة يسعى بتخويف شيعي يعني يخوف العالم من الشيعة، وأخرى يخوف العالم الشيعي من العالم السني، وهذه الاساليب هي قديمة حديثة يعني جربها بأساليب مختلفة تارة الاستعمار البريطاني واليوم الاستكبار العالمي بزعامة الاستعمار الامريكي الذي غزا البلدان الاسلامية بسهولة والعالم لا ينظر الى هذا الشيء، هذه الاساليب التفرق التمزق هي اكبر آفة واخطر اسلوب استخدمه الاستكبار لضرب العالم الاسلامي، والإمام القائد الخامنئي يشير في هذا الخطاب ويؤكد على هذه النقطة لكي ينتبه العالم الاسلامي الى اخطر اسلوب يستخدمه وآخر حربه عندما يخسر كل الاساليب التي يمكن من خلالها ان يطيح بالعالم الاسلامي يتمسك بهذا الاسلوب، نعرف نحن ان كثير من الناس لا يعرف الآخر قلة المعلومات او عدم الاطلاع على الآخرين وهناك ايادي تأتي باسم الدفاع عن التشيع او باسم الدفاع عن التسنن وهو ما يشير اليه الإمام القائد عندما يشير الى يقول: نحن نعلم بأنه توجد هناك مؤسسات تدعم بالمال لكي تطبع بعض الكتب لتهين الشيعة باسم السنّة وأيضاً لتطبع بعض الكتب لتهين السنّة باسم التشيع، في الواقع لا هم احباء للسنّة ولا احباء للشيعة هم اعداء الامة الاسلامية برمتها، هذه الاساليب والإمام الخامنئي يقول نحن نعلم بوجود هذه المؤسسات، هناك ايادي تتحرك من خلالها. انا كنت اطالع تقرير للجنة اعلامية تتبع الوزارة الخارجية الامريكية وهي تدعم الصحافة العالمية او بتعبيرها تدعم الصحافة الحرة، تقول هناك دعم مالي سنوياً مئة مليون دولار لهذه الصحافة وهناك دعم دولي ايضاً ما يقارب المئتين مليون دولار، هذا ما يصرحون به، هو في الواقع هذه الصحافة الحرة التي يقول هي حرة بمنطق هؤلاء وإلا اين هذه الصحافة الحرة عندما غزا الكيان الصهيوني بكل ما يحمل من قوة ومن اسلحة ومن قنابل لبلد صغير ومجاور له لبنان غزاه في جميع اموره في الاقتصاديات في الشؤون الحياتية في البنى التحتية غزا بالقنابل الاطفال والشيوخ، لا توجد هنا صحافة حرة لان هؤلاء بمنطق هؤلاء الاستكباريين هؤلاء يعتبرون ارهابيين او عندما يقتّل الشعب الفلسطيني في ارض غزة ويحاصر اقتصادياً وبالغذاء والدواء العالم الحر والجمعيات التي تدافع عن حقوق الانسان.

 

سالم جاري: يرون ان الكيان الصهيوني يدافع عن نفسه، احسنتم سماحة الشيخ نقف عند هذه النقطة ثم نعود لمواصلة الحديث معكم، شكراً جزيلاً لكم، دعني انتقل الى الدكتور محمد حبش، السلام عليكم فضيلة الدكتور.

 

الدكتور محمد حبش: وعليكم السلام ورحمة الله.

 

سالم جاري: حياكم الله، الملاحظ ان الاستكبار العالمي وأعداء المسلمين كما تفضل قبل قليل سماحة الشيخ قد استعمل وجرّب الوسائل المختلفة ومنها لجأ الى الافلام السينمائية الى الصور الكاريكاتيرية الى غير ذلك وهو يعمل جاهدا لعله يظفر بتمزيق وحدة المسلمين وخلق العداوة الحقيقية والحرب الطائفية والفتن والنعرات بينهم، كيف ينظر علماء الاسلام ومفكرو الاسلام الى هذا الخطر وما الذي اعدوه لمواجهته.

 

الدكتور محمد حبش: شكراً وأحييك واحيي الاخ الغالي الاستاذ مهدي التسخيري. في الواقع الحديث عن تآمر قوى ومؤسسات على الاسلام موضوع مؤكد ولا يوجد مبرر لان نكون ساذجين ونقول لا يوجد تآمر، يوجد تآمر نعم وهناك بالفعل منظمات معنية بالتحريش بين المسلمين، ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال يوم خطبة الوداع: ان الشيطان قد يئس ان يعبد في جزيرة العرب ولكنه لم ييأس ان يحرش بينكم فارقبوا كيد الشيطان فيما تحقرون من صغائر اعمالكم لان الشيطان يدب في الانسان دبيب النمل، لكن كل حديثنا عن هذه القوى الاستكبارية من شياطين الانس والجن لا ينبغي ان يشغلنا عن الحديث عن المسؤولية الكبرى التي نتحملها نحن، نحن الذين نزعم اننا نقود الشارع الاسلامي في مختلف العواصم الاسلامية لدينا مسؤولية كبرى في حماية وحدة الامة، ولدينا مسؤولية كبرى في التصدي لهذه الهالات التي يمكن ان تشتت وحدتنا وان تسيء الى جماعتنا وان تجعل وحدتنا أثراً بعد عين، لذلك انا اطالب الآن علماء الامة بالتحرك لمناقشة ومعالجة هذا اللون من الشتات، الشتات والفرقة بين ابناء الامة الاسلامية ليست فقط اشياء تبثها امريكا وبريطانيا ودول الاستكبار هناك اشياء نبثها نحن وأشياء ندرسها لأبنائنا ونعلمها في مدارسنا، يجب ان نمتلك الجرأة لنعود الى ما تعلمناه، قبل سنوات كان لدينا مؤتمر مهم للتقريب في لبنان وتحدث احد العلماء بكلام مهم، وقلت آنذاك المؤتمر ليس هنا، المؤتمر عندما نعود نحن الى حوزاتنا ومعاهدنا ومساجدنا وحلقاتنا، لقد اصبحنا نتقن التصور أمام الكاميرا ونحن مبتسمون، لقد اصبحنا نجيد المعانقة الحارة والمصافحة الحميمة الدافئة ونجيد من كلمات المجاملة ما نبدو به أمام العالم بأننا متفقون وإننا سمن وسكر وعسل ولكن المؤتمر عندما نعود الى قواعدنا عندما نرجع الى تلامذتنا لنعلمهم ثقافة الوحدة هذه المرة وكل فكرة يمكن ان تشرخ الامة الى شرخين لا بارك الله بها ولو كان اباؤنا يعدونها من الثوابت، ولو كان اجدادنا يعتبرونها من اصول المذهب، الآن اصل المذهب وثوابت الدين هي وحدة الامة، ثوابت الدين هي ان نقدم خطابا لا يختلف فيه مسلمان، كنا في الماضي نجيد الخطاب المزدوج نحضر في المؤتمرات ونقدم خطابا تصالحيا خطابا احتراميا خطابا اتفاقيا ثم نعود الى قواعدنا ونقول لقد حدثناهم بذلك ولكن علينا نحن ان نعرف الحقيقة، اليوم لم يعد بالإمكان تقديم خطابين مع ان هذا الموقف غير اخلاقي ولكنه اصبح الآن حتى غير ممكن ليس فقط غير اخلاقي وإنما غير ممكن، لان الانترنيت يطاردنا في كل مكان والكاميرات تطاردنا في كل مكان ونقل المعلومة اصبح الآن اسرع من زمن سليمان في بساط الريح اصبح كل شيء الآن تحت الشمس لذلك اذا اردنا ان نحترم وحدتنا الاسلامية فعلينا ان نحترم انفسنا هذه دعوة لمطالبة كل الذين يشرفون على التعليم الديني خصوصا في المعاهد الشرعية، في المدارس الاسلامية، في حلقات القرآن، في كليات الشريعة في كليات اصول الدين، دعو هذا الجدل فقط لكلية التاريخ، دعو كلية التأريخ تحكي ما حصل ولكن كلية الشريعة يجب ان تكون معنية بوحدة الامة، كلية اصول الدين يجب ان تكون معنية بوحدة الامة وثوابت الاسلام ليست تلك التي ورثناها عن ابائنا، ثوابت الاسلام وان هذه امتكم امة واحدة، ثوابت الاسلام كل ما يجمع هذه الامة ونواقض الاسلام كل ما يفرقها، كل ما يبطل وحدتها، كل ما يعود على جماعتها بالضرر والريبة، احيانا موقف فقهي سمعناه من آبائنا ورويناه عن اجدادنا وهو مدلل بعشرات الاحاديث ولكنه في هذه اللحظة مسيء لوحدة الامة الاسلامية لماذا لا نقف منه موقفا جريئاً ونناقش حتى آباءنا وأسلافنا على سبيل المثال هناك روايات كثيرة عندنا تتحدث عن ابي طالب وان هذا الرجل لم يسلم وانه مات على ملة عبد المطلب هناك روايات حتى في البخاري وفي مسلم تشير الى ان الرجل في النار، ان هذا يبدو لكثير من اصدقائنا من الثوابت لأننا ورثناه عن آبائنا ولان آباءنا رجحوا هذه الاحاديث وقووها وتحدثوا عن اسنادها وهي مروية بإسناد صحيح في هذه اللحظة ثوابت الامة هي ان يرد مثل هذا الفهم لان ابا طالب هو رمز عظيم لطائفة كبيرة من ابناء محمد وعلينا ان نحترم اختيارهم، وإذا كان في التأريخ من له رأي سوء في ابي طالب فيجب ان يطمس هذا الرأي الآن نحن في كلية الشريعة في كلية اصول الدين يجب ان نقاوم هذا الرأي وان نبطله وان نثبت بطلانه اكراما لعين سيدنا محمد، اكراما لوحدة الامة يجب ان نتحدث بإثبات بطلان مثل هذه النصوص التي وضعت لأهداف سياسية لتدمير الامة بدوافع الصراع بين الامويين والطالبيين، بين العباسيين والطالبيين، اصبحنا الآن في عصر آخر كانوا يتنازعون على الخلافة، الآن الخلافة صارت مع بوش والإمارة صارت مع رامسفيلد ولاية العهد صارت لديك تشيني ما صفا لنا شيء نحن، لذلك اذا اردنا ان نتحدث عن ثوابت الاسلام الكبرى فثابته الاكبر هو وحدة الامة، وكليات الشريعة مأمورة بالمواجهة مع التأريخ، فاترك كليات التأريخ تروي في اطار النصوص والسرد تروي ما تشاء ولكن نحن في كليات الدعوة والشريعة وأصول الدين مأمورون ان نواجه كل نص يفرق الامة، هذا النص لم تكتبه امريكا ولم تكتبه اسرائيل ولا بريطانيا نحن كتبناه اباؤنا حرروه، اباؤنا طبعوه والآن نحن ننشره اذا لم نمتلك الجرأة ان نقف في هذا الهوان والضلال التأريخي فاعتقد انه لن ينفعنا بشيء ان نتحدث عن تآمر الغرب على الاسلام لأننا نحن من يتآمر على الاسلام.

 

سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً لكم دكتور سأعود اليكم. دعني انتقل مرة اخرى الى سماحة الشيخ الدكتور محمد مهدي التسخيري، طيب سماحة الشيخ الآن قبل ان اعود اليكم فقط اخبر السادة المشاهدين الكرام بأننا نستقبل ان شاء الله تعالى في حلقة اليوم ما لديهم من اتصالات ومساهمات لإثراء حلقة اليوم وهي من الحلقات المهمة الواقع التي تهمنا كما تفضل الدكتور وتفضلتم تتعلق بمصير الامة ووحدة الكلمة، الآن لنكن صريحين اكثر فضيلة الدكتور طرح قضية مهمة، قال اذا كنا نريد الوحدة فعلينا ان نغض النظر (هذا معنى كلامه) او لنطمس بعض الامور وان كنا مقتنعين بها وان كنا نراها انها مثلاً قد وردت فيما نؤمن به ونعتقد به هل يوجد طرح قريب من هذا ولكن يكون بديلاً بمعنى انني بوصفي الآن شيعيا لا الزم اخي الكريم في المذهب الآخر بأن يتنازل عن ثوابته ولكن فقط اطالبه بأن يحترم مذهبي، انا مذهبي يرى ان اهل البيت (صلوات الله عليهم) اسوة بالأنبياء السابقين هم افضل من غيرهم كما ان آل ابراهيم (صلوات الله عليه وعليهم) هم افضل من اصحاب ابراهيم وهكذا لسائر الانبياء فلماذا فقط آل محمد يكون عليهم خلاف مع اننا ملزمون بالصلاة نقول اللهم صل على محمد وآل محمد او وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وهذه بحد ذاتها من شأنها ان توحد المسلمين، لماذا؟ لان الجميع ملزمون في الصلاة ان يقولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، فانا مقتنع بعقائدي الخاصة ولكن فقط اطالب اخي الكريم من المذاهب الاخرى بأن يحترم وجهة نظري وأنا اوضح بكل صراحة ولا اسيء اليه وبالمقابل هو لا يلزمني بأن اتنازل عن ثوابتي ولكن يطالبني باحترام وجهة نظره وعقائده وبالتالي نكون قد اقتربنا اكثر ما رأيكم في هذه النقطة.

 

فضيلة الشيخ محمد مهدي التسخيري: بداية اوجه التحية للأستاذ الدكتور محمد حبش صديقنا وعزيزنا الكريم، الذي اشار اليه الدكتور هو في الواقع حديثنا ايضاً، هو حديث القلب، حديث كل مسلم يتألم عندما يرى الوضع المأساوي الذي يعم العالم الاسلامي، وهو هكذا كما يقول، يعني هو اشار الى نقطة لم يتطرق الى ان الانسان يتنازل عن مبادئه وعن اعتقاداته نحن عندما نتحدث عن تقريب بين المذاهب الاسلامية لابد لكل انسان ان يتحرك بشكل معتدل منطقي عقلاني بالنسبة الى ما يعتقد به بالنسبة الى ما يؤمن به التقريب بين المذاهب والحديث حول الوحدة ليس بمعنى ان اترك اعتقاداتي وهو لا يقول هكذا الدكتور محمد يشير الى شيء وهو انه لابد ان نجعل القضايا التي يبحث فيها التاريخ نجعلها في مجالاتها الخاصة لا تطرح على الساحة العامة، وحدة الامة الاسلامية امر ضروري يعني عصارة الحياة كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، عصارة الحياة هي هذه ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ قوانين نبوية رسالية توحيد الكلمة، عبادة الله، ومقاومة الظلم والاستكبار، هذه موجودة في كل الديانات، عندما نتحدث عن الوحدة الاسلامية باعتبار هناك توجد اقوال توجد احاديث وصلتنا من التأريخ.

 

سالم جاري: فلتكن منكم امة، الله امرنا بتكوين هذه الامة.

 

الشيخ محمد مهدي التسخيري: هذه الامة الواحدة، يعني توجد لدينا احاديث وتوجد لدينا اقاويل قد لم تكن مؤكدة عندنا او قد تكون مؤكدة عندنا وعند الغير، لكن عندما نطرحها تسبب الخلاف تمزق الامة الاسلامية ليس نحن مكلفون بأن نبث هذه الامور او نقف عليها لكي نحرك الطرف الآخر، انا بالنسبة لاعتقادي اعتقادي محترم وافتخر ان اكون في هذا المجال في هذا المذهب او هو يكون في ذلك المذهب لكن ان اطرح امور تشن الفرقة تشن التمزق تشتت الامة هذا امر غير مرغوب، وهذا الذي يشير اليه الدكتور حبش، لابد ان نتعلم كيف نتحاور، هذه الليلة هي ليلة المباهلة بالصدفة ان الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) عندما جاؤوا نصارى نجران عندما جاؤوا اليه ودخلوا الى المسجد وصلوا فيه اعترض بعض الاصحاب كيف تسمح، قال اتركوهم فليعملوا ما يعملوا، ثم دعاهم تعالوا ندع ابناءنا وأبناؤكم ونساءنا ونساؤكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين، يعني الرسول علمنا كيف نتحاور مع الآخرين الذين هم في الطرف الآخر هم كفار فكيف بيننا ونحن من المسلمين، لابد ان نتعلم كيف ان نتحاور ونقول الذي عندنا ويقولون الذين عندهم ولكن هناك امور لابد ان تبحث في المجال الخاص لابد ان تبحث في مجالاتها العلمية الخاصة الاكاديمية الخاصة وليس مجالها الشارع وهناك نقطة اساسية اشار اليها الدكتور محمد وهو انه فلنبتعد عن الكثير من القضايا التي تجر بنا الى تمزق الامة الاسلامية، ولا نكتفي بالخطابات الرنانة في المؤتمرات ونرفع شعارات الوحدة ونرفع آيات الوحدة وأحاديث الوحدة لكن عندما نرجع الى انفسنا ونختلي بأنفسنا ومجتمعاتنا لن نتكلم في مجتمعنا، هذا الذي هو مرفوض ونحن ايضاً نرفضه.

 

سالم جاري: احسنتم كثيرا وطبعاً هذا من عقائدنا الإمام علي (صلوات الله عليه) قال: لأسالمن ما سلمت امور المسلمين، اذن قضية المسلمين مادام هي هدف الهي وهدف نبوي وهدف اهل البيت (صلوات الله عليهم) فلماذا نمتنع من تلبية هذا النداء، دعني آخذ هذا الاتصال قبل ان اعود الى الدكتور محمد حبش، معنا الاخ مهدي تفضلوا.

 

المتصل الاخ مهدي من فرنسا: السلام عليكم.

 

سالم جاري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

المتصل الاخ مهدي من فرنسا: اخي العزيز طبعاً سماحة الدكتور كفى ووفى لكن هنالك بعض النقاط يعني هناك ناس يشاهدون هذه البرامج لكن مجرد ساعات يعني فقط يتحمس لهذا الموضوع وبعد انتهاء البرنامج ينسى كل شيء، يعني مسألة هذه البرامج لو تكثف، فهناك الكثير من المسلمين هناك الكثير من المذاهب يريدون هكذا برامج، ونسأل الله ورسوله بالدعاء نسأل الله ورسوله ان يجمع شمل المسلمين.

 

سالم جاري: احسنتم شكراً جزيلاً لكم، حياكم الله. معنا اتصال من الاخ محمد من السعودية تفضلوا.

 

المتصل الاخ محمد من السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

سالم جاري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

المتصل الاخ محمد من السعودية: هذا الموضوع الذي تطرحونه الآن هو موضوع مهم وجدير بالإشادة ولكن اذا رجعنا الى الاسس والى آل البيت (عليهم الصلاة والسلام) ومن كان معهم من الصحابة فإنهم في بداية ظهور الاسلام تآزروا وتآخوا ولم تكن بينهم هذه الخلافات التي مزقت الامة وكفّر بعضهم بعضا ولم يؤد تفضيل بعض المسلمين لبعضهم الآخر على البعض الآخر الى تكفير وتنافر فكانوا جميعاً في خدمة الاسلام والمسلمين وفي نشر الاسلام والجهاد ضد اعدائه حتى ظهر الينا، فلماذا نختلف نحن على الحق الذي كانوا يرونه هذا ما اردت ان يركز عليه المتحاورون والسلام عليكم.

 

سالم جاري: حياكم الله، شكراً جزيلاً لكم، ايضاً سأطلب من الضيفين التعليق على ما تفضلت به انت والأخ مهدي من فرنسا، شكراً جزيلاً لكما، دعني اعود سماحة الشيخ مرة اخرى الى فضيلة الدكتور محمد حبش، فضيلة الدكتور تحية لكم مجددا ونعم ما فعلتم وهذه الاشارة الطيبة التي من شأنها تجعل هذا الكلام ان يتحول الى واقع ملموس والى تطبيق عملي لأنه القرآن الكريم قد نهانا عن ذلك فقال ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ اذن فضيلة الدكتور كما تفضلتم هل ترون ان حجب وإزالة كثير من القضايا المختلف عليها والتي كانت ربما بعضها مشبوه من شأنه فقط تمزيق وحدة المسلمين هل ترون حجب هذا وحده كافيا لتحقيق هذه الوحدة ام ان هناك امورا اخرى يجب على العلماء وعلى المفكرين وعلى المسلمين عموما العمل بها.

 

فضيلة الدكتور محمد حبش: انا اطالب على الاقل في مناهجنا التعليمية ليس فقط الحجب بل المواجهة مع هذه الافكار عندما نضع الاولوية هي وحدة الامة والأولوية هي انتصار المسلمين فلابد ان نواجه افكارا كهذه بشجاعة وبجرأة وان نقول فيها كلمتنا، لا يصح ان نرويها على انها خيار الاولين ثم نتفرج عليها، انا من اكثر الناس معرفة بما يوجد في مناهجنا التعليمية، وأنا اقول ان الشارع الاسلامي متنور ومتسامح اكثر حتى من قياداته الدينية، وقياداته الدينية الآن هي اكثر تنورا وتسامحا من مناهجه التعليمية، يعني الشارع في المقدمة الطبقة القيادية في الوسط النص التعليمي في الخلف، انا اعلم ماذا يوجد في هذه النصوص التعليمية وإذا كنا نجبن عن مواجهتها فنحن لا شك اننا سنواجه مزيدا من الكوارث يعني على سبيل المثال دعني اضرب لك مثالا ربما مشتركا، الآن نحن في ثقافتنا ندرس مثلاً تارك الصلاة يقتل، العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، قد يكون هذا القول مؤيدا بالحجج والبراهين من كلام عدد كبير من الاسلاف ولكن هذا الكلام في عصرنا هذا ماذا يخلق ماذا ينتج، هذا الكلام سينتج طالبان، هذا الكلام سينتج تيارات تكفيرية لا ترى في الآخر الا كافرا، عندما نروي نحن في مناهجنا التعليمية انا ادرس النص الذي يذكر بالحرف انه اجمعت الامة على ان تارك الصلاة يقتل، طيب كيف انا اريد ان اصدر حكم بقتل نصف الشعب المصري ونصف الشعب السوري ونصف الشعب الاردني كيف يمكن ان اصدر قرارا بهذا وان اترك الناس حتى ان السلف نص عدد منهم على انه وان قتل هذا العاصي من اختصاص الإمام، لكن لو قتله رجل من الناس فانه لا يحاسب بل يعذر، قتل نفس هذا ما يجري الآن يا اخواني عندما يخرج التكفيريون الآن مسلحين بفتاوى جاهزة نحن علمناهم هذه الفتاوى، نحن اعطيناهم هذه الفتاوى لم نناقشها لم نواجهها رويناها لهم على انها خيارات الاولين، يا سيدي ما اذكره وأنا ارجو ان يضيف اليّ الاستاذ مهدي مما نتعلمه ايضاً في النصوص في الطائفتين، نحن مثلاً الآن نخوض مواجهة نحن في مركز الدراسات الاسلامية نخوض مواجهة من اجل اصلاح احكام الردة، من هو المرتد الذي يقتل، هو الانسان الذي ترك الامة ولحق بعدوها وباع اسرارها لعدوها هذا هو المرتد في شرائع الارض وشرائع السماء لكن نحن حولنا الردة الى من قال كذا في العرش، من قال كذا في الفرش، من قال كذا في اللوح، قرأت مؤخرا تفاصيل عن الردة مذهلة، مثلاً من نظر الى امرأة وهو يستحل هذا النظر يعتبر مرتدا ويقتل، من ترك الصلاة يعتبر مرتدا ويقتل، مثل هذه الفتاوى على كم انسان ستنطبق في مجتمعاتنا الاسلامية، هل نبسط السيف في هذه الامة من اجل ان عددا من الفقهاء في الماضي قالوا هذا ام نواجه هذا الخيار الفقهي، ما اطالب به انا مسرور انني في قناة الكوثر وهذه القناة تسمح لنا بهامش من الحرية لنتحدث تماما عن مشاكلنا، نحن مشاكلنا موجودة في نصوصنا التعليمية وما لم نواجهها كيف ننتمي الى دين يقول ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ ثم نعلم ابناءنا من استحل الموسيقى فقد كفر، من استحل النظر الى المرأة فقد كفر، من ترك الصلاة فقد كفر، بهذه الصيغ نحن ندعو الناس الى ان يقتل بعضهم بعضا مع اننا نعلم في صفحة اخرى ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾، نعلم في صفحة اخرى من قال لا إله إلا الله فقد عصم نفسه وماله ودمه، طيب كيف يمكن تفسير هذا التناقض، هل اكتفي بان اقول انا اروي في السياق التأريخي وهذا ما كتبه الاولون، يعني قبل شهور دخلت مسجد الزهراء وجدت شخص طبع مطبوعة وعلقها على المسجد بعنوان نواقض الاسلام العشرة، خير ان شاء الله، نظرت في هذه النواقض العشرة رأيتها مستقاة من كتاب الشيخ ابن تيمية، بدأت اقرأ هذه النواقض العشرة التي قدمها ابن تيمية بان من فعل واحدة منها فقد كفر وارتد وحل دمه وماله بإجماع المسلمين، رأيت منها مثلاً من زار قبرا فاستغاث به وهو يعتقده فقد كفر كفراً اكبر، رأيت منها من احتكم الى قانون وضعي فقد كفر كفراً اكبر ولو اعتقد ان الشريعة اعظم، اذا طبقنا هذه القواعد الآن على شعب مثل شعب سوريا كله شعب مؤمن ولكن هذه مسائل يعدها خلافية يعدها مسائل ثانوية، سنجد ان هذا الشعب اذا انحكم بردته واننا دخلنا في عموم الردة ولم يبق إلا ان نلبس الاحزمة الناسفة ونقيم حكم الله في هذا الشارع الذي اختار غير شريعة له، يجب ان نواجه هذا الماضي، هذه المواجهة ستكون مواجهة علمية غير طائفية لان هذا المرض موجود عند السنّة وموجود عند الشيعة مثل هذه الفتاوى التي يتبرع فيها مفتوها بتكفير الناس وإخراجهم من الملة والتحريض على قتلهم وهدر دمائهم موجودة هنا وموجودة هنا نحن مطلوب منا ان نواجه هذه الحقيقة ومطلوب منا ان نقاوم وان نناقش تأريخنا لان الاولوية هي لوحدة الامة الاسلامية مع الاحترام للذين قالوا هذه الآراء ولكنها لا تصلح ويجب مواجهتها وعندما تروى في كتبنا يجب ان نبذل كل الجهد في مناقشتها في ثوابت القرآن وهي عصمة دم المسلم وعصمة دم المؤمن، انا ادعو زملائي الذين يعملون في حقل التعليم الديني في الكليات في المدارس الشرعية ان يعودوا الى هذه المسائل بالذات باب الردة، عندما تدرس باب الردة سواء في مصدر سني او في مصدر شيعي ستجد ان المشكلة في النص الفقهي يا جماعة دعونا نكون صادقين وصريحين المشكلة في النص الفقهي وليس في النص الامريكي فقط، النص الامريكي يأتي بطائرات ويقتل، والنص الاسرائيلي يمارس الغدر لكن نصنا نحن احيانا عندما نجبن عن التصحيح عندما نجبن عند التجديد عندما نجبن عن ان نواجه الوثائق التأريخية بعين العقل وعين البصيرة وعين مصلحة الامة فاننا عند ذلك في الواقع نكون جزءا من شتات الامة وليس جزءا من وحدتها.

 

سالم جاري: احسنتم كثيراً، جزاكم الله تعالى خيرا، سماحة الشيخ اذا كان لديكم تعليق على ما تفضل به الدكتور ايضا وأيضاً اريد من جنابكم ان تعرجوا على نقطة مهمة من حوارنا وهي تتعلق بخطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله تعالى) حيث أكد على معظم هذه المفاهيم التي تفضلتما بذكرها ولاسيما محاولة وئد هذه الفتن التي من مبتدئها التي يحاول الاستكبار والاستعمار بثها ونشرها في صفوف المسلمين والذي يؤكد هذا ان الذين يروجون لهذه الفتن لا شأن لهم بالإسلام كما تفضلتما بل لا علم لهم بالإسلام اصلا وبنصوص الاسلام وأحكام الاسلام ولكنهم فقط اصبحوا سوقاً للأسف الشديد لترويج بضاعة الاستكبار.

 

الشيخ محمد مهدي التسخيري: هناك نقطة اساسية اشار اليها الدكتور وهو مع الاسف الشديد هناك ظاهرة في عالمنا المعاصر انه فسح المجال لكثير من العناصر التي لا تحمل خلفيات الافتاء ولا تحمل شروط الافتاء وليست لديها معلومات كافية بالنصوص القرآنية وحتى السنّة النبوية وتتصدى للإفتاء وتتزعم مجاميع مختلفة ولديها مريدين ومحبين وأتباع وهؤلاء اصبحوا الواجهة في عالمنا المعاصر في العالم الاسلامي المعاصر أمام العالم، لابد كما هناك تأكيد من قبل علماء المصلحين في عالمنا الاسلامي ان توضع هذه الظواهر بنصب العين وتدرس وتفهم للعالم الاسلامي، المسلمون لابد ان يعرفوا ليس كل من وضع العمامة او طول ذقنه اصبح من المفتين هناك شروط لكي يصل الانسان الى هذه الدرجة، شروط علمية شروط اخلاقية، معرفته بالسنّة والقرآن والقواعد والأصول والعلوم المختلفة لكي يستطيع ان يستنبط حكم الله من الكتاب والسنّة، مع الاسف هناك في بعض المذاهب هذا الباب مفتوح غير مبرمج فلهذا نلاحظ ان التكفير منتشر بمجرد اي غلطة بمجرد اي خطأ بمجرد أي تساؤل في تطبيقه يحكم عليه بالكفر، هذا الامر موجود مع الاسف في كثير من المذاهب الاسلامية لابد ان تكون هناك محاسبة كما تفضل الدكتور هناك نصوص وهناك دروس تدرس ايضاً وهناك عدم تنسيق بين المؤسسات العلمية في عالمنا الاسلامية هناك من يحلل شيء والطرف الآخر يكفر نفسه، يحرّم نفس الشيء، هناك من يكفّر وهناك من يصحح هذا التكفير، اشار الى موضوع اساسي وهو قضية الردة هذا بحث اجتهادي علمي واليوم الآن كثير من العلماء وصلوا الى هذه النتيجة انه حتى حكم المرتد يرجع الى الحاكم الفقيه ليس كل حاكم، الحاكم الذي يشير اليه الإمام القائد عندما يصف امير المؤمنين (سلام الله عليه) الإمام علي بالإيمان والصبر والجهاد والتقوى والعلم والفقه والدفاع عن وحدة الامة الاسلامية والاهتمام بمصالح المؤمنين والمسلمين هذا النموذج الذي يقود المجتمع الاسلامي يعني الفقيه الذي باستطاعته ان يستنبط الحكم الاسلامي هو الذي اذا اصبح حاكما يمكن ان يحكم على المرتد او لا يحكم، حتى القصاص لا يجوز لإنسان الذي هو من حقه ان يقتص ان يقتص بدون اذن الحاكم ويحاكم على هذا العمل مع انه حقه، لكن هو لا يحق له لان تعم التشتت والبلوى.

 

سالم جاري: اذا فتح الباب على مصراعيه يقتل الانسان بالشبهة.

 

الشيخ محمد مهدي التسخيري: الخطاب الذي كان للإمام القائد يؤشر الى هذه النقاط، ان اهم شيء في المجتمع ان نبحث عن كل اسلوب يوحد هذه الامة الاسلامية ويرشد هذه الامة الاسلامية، يعني قضية تعليم قضية الاعلام قضية فتح الابواب، هذه القنوات الاعلامية الموجودة في العالم بيد من، من يتحكم بها، هذا المفتي الذي يطلع على هذا التلفزيون يصدر هكذا فتاوى ويحلل دماء المسلمين من أي طائفة كان، من يسمح له من الذي لابد ان يقف أمامه، هذا المفتي الذي يقف أمام المقاومة الاسلامية ويعتبر الدفاع عن اسرائيل في المقاومة الاسلامية في لبنان جائز، يعتبر ان عمل المقاومة الاسلامية مغامرة، ويحرم الدعاء لهم، مع الاسف توجد هناك عقول الى هذا المستوى، لابد ان نبحث عن اسلوب معيّن نبحث عن طريقة معينة نبحث عن قمة فقهية اسلامية معينة بحيث لا تسمح لأي انسان يدعي الفتوى ويصدر هكذا فتاوي التي هي ليست لصالح الامة الاسلامية والتي تجرنا الى التمزق والتشتت بدل ان توحدنا.

 

سالم جاري: احسنتم وكما تفضل فضيلة الدكتور الآن الشارع الاسلامي صار واعياً وربما هو اكثر وعياً من بعض ما يتصدون لهذه الفتاوى احسنتم.

 

الشيخ محمد مهدي التسخيري: وهذا ما يشير اليه القائد يقول بأن الوعي واليقظة هي الصفة الوحيدة التي يمكن ان يتحلى بها المجتمع الاسلامي ليقف أمام المؤامرات الخارجية نحن لا نقول مؤامرات الاستكبار فقط، نحن الذين نسهل الاستكبار لكي ينفذ في اوساطنا.

 

سالم جاري: احسنتم، جزاكم الله خيرا، دعني آخذ هذا الاتصال من الاخت وفاء من الامارات تفضلوا.

 

المتصلة الاخت وفاء من الامارات: السلام عليكم.

 

سالم جاري: وعليكم السلام ورحمة الله.

 

المتصلة الاخت وفاء من الامارات: المفروض الاساليب التي يعمل بها لكي نوحد الامة الاسلامية فانا أرى من هذه الاساليب انه نحن يجب ان نسمع بعضنا البعض...

 

سالم جاري: احسنت وان كان صوت الاخت وفاء ليس واضحا ما الذي فهمتموه وما التعليق على هذا.

 

فضيلة الشيخ الدكتور محمد مهدي التسخيري: نحن نرجع ونؤكد هذه الامور لابد ان تبحث في مجالها الخاص بين العلماء لابد ان نبحث عن قضايا تهم العالم الاسلامي والمجتمع الاسلامي والتي تدعونا لكي نبحث عن الامور التي تهمنا اليوم والتي تقف أمام المشكلات التي وجدت او اوجدوها لنا، هذه الاحاديث تنقل عن رواة في مختلف المذاهب بعضها مقبولة بعضها غير مقبولة، هذه القضايا اعتقد انه لابد ان تدرس في مكانها الخاص الاكاديمي ونبحث عن المجالات التي تثمر في المجتمع الاسلامي وتؤدي على اتفاق الامة بدل ان ندخل في هذه المجالات.

 

سالم جاري: اذن بالعودة الى خطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية (حفظه الله تعالى) قضية التقريب بين المذاهب الاسلامية وجمع وحدة المسلمين، الآن اصبحت كما تفضلتم هي الضرورة الملحة لأنه الآن الاولويات، الآن الاولوية الكبرى للمسلمين جميعاً ومصلحة المسلمين في توحيد كلمتهم ثم بعد ذلك تناقش هذه الامور التي اشرتم اليها فلو بإيجاز حتى انتقل الى فضيلة الدكتور.

 

الشيخ محمد مهدي التسخيري: بالنسبة الى التقريب اريد ان اصحح بعض الافكار التي قد توجد بالمجتمع، البعض يتصور بأن التقريب هو نوع تذويب ان نذوب مذهب في مذهب ما او ان تغليب نغلب مذهب على مذهب ما، او ندمج بين مذهب ومذهب آخر لكي نوجد مذهبا آخرا جديدا الواقع ليس هكذا، التقريب لا يدعو بأن يلغي كل مذهب خصوصياته، كل انسان يحق له ان يتمسك بما يعتقد به، لكن لابد ان نبحث عن المساحات المشتركة فيما بيننا والمساحات المشتركة باعتراف جميع علماء الاسلام تتعدى التسعين بالمئة، نسبة تسعين بالمئة، في جميع المجالات سواء في المجالات الاعتقادية او في مجالات الاحكام والفروع في مجالات الاخلاق في مجالات الاجتماع الاقتصاد عندما تكون هكذا مساحة مشتركة لابد ان نبرز هذه المساحات المشتركة يبقى مجال الاختلاف، الاختلاف امر طبيعي كل لديه دليله الخاص، لديه حديثه الخاص، لديه طريقه الخاص لكي يصل الى هذا الاختلاف، ثم يجلس هؤلاء المفكرون لكي يتناقشوا في المسائل الاختلافية ان وصلوا الى مساحة مشتركة ايضاً وسعوا المساحة الاخرى فبها وإلا فليعذر بعضنا الآخر ونحتوي الرأي الآخر ونحترم مقدسات الآخرين لا نسمح لأنفسنا لكي نهين المقدسات عند الآخرين، هذا الذي يشير اليه الإمام القائد يقول انه لا يمكن بالسب والتهم واللعن ان تجذب الطرف الآخر او تبعده عنك والعكس هو الصحيح، بالمحبة بالإخوة بالصدق بالكلام اللين بالكلام الاسلامي يمكن ان ندخل في قلوب الآخرين ويدخلون في قلوبنا.

 

سالم جاري: فضيلة الشيخ أحسنتم، وهذا الواقع نحن نطبقه المفروض مع غير المسلمين من اهل الديانات الاخرى فكيف بنا ونحن اهل ملة واحدة وقبلة واحدة، دعني اختم مع فضيلة الدكتور محمد حبش، فضيلة الدكتور في حدود اربعة دقائق الكلمة الاخيرة لكم كيف ترون الجهود التي تبذلها الجمهورية الاسلامية وعلى لسان سماحة قائد الثورة الاسلامية (حفظه الله تعالى) وماذا يجب على الدول الاسلامية ايضاً في هذا الخصوص في خصوص توحيد كلمة المسلمين.

 

فضيلة الدكتور محمد حبش: انا اعتقد أن الجهود الآن تتحول الى رتبة الفريضة هي فريضة فيما يتصل بتحقيق وحدة المسلمين، للأسف لم اسمع الحوار الذي جرى خلال الدقائق الاخيرة ولكن سمعت آخر كلام لفضيلة الشيخ مهدي التسخيري وأنا احترم الرأي القائل بأن من حق كل احد ان يحترم خصوصيته وان يحترم ما ذهب اليه علماء مذهبه ولكن يجب ان يكون العنوان هو الحفاظ على الوحدة الاسلامية، عندما يكون من رأي بعض المسلمين ان هذه الطائفة تستحق القتل وهذا من ثوابتنا وهو رأينا ماذا رأيك اذا كان هذا الرأي سيؤدي الى هدر دم اخيك لا بارك الله برأي كهذا، يعني الآن انا ضربت مثالين دعني اضرب لك مثالين المثال الاول ذكرته لك مثال القبور، اذا كان طائفة من المسلمين تعتقد بما ورثته من آبائها وأجدادها وعلمائها وفقهائها ومرجحين مذاهبها ان من يزور القبر ويستغيب به فهو كافر، هل اترك هذا الرأي موجود في فقهي وأقول هذا من خصوصياتنا ويجب ان لا يناقشنا فيه احد، أم اخوض انا كمسلم حريص على وحدة الامة وحريص على جماعة الامة اخوض مواجهة مع هذا اللون من التفكير وأناقشه واثبت بأدلة الشريعة القاطعة ان هذا الموقف موقف خاطئ ويجب ان لا يتعلمه الجيل يجب ان يتعلم الجيل كيف يواجهه،لا يمكنني ان اقول ان هذا خصوصي لرأي احد المذاهب هو يرى ان من يذهب الى القبور كافر يجب قتله فهذا رأيه، ماذا رأيه ممكن يقتلني وبالمقابل ايضاً قد يقول قائل اخي من يرى مثلاً ان من حق او من واجب الامة مثلا ان تشب ناسا من رموز المذاهب او من رموز الائمة ونقول هذه من خصوصياتهم ويجب ان لا نتدخل فيها، كيف لا نتدخل فيها وهي تمس الفريق الآخر في الصميم، اذن هذه المسألة مع وجود فهم ديمقراطي رائع وان نقول لكل أحد خصوصياته ولكن بما لا يمس الآخر، عندما تتعدى الحرية الشخصية مصلحة الامة لا تتحول الى حق عام ولا تبقى في حدود الحرية الشخصية انا اعلم ان هذا الطريق صعب وأنا اعلم ان هذا الطريق ليس سهلا ونحن دفعنا ثمناً غالياً من اجل ان نقول هذا الكلام، وحصدنا سلسلة من الفتاوى من اجل ان نقول هذا الكلام ولكننا بحمد الله لا نزال موجودون بالساحة ونحن نتحدث عن الاسلام كقيمة وحدوية جماعية ولكننا مدعوون ومضطرون لمواجهة التأريخ وللبحث في ركام هذا التاريخ عما يجمع بيننا ومقاومة ما يفرق بيننا، نحن الآن على ابواب القرن الخامس عشر الهجري لقد قطعنا ثلث القرن الخامس عشر الهجري وهذه مرحلة كافية لمناقشة كثير من قضايا التأريخ ﴿نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾ ذات مرة القرآن الكريم قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) ﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ حتى سب المشرك الصنم الوثن نهينا عنه اذا كان هذا سيؤدي الى مفسدة اكبر من هذا، فالآن كثيرون من الذين يستمسكون بأن هذا راجح عندنا في مذهبنا ويا جماعة اعذرونا هذا راجع عندنا في مذهبنا، راجع عندنا في مذهبنا ان نقتل تارك الصلاة اذهبوا واقتلوه وهذا رأينا، كيف رأيك انت تحكم بقتل نصف الشعب السوري يا اخي هذا الكلام لا يقبل وعلينا ان نواجهه بجرأة وشجاعة وحقيقة، وهو كلام يتناقض مع نصوص الشريعة التي دعت الى عصمة من اهل لا إله إلا الله.

 

سالم جاري: احسنتم كثيراً، شكراً لكم دكتور، فقط فضيلة الشيخ له في نصف دقيقة تعليق بسيط تفضلوا.

 

الشيخ محمد مهدي التسخيري: انا ذكرت في حديثي لو كان يسمع الدكتور بأنه نحن عندما نقول يحتفظ بخصوصيات لا نقول الخصوصيات التي تقف أمام الوحدة او الخصوصيات التي تقف أمام التوحيد، ابدا لا، لا نسمح ولن نرضى ولن نقبل ونقف أمام كل جهود تسعى لإراقة الدماء او تمزق الامة الاسلامية.

 

سالم جاري: احسنتم وهذا شعار الإمام كما قلنا الإمام علي (عليه السلام): لأسالمن ما سلمت امور المسلمين. احسنتم كثيراً أشكركم سماحة الشيخ محمد مهدي التسخيري، كما اشكر ايضاً الدكتور محمد حبش الباحث الاسلامي والكاتب السوري، شكراً جزيلاً له على هذا الحضور الطيب، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...