أجرى الحوار: فؤاد الخرسا
الضيوف:
محمد نزال: عضو المكتب السياسي في حركة حماس ـ دمشق
رشيد جلالي: نائب سابق في البرلمان الايراني ـ طهران
حمزة منصو: رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي النيابية ـ عمان
عصام العريان: قيادي في جماعة الاخوان المسلمين ـ القاهرة
فتحي يكن: رئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان ـ عبر الهاتف
الشيخ عوض القرني: مفكر إسلامي ـ عبر الهاتف
الشيخ عبد المجيد الزنداني: رئيس جامعة الايمان اليمنية ـ عبر الهاتف
الشيخ سلمان العودة: داعية إسلامي ـ عبر الهاتف
فؤاد الخرسا: السلام عليكم... كيف يبدو مشهد الشارع العربي والإسلامي في يوم الحداد الوطني العام الذي دعى اليه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي استنكاراً للعدوان الإسرائيلي على غزة؟ ما دلالات دعوة السيد القائد السيد الخامنئي كل المجاهدين والمؤمنين في العالم الإسلامي إلى الدفاع عن الشعب الاعزل في غزة بأي وسيلة ممكنة؟ كيف يمكن لمنظمة المؤتمر الإسلامي الاطلاع بواجبها وتشكيل جبهة موحدة في وجه الكيان الصهيوني؟ كيف ستتجاوب الشعوب العربية والإسلامية مع دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للنـزول إلى الشارع والمصريين لفتح معبر رفح بصدورهم؟ هل تجبر الشعوب العربية الحكومات التي لم تحرك ساكناً على التحرك لوقف العدوان؟
فؤاد الخرسا: سيد نزال، وأنتم في قلب المعركة في غزة والكل يراقب ما قد ينتج عنها، مواجهة بهذا الشكل الكبير الذي يحاول اهل غزة ان يواجهوها بصدورهم وبدمائهم، كيف بدا اليوم مشهد العالم العربي والإسلامي مع دعوة الحداد الوطني التي اطلقها قائد الثورة الإسلامية؟
محمد نزال: نحن في اليوم الثالث للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة. واعتقد ان الجماهير والشعوب العربية والإسلامية قد تحركت منذ اللحظات الاولى لهذا العدوان. وأظن ان الاداء الشعبي حتى هذه اللحظة هو اداء قوي يعبر عن تطلعاتنا وطموحاتنا وآمالنا في هذه الامة العريقة العظيمة. المشكلة ليست في التحرك الشعبي ولا في ما يمكن ان تقوم به الشعوب ولكن المشكلة تكمن على المستوى الرسمي. هل تصدقون ان شعباً يتعرض لليوم الثالث لعدوان وحشي وإجرامي لا مثيل له والعرب لا يزالون يتناقشون فيما بينهم ويتشاورون حول انعقاد القمة العربية من عدمها؟ حتى هذه اللحظة لا نعرف فيما اذا كانت القمة العربية ستعقد ام لا. تخيلوا ان اكبر دولة عربية وهي مصر تتحفظ على عقد القمة العربية حتى الآن ولم تعطي موافقتها. لهذا، بكل صراحة لابد من تحرك على مستوى العالم الإسلامي، الدول الكبرى مثل تركيا وإيران وباكستان واندونيسيا. لابد ان تتحرك هذه الدول على المستوى الرسمي في الوقت الذي نجد فيه تخاذلاً عربياً على المستوى الرسمي.
فؤاد الخرسا: هل تعتبرون انطلاقاً مما بدأنا به، يعني يوم الحداد الوطني الذي اعلن وبالتالي هذه التظاهرات التي شهدتها الساحة العربية والإسلامية، هل تعتبرون ان ما حصل اليوم يناسب مستوى هذا الحدث الكبير؟
محمد نزال: لاشك ان هذه الانطلاقة من طهران وبهذا المستوى الشعبي وهذا الدعم الرسمي، امر مهم جداً. لكننا نعتبره انطلاقة ً وتدشيناً للعمل الشعبي والرسمي ولكننا نريد خطوات عملية للضغط على الكيان الصهيوني حتى يوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني. المعيار بالنسبة لمن وضعهم الله في امانة المسؤولية، المعيار هو كيف يمكن ان يخلصوا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من هذا العدوان الوحشي. هناك مجموعة من الوسائل يمكن ان تشكل حافزاً وصورة عملية لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
فؤاد الخرسا: كنت تقول ان هناك اكثر من معيار او كيف يمكن ان يخلصوا اهالي غزة من هذا العدوان، هل يمكن ان نسلط الضوء على ما قصدت في هذا الكلام؟
محمد نزال: انا اتحدث هنا عن مجموعة من الوسائل. اولاً لابد ان توقف الدول العربية والإسلامية التي لها علاقة جزئية او كلية مع الكيان الصهيوني لابد ان توقف علاقاتها. تخيلوا لو ان مصر كأكبر دولة عربية قطعت علاقاتها مع العدو الصهيوني. ان ذلك يشكل ضغطاً كبيراً عليه. لو ان الاردن قطع علاقاته مع العدو الصهيوني، سيشعر الامريكان والإسرائيليين بأن هناك تهديداً لعلاقات تم بناءها خلال العقود الثلاثة الماضية. لابد من وقف تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني. ثالثاً، لابد من فتح معبر رفح. لا يجوز ان يبقى معبر رفح مغلقاً على العرب والمسلمين والفلسطينيين. رابعاً، لابد من انعقاد القمة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتخاذ قرارات جريئة برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وقطع العلاقات مع هذا العدو الصهيوني.
فؤاد الخرسا: سيد جلالي، لأبدأ من طهران ويوم الحداد الوطني العام الذي اعلنه قائد الثورة الإسلامية السيد على الخامنئي والتظاهرات التي شهدتها طهران والكثير من الساحات العربية والإسلامية، كيف تقيمون هذا اليوم انسجاماً مع ما يحصل من عدوان إسرائيلي على غزة؟
رشيد جلالي: بالتأكيد ان هذا التضامن بين الدول الإسلامية بدعوة من قائد الثورة الإسلامية والإعلان عن يوم الحداد العام لم يكن شيئاً جديداً او غير متوقعاً. لكن ما هو مسلّم كما قال قائد الثورة الإسلامية، ان المصيبة والعزاء الاكبر هو الصمت وعدم المبالاة وعدم اتخاذ موقف قوي من قبل الحكومات العربية. وبالطبع، ليت ان هذه الحكومات لم تتخذ موقفاً بل كانت تسكت. لكنها تعاونت مع العدو. كان اقل ما نتوقعه هو ان يفتح معبر رفح وإرسال المساعدات والإمكانيات والمتطلبات الضرورية لحماية الفلسطينيين. ولكن الموقف كان ضعيفاً جداً. ربما يفتحون هذا المعبر بشكل ضئيل ومحدود جداً.
فؤاد الخرسا: لو اتوقف معك مع ما ذكره السيد نزال من موقع كيف يمكن ان ننصر اهلنا في غزة عندما يتحدث عن انه لو قطعت مصر علاقاتها بالكيان الصهيوني وكذلك الاردن ولو توقف تصدير الغاز المصري إلى هذا الكيان وإلى فتح معبر رفح وإلى انعقاد القمة العربية وإلى انعقاد قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، هل ايران تتوقع ان يحصل كل هذا الذي طرحه السيد نزال لنساند فعلاً الشعب الفلسطيني في غزة؟
رشيد جلالي: هذا هو ما نتوقعه ويجب ان تتخذ مثل هذه الاجراءات وان تكون هناك مواجهة شاملة وحتى مواجهة عسكرية. فأن العالم العربي بإمكانه ان يشكل تهديداً عاجلاً للإسرائيليين ويضغط عليهم ضغطاً كبيراً. حتى ان هذا التهديد ولو كان اسمياً سوف يكون رادعاً. لكنني لا اتوقع من هذه الدول العربية ان تلبي هذه التوقعات والمطالب. ما هو طبيعي ان بعض الدول العربية المرتبطة اساساً تتحدث حول اقصاء حزب الله وحماس والقضاء عليهما. هذه الحكومات تدافع عن هذه الامور لأنها تعارض الحوار الثوري. تريد تغيير نمط المقاومة الشعبية في المنطقة.
فؤاد الخرسا: سيد يكن، لأعود إلى ما اطلقه قائد الثورة الإسلامية في ندائه للمسلمين عندما يتساءل عن موقع العلماء المسلمين في العالم الإسلامي وتساءل عن دور رؤساء جامعة الازهر في مصر، الم يحن الوقت ليشعروا بالخطر الذي يتهدد الإسلام والمسلمين، ما الجواب لديكم على هذه التساؤلات؟
فتحي يكن: مع احترامي وتقديري الشديد لإعلان السيد القائد الخامنئي الحداد على ارواح الشهداء، انما لا انتظر من اية مشيخة من مشيخات العالم الإسلامي اي تحرك مجدي. وإنما انا اطمع من طهران ومن السيد القائد الخامنئي ان يأمر بإعلان الحرب وليس فقط الاكتفاء بإعلان الحداد. اليوم المعركة تطورت واعتقد ان غزة ان سقطت اليوم وسقطت المقاومة الإسلامية في غزة فالعدو الإسرائيلي سيتحول إلى لبنان وسيتحول إلى المقاومة الإسلامية في لبنان. لابد من موقف تاريخي ألا وهو اعلان الحرب. هنالك صواريخ نحن ننتظر ان شاء الله ان تنطلق من مواقعها في ايران لتصيب اهدافاً عسكرية محددة في الكيان الصهيوني وخاصة في عاصمة هذا الكيان.
فؤاد الخرسا: يعني حتى وان جر إلى اعلان الحرب على مستوى المنطقة؟ تتحدث هنا عن تغيير معادلات.
فتحي يكن: اعتقد ان الحرب مشرعة اليوم على المقاومة، على الساحة الإسلامية، على ايران، على سوريا، على حزب الله، على الحركات الإسلامية هي معلنة منذ فترة وهم يأخذوننا بالمفرّق. لابد من موقف يعيد خلط الاوراق جميعاً ويرتب المعادلة ترتيباً آخر يخالف الترتيب الذي تريده الولايات المتحدة والعدو الصهيوني. من اعماق قلبي اقول، ايران ينبغي ان تدخل الحرب اليوم ولو بإطلاق بعض الصواريخ واعتقد ان في ذلك الخير الكبير الكبير الذي سيجعل للقيادة الايرانية محل قيادة ليس بالفعل في وسط معين وانما على امتداد العالم الإسلامي كله.
فؤاد الخرسا: سيد نزال، السيد يكن يدعو ايران لإعلان الحرب. هل حماس في هذا الاتجاه؟
محمد نزال: ليس من السهل على حركة حماس ان تدعو دولة معينة إلى اعلان الحرب لأن اعلان الحرب يحتاج إلى تقدير سياسي لهذه الدولة ولإمكاناتها وقدرتها على ذلك. نحن نتمنى ان تعلن ايران والدول العربية والإسلامية الحرب على هذا الكيان الصهيوني ولكن الموضوع ليس له علاقة بالتمني. بل له علاقة بالواقع والإمكانات وهذا امر تقديره يكون لكل دولة. فعندما طرحت هذه المطالب فأنا اعتقد ان هذه المطالب متواضعة نسبياً قياساً لما هو مطلوب اساساً. برأيي، اذا حددنا هدف وقف العدوان فأن هذه المطالب اذا تم تنفيذها، انا على يقين ان ذلك سيشكل ضغطاً على الكيان الصهيوني وسيتوقف العدوان. المؤسف ان هناك اطرافاً عربية اقليمية وأطرافاً فلسطينية متورطة في الغزو على غزة، اعطت غطاءاً سياسياً لهذا العدوان.
فؤاد الخرسا: دكتور يكن، انت طالبت من ايران لكنك لم تطالب لا السعودية ولا الاردن بمواقف مع انها ايضاً معنية. ما المطلوب منهما الآن؟
فتحي يكن: لا اشك انني اعتبر ان الدول العربية ليست صامتة فحسب وإنما هي متواطئة مع العدو الصهيوني على غزة وعلى حكومة حماس في غزة وعلى الساحة الإسلامية جمعاء. انا لا انتظر من هؤلاء اي تحرك.
فؤاد الخرسا: شيخ عوض، انتم دعوتم انتصاراً لغزة استهداف المصالح الإسرائيلية اينما وجدت. كيف يمكن النظر إلى هذا الفتوى التي اطلقتموها؟
الشيخ عوض القرني: اعتقد ان هذه الفتوى انها محل سباق بين علماء الإسلام في كل مكان. وهذا العدو الباغي الذي وجوده في وجوده في اصله طغيان وبغي شرد اهلنا وانتهك مقدساتنا وأعراضنا واحتل ارضنا وسفك دماءنا وانتهك جميع القيم الاخلاقية وجميع القوانين والأعراف الدولية. اعتقد ان جميع علماء المسلمين وجميع احرار العالم يتفقون على ان هذا الجسم السرطاني الخبيث يشكل خطراً على الانسانية كلها وعلى مستقبلها وخاصة بما يمتلكه من اسلحة دمار شامل ومن حقد. ولذلك، لابد ان تتظافر الجهود في كل مكان من اجل استئصال هذا الورم السرطاني الخبيث من جسم الانسانية. والمسلمون هم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. الدماء التي تسيل في غزة، دماءنا والصرخات صرخاتنا، المساجد مساجدنا. لو كان دم مسلم واحد او عرض مسلمة واحدة فكيف وهو شعب بأكمله يعاني تحت اعيننا.لابد ان يتحرك المسلمون في العالم كله.
فؤاد الخرسا: بيان العلماء المسلمين صدر اليوم وأكد على ان ما يحصل في غزة انما يتم بتواطؤ اقليمي ودولي لكسر ارادة المقاومة. هل انتم موافقون على مضمون هذا البيان؟
الشيخ عوض القرني: هذا البيان انا الذي كتبته ابتداءاً واتصلت بأساتذتي وإخواني في العالم الإسلامي للتوقيع عليه في بضع ساعات. نعم، اوافق على كل ما جاء في هذا البيان. حين التف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة والرفض للهيمنة والرفض للذل والاستعمار، حوصرت حصاراً شديداً مجرماً. القرار كان صهيونياً والتمديد مع الاسف كان عربياً. ثم حين عجز هذا الحصار عن كسر شوكة وإرادة الغر الميامين في ارض الرباط، بدأ هذا الحرب مع الاسف بمباركة عربية او بسكوت وتخاذل وذل وضعف للحكومات العربية. انا لا اطالبهم فالإنسان لا يطالب بغير ما يتوقع منه، انا لا اطالب الحكومات العربية ان يحملوا السلاح ويقاتلوا عن شعوبهم. لكن نقول لهم ازيلوا الاسوار التي اقمتموها بيننا وبين العدو ودعوا شعوبنا تواجه العدو وسيرى العالم حينئذ ٍ النتيجة.
فؤاد الخرسا: شيخ الزنداني، لأبقى في سياق ما تحدثنا عنه مع فضيلة الشيخ القرني وهذا البيان الذي صدر محملاً المسؤولية لبعض الدول الاقليمية والدولية لكسر ادارة المقاومة في غزة. هل انتم مع توجه هذا البيان؟
الشيخ عبد المجيد الزنداني: معركتنا مع هذا العدو الغاشم هي معركة وجود مع امتنا ومع المسلمين اجمعين. هذا الواجب يوجب علينا النصرة. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول، المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. الآن، ما هو موقف العرب؟ قبل ان اقول ما هو موقف العرب، الشعوب نعرفها ها هي تتحرك في كل مكان ويبقون. اذاً، من الذي بيده القرار؟ الحكام بدون شك. ها هم سيجتمعون. لذلك، نرجو من الله ان يوفقهم وان يأخذ بأيديهم إلى ان يقوموا بواجبهم.
فؤاد الخرسا: سيد نزال، على ما اجمع عليه كل المراقبين من ان السبيل الوحيد للمواجهة تبقى ارض المعركة. كيف يمكن مساعدة المجاهدين المقاتلين في تلك الساحة وهم مهيؤون لهذه المواجهة على ما يبدو؟
محمد نزال: انا ذكرت مجموعة من الوسائل السياسية من شأنها وقف العدوان. الآن بالنسبة لساحة المواجهة والميدان لابد من الدعم السياسي والإعلامي والمالي. لابد ان تنهال الان وسائل الدعم للمجاهدين على ارض فلسطين. لابد ان يؤمن الغذاء والدواء، لابد ان يتم الضغط لإيصال كل هذه المساعدات لأن هذه من شأنها ان تبقي المجاهدين وتبقي الشعب الفلسطيني حياً يواصل المقاومة والقتال دون انشغال بالبحث عن الطعام والغذاء والدواء والماء. من هنا، عندما ذكرت مسألة معبر رفح فأنني اعتقد ان المدخل لكل ذلك هو فتح معبر رفح. المعابر الاخرى يسيطر عليها العدو الصهيوني ولا يمكن ان نتأمل منه شيئاً. لذلك، لابد من الضغط بكل الوسائل السياسية حتى يفتح هذا المعبر.
فؤاد الخرسا: اليوم، المعلومات التي وردت عن الحكومة المصرية انها فتحت المعبر امام ادخال مساعدات الاغاثة الانسانية. هل انتم في هذه الصورة ام ان المعبر حتى الآن لم يفتح؟
محمد نزال: حتى هذه اللحظات لا تزال المشكلة قائمة. اتمنى ان يتم فتح المعبر. اذا كانت الحكومة المصرية قد فتحت المعبر، لماذا غادرت الطائرات القطرية التي كانت محملة بالمواد الإغاثية والطبية؟ الآن هناك مساعدات ليبية، مساعدات سعودية، مساعدات ايرانية وأردنية وخليجية. المطلوب الان امتحان هذا الاعلان المصري الرسمي فيما اذا كان اعلاناً حقيقياً ام هو اعلان لذر الرماد في العيون. الامر الآخر الذي لا اخجل من ذكره، لابد من تهريب السلاح وإدخاله إلى المجاهدين في فلسطين. الآن، الامكانيات غير متكافئة بين فصائل المقاومة والعدو الصهيوني. ولكن لابد من ايصال الصواريخ والأسلحة إلى قطاع غزة بل وحتى إلى الضفة الغربية. كان عندي افكار اخرى ايضاً. انا ادعو الدول العربية والإسلامية إلى ارسال مروحيات تذهب عبر الجو وتنزل في قطاع غزة.
فؤاد الخرسا: سيد جلالي، سمعت ما قاله السيد نزال، امكان تهريب السلاح إلى المجاهدين المقاتلين في قطاع غزة. ثانياً، تحدث عن امكان ان تتم ارسال مساعدات عبر طوافات. هل ايران في هذا التوجه خصوصاً وانك تحدثت عن ضرورة ان يكون هناك مساعدة للشعب الفلسطيني في غزة عبر مواجهة شاملة عسكرية؟
رشيد جلالي: لكن مشكلة الصهاينة لا تقتصر على غزة فقط. هناك فلسطين ولبنان والشرق الاوسط. انا لا اوافق على تهريب الاسلحة. يجب ان تصل هذه الاسلحة لكن بصورة جدية وليس عبر التهريب. يجب على العالم الإسلامي ان يصمد بكامل وجوده. وقائد الثورة الإسلامية اشار إلى ان العدو هو كافر حربي ولذلك، يجب ان يراق دم هذا الكافر ولابد من وجود حرب او مواجهات شاملة ضده. الجهاد والاستشهاد اصبح واجب كل انسان قادر ان يصل إلى هذه المنطقة للوقوف امام الصهاينة. الحكومات، اذا ارادت ان تفعل ذلك بصورة رسمية هي الحكومات العربية. ومعبر رفح الذي اشير اليه يمهد لتحقيق مثل هذا الشيء ولمساعدة الشعب لفلسطيني في غزة وإيصال المساعدات التي يحتاجها. نحن لا نرى من الضروري ان يتم ذلك بصورة سرية.
فؤاد الخرسا: شيخ سلمان، نتحدث عن غزة وعن الحاصل فيها الآن، هل انتم راضون عن موقف العلماء عن مناصرة المظلومين في غزة؟
الشيخ سلمان العودة: يجب ان لا يكون احد منا راضياً قط عما يفعله لأنه مهما فعل فهناك الكثير والكثير مما يمكن ان يفعل. وإذا كنا قدمنا على شيء فأعتقد اننا قادرون على ما هو اكثر منه. وهذه قضية عربية بالدرجة الاولى وإسلامية بالدرجة الثانية وإنسانية وعالمية بالدرجة الثالثة. لذلك، اعتقد ان العلماء لهم دور كبير يمكن لهم ان يؤدوه. والخطاب الاعلامي المتزامن مع هذه القضية يجب ان يستبينها بشكل صحيح. يجب ان يركز على المشكلة نفسها وليس تفريق دمها في القبائل بتوسيع دائرة الاستهداف والحرب والنار والخلاف والخصام سواء داخل الشعب الفلسطيني او في العالم العربي او الإسلامي. اعتقد ان هناك واجب على الحكومات يتعلق بمواقف واضحة وصريحة ودعم مادي ومساندة عسكرية وسياسية وإنسانية والسماح للشعوب بأن تقوم بدورها المنشود. والحقيقة ان الشعوب الإسلامية متحمسة بما فيه الكفاية.
فؤاد الخرسا: عندما نتحدث عن دور علماء الدين، ما دور العلماء الآن في مواجهة بهذا الحجم اذا لم يكن للضغط على الحكومات من منطلق وتكليف شرعي؟ ألا تعتقد الآن هذه هي مهمتهم؟
الشيخ سلمان العودة: هذه مسؤولية تاريخية على الجميع. قضية فلسطين هي قضيتنا التاريخية. انا واحد من الناس الذين وجهوا خطاب ومناشدة ومطالبة للحكومات العربية بفتح المعابر، رفع الحصار، مساندة الشعب الفلسطيني. ايضاً مهمة العلماء مناشدة الشعوب ان تتحرك ودعم مؤسسات المجتمع المدني التي تقوم بالإغاثة وتقوم بتفعيل هذه القضية على كافة الاصعدة. العلماء هم قيادة ثقافية وعلمية للمجتمع والناس ينتظرون منهم الكثير.
فؤاد الخرسا: هل تتوقعون من منظمة المؤتمر الإسلامي اذا ما انعقدت ان تحدث شيئاً في واقع الحال؟
الشيخ سلمان العودة: منظمة المؤتمر الإسلامي او الجامعة العربية او مجلس التعاون الخليجي قد تنعقد ولكن هنا علينا ان ندرك ان مجرد صدور خطابات معتادة بمجرد الشجب والاستنكار لن يكون شيئاً ذا بال ولن يتوافق مع طموح الكثير من الشعوب الذين طال صبرهم وانتظارهم. اعتقد ان اقل ما يجب ان يكون هو، ان يخلوا بين الناس وبين نصرة اخوانهم بكل ما يستطيعون. والناس مستعدون لبذل كل شيء بدون استثناء.
فؤاد الخرسا: سيد نزال، تفضل اذا كان لديك من افكار اضافية لمساعدة الناس في غزة.
محمد نزال: الاخ جلالي قال بأن ادخال السلاح لا ينبغي ان يتم بصورة سرية. انا تحدثت بصورة واقعية لأنني اعلم بأن ادخال السلاح بطريقة علنية هو امر غير ممكن. على اي حال، اذا كانت دولة بحجم ايران تستطيع ذلك او حتى اي دولة اخرى اذا كانت تستطيع ذلك فنحن نرحب بذلك. ولكن انا ذهبت إلى الجانب العملي الذي يقول لابد من ادخال السلاح بأي صورة من الصور سواء إلى قطاع غزة لمواجهة هذا العدوان الشرس على الشعب الفلسطيني او إلى الضفة الغربية لأن دخول السلاح إلى الضفة الغربية سيعني تحول في موازين القوى.
فؤاد الخرسا: اسمح لي انتقل إلى نقطة اخرى اشار اليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم نصرة غزة عندما يقول، هناك اصرار إسرائيلي للاستفادة من الوقت لتحقيق اكبر انجاز ممكن. هل سيعطى الإسرائيليون هذه الفرصة برأيك؟
محمد نزال: برأيي ان تأخير انعقاد الجامعة العربية إلى يوم الجمعة وهو يوم متأخر جداً عن موعد بداية العدوان، يعني اذا عقدت الجامعة العربية ستعقد بعد 6 ايام من العدوان. انا فهمت فهماً بسيطاً هو ان اعطاء العدو الصهيوني فرصة لكي يواصل عدوانه على قطاع غزة. هذا الصمت الذي يلف كثير من الانظمة العربية، هذا التواطؤ الدولي ماذا يمكن ان نفهم منه؟ نفهم منه انه يراد للعدو الصهيوني ان يكسر شوكة المقاومة خلال الفترة القليلة المقبلة. نحن على يقين بأن شوكة المقاومة لن تكسر بأذن الله وان المقاومة ستقاوم ببسالة منقطعة النظير وان المقاومة على الرغم من عدم توازن وتكافؤ القوى ولكنها ستدافع عن قطاع غزة، ستقاتل قتال الابطال. لن تسقط الحصون ولن تسقط القلاع ولن تسقط غزة. وحتى لو قدر لهم ان يجتاحوا قطاع غزة فأن ذلك لن يكون نزهة لهم بأذن الله.
فؤاد الخرسا: تتحدث عن فرض معادلة جديدة هذه المرة على العدو؟
محمد نزال: بالتأكيد. برأيي ان انتصار المقاومة الفلسطينية سيفرض معادلات جديدة. مثلما انتصرت المقاومة اللبنانية في عام 2000 ودحرت الكيان الصهيوني، مثلما انتصرت المقاومة اللبنانية في صد الغزو الصهيوني في تموز 2006 من دحره، اعتقد جازماً....
فؤاد الخرسا: شيخ منصور، كيف بدا لكم اليوم المشهد في العالم العربي والإسلامي مع الدعوة للحداد الوطني العام التي اطلقها قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي؟ كيف رأيتم هذا المشهد والتظاهرات على مستوى العالم العربي والإسلامي؟
حمزة منصور: اود ان اؤكد ان صورة اليوم هي الصورة التي عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم اخبرنا ان الناس سينقسمون إلى فسطاطين. فسطاط ايمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق. هناك فسطاط ايمان يتمثل بقوى المقاومة والممانعة وبالانحياز لمشروع الامة الذي يتصدى للمشروع الامريكي الصهيوني. وهنالك فسطاط نفاق، هذا الفسطاط هو الذي يحاصر غزة اليوم ويحاول ان يشوه صورة المقاومة، هو الذي يستشار في غزو غزة، هو الذي يطلب من العدو الصهيوني ان يطيل امد قصفه لغزة لكي يحقق العدو الصهيوني اهدافه. لكن شعبنا في المنطقة العربية والإسلامية هو منحاز لفسطاط الايمان الذي يرى المظاهرات التي تشق الطرقات والشوارع والساحات في الاردن وفي سوريا ومصر وفي طهران والمغرب وفي كل مكان. يدرك ان الامة مازالت بخير ومازالت عند رهان الخيرين منها وان الخزي والعار هو للذين تآمروا على الشعب الفلسطيني ومن قبله تآمروا على الشعب اللبناني وعلى مقاومته الباسلة.
فؤاد الخرسا: سيد جلالي، النقطة التي اثارها السيد نزال والمتعلقة بكيف يمكن ان ندعم شعبنا في غزة بالسلاح وتحدث عما يمكن ان يكون حالة سرية باعتبار ان العلنية في هذا الموضوع امر صعب ومعقد. الحرس الثوري الايراني اعلن في بيان له ان العدوان على غزة لن يمر من دون عقاب. قوات التعبئة في ايران اعلنت استعدادها لتشكيل جيش العالم الإسلامي للدفاع عن الشعب الفلسطيني. كيف سيكون ذلك برأيك؟
رشيد جلالي: انا لم اقل انني اعارض ارسال الاسلحة إلى سكان غزة اذا كان هذا مقدوراً حتى بصورة سرية. لكن اريد ان اقول ان العالم العربي والدول المعنية والمسلمة يجب ان تعمل بصورة صريحة وعلنية وتتخذ اجراءاً حازماً لوقف العدوان الإسرائيلي. الحقيقة ان صمود الشعب في لبنان ونضال حزب الله طرح هذه المعادلة الجديدة وهذا الاسلوب الجهادي، قد اوهن الإسرائيليين وحقرهم. ويجب ان لا نسمح لبعض الحكومات المرتبطة ان تسعى وتتآمر للقضاء على خط المقاومة في المنطقة وتلوذ بالصمت امام المحاولات للنيل من هذه المقاومة. يجب كسر هذا الصمت. اليوم الشعب في غزة وغداً في الضفة الغربية وبعد ذلك في لبنان ثم في سائر دول المنطقة. سوف تكون هناك ضغوط متتالية عليهم. يجب ان نحسم امر الصهاينة في هذه المنطقة واعتقد ان الوقت قد حان لذلك. ما يحدث اليوم من انتهاكات لحقوق الانسان، الديمقراطية، الارهاب، كل هذه المفاهيم قد فقدت مصداقيتها. وكلما كان الامريكيون والغربيون يطرحونه ضمن شعاراتهم لكنهم يسكتون امام ما يحدث لشعب غزة الذي يعيش تحت الحصار وتحت النار ويعيشون في اسوأ الظروف.
فؤاد الخرسا: سيد نزال، اعود إلى نقطة اثارها الأمين العام لحزب الله عندما توجه بالنداء إلى الشعب الفلسطيني في الداخل للتوحد. اولاً كيف يمكن ترجمة هذا العمل؟ ثانياً، عندما يقول العمل الآن هو لوقف العدوان وعدم السماح له بتحقيق اهدافه، كيف سيتم ذلك؟ اشارة فلسطينية اخرى إلى تعليق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وهو الذي اعلنه السيد قريع. كيف تنظرون إلى الوضع الداخلي وهل نحن امام انتفاضة ثالثة كما حصل في الضفة الغربية؟
محمد نزال: لاشك ان استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة يمكن ان يمهد لانتفاضة ثالثة ضد الاحتلال في الضفة الغربية. لا حديث عن معنى للانتفاضة في قطاع غزة لأن الاهداف الإسرائيلية غير موجودة داخل القطاع. المستوطنات تم تفكيكها في قطاع غزة، المستوطنون دحروا من قطاع غزة، الاهداف الإسرائيلية هي بعيدة عن قطاع غزة ولا يمكن الوصول اليها من خلال العمل السلمي ومن خلال انتفاضة حتى لو كانت هذه الانتفاضة مسلحة. لهذا، نجد ان اسلوب الصواريخ هو الاسلوب المتبع الآن في قطاع غزة. بالنسبة للضفة الغربية، يمكن مع استمرار هذه المجازر، لا يمكن للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ان يبقى ساكتاً وصامتاً ولا بد ان يهب لنجدة اخوانه. وبالتالي، هناك ارهاصات لحدوث انتفاضة ثالثة. الانتفاضة لا يمكن ان تشتعل بأجهزة التحكم من خلال المراكمات. وأظن ان الوقت الحالي مناسب جداً لاشتعال انتفاضة في الضفة الغربية. بالنسبة لوحدة الشعب الفلسطيني، لا احد يمكن ان يقف امام هذه الدعوة ولكن هناك تفاصيل كثيرة، ما معنى هذه الوحدة. اذا كنا نتحدث عن انقسام سياسي، كيف يمكن ان نعالج الانقسام السياسي؟ هذه امور مطروحة للنقاش ولكن لا ينبغي ان نؤخر اولوية مواجهة الاحتلال. لا يمكن انتظار معالجة الانقسام السياسي قبل ان نحدد كيف يمكن ان نواجه الاحتلال. مسألة تعليق المفاوضات، خطوة ايجابية ولكنها ليست كافية. المطلوب ليس تعليق المفاوضات بل وقف المفاوضات.
فؤاد الخرسا: شيخ حمزة، هناك دعوات صدرت عبر بيان للعلماء اكد فيه ان ما يحصل يتم بتواطؤ اقليمي ودولي لكسر ارادة المقاومة. هل انتم مع مضمون هذا البيان وكيف توجهتم للحكومة الاردنية؟ هل توجهكم ينسجم مع مضمون هذا البيان؟
حمزة منصور: نحن نتفق تماماً مع مضمون هذا البيان ونرى ان العدو الصهيوني ما كان له ان يمارس هذه الجرائم بدون مشاركة عربية وبتواطؤ عربي. والأدلة على ذلك اكثر من ان تحصى. ان صفارة البدء بالعدوان على غزة جاءت من عاصمة عربية وان الحصار على غزة تشارك فيه اطراف عربية. وان العدو الصهيوني صرح اكثر من مرة انه تم اخبار بعض العواصم العربية بما ينوي فعله في قطاع غزة. المصادر الصهيونية اكدت ان هناك اطرافاً عربية طلبت من الكيان الصهيوني ان لا يتوقف حتى يحقق اهدافه. لذلك، نحن نعتقد ان هناك خندق عدوان على فلسطين وعلى الامة وهذا الخندق يمثله الكيان الصهيوني والإدارة الامريكية وأطراف عربية ربما بعضها فلسطيني وبعضها عربي. ونحن في الاردن فهمنا هذه المعادلة جيداً. وهتاف الشعب الاردني الآن من العقبة إلى الرمثة ومن الكرامة إلى الكرامة كلهم يؤكدون ان هنالك تواطؤاً عربياً، خيانة عربية ويطالبون الشعوب والجيوش بتصويب هذه المعادلة المختلة. فقد اصبحت اليوم الفجوة واسعة جداً بين النظام الرسمي العربي الخانع والخاضع للامتلاءات الامريكية وبين الشعب العربي الملتف حول المقاومة وحول مبادئ الامة وثوابتها.
فؤاد الخرسا: اليوم استمعتم إلى كلمة الأمين العام لحزب الله حيث دعى فيه من جديد إلى استمرار التظاهرات الشعبية في الشارع من اجل الضغط على الحكومات لتحريك ما يمكن تحريكه. هل تعتقد ان التظاهرات يمكن ان تفعل فعلها وهي مستمرة إلى ان يتوقف العدوان؟
حمزة منصور: انا احيي قائد المقاومة الإسلامية في لبنان سماحة السيد نصر الله الذي تحدث باسم الامة. فهو حين يشبه قيادة حماس ويشبه اهل غزة بالحسين سيد الشهداء عليه رضوان الله، انا اعتقد انه ينطلق من ثوابت هذه الامة ومبادئها. ونحن نتفق مع سماحته تماماً بأن هذه الفعاليات الشعبية ينبغي ان تتواصل وتتطور حتى يتم الضغط على الانظمة العربية الرسمية وتصحح مسارها المنحرف وتنهي العلاقات مع العدو الصهيوني وتفتح حدودها امام عشاق الجهاد وعشاق الشهادة.
فؤاد الخرسا: دكتور العريان،انت استمعت إلى كلمة الأمين العام لحزب الله في لبنان والذي توجه بها بشكل خاص إلى مصر مطالباً اياها حسم المسألة المتعلقة بهذا العدوان المتواصل في غزة ومتوقفاً عند معبر رفح ومعتبراً ان المسؤولين المصريين يكونوا شركاء في الجريمة ان لم يفتحوا هذا المعبر. هل انتم موافقون على مضمون هذا التوجه؟
عصام العريان: و نحن في مستهل عام هجري جديد ابى العدو الصهيوني إلا ان يبدأه بداية دموية متصلة ومتواصلة مع الخزي الذي جلل الموقف العربي بأكمله للأسف الشديد. لم يكن هناك شك ان النظام العربي الرسمي يريد ان يتساوم مع الاجندة الدولية بتأييد مسار ما يسمى التسوية. وذهب العرب جميعاً إلى مؤتمر انابوليس والجميع وافقوا على الخطة الامريكية ولكن مراحل التنفيذ تبدأ مرحلة وتنتهي مرحلة اخرى وهكذا. الموقف المصري مخجل ومخزي لكل مصري. المصريون جميعاً يشعرون بالأسى والخزي لهذا الموقف الذي بدا في غلق المعابر اولاً وأحكام الحصار على القضية الفلسطينية. ثم كان في اعلان قرار الحرب من مؤتمر ولقاء مع رئيس الجمهورية ومؤتمر مع وزير الخارجية. ثم في الحملة الاعلامية والقصف الاعلامي الذي بدأ قبل العدوان الصهيوني ثم استمر حتى هذه اللحظة. ثم الرفض والتراجع والتردد الشديد في فتح المعبر حتى لوصول المساعدات الانسانية. لم تصل المساعدات الانسانية إلى الطرف الفلسطيني امس إلا بعد ان سقطت دانة على المعبر، فهربت القوات المصرية والمسؤولون المصريون فراراً بحياتهم وبقي الفلسطينيون الذين تعودوا على القصف المستمر وتعودوا على الشهادة ويحبون الشهادة فاستطاعوا بمعونة من عاد من جنود الامن المركزي المصري الذين يتحرقون لنجدة الفلسطينيين، عادوا كما قال مندوب الاغاثة امس على شاشات الفضائيات ليحملوا المعونات التي قدمتها نقابة الاطباء المصرية واتحاد الاطباء العرب والتي تقدر بأكثر من 30 طن من الادوية والأجهزة والمستلزمات الطبية. الموقف المصري مشين ولكن المشين اكثر هو الموقف العربي وهو موقف السلطة الفلسطينية. لماذا لا يذهب محمود عباس الآن إلى غزة وفور ما يذهب سينتهي القصف فوراً لأن القوات الإسرائيلية لا تستطيع ان تقصف لأنها حريصة على حياته هو بينما تذهب ارواح الآخرين؟ لماذا لا يذهب ياسر عبد ربه وهؤلاء الذين يظهرون علينا في الفضائيات يتساوقون مع العدوان؟ لماذا لا يذهبون إلى غزة ليعانوا هذه المعاناة ويواجهوا العدوان بصدورهم اذا كانوا صادقين؟ الموقف العام مخزي ولكن المضيء فيه هي موقف الشعوب.
فؤاد الخرسا: نريد ان نتناول معك هذه النقطة المتعلقة بالتظاهرات الشعبية والتي يراهن عليها والتي اكد عليها قائد الثورة الإسلامية والأمين العام لحزب الله في لبنان التظاهرات الشعبية،هل يمكن ان تستمر لتغير شيئاً من واقع الحال؟ هل تراهنون عليها خصوصاً اذا ما تحدثنا عن التظاهرات الشعبية في مصر والأردن تحديداً؟
عصام العريان: نحن لا نراهن على احد. نراهن فقط على ثقتنا بالله سبحانه وتعالى. ثقتنا بالله الذي غرس حب هذه البلاد المقدسة وحب المسجد الاقصى والرغبة في الشهادة على اعتاب المسجد الاقصى في قلوب الملايين من المسلمين لكي يستعيدوا الاراضي المغتصبة. المؤامرة اكبر من ان يتصورها عقل وهذه حلقة في المؤامرة. الرهان على الجهد الشعبي رهان حقيقي لأن هذا الجهد هو من ارادة الله سبحانه وتعالى. وعندما يخرج رجال مثل محمد مهدي عاكف وعمره فوق الثمانين سنة لينضم إلى المظاهرات وليقف في صدارة المشهد ويوجه نداءه إلى شعوب الامة العربية والإسلامية وعندما يقوم السيد حسن نصر الله بتوجيه نداء مماثل وعندما يقول سماحة السيد الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية في ايران بتوجيه نداء مماثل، فأنا ادعو من منبركم اليوم إلى ان تترجم هذه النداءات إلى استعادة الهيئة العربية العليا او الهيئة الإسلامية الآن. لقد عرفت القضية الفلسطينية هيئات عديدة تم اجهاضها. اللحظة الحالية تستوجب التفكير جدياً في دراسة لماذا اخفقت هذه الهيئات.
فؤاد الخرسا: سيد جلالي، ما المطلوب الآن على مستوى الجمهورية الإسلامية الايرانية؟ هل تعتقد ان التظاهرات ستتواصل في ايران تأكيداً وتضامناً مع شعب غزة ام ربما تتطور الامور إلى ابعد من ذلك؟
رشيد جلالي: ان الشعب الايراني والمسؤولين في ايران يشعرون بحساسية بالغة تجاه ما يجري في غزة. وتاريخ العقود الثلاثة الماضية اثبت ان الشعب الايراني لم يكن مبالياً ابداً حيال الشعب الفلسطيني ودعمه الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية حماية شاملة وستستمر هذه الحماية وهذا الدعم وسيزداد اكثر. وفي كل عام نحن نحتفل بيوم القدس العالمي الذي دعى اليه الامام الخميني وعمل بشكل فعال لإيجاد ثقافة الشهادة والمقاومة من خلال تشكيل حزب الله وتأسيس حركة حماس وإسقاط النعرات القومية حتى في فلسطين. فأن المقاومة الإسلامية في ظل اشعاعات هذه الثورة سوف تمتد إلى كل مكان وان الصهاينة سيندحرون مرة اخرى على يد الشعب الفلسطيني في غزة وعلى يد المقاومة الإسلامية.
فؤاد الخرسا: دكتور عريان، هل تعتقد نحن امام معادلة جديدة، معادلة سيفرضها اهالي غزة مهما طال العدوان؟
عصام العريان: نعم، اعتقد ان صمود اهل غزة ودعم هذا الصمود ونجاحهم في افشال المخطط الصهيوني بفرض شروطهم لتهدئة جديدة او اضعاف حماس وإخراجها من المعادلة العسكرية سيعني بداية انهيار المشروع الصهيوني وسيتوالى هذا مع ادارة امريكية جديدة. نحن في سباق مع الزمن وعلينا ان ندعم صمود شعبنا في غزة لأنه بداية انهيار الحلم الصهيوني سيكون مع نجاح غزة كما نجح حزب الله في جنوب لبنان.
فؤاد الخرسا: الشيخ حمزة، هل نحن امام معادلة جديدة سيفرضها اهالي غزة؟
حمزة منصور: بكل تأكيد ان دماء الشهداء الذين سفحت دماءهم في غزة ودماء الجرحى ستغير المعادلة بأذن الله عز وجل وسنرى انتفاضة في سائر ارجاء الوطن العربي والإسلامي على الفساد والتخلف والانحراف وعلى التبعية للعدو الصهيوني وعلى النظرة القطرية التي سببت كل هذه المآسي للشعب الفلسطيني.
فؤاد الخرسا: شكراً لك شيخ حمزة منصور كما أشكر الضيوف الكرام السيد محمد نزال والسيد رشيد جلالي والدكتور عصام العريان. واشكر ايضاً كل من سماحة الشيخ الزنداني وسماحة الشيخ عوض القرني والشيخ سلمان العودة والسيد فتحي يكن. اشكركم جميعا والسلام عليكم.
تعليقات الزوار