أجرى الحوار رضا مهري

 

قال محللون إيرانيون وعرب ان المقاومة الفلسطينية في غزة اعتمدت سياسة خلق توازن الرعب مع الكيان الصهيوني واتخذت تكتيكات بالغة الدقة من شأنها ان تسفر عن تكبيد العدو خسائر هائلة وبالتالي ستنتصر هذه المقاومة علي الجيش الصهيوني.

 

وقال منسق مركز الأمان الإستراتيجية في لبنان أنيس النقاش في حديث لوكالة مهر للأنباء ردا على سؤال حول موقع المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس وموقع الكيان الصهيوني في عدوانه الغاشم الذي دخل يومه التاسع عشر ومصير هذا العدوان الغاشم، ان المقاومة مازالت  كما في الأيام الأولى صامدة ومسيطرة على الأوضاع تماما.

 

وأضاف النقاش ان المقاومة تسيطر على المناطق التي تطلق منها الصواريخ وهذه الصواريخ مازالت تدك المستوطنات الصهيونية وكلما تقدم العدو إلى أي أماكن مأهولة تواجهه مقاومة ضارية وتوقع به إصابات وهو لا يحقق أي انجاز عسكري.

 

وأكد منسق مركز الأمان اللبناني ان العدو يضرب المدنيين ويوقع العشرات من الشهداء بين المدنيين ويدمر المباني ولكن شروط المقاومة مازالت كما هي منذ بداية المفاوضات والذي تغير هو شروط العدو وشروط مصر التي كانت قد بدأت كشروط مرتفعة ثم بدأت تتراجع عنها.                                            

 

وحول مدى إمكانات العدو الصهيوني في حسم المعركة لصالحه؟ قال النقاش: لا يستطيع العدو ان يحسم المعركة وإذا تقدم في المعركة أكثر فأكثر وقعت به الخسائر وكلما فاجأته المقاومة بقدرات جديدة ولذلك الأيام القادمة ستكون حاسمة وكما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية يقول ان أيام النصر قادمة وبسرعة.

 

وردا على سؤال حول كيفية استفادة المقاومة الفلسطينية من تجارب المقاومة اللبنانية في الحرب الصهيونية علي لبنان في تموز 2006 قال المحلل اللبناني بالتأكيد من الناحية الإستراتيجية فان المقاومة في غزة استلهمت كثيرا من تجربة تموز في الصبر أثناء المعركة والأعداد لها بشكل جيد وهي مستعدة لخوض معركة طويلة وهذا ما لا يستطيع ان يتحمله العدو.

 

وأضاف ان كل الاستعدادات الأمنية التي فاجأت العدو في غزة جاءت تكملة للمفاجئات التي أعدتها المقاومة في لبنان في حرب تموز حيث أسفرت عن هزيمة العدو الصهيوني.

 

وحول الموقف الرسمي العربي والموقف الشعبي العربي تجاه العدوان الصهيوني الغاشم علي قطاع غزه قال النقاش ان الموقف الشعبي العربي كان منذ اليوم الأول من العدوان داعما لغزة و للمقاومة وخاصة انه لم يعد الموقف عربيا فقط بل انه موقف إسلامي وعالمي كان منذ اليوم الأول داعما لغزة وللمقاومة، مضيفا ان التظاهرات في لندن وباريس واسبانيا والولايات المتحدة بمئات الآلاف كما شاهدنا في كراتشي واندونيسيا وماليزيا والشعوب العربية تستمر في دعمها لغزة وللمقاومة هناك في لبنان والأردن تحركات شعبية مستمرة، كما ان هناك اعتقالات في مصر نتيجة التظاهرات.

 

وأكد النقاش ان النظام العربي المتخاذل الذي رفض ان يـأخذ موقفا منذ البداية وكان منحازا تقريبا للعدو قرر ان يعقد قمة يوم الجمعة القادمة وذلك لأن المقاومة قد صمدت وأصبح موقفهم (الأنظمة العربية)محرجا جدا أمام هذا الانتصار وان المقاومة فرضت هي التحرك علي الأنظمة والضغط الشعبي فرض تحركا علي الأنظمة.

 

بدوره قال الخبير في  الشؤون الدولية (حسن هاني زادة) ان المقاومة الفلسطينية انتهجت سياسة خلق توازن الرعب مع الكيان الصهيوني وهذه المقاومة لديها أوراق رابحة خلال معركة إثبات الوجود في غزة لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

 

وأضاف هاني زادة  ان القصف المكثف ضد أهالي غزه لا يعتبر انتصارا بل هو ناجم عن الخوف الذي يراود الجنود الصهاينة حيث ان  القصف الجوي لا يمكنه ان يحسم المعركة وبالتالي العدو سوف يخسر الحرب ويهزم قريبا.

 

وأضاف خبير الشؤون الدولية ان الكيان الصهيوني لم يتمكن حتى الآن من السيطرة على مراكز إطلاق الصواريخ وخلال الأسابيع الماضية تبين ان لدى المقاومة في غزة صواريخ من نوع آخر قد يصل مداها إلى مراكز حساسة في تل أبيب ومنشات ديمونا النووية التي لا تبعد عن غزة أكثر من 70 كيلومترا.

 

وأضاف انه من الناحية العسكرية أي قوة هجومية إذا ما لم تحقق أهدافها خلال فترة معينة تعتبر مهزومة وحتى الآن الجيش الصهيوني واجه هزيمة نكراء لأنه لم يتمكن من تحقيق أهدافه الرامية إلى القضاء على مراكز إطلاق الصواريخ.                                      

 

وأضاف ان صمود المقاومة في غزة بعد 18 شهرا من الحصار الجائر والمتتالي يعتبر انتصارا هاما لان العدو الصهيوني استخدم كل أساليب القتال ولكنه لم يفلح.

 

وأضاف ان ضرب تل أبيب و منشئات ديمونا العسكرية يعتبر (كعب اخيل) بالنسبة للكيان الصهيوني  وإذا ما استمرت إسرائيل في قصف سكان غزة بشكل عشوائي فمن الممكن ان تستهدف المقاومة مناطق حساسة جدا في الأراضي المحتلة.

 

وأكد هاني زادة ان حرب الاستنزاف وإطلاق الصواريخ باتجاه الأماكن الحساسة في الكيان الصهيوني يخلق نوعا من توازن الرعب ويرغم الكيان الصهيوني علي رفع راية الاستسلام وكل العالم بات يعرف أين تكمن نقاط قوة الكيان الصهيوني وأين نقاط ضعفه.

 

وانتقد خبير الشؤون الدولية صمت المؤسسات الدولية وبعض الأنظمة العربية المتخاذلة إزاء المجازر في غزة قائلا انه علي مر الزمن كانت ومازالت إسرائيل العنصر الثابت في أي تسويات إقليمية ودولية والجانب العربي عنصرا متحركا بمعنى ان امن الكيان الصهيوني يعتبر خطا احمر لا يمكن تجاوزه.

 

وأضاف هاني زادة ان عدوى هذه النظرة الخاطئة تحولت إلى بعض الأنظمة العربية المتخاذلة بحيث باتت هذه الأنظمة تدافع عن امن إسرائيل ولكنها لا تعير إي اهتمام لأمن الشعب الفلسطيني.

 

وتطرق إلى المصير الأسود الذي ينتظر الأنظمة العربية المتخاذلة قائلا ان المرحلة القادمة سواء انتصرت المقاومة الإسلامية في غزة أم لم تنتصر ستكون مرحلة مصيرية للأنظمة التي تواطأت ضد حماس والشعب الفلسطيني وهذه المرحلة ستحدد مصير الأنظمة العربية.

 

كما اعلن رئيس المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان ان الكيان الصهيوني يحاول تحقيق هدفين من خلال هجومه علي قطاع غزة.

 

الهدف الأول السيطرة على مراكز انطلاق الصواريخ والهدف الثاني إرغام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الاستسلام والرضوخ إلى السلطة الفلسطينية في رام الله.

 

وأضاف ان الكيان الصهيوني لم يتمكن من تحقيق أي من الهدفين لا بل المقاومة الإسلامية أصبحت اليوم أكثر قوة وصلابة والمقاومة إذا ما استمرت بصمودها خلال الأيام القليلة القادمة سوف تحقق النصر المؤزر.

 

وتطرق رئيس المركز العربي للدراسات الإيرانية إلى معنويات الشعب الفلسطيني في غزة قائلا ان سكان غزة يدافعون نيابة عن الأمة الإسلامية برمتها والتاريخ سيسجل بطولاتهم وتلاحمهم مع المقاومة الإسلامية وعلى الجميع ان ينحني أمام هذه البطولات والشموخ.                                       

 

وأعرب صدقيان عن أسفه إزاء مواقف بعض الأنظمة العربية تجاه أهالي غزة  قائلا انه لمن المؤسف ان بعض الأنظمة العربية تستضيف سفراء الكيان الصهيوني في عواصمها في حال ان الرئيس الفنـزويلي يطرد السفير الإسرائيلي وهذا يعتبر أمراً مخزياً للأمة العربية.

 

كما انتقد النظام المصري بسبب قيامه بإغلاق معبر رفح قائلا ان التاريخ لن يغفر للأنظمة العربية التي تواطأت مع الكيان الصهيوني حيث ان هذه الأنظمة سوف تواجه مشاكل جمة من قبل شعوبها.