2008/02/08

 

مقدم البرنامج: محمود رمك

 

الضيف: د. باقر لنكراني (وزير الصحة والتعليم الطبي الايراني)

 

محمود رمك: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في حلقتنا اليوم سنناقش موضوع الطب والصحة، بعد 30 عاما من الثورة الاسلامية في ايران وما هي اهم التطورات الحاصلة في هذا المجال ومعنا لمناقشة هذا الموضوع الدكتور باقر لنكراني وهو وزير الصحة والتعليم الطبي الايراني. معالي الوزير بداية بالنسبة لتدريب الكادر الطبي ، يعني كل العمليات التي تتم في كثير من البلدان وخاصة البلدان التي هي في طور النمو تسعى الى ايفاد بعثات الى الخارج ام انه في ايران كل الكوادر الطبية يتم تدريبها في الداخل الايراني؟

 

د. باقر لنكراني : حاليا في البلاد نستطيع ان نقول ان جميع الدورات والورشات التخصصية نتولى بها بانفسنا ولكن قبل الثورة كانت هناك فقط سبع برامج لتربية اطباء اخصائيين في الامراض السريرية ولكننا بعد الثورة رفعنا ذلك الى 24 فرعا ونقوم بتدريبهم في مئة نقطة وهم ايضا للحصول على شهادة الدكتورا في الامراض السريرية وهناك ايضا فروع تخصصية اربعين فرعا ايضا نقوم بتدريب الاخصائيين في اكثر من ثمانين نقطة في البلاد وهذا ادى لكي نؤمن التعليمات والتأهيل الكافي داخل البلاد ولكن احيانا استجابة للدورات التكميلية نبعث اشخاصا الى الخارج او يأتي استاذة من خارج بلادنا الى الداخل او نحن نوفد اساتذة الى خارج البلاد ولكن اساسنا التعليمي الحالي اصبح عاما ونعمل بالاستفادة من امكانياتنا الذاتية.

 

محمود رمك: هي ايران وصلت الى درجة يمكن القول انها اصبحت مكتفية فيما يتعلق بكثير من الاختصاصات الطبية؟

 

د. باقر لنكراني: استطيع ان اوضح هذا الموضوع بهذا المثال، اثناء انتصار الثورة الاسلامية كان لدينا 3000 طبيب اجنبي يعملون في ايران كانوا لايفهمون لغتنا وكانوا يواجهون مشاكل لتقديم الخدمات. حاليا ان عدد الاطباء الايرانيين هم اكثر من 120 الف طبيب داخل ايران وايضا اطباء الاسنان اكثر من ثلاثين الف واطباء الصيدلة وكلهم خريجي داخل البلاد.

 

محمود رمك: ما هي اهم الانجازات الحاصلة طوال الثلاثين السنة التي مضت من انتصار الثورة الاسلامية؟

 

د. باقر لنكراني: من احدى اعقد الاجراءات العلاجية والدوائية موضوع زرع الاعضاء وطبعا هذه العمليات اصبحت عادية في ايران مثل عمليةقرنية العيون التي نحن نقوم بآلاف العمليات سنويا. ايضا فيما يتعلق بالكلية حوالي 500 عملية زرع لكلي نقوم بها في ايران. ايضا هناك 500 عملية للعظام والنخاع. كما تعلمون هذه العملية هي عملية مهمة جدا لمعالجة بعض السراطين وانه يوفر العلاج النهائي له. ايضا هناك امراض مثل امراض الدم ، حول الكبد ايضا لدينا مراكز فعالة تجري سنويا اكثر من 200 عملية. ايضا فيما يتعلق بزرع القلب سنويا حوالي 50 عملية تتم في ايران بنجاح. هذا كنموذج من الخدمات التي تقدم. ايضا هناك عمليات جراحية خاصة مثل القلب. في العام الماضي حوالي 15000 عملية فتح قلب تمت. ايضا هناك عمليات الانجوغرافي التي تتم من دون فتح القلب. ايضا في مجال العيون انتم تعلمون في ايران ربما اكثر من عدة آلاف سنة هذا الطب مزدهر في ايران. حاليا ايضا لدينا مراكز جدا ممتازة وتقوم سنويا باستقبال الآلاف من المرضى من الاجانب من مختلف الدول القريبة والبعيدة ، يأتون لتلقي العلاج في هذه المراكز.

 

محمود رمك: ما هي الاختصاصات التي ترون انفسكم قد ابدعتم فيها؟

 

د. باقر لنكراني: اساسا ان الخدمات الطبية وعلم الطب هو علم مشترك انساني ويعتبر ميراث انساني مشترك ولكن بعض الاجراءات التي اتخدت في الجمهورية الاسلامية الايرانية، اخذت طابعا خاصا ونحن من قلائل الدول التي نستفيد من الخلايا الجذعية لاجراء العمليات الجراحية ونستفيد من ذلك لمعالجة التلف النخاعي وايضا مرض العقم وايضا لمعالجة بعض امراض العيون. في المستقبل القريب سوف نستفيد من ذلك لمرضى القلب. احدى الانجازات التي تشتهر به ايران ايضا هي موضوع طب العيون . لدينا مراكز ومؤسسات عديدة وكبيرة واطباء حادقين يعملون في هذا الاطار. ايضا هناك عمليات زرع العظام والنخاع ولدينا مركز يعتبر الثالث في العالم من حيث التجارب والخبرات والخدمات المقدمة.

 

محمود رمك: بالنسبة لصناعة الدواء، هناك مرض نقص المناعة او الايدز وانتم اكتشفتم دواء للسيطرة عليه، الى اين وصلت انجازاتكم في هذا المجال؟

 

د. باقر لنكراني: فيما يتعلق بالدواء حققنا لحسن الحظ انجازات كبيرة في ايران ونقوم بانتاج الادوية على اساس التكنولوجيا وتابعنا ذلك بشكل حثيث. حاليا هناك 9 نتاجات لأدوية ونحن في الرتبة الثانية. ايضا نقوم بانتاج ادوية بايوتكنولوجيا سبعة انواع ادخلناها الى السوق. هناك امراض تصيب المخ والنخاع ويؤدي الى الشلل واختلالات في الحركة، ان علاج هذا المرض قبلنا كانت الولايات المتحدة فقط تنتجه ونحن اصبحنا البلد الثاني الذي نقوم بانتاج هذا العقار. حاليا نصدر هذا العقار الى اكثر من 5 دول اخرى. احدى الادوية المهمة وهي أيمون التي ننتجها نحن حصريا ومن خصائص هذا الدواء يرفع سقف المناعة لدى الاشخاص مقابل الايدز ولهذا السبب يؤدي الى الحيلولة دون التعفن داخل جسم المريض ولحسن الحظ ان هذا الدواء انتج في ايران ونحن نقوم بتصديره والدول التي استفادت من هذا الدواء نتائجها كانت مرضية لمكافحة مرض الايدز. ايضا هناك دواء يسمى انجي بارس الذي يعالج المرض السكري ومن فوائد هذا العقار ان الاشخاص الذين يصابون بهذا المرض خاصة من ناحية القدمين ويضطرون لقطع اقدامهم فانهم بتناول هذا العلاج سوف لاتقطع اقدامهم وواجه هذا العقار ترحيبا كبيرا.

 

محمود رمك: انتقل الى بلدين الجارين الذين تعرضا للاحتلال اي العراق وافغانستان، ما هي الاعمال التي قمتم بها فيما يتعلق بالخدمات الطبية تحديدا؟

 

د. باقر لنكراني: فيما يتعلق بافغانستان لدينا مستوصف ومستشفى الهلال الاحمر هناك وتعرض خدماتهم بالاضافة الى ذلك لدينا اتفاقية مع وزارة الصحة الافغانية وايضا مع الهلال الاحمر الافغاني لدينا اتفاقية تعاون في مجال العلاج والطب وكلما طلبت منا مساعدة في المجال الطبي سعينا لتلبيتها. هناك ايضا مليون وخمسمائة الف افغاني لاجئ حاليا موجودون في ايران. اما فيما يتعلق بالعراق ايضا من ناحية الظروف الخاصة السائدة في العراق فان تعاوننا ربما يكون اقل ولكن ايضا هناك هلال احمر له مستوصفات في مناطق العتبات المقدسة نقدم خدمات للزوار الايرانيين ولاشخاص آخرين ولدينا ايضا اتفاقية مع الحكومة العراقية لتحسين والتعاون العلاجي بيننا ونحن نأمل ان يكون لدينا تعاون افضل في المستقبل وان عدد من ادويتنا تصدر الى افغانستان وايضا الى العراق.

 

محمود رمك: فيما يتعلق بغزة ما هي برامجكم لمد يد المساعدة الى اهالي غزة؟

 

د. باقر لنكراني: منذ اليوم الاول من العدوان الصهيوني الغاشم شهدنا تهافت من قبل الاطباء والممرضين الايرانيين يطالبون بتوفير الارضية لكي يتواجهوا الى غزة ولقد بذلنا مساعي كثيرة حتى نتمكن من تنفيذ ذلك عبر مصر. الحكومة المصرية لم تتعاون معنا للاسف ومازلنا نواصل الاتصالات مع الحكومة المصرية وايضا مع المنظمات الدولية للاسف لم تتاح لنا هذه الفرصة للحضور. في فترة الحرب بعثنا طائرة في الطواقم الطبية والتجهيزات الطبية وتم تخليتها في الاراضي المصرية واخبرتنا الحكومة المصرية بانها ارسلت تلك الادوية الى غزة ولكننا للاسف لم نشرف ولانعلم ماذا حدث. ايضا تعلمون بقضية السفينة الايرانية ووصلت الى غزة لكن الزوارق الحربية الاسرائيلية منعتها وبالتالي جاءت وافرغت حمولتها في بيروت.

 

محمود رمك: مشاهدينا الكرام تابعتم هذه الحلقة من برنامج من طهران ضيفي في الاستوديو الدكتور كامران باقري لنكراني شكرا جزيلا لك دكتور. حتى الملتقى في الاسبوع المقبل استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.