مجري الحوار: سالم جاري

 

فضيلة الدكتور احسان البعدراني الباحث والكاتب الاسلامي السوري من دمشق 

 

فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا الباحث الاسلامي والمفكر الجزائري واستاذ مادة الفلسفة والفكر الاسلامي في جامعة الجزائر

 

فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم الباحث الاسلامي والمفكر الجزائري واستاذ مادة الفلسفة والفكر الاسلامي في جامعة الجزائر

 

د. سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ صدق الله العلي العظيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحوار: مرفأ الحوار، عنوان هذه الحوار: الامة الاسلامية ومواجهة التحديات. لقد واجهت الامة الاسلامية قديما وحديثا عدوا شرسا استطاع ان يتغلغل بين صفوف هذه الامة وان يبحث ويفتش جاهدا عن ثغرات تارة عن طريق الاختلافات المشروعة وتارة عن طريق بعض الثغرات فحولها وعمقها بعد تعميقها حولها الى فتن والى مشاكل وعقبات أمام توحيد هذه الامة وجمع كلمتها وجعلها امة واحدة صامدة بوجه اعدائها كما اراد لها الله تبارك وتعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) من هنا نجد ان المسؤولية كبيرة وعظيمة تقع على عاتق النخبة من الامة على العلماء على المفكرين بل تقع على الشعوب الاسلامية جميعاً بوصفها القاعدة التي تنطلق منها هذه النخب، اذن في الحلقة مشاهدينا الكرام محاور عديدة تتعلق بأهم التحديات التي تواجه هذه الامة الاسلامية المباركة وايضا تتعلق بالسبل الكفيلة بازاحة وازالة هذه العقبات وايضا تتعلق بترجمة وتحويل نتائج مثل هذه المؤتمرات التي كان آخرها قد عقد في طهران تحت عنوان: (وحدة الامة الاسلامية)، كيف تترجم نتائج مثل هذه المؤتمرات الى عمل ملموس والى واقع فعلي من شأنه ان يزيل تلك العقبات ويوحد هذه الامة، مشاهدينا الكرام معي لبحث محاور الضيوف الكرام معي هنا في فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم الباحث الاسلامي والمفكر الجزائري واستاذ مادة الفلسفة والفكر الاسلامي في جامعة الجزائر، ايضا معنا فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا رئيس المجلس الاعلى للائمة في ساحل العاج، وسينضم الينا من دمشق عبر الاقمار الصناعية فضيلة الدكتور احسان البعدراني الباحث والكاتب الاسلامي السوري. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً واحيي باسمكم ضيوفنا الكرام وابدأ مع فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم، احييكم ضيفنا الكريم وضيفينا ايضا الكريمين الآخرين مرة اخرى ونرحب بكم ونتمنى لكم جميعاً ان شاء الله تعالى طيب الاقامة في بلدكم في الجمهورية الاسلامية الايرانية. هنا السؤال الاول فضيلة الدكتور لا شك ان هناك تحديات تواجهها الامة الاسلامية بحيث ان اعداء الاسلام واعداء الامة استطاعوا ان يوصلوا الامة الى حد تكفير ان يكفّر بعضها بعضا بل ان يبيح بعضها دم البعض الآخر مع ان الفريقين يشهدون ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اذن ما هي أهم هذه التحديات؟

 

فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله واصحابه اجمعين. اولاً بادئ ذي بدء اعلن عن سعادتي بوجودي في هذه الجمهورية الاسلامية العظيمة وان اكون ايضا ضيفا في حلقتكم هذه المتميزة التي تعالج واقع الامة الاسلامية بايجابياتها وسلبياتها وهذه خطوة عظيمة نحو تشخيص الداء بحثا عن الدواء، وثالثا ان الموضوع الذي تعالجونه في هذه الليلة والذي كان موضوع ملتقانا هذه السنة الوحدة الاسلامية والتحديات هو صميم واقع الامة الاسلامية كما تعيشه الآن ولذلك ان جاز لي ان ابدأ بالحديث عن اهم التحديات التي نواجهها فانه يمكنني ان اقول بأن هذه التحديات يمكن ان نقسمها الى قسمين، هناك تحديات ذاتية نابعة من داخلنا وموجودة في واقعنا المحلي وهي تحديات ينبغي علينا الكشف عنها كما يكشف الانسان عند الطبيب عن علله ليبحث عن الدواء، وهناك تحديات من خارج الذات ولكن ايضا نحن مطالبون بأن نكون واعين بهذه التحديات كي نستطيع ان نستعد ونعد لها لاننا عندما نعد ونستعد لهذه التحديات فذلك هو ايضا نوع من تشخيص الداء ونوع من البحث عن الدواء، اذا جاز لنا ان نقول بأن التحديات الداخلية هي تحديات لا تعد ولا تحصى ولكن ينبغي علينا ان نبدأ بتحديد اهم التحديات التي تواجهنا، في اعتقادي الخاص ان اهم تحدي نبدأ به هو الجهل والامية والتخلف هذه من داخل واقعنا لاننا نعاني تخلفا ذهنيا ونعاني تخلفا ثقافيا ونعاني تخلفا اجتماعيا ونعاني بالخصوص تخلفا علميا وتكنولوجيا ولذلك فاننا نقول بان الامية الآن يمكن ايضا ان نقسمها الى مجموعة من الاميات هناك الامية البسيطة الساذجة الامية الابجدية وهذه قد يمكن تجاوزها لاننا فعلاً نبذل جهودا لتجاوزها ولكن الاهم من ذلك هو الامية الثقافية التي تتطلب نوعا من الوعي تتطلب نوعا من الاعداد تتطلب نوعا من الاستعداد هذه امية لابد ان نكون واعين بها، وايضا هناك الامية التكنولوجية وهو ان نمتلك وسائل التكنولوجيا التي تمكننا من الاتصال في العالم لان في اتصالنا في العالم ومحاولة اكتساب والتحكم في التكنولوجيا التي يملكها هناك نوع من الندية التي علينا ان نقوم بها لنكون ندا له ونكون على استعداد لان نواجهه بالاستجابة المطلوبة التي يتطلبها ويتطلبها التكنولوجيا اذن الامية بجميع مستوياتها هي التحدي الاول التي علينا ان نواجهه، ثانيا هناك التحدي الذي يكمن في هذه الطائفية والمذهبية والعصبية وهذا ايضا دليل على فقدان الذات وتخلف الانسان المسلم بالنسبة لما يعانيه وهي ان دل على شيء فانما تدل على وجود سذاجة في عقولنا وعدم وعي في ضمائرنا وعدم المام بمقومات شخصيتنا ومقومات هويتنا ومجتمعنا كذلك هناك ايضا ما نعانيه من ابتلاء بالجمود والتزمت والتخلف العقلي بمعنى اننا بدل ان نبحث عن ما يقدمنا الى الامام نعود الى الانغلاق نعود الى الانزواء نعود الى الانكفاء عن الذات وهذا ليس في صالحنا الآن ولا يمكن ان يكون في بأية حال من الاحوال عاملاً من عوامل تقدمنا لان الانسان المنغلق داخل سجن معيّن لا يمكن ان يرى الحياة كما ينبغي ان تكون، هناك ايضا عامل من التحديات المحلية وهو الاستبداد الذي يحول دون اعاقة يعني نوع من الاعاقة الذاتية التي تحول دون الابداع.

 

د. سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً لكم فضيلة الدكتور عبد الرزاق سأعود اليكم والى فضيلة الشيخ ابو بكر بعد ان انتقل الى دمشق حيث فضيلة الدكتور احسان البعدراني، السلام عليكم فضيلة الدكتور.

 

فضيلة الدكتور احسان البعدراني: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

د. سالم جاري: حياكم الله. يعني سماحة الشيخ لاحظت الامة بشكل ملموس والشعور بالذات انه لولا اتحاد الامة ولو بصورة شكلية لما استجاب حتى العدو الاسرائيلي ولما كف عن غيه وعدوانه وحربه الضروس على الشعب الفلسطيني الاعزل فمن هنا ظهرت الحاجة واصبحت ماسة الآن ما دور النخبة لكي تتناغم من الشعوب مع القاعدة من اجل توحيد هذه الامة الاسلامية؟

 

فضيلة الدكتور احسان البعدراني: اخي الكريم سؤالك لخصه واجاب عنه الإمام القائد الخامنئي في لقائنا له يوم امس في كلمته للسادة العلماء والمفكرين في هذا الجمع الطيب وكان الاخوة الذين معك في الاستوديو موجودون ايضا في هذا اللقاء التاريخي، في هذا اللقاء التاريخي لخص الإمام القائد ما يجب على العلماء ان يقوموا به وهو اولاً الجهاد وما يقصده الجهاد بكل انواعه واشكاله وكلام اخينا الدكتور من الجزائر انما هو تحت عنوان الجهاد، التحديات التي تحدث عنها انما هي تحت عنوان الجهاد الذي دعانا اليه الإمام الخامنئي، الجهاد العلمي الجهاد التكنولوجي الجهاد ضد التفرقة الجهاد ضد التعصب ولخص هذا الإمام الخامنئي بالدعوة الى الجهاد بكل انواعه ولخص بنقطة اخرى الا وهي نفي التفرقة اشكال التفرقة انواع التفرقة الجهل هو مما يفرق، التعصب مما يفرق، البعد عن الجوانب العلمية مما يفرق ويبعد المسلمين عن الوحدة، والجهاد الذي دعا اليه الإمام الخامنئي على انه السبيل لوحدة الامة وقد تحقق من خلال ما جرى في غزة وما جرى في جنوب لبنان المقاومة وحدت الشعوب والمقاومة دعت الملوك والسلاطين والامراء والرؤساء الى ان يلتفوا نحو هذه المقاومة التي هي جزء من الجهاد، المقاومة جزء من الجهاد الذي يسمى بالقتال والقتال الذي هو كره على الانسان الا ان الله سبحانه وتعالى اذن به لان الانسان اذا ظلم او اخرج من دياره او اعتدي على عقيدته او أُذي في ابنائه وارضه فلابد له من القتال الذي هو جزء من الجهاد، هذه المقاومة وحدت الامة في هذه الظروف العصيبة وفي هذه الاوقات التي تكالب اعداء الاسلام عليها وتكالب اعداء الاسلام على الاسلام التحديات كثيرة وكما قال الاخ الكريم الدكتور من الجزائر هناك تحديات سياسية هناك تحديات ثقافية هناك تحديات اجتماعية هناك تحديات علمية هناك تحديات اخلاقية ما احوج الامة اليوم الى العودة الى هذين العنوانين الجهاد ونفي كل ما يدعو الى الفرقة وخاصة هذا الامر يقوم به العلماء من على منابرهم في المساجد في مجالس العلم في لجامعات في المعاهد في المدارس الشرعية في الحوزات في الحسينيات في كل موقع انها مهمة اولي الالباب اولي الابصار انها مهمة العلماء التي عليهم ان يقوموا بها وعليهم ان يتحملوا المسؤولية واهم ما كنا عليه في مؤتمر الوحدة الاسلامية الثاني والعشرين الذي ركزنا فيه على ان نبعد كل انواع التفرقة ابتداء من التعصب وابتداء من المذهبية المنقوتة المتشددة المتطرفة وقد دعوت في بحثي في ما دعوت كما دعا الاخوة الآخرون الذين معك في الاستوديو دعوت واياهم الى العودة الى القرآن الكريم الى ثوابت هذا القرآن الكريم التي لا يختلف عليها العلماء الفقهاء الائمة من قبل ومن بعد والجهل هو امر خطير لذلك على العلماء ان ينفروا عن المسلمين الجهل بمذاهبهم التي هي تستقي من ثوابت القرآن الكريم وان يدعوا كل الامور الفرعية كل الامور الشكلية التي فيها الدعوة الى الهيئة دون المضمون الى الشكل دون الجوهر، من يختلف بين ابناء المذاهب على العبادات على الطاعات من يختلف بين ابناء المذاهب الى الثوابت القرآنية العظيمة الحرية المساواة التعارف الذي يقود الى التعايش، التعايش الذي يقود الى التعاون، التعاون الذي يقود الى النفع لابناء البشرية جمعاء وليس للمسلمين.

 

د. سالم جاري: شكراً لكم سماحة الشيخ شكراً لكم، سأعود اليكم، مشاهدينا الكرام اعود بالسؤال الى فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا، احييكم مرة اخرى سماحة الشيخ، يعني سماحة الشيخ استمعتم الى ما تفضل به الضيفان الكريمان ولاشك يعني ان الامة بعد هذه التحديات اصبحت واعية الى حد كبير انها لا تسلم بكل ما يقوله الساسة اذا تعارضت رغباتهم وما يرومون مع تطلعات الشعب الذي يريد الحرية ويريد ان يظهر أمام اعداء الاسلام بانه فعلاً امة اسلامية كما قال القرآن الكريم ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ اذن كيف تنظرون الى هذه المسألة؟

 

فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. حقيقة بالاضافة الى ما قاله الدكتور والشيخ هناك تحديات خارجية وتحديات داخلية، ولكن الذي يهمني انا هو التحديات الداخلية ما يتعلق بنا وقليلاً ما نقبل على ذلك ونتوجه دائما الى تحديات او عوامل خارجية الاستعمار والصهيونية، صحيح هناك صهيونية وفيه استعمار ولكن ماذا عملوا وماذا عملنا، فالصهيونية فكرة جاءت من اليهود بعض اليهود بحثوها وعن عوامل تطبيقها وطبقوها حتى وصلوا الى انشاء اسرائيل ونحن لما اخذنا الفكرة اخذنا الكلمة ولكن لم نتغلغل في دراسة الفكرة وكيف ومعرفة اساليب تطبيق هذه الفكرة وكيف نواجهها، واجهنا الفكرة عاطفيا، فبقينا نردد الكلمة الصهيونية ولكن العالم لا يعرف عنها شيء فبدأت الصهيونية تتقدم ونحن نصرخ تحقق ونحن نبكي ولذلك اقول ان التحدي الكبير هو فينا، الله سبحانه وتعالى يقول ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾  فهذه الكلمة يجب علينا كمسلمين ان نتعرف على انفسنا وان نتعرف على غيرنا فمعرفتنا على انفسنا قليلة ومعرفتنا لغيرنا اقل فلو بقينا في هذا الاطار فمن الصعب علينا ان نحل المشاكل فمثلاً بحوث الجامعات الاسلامية في البلاد العربية والاسلامية لن تجد فيها جامعة اسلامية واحدة فيها قسم لدراسات الغرب وما من جامعة غربية الا وفيها قسم لدراسات الشرق والاسلام وهذا من زمان، ما من مقالة تخرج من البلد الاسلامي الا ويكون عليها شخص في كل البلاد الغربية يدرسونها ما من كتاب الا ويدرسونه ونحن لا ندرس الغير ولا نقرأ لهم ولا نقرأ كتبهم فاصبح حالنا معهم كحالنا مع الشيطان وهو قبيل ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ هم يعرفوننا ولا نعرفهم فاذن اذا واجهناهم بهذا الاسلوب فسوف نخسر دائماً ولذلك اعتقد ان دراسة العلوم الانسانية لابد ان ندخلها في جامعتنا وفي معاهدنا وندرس الشريعة والنصوص ولكن دراسة الوقائع والانفس قليلة جداً فكل هذه الاشياء نقائص عندنا لابد ان نحولها، فمثلاً قبل ان يأتي الاستعمار الى الجزائر ارسلوا بعض الرواديد، قرن قبل الاستعمار لدراسة الجزائر وهكذا فعلوا في افريقيا قبل استعمار افريقيا فلما عرفوا نقاط الضعف ارسلوا فقط خمسين نفر الى غرب افريقيا لاستعمارها، خمسين نفر فقط، لانهم عرفونا ونحن حتى الآن لا نقلدهم ولا نعرفهم وهذه هي المشكلة الاساسية نريد ان نواجهها، المشكلة الثانية بالنسبة للمسلمين هو مشكلة التربية وهذه مشكلة التربية اشار اليها سبحانه وتعالى ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ هذه كلمة تزكية كل ما قلناه رجعونا الى الصوفية لا، التزكية هنا بالمعنى الحضاري بالمعنى الادبي تصفية الانسان روحيا تصفيته عقليا تصفيته نفسياً وتصفيته اجتماعيا وتصفيته اقتصاديا وتصفيته في كل الظروف حتى نعطيه بعدا حضاريا وهذا لا يوجد كذلك في جامعاتنا قسم لتصفية الانفس فاصبح عندنا كثير من التكاتر العقول مليئة والقلوب فاضية والتربية الصحيحة غير موجودة فنقول نحن مسلمون والاسلام عنا بريء ولذلك اقول ان التحدي الصحيح والحقيقي هو فينا فاذا عالجنا انفسنا وعالجنا عن نقاط الضعف فينا وحاولنا ان نعرف الآخرين ونعرف الداء فاذا عرفنا الداء فسوف نكشف الدواء.

 

د. سالم جاري: احسنتم كثيراً جزاكم الله تعالى خيرا فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا على هذا التقديم الطيب هذا الذي قدمتموه وما يؤيد كلامكم ان الإمام علي (عليه السلام) قال ما غزي قوم في عقر دارهم قط الا ذلوا. ونحن الغرب يغزونا بثقافته كما تفضلتم وتفضل الضيفان الكريمان ونحن فقط ندد واحيانا نرفض واحيانا نحذر ولا نفعل اي شيء، اذن دعني انتقل مرة اخرى الى فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم، يعني الآن تفضلتم جميعاً الى هذه التحديات وحجم هذه التحديات ولكن الحمد لله يعني لايزال الخير في امتي الخير موجود ان شاء الله تعالى في امة محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى اصحابه الكرام ونجد من بوادر الخير مثل هذه المؤتمرات التي تدعو اليها مثلاً الجمهورية الاسلامية في ايران وايضا هناك بعض المنظمات الاسلامية الخيرة ويعني الخير لايزال موجود على مختلف الاصعدة، ولكن السؤال الآن نحن منذ زمن طويل ندعوا الى هذه الوحدة يعني الآن سواء المثقف او الانسان العادي البسيط في البلاد العربية والاسلامية يقول نسمع كثيرا عن هذه الوحدة ونسمع ان هناك مؤتمرات قد عقدت وان هناك دعوات خيرة وانه وانه ولكن اما آن الاوان الى ترجمة مثل هذه المؤتمرات ومثل هذه الدعوات الطيبة المباركة ترجمة نتائجها الى واقع ملموس بحيث الآن كما تفضلتم جميعاً شخص الداء فمتى نجد الدواء متى يوضع هذا الدواء.

 

فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم: اولاً دعني انطلق من حيث انتهى الاخوان الفاضلان الدكتور احسان وفضيلة الشيخ ابو بكر وهو انه لمواجهة هذه التحديات لابد من تحصين الذات وتحصين الذات يبدأ بوعي ما عندك ووعي ايضا ما يكاد لك ما تواجه به عدوك، تحدث فضيلة الشيخ عن الاحتلال الاستعمار في الجزائر مثلاً او لافريقيا بصفة عامة، انا اقول انه حقيقة كما تفضل هو عندما جاء الاحتلال جاء معه المعلم وجاء معه القسيس وجاء معه الاغنية يعني جاء بوسائل مختلفة لزعزعة الذات هذا يزعزعنا ثقافياً المعلم، هذا يزعزعنا روحيا لانه يشككنا في ديننا، هذا يزعزعنا يشغل الشباب اخلاقيا وكل واحد يعطيه على حسب ما يستطيع حتى يحدث فينا زعزعة ولذلك قال الله تعالى ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾، وقال ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ اذن القضية ليست ادخالنا في ديانتهم او في ثقافتهم لا هو المهم اخراجنا من ثقافتنا ومن ذاتيتنا ومن  واقعنا ليسهل عليهم بعد ذلك استيلائنا، اذن كيف نواجه الآن هذا التحدي الذي هو تحدي داخلي وتحدي خارجي كما تفضل الاخوة اولاً مشكلتنا نحن الامة الاسلامية ان الله وحدنا ونحن فرقنا انفسنا، الله تعالى هوالذي قال ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ وفي آيات عديدة يدعونا ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ يعني آيات، المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه، يعني مجموعة من الآيات والاحاديث النبوية كلها تنطلق من اننا امة واحدة ولكن مشكلتنا نحن في اننا لم نع هذا ولم نطبق هذا وثانيا اننا هناك هوة يعني هناك فاصل بين اقوالنا وبين افعالنا نقول شيئا ونفعل عكس ذلك، نبتعد عن ما نقول ولا نطبق ما نقول، نأتي الى ملتقيات مؤتمرات هامة كهذه نشخص الداء ونجد الدواء ولكن عندما نعود الى واقعنا لا متابعة لا تطبيق ولذلك انتم سقتم كلمة الإمام علي (كرم الله وجهه) ونحن نسوق ايضا كلمة الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي يقول لك: لا يمكن ان يكون استعمار الا اذا كانت هناك قابلية لهذا الاستعمار، يعني لا يمكن ان نكون محتلين الا اذا كانت فينا القابلية للاحتلال.

 

د. سالم جاري: احسنتم، نحن مهدنا الارضية للاحتلال.

 

فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم: يعني شككنا في عقليتنا في ديننا في عقيدتنا في اخلاقنا لم نعد نحن كما نحن وبالتالي اذا تخلينا عن ذاتنا سهل على الآخر ان يبتلعنا وان يدخل الينا اذن القضية تكمن في ان اولاً نعي من نحن ووعينا بمن نحن هو اننا مسلمون ان الاسلام وحدنا وان الاسلام نبذ اية دعوة الى العصبية والى الدعوة الى المذهبية والى الدعوة الى العنصرية في حدود الفتنة يعني لا مانع من ان نكون لان المذهبية او ان تكون على مذهب كذا او على مذهب كذا هذا عامل قوة في الاسلام وليس عامل ضعف وبالتالي فان المذهبية تعطينا عامل قوة لاننا نجد فيه الفتوى هنا او الفتوى هنا التي تستطيع ان تخفف عنا مشاكلنا وبالتالي ان تكون مالكيا او شافعيا او حنبليا او اباظيا او سنيا او شيعيا فهذا عامل قوة وليس عامل ضعف وبالتالي نحن نجد مثلاً في بعض الازمات التي تحدث لنا عندما تضيق بنا هذه المذهبية نذهب الى المذهب الثاني لنجد فيها وكلنا اهل قبلة وكلنا من رسول الله نقتبس فاذن نحن الاساس في ان نواجه التحدي ان نكون نحن كما يجب ان نكون كما خلقنا الله وكما طلب منا ان نكون وكما هي حقيقة عقيدتنا التي هي عقيدة التوحيد وعقيدة الاتحاد فالاتحاد والتوحيد والوحدة هي المقومات الاساسية لشخصيتنا ولهويتنا ولامتنا ولكن للاسف الشديد اين نحن من هذه الامور، نعطي امثلة على ذلك مثلاً عندما بدأ الاستعمار في الجزائر عندنا اول شيء قام بشيئين الغى الاوقاف وضمها الى دولته وهذا الاوقاف مكسب عظيم للامة الاسلامية لان به تقضي على البطالة تقضي على الفقر تقضي على الامية تقضي على التخلف تقضي على الجهل فجاء الى هذا الباب واغلقه وقضى عليه والثاني حول المساجد الى كنائس عندنا مسجد كتشاوة من اعظم المساجد في العاصمة عندما جاء الاستعمار لتحويله وهو في وسط العاصمة جاء الى تحويله اتى بأحد علماء الجزائر في ذلك الوقت اسمه الشيخ محمد بن القبابطي احد علماء الجزائر اتى به وقال له يجب ان تقول لشعبك ان هذا المسجد لن يصبح مسجد من اليوم سيتحول الى كنيسة، بكى الإمام وهذا تحت القوة تحت التهديد وقال لئن تحولت القبلة في مسجدنا هذا فان اله القبلة لن يتحول من قلوبنا ابدا، هذا يعني العالم عندما يقوم بواجبه لتوعية امته بالحكمة يعني هو لا يستطيع ان يقف ضد العدو المسلح ولكن قال لهم اعلموا انكم اذا تحولت القبلة في هذا المسجد فان اله القبلة لن يتحول من قلوبكم ابدا وعاد مسجد كتشاوة بعد الاستقلال واقيمت فيه اول جمعة بإمامة رئيس جمعية العلماء والآن والحمد لله يأمه المصلون والمؤمنون في كل مكان اذن هذا ان دل على شيء فانما يدل على ان للعلماء وللمثقفين وللنخبة المتميزة وللحكام ايضا مسؤولية في توعية الامة بهذه التحديات واعداد الامة بالاستجابة ومواجهة هذه التحديات بالعلم والموعظة الحسنة.

 

د. سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً لكم فضيلة الدكتور. معنا اتصال من اليمن لعله الاخ عبد الله تفضلوا.

 

المتصل الاخ عبد الله من اليمن: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، يا ايها الاخوان اننا امة اسلامية ولابد ان نذهب الى التوحد ولكن هناك هجمة شرسة من الغرب وعلى رأسهم امريكا، انهم يقومون بتفريق الامة وقد قاموا بمشروعهم اللعين الذي اسموه بمكافحة الارهاب والذي جعل الامة تتصادم فيما بينها فلابد بالعودة الى القرآن لابد ان نعود الى القرآن الذي قال ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ فالارهاب هو فقط اعداء القوة وليس بالعدوان اما العدوان فان الاسلام يحرمه، واستخدام القوة للدفاع عن الدين وعن الحق وعن العدل هذا جهاد اذن لابد ان نعود الى تسمية العدوان كعدوان وجريمة اما الارهاب فهو في اعداد القوة فقط وهذا لا يكابح ولا يجوز تسمية العدوان بأنه ارهابا لانه في ذلك تناقض مع قول الله لابد من العودة الى القرآن وجعل هذه الآية شعارا لنا نتوحد تحتها، لنقول للعالم بان الامة الاسلامة وان الدين الاسلامي هو دين سلام.

 

د. سالم جاري: احسنتم شكراً جزيلاً لكم، حياكم الله وصلت فكرتكم، دعني آخذ هذا الاتصال من الاخ خالد من سوريا تفضلوا.

 

المتصل الاخ خالد من سوريا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى ضيوفك الكرام.

 

د. سالم جاري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله، تفضلوا.

 

المتصل الاخ خالد من سوريا: لدي مداخلة صغيرة وهي اخي الدكتور انه في البداية بمعالجة التحديات الداخلية نستطيع ان نعالج التحديات الخارجية وان هذه التحديات اخي الدكتور تتعلق بالمسألة الفكرية العقدية اهم شيء ان ينظر كيف ينظر المسلمين بعضه الى بعض تتجلد هذه المشكلة، المشكلة الفكرية تحل كثير من الامور، ثانيا يعني هذا اجابة على احد الاسئلة انه ما دور العلماء، اهم شيء في دور العلماء هو تعرية الحكام اذا تعرى الحاكم يستطيع ان يفهم الشعب هو اين موقفه اين حريته يستطيع ان يقيّم ماذا يقوم به هذا الحاكم هل ينسجم مع فكره الاسلامي ام لا ينسجم وشكرا لا اطيل عليكم اكثر.

 

د. سالم جاري: حياكم الله شكراً جزيلاً لكم، معنا الاخت مها من لندن تفضلوا.

 

المتصلة الاخت مها من لندن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

د. سالم جاري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

المتصلة الاخت مها من لندن: عندي سؤال قديم وسؤال حديث، اما السؤال القديم فهو من التجربة القديمة من الوحدة الاسلامية عندما امتدت الخلافات مساحات شاسعة قيل عندها انها تفككت لانها اصبحت لا مركزية فهل لو تمت الوحدة الاسلامية فكيف حمايتها اذا امتدت من اقطاب الغرب شرقها الى غربها شمالها الى جنوبها يجب التخطيط لكي لا تتفكك من جديد قياسا بما حدث في الماضي بالنسبة للخلافة سواء العباسية او التركية الى آخره، اذن المساحات الشاسعة هي تؤدي الى التفكك فما العمل، اما بخصوص الوضع الحالي فنجد بأن الشعوب الاسلامية شبه متحدة ولكن العيب في حكام الاسلام يعني الحكام المسلمون غير متحدون لان بعض منهم يجد هواه في المال ويريد ان يحافظ على ثروته وعلى ماله فبالتالي هذا يتعارض مع التضحية من اجل الاسلام ونراه يتحالف مع قوى رأسمالية ومع قوى عالمية لا تمت بالصلة لا بالتراث ولا للثقافة ولا للدين ومن هنا اما هداية هؤلاء الحكام وهذا الشيء شيء صعب لان معنى ذلك ان يتنازلوا عن كراسيهم وان ماذا يا اخي الفاضل واخواني الشيوخ اترك الجواب عندكم شكراً جزيلاً.

 

د. سالم جاري: حياكم الله، شكراً جزيلاً للاخت مها من لندن، سأنقل تساؤلاتك هذه الى ضيفنا من دمشق فضيلة الدكتور احسان، فضيلة الدكتور نعم اعود اليكم بالسؤال ولعلكم ان شاء الله تعالى استمعتم الى ما طرحته الاخت مها من لندن فلكم التعليق تفضلوا.

 

فضيلة الدكتور احسان البعدراني: السؤال الاول الذي طرحته الاخت مها لو تمت الوحدة كيف حمايتها، الآن علينا ان نبحث عن الوسائل التي توصلنا الى الوحدة قبل ان نبحث عن الوسائل التي تحمي هذه الوحدة، الوسائل التي علينا ان نقوم بها من اجل الوصول الى الوحدة ليس هذا الحوار من خلال شاشة التلفزيون فقط وليس من خلال المؤتمرات الاسلامية وليس من خلال مجمع التقريب في طهران فقط الموضوع يحتاج الى جهود جبارة ومتعددة ومختلفة للوصول الى هذه الوحدة، اقول ماذا يتمخض عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الى الآن لا توجد قناة للتقارب، لا توجد قناة تطرح افكار التقريب لا توجد معاهد او جامعات او مدارس مشتركة في العالم الاسلامي ضمن مناهج مشتركة تثقيفية علمية دينية، ليس هناك مشاريع اقتصادية تدعم هذه المشاريع المتعددة المختلفة الثقافية التربوية الاجتماعية، واقول وبكل صراحة لا يمكن الوصول الى هذه المشاريع الا اذا كانت هناك مشاركة مع العلماء من قبل الحكام ومن قبل المؤسسات ومن قبل المراكز سواء المراكز الاستراتيجية الفكرية او المراكز الاقتصادية التي تضخ المال من اجل الوصول الى وسائل تؤدي الى هذه الوحدة، اذن هذه الوحدة تحتاج الى امور كثيرة وتفعيل كبير من المشاريع لا يمكن الوصول الى هذه الوحدة اذا وقفت الشعوب ضد حكامها وهذا ما يريده اعداء الاسلام مباشرة القضية ليست بالوقوف من الشعب ضد الحاكم ولا الدعوة له بالهداية المهم ان نوصل هذه الافكار التي تؤدي الى قوة الاوطان وقوة بلاد المسلمين من خلال الاطروحات العلمية الفكرية السليمة سواء كانت ثقافية او اقتصادية او دينية او ما شابه ذلك لابد ان نمد يد العون لهؤلاء الحكام بوعي وصدق ونظافة ان يكون العلماء نظيفين في ايديهم نظيفين في عقولهم نظيفين في صدورهم نظيفين في اعمالهم ويؤدون النصيحة، الآن نحتاج الى لم الشمل المقاومة اثبتت وحدة الشعوب وسيرى الحكام وقد رأوا ان هذه المقاومة لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن الخروج خروج الحكام عن اطارها لانها وحدت الشعوب وبالتالي العلماء عليهم ان يعطوا الحكام نموذجا امثل نستطيع من خلاله تحقيق هذه الوحدة ثم بالتالي المحافظة على هذه الوحدة بالامكان حينئذ لان الوحدة لايمكن ان تصل اليها هذه الشعوب الا بالعلم الا بالايمان الصادق الا بالعمل الا بالقوة الاقتصادية الا بالاخذ بسنن الله في الكون في الحياة الا بفقه الاولويات وفقه الموازنات والترجيح الا بفقه الواقع الا بفقه المستقبل الا بفقه الشرع والموازنة بين فقه الشرع وفقه الواقع وفقه المستقبل وهذا علينا ان نضعه بين يدي الحكام، حكامنا شئنا ام ابينا هم قائمون المهم ان لا نوجد فجوة فيما بيننا وبينهم حتى لا يرتموا في احضان اعداء الاسلام في احضان اعداء الوطن ان لا ينخرط هؤلاء الحكام في المؤامرات التي تحاك او ان يكونوا جزءا من هذه المؤامرات او ان يساهموا في هذه المؤامرات علينا كعلماء ان نعطيهم الصورة المشرقة لحياتنا واعمالنا وان نبين لهم الصورة المشرقة لهذا الاسلام الذي به عزتهم في الدنيا وعزتهم في الآخرة بين يدي الله سبحانه وتعالى.

 

د. سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً لكم دكتور، دعني انتقل الى فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا، اذن فضيلة الشيخ استمعتم الى ما تفضل به الضيفان قبلكم والسؤال ايضا اعيده عليكم وهو اننا كيف نترجم نتائج مثل هذه المؤتمرات وهذه الدعوات المباركة الى واقع عملي ملموس بحيث يكون الامل اكبر لدى الشعوب الاسلامية.

 

فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا: بسم الله الرحمن الرحيم، والله الامر بسيط هو ان يكون عندنا سلوك علمي منهجي فأي مشكلة ممكن باذن الله ان نجد لها حل اذا درسنا وجدنا المفتاح فكل المشكلة هنا ليس فقط الكلام او تبادل الآراء ولكن كيف نترجم ذلك، مثلاً نأخذ مثال في الغرب اذا وجدوا واكتشفوا فكرة ويريدون ان ينشروها في العالم اولاً درسوا الفكرة ودرسوا ميدان تطبيق الفكرة واخذوا رجال وكونوهم على فهم الفكرة ثم على منهجية تطبيق الفكرة ونشرها في العالم بينما في افريقيا احيانا لما يكون هناك فكرة مثلاً مثل تحديد النص يؤخذ بعض النخبة ويعطوا بعض المنح الولايات المتحدة وفرنسا يتعلموا الفكرة ويتعلم كيف ينشر هذه الفكرة في اوساط الافريقية فالامريكان يرسل بعض الناس تيسكو الى افريقيا وينزلوا في القرى ويعيشوا معنا ومع نسوتنا يلبسوا ما نلبس ويأكلوا ما نأكل حتى يتعرفوا على حقائق نفوسنا فهؤلاء اذا جاؤوا بفكرة يطبقوها عندنا فيكون عندهم المادة العلمية لانهم يعرفوا نفوسنا ويعرفوا مجتمعيتنا ويعرفوا عاداتنا ويعرفوا تقاليدنا اما نحن لا ندرس شيء من هذه الاشياء وننطلق من القرآن وقال الله ولكن انزال هذا قول الله الى الواقع البشري لا ندرسه وكأنه شيء اتوماتيكي يكفي ان تقول قال الله، لا، فاذن المشكلة بالنسبة لنا لابد ان نعيد نظرنا في ابعاد المعرفة عندنا فهذه الابعاد لها بعد روحي للعلم وهناك بعد عاطفي للعلم وهناك البعد الثقافي للعلم فكل هذه الابعاد لابد ان يكون عالم ملم بها فالرسول يقول: العلم علمان علم في الارض وهو حجة عليك وعلم في القلب وهو حجة لك، فاذا كان الانسان مؤمن بفكرة في عقله وفي قلبه ويعيشه فيسهل عليه العمل به، فهذه الاشياء لابد ان نجد لها محل في تفكيرنا وفي جامعاتنا وفي اسلوب ايجاد الآليات التي نضع بعض المؤتمرات، فاذا وصلنا هذا ويكون عملنا عمل علمي ولم يكن عاطفي يكون بناء على دراسة ميدانية حتى دراسة انفسنا فالمصري غير السعودي نفسيا والسعودي غير الايراني نفسيا وثقافيا والسوري غير الجزائري فنحاول ان تبلغ نفس الدورة على الكل فهذه مشكلة، الدراسة الميدانية والمنهج العلمي فاذا وجدنا المفتاح الصحيح فلابد ان نصل ماوصل اليه فايران مثلاً عشرين او ثلاثين سنة الآن اصبحوا يخيفوا العالم، هناك ظروف يعني طرق ومنهج طبق في الجامعات هنا في ايران حاليا يدرسوا العلوم الانسانية واصلا وهذه الدروس العلوم الانسانية ويكونوا الطلبة على هذا فلو قامت بذلك الجامعات الاخرى بهذه الطريقة فالخريجين من هذه الجامعات يكونون عندهم كفاءة اجتماعية، اما اذا بقينا كبعض الجامعات لا يعرفون لغة البلد لا يعرفون تاريخ البلد ولا يعرفوا تقاليد البلد ولا يعرفوا الفروق الاجتماعية فهذا يزيد من مشاكلنا ولا ينقص منها.

 

د. سالم جاري: احسنتم كثيراً وقد قال القرآن الكريم ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ احسنتم، دعني اختم مع فضيلة الدكتور عبد الرزاق في دقيقة واحدة كلمة اخيرة تفضلوا.

 

فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم: كنت اود ان اجيب الاخت التي سألت من لندن ولكن مادام الوقت ضيق اقول كلمتين الوحدة الاسلامية التي ننشدها لا ينبغي ان تكون وحدة سياسية فقط ينبغي ان تكون وحدة سياسية مبنية على العلم ويقوم العلماء بوضع اسسها ويجسدها الساسة وليس العكس بمعنى ان نثقف السياسة ولا نسيس الثقافة، هذه النقطة الاولى، النقطة الثانية العيب يعني كيف نحمي الوحدة الاسلامية كما الاتحاد الاوروبي بنى اتحادا وهو لا يملك لغة واحدة ولا دين واحدة ولا ثقافة واحدة ولا عادات واحدة ومع ذلك حمى الوحدة وهي الآن تمشي بانتظار، ونحن نملك لغة واحدة ودين واحد وعقيدة واحدة كيف لا نحمل وحدة، ادعو الله لكم ولكل المستمعين المشاهدين بالتوفيق والسداد.

 

د. سالم جاري: حياكم الله، شكراً جزيلاً لكم فضيلة الدكتور. مشاهدينا الكرام في ختام هذه الحلقة اشكركم شكراً جزيلاً واشكر باسمكم ضيوفنا الكرام معي هنا في الاستوديو فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم استاذ مادة الفلسفة والفكر الاسلامي في جامعة الجزائر شكراً جزيلاً لكم فضيلة الدكتور، وايضا معنا فضيلة الشيخ ابو بكر فوفانا رئيس الائمة في ساحل العاج شكراً جزيلاً لكم، وايضا كان معنا من دمشق عبر الاقمار الصناعية فضيلة الدكتور احسان البعدراني الباحث والكاتب الاسلامي السوري شكراً جزيلاً لكم فضيلة الشيخ الدكتور، مشاهدينا الكرام اشكركم مرة اخرى والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...