مجري الحوار: محمود رمك
الضيف: د. محمد سعيدي (نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية)
محمود رمك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اذن هي ايران قد دخلت النادي النووي واكملت دورة الوقود النووية وخاصة المراحل الحساسة التي اعلن عنها الرئيس الايراني الدكتور محمود احمدي نجاد في اليوم الوطني للتقنية النووية في الجمهورية الاسلاميةالايرانية، هناك ايضا اختبار لجيل جديد للاجهزة الطرد المركزي ووصلت الاجهزة الى 7000 جهاز طرد مركزي. من مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية يسرنا ان نستضيف في هذه الحوار الدكتور محمد سعيدي وهو مساعد رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية للشؤون الدولية.
دكتور ايران اصبحت دولة في النادي النووي الان اكملت المراحل الحساسة جدا، استطاعت ان تصل الى مرحلة انتاج الوقود النووي وايضا اقراص اليورانيوم. هذا الانجاز ما الذي يميزه عن الماضي؟
د. محمد سعيدي: مع استكمال الخطوة النهائية لدورة الوقود النووية للبلاد نحن في الواقع العملي قد استكملنا جميع هذه المراحل وتمكنا ان نمتلك التقنية العلمية وايضا الصناعية ونتوفق في تحويل اليورانيوم الى اقراص الوقود وان الحدث الجديد الذي وقع خلال الايام القليلة الماضية ينم على اننا قد وضعنا فعلنا خطوة جديدة باتجاه الصناعة النووية وتمكنا من احراز تقدم نهائي بانتاج اقراص الوقود وان ايران اصبحت اليوم قادرة على تأمين وقود منشآتها النووية في المستقبل وهذه مرحلة حساسة واساسية. والقوى الغربية التي تقول انها قلقة من هذا الانجاز العلمي اريد ان اقول ان ايران لاتسعى وراء تخصيب اليورانيوم للأغراض العسكرية وانها ومن خلال انتاج هذه الاقراص الوقود اثبتت للجميع انها فعلا تريد ان تستفيد من هذا الوقود لأغراض سلمية ولاستخدامات مدنية فيما يتعلق بالطاقة النووية. حاليا نحن لدينا انتاج ثمانين طن وقود حاليا استملناها من روسيا لكننا استطعنا ان نستكمل هذه المسيرة وان ما تحقق في ايران علميا يجب ان يزيل كل القلق.
محمود رمك: ما هي الرسالة السياسية والرسالة التقنية اذا صح التعبير؟
د. محمد سعيدي: طوال فترة المفاوضات التي جرت على مدى السنوات الخمس الماضية وانا ايضا كنت مشاركا في المفاوضات كانت من احدى الاسئلة والاستفسارات الموجودة لدى الجانب الغربي انهم كانوا يسألوننا لماذا تقدم ايران على انتاج الوقود النووي في حين انها لاتمتلك بعض المفاعل التي تستخدم هذا الوقود فيه. اذن كانت هنا غموض ربما كانت تعزز بعض التصور لدى هؤلاء ان ايران ربما تستفيد من ذلك لأغراض اخرى ولكن من الناحية التقنية وكما قلت عندما اتضح الهدف من تخصيب اليورانيوم ايران حيث تقوم بانتاج هذا النوع من الوقود وتقوم بتزريقه في الانابيب الخاصة وهذا يؤكد ان الوقود التي ايران تقوم بانتاجه يستخدم في هذه المحطات النووية المدنية ونحن دشنا الخط الانتاجي الاول لهذا الوقود وقمنا بتبديل اليورانيوم الطبيعي الى اقراص ثم الى قضبان وفي المستقبل سوف نستفيد من ذلك في مفاعل اراك. من الناحية السياسية الرسالة ايضا واضحةوبعد ترشيد عمليات التخصيب في ايران فان الدول الغربية لم تعد تشعر لذلك القلق من عملية التخصيب وقبل افتتاح هذا المشروع كانت هناك شائبة في ذهنهم واليوم بامكان الجانب الغربي ان يواصل مفاوضاته مع ايران بطمأنينة اكثر والعمل باتجاه تسوية الخلافات والمسائل والقضايا الخلافية السابقة وكل ذلك قد مهد لهذه المفاوضات.
محمود رمك: سابقا كثر الحديث بان ايران تعاني من مشاكل فنية فيما يتعلق بنصب مزيد من اجهزة الطرد المركزي، الان انتم تتحدثون عن جيل متطور من اجهزة الطرد المركزي، هل لديكم مشاكل فيما يتعلق بنصب اجهزة الطرد المركزي وما ميزات اجهزة الطرد المركزية الجديدة؟
د. محمد سعيدي: خلال مرحلة كان بعض المسؤولين الامريكيين والاوروبيين اعلنوا ان ايران قد خفضت من سرعة التخصيب وان ذلك يعود الىالمشاكل الفنية التي تواجهها ايران في اجهزة الطرد المركزي وتلك الاقوال لاتمت الى الواقع بصلة وقد جاء المفتشون الى ايران ولاحظوا ان الاعمال تسير طبقا للبرنامج المتفق عليه مع الوكالة الدولية، الصناعة النووية لها برنامج خاص، وعلى اساس هذا البرنامج الخاص تتم متابعة الامور ولذلك لم يكن اي توقف في البرنامج وبعد التقرير الذي اعطته الوكالة في شهر نوفمبر عام 2008 وايضا في مارس آذار او في فبراير مجلس الحكام عقد اجتماعه وقدم التقرير في فبراير. انا اعتقد ان هذين التقريرين قد رفضا تلك التكهنات لدى الولايات المتحدة فيما يتعلق بسرعة اجهزة الطرد المركزي. وبالنسبة للاجهزة الجديدة هي من صنع محلي.
محمود رمك: بالنسبة للخطوات التي تقومون بها هل تعلنون كل خطوة تقومون بها للوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
د. محمد سعيدي: على اساس اتفاقية باتمان فان اي منشآت تستخدم فيها المواد النووية وتعمل تحت اشراف ومراقبة الوكالة الدولية حتى ان تقدير حجم المواد المستخدمة ايضا تحاسب من قبل الوكالة اذن فيما يتعلق بصناعة ليفينكي نحن قدمنا معلومات دقيقة والوكالة على بينة من ذلك، التفاصيل ايضا سيعرفها هؤلاء بعد عمليات التفتيش. اذن على ضوء اتفاقية باتمان يجب ان نقوم باعطاء الوكالة المعلومات دائما وباستمرار.
محمود رمك: ما هي الجدوى الاقتصادية فيما يتعلق بانتاج الوقود النووي في الداخل الايراني.
د. محمد سعيدي: الطاقة المتوفرة لدينا حاليا 10 اطنان انتاج سنوي يستخدم ذلك لاغراض بحثية في اراك وبعد عامين تقريبا سوف يتم تدشين ذلك. وان هذا النوع من الوقود اليورانيوم الطبيعي وان المعمل قد صمم بالشكل الذي يتيح طاقة انتاجية سنوية ثلاثين طن من اقراص اليورانيوم لاستخدام المفاعل التي تعمل بالمياه الخفيفة. طبعا هذا ليس في برنامجنا الانتاجي ولكن في المستقبل سوف يكون كذلك. فيما يتعلق بالتكلفة او الجدوى الاقتصادية لذلك اعتقد ان الذين يطرحون مثل هذه الاقوال ربما يريدون ان يمزحوا بعض الشيء وانت تعلم ان العالم مضطر ان يتجه في القرن الحادي والعشرين نحو البدائل من الطاقة وانه ليس هناك طاقة بديلة غير الطاقة النووية لتحل محل الطاقة الاحفورية وعليه فان الدول التي لديها القدرة على انتاج الوقود في القرن الحادي عشر ستكون صاحبة الكلام الاول في هذا القرن.
محمود رمك: البعض يقول بان البرادعي دائما التقارير التي كانت تصدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت حمالة الاوجه، كان لها اكثر من تفسير ولم تكن تشر بصراحة الى ان البرنامج النووي الايراني شهد فيه اي انحراف ولكن من جهة بعض التعليقات التي تقول لازال هناك ابهام وغموض، الان البرادعي سوف يغادر الوكالة الدولية القادم الجديد ما هو تأثيره على البرنامج النووي الايراني؟
د. محمد سعيدي: انا لم اقل في اي مكان ان التقارير تحمل وجهين ربما ان البعض يعتقدون ذلك، انا اعتقد ان علينا ان نتناقش بصورة موضوعية. في تقرير السيد البرادعي هناك مواضيع متبقية اشارت اليه الوكالة منذ سنوات طويلة. تم تسويتها في اطار المعاهدة. ايران ابدت التزاماتها على اساس المعاهدة وكان مقررا ان تطرح الوكالة مرة واحدة كافة اسألتها حتى تجيب ايران على تلك الاسئلة وقد حدث ذلك فعلا. الوكالة تقول حاليا ان لديها اسئلة تريد ان تطرحها وهذا مغاير لما اتفق عليه اما النقطة الثانية بصورة اساسية ان الوكالة اذا كانت تعتبر القضية محسومة فان اساس وجود الملف النووي الايراني في مجلس الامن يجب ان يكون منتفيا. على اي حال ان الوكالة هي منظمة تابعة لمنظمة الامم المتحدة والآلية هناك سكرتارية وطبعا سكرتارية هذه الوكالة متأثرة بنفوذ الدول الكبرى ولانستطيع ان نقول انها تعمل باستقلالية تامة ومن الطبيعي ان الوكالة هي بانتظار ان تكون هناك تسوية للمشاكل السياسية بيننا وبين العالم الغربي.
محمود رمك: دكتور محمد سعيدي شكرا جزيلا لك وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقات الزوار