مجري الحوار: علاء رضائي
العميد احمد رضا بوردستان قائد القوة البرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية
علاء رضائي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، احييكم في هذا الحوار من: ايران في دائرة الضوء، في هذا الحوار وبمناسبة يوم جيش الجمهورية الاسلامية الذي يصادف هذا اليوم الثامن عشر من شهر نيسان ابريل نسلط الضوء على اداء هذه المؤسسة المهمة والحساسة في الجمهورية الاسلامية وتطورها بعد انتصار الثورة الاسلامية، هؤلاء الابطال الذين ذادوا عن حمى الاسلام وعن حمى ايران على مدى ثمان سنوات من الدفاع المقدس بعد ذلك اثبتوا للعالم انهم قوة لا يمكن التغلب عليها ولا يمكن استفزازها بصورة عادية هم اشداء على الكفار رحماء بينهم كما يقول القرآن الكريم، ارحب بسيادة العميد احمد رضا بوردستان قائد القوة البرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية معي في الاستوديو، كلمة ترحيب سيادة العميد وبعد ذلك نبدأ البرنامج.
العميد احمد رضا بوردستان: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، انه خير ناصر ومعين. ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي. المترجم: بداية اتقدم بالتهاني بمناسبة يوم الجيش جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية ويوم صنع الملاحم من قبل القوة البرية في الجمهورية الاسلامية الايرانية، الحقيقة ان هذا اليوم وهو التاسع والعشرين من شهر فروردين من السنة الشمسية هو اليوم الذي قام الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه انطلاقا من نظرته الثاقبة وحال دون حل الجيش، اذا اردنا ان نستعرض الوقائع في مرحلة او في فترة انتصار الثورة الاسلامية نلاحظ ان القوى المعادية والفئات المناوئة كانت تسعى للاخلال ولم يكن بودها ان يكون هناك تماسك وانسجام في مؤسسات هذه الثورة وكانت تلك القوى تعمل من اجل الاطاحة بهذه المؤسسات وكأول برنامج وخطة لها في هذا السياق لها هو نزع اسلحة الجيش ولذلك صعدت اصوات لحل الجيش وقد كانوا يضخمون من هذا الموضوع في وسائلهم الاعلامية ومن خلال خطبهم حتى ان الكثير من الناس والمسؤولين من الدرجات الاخرى اصبحوا على قناعة ان ايران ربما لا تحتاج الى جيش ولكن سماحة الإمام ومن منطلق درايته وثقب نظرته استطاع ان يحبط كل تلك المؤامرات والدسائس واعلن عن هذا اليوم هو يوم الجيش واحيا هذه المؤسسة العسكرية وانصافا يمكن ان نقول ان الجيش رد ردا مناسبا على هذه الثقة التي منحها له الإمام الراحل وقد لاحظنا ما فعله وهذا الجيش من انجازات بناءة وجبارة سواء في اعمار البلاد او في خلال فترة الحرب المفروضة وكان في طليعة سائر القوى لان يكون قوة صادقة وجديرة تخدم الجمهورية الاسلامية الايرانية.
علاء رضائي: نحن ايضا باسمي وباسم منتسبي قناة الكوثر نبارك لكم في جيش الجمهورية الاسلامية هذا اليوم المبارك يوم جيش الجمهورية الاسلامية، قبل ان ابدأ الحديث مع سيادة العميد بوردستان نشاهد معا هذا التقرير الذي اعده الزملاء بهذه المناسبة وهو يوم جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية نشاهد معا هذا التقرير.
تقرير معد البرنامج:
يعتبر الامن احد اهم المواضيع التي تقلق دول العالم لان امن حدود كل بلد يعتمد على الاستعداد والقدرات الدفاعية والاجهزة والمعدات التي تمتلكها القوات المسلحة لكل بلد، الجمهورية الاسلامية الايرانية وبحسب موقعها الديموغرافي في المنطقة من الضروري ان تهتم بأمن حدودها وقد اوكلت هذه المهمة لقوات الجيش التي اثبتت ولاءها للوطن والثورة قبل انتصار الثورة وخلال سنوات الدفاع المقدس. لان استراتيجية قوات الجيش مبنية على الاستعداد الدائم للدفاع عن حياض البلاد وهذا دفعها ليصبح الجيش الايراني احد اقوى جيوش المنطقة، ومن الملاحم التي سطرتها قوات جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية بفروعها الثلاثة البرية والبحرية والجوية هي الحضور الفاعل لهذه القوات طوال سنوات الدفاع المقدس حيث وقفت وبكل صلابة لتدافع عن البلاد الى جانب قوات التعبئة الشعبية لدحر العدو. وما ان انتهت الحرب المفروضة واصل الجيش الايراني اتباع توجيهات قائد الثورة الاسلامية والقائد العام للقوات المسلحة وبذل جهودا جبارة لتحقيق نجاحات باهرة في البحوث والدراسات التي اوصلته للتقنية الحديثة والمتطورة حيث تمكن من اكتشاف وصناعة اجهزة دفاعية جديدة وصيانة المعدات التي تضررت ابان الحرب التي فرضها نظام صدام حسين على البلاد مطلع الثمانينات من القرن الماضي. وكانت من جملة هذه النجاحات ادخال دبابة ذو الفقار للقوات البرية ومدمرة بيكان للقوات البحرية ومقاتلة ادرخش للقوات الجوية الايرانية وادراجها ضمن خط الانتاج الوطني المستمر كما تمكنت القوة الجوية الايرانية من تصنيع مقاتلة صاعقة الاكثر تطورا الى جانب جهود الجيش في تقديم المشاريع المختلفة بما فيها صيانة وانتاج العديد من قطع الغيار في وقت تعيش فيه البلاد حصارا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا شاملا من قبل القوى المتغطرسة والمتجبرة في العالم.
علاء رضائي: شاهدنا هذا التقرير حول استعراضات جيش الجمهورية الاسلامية كان اليوم آخر هذه الاستعراضات سيادة العميد، ابدأ من النقطة الاخيرة استعراض اليوم قد يراه الكثيرون انه استفزاز للآخرين ايران تستعرض قوتها وتستعرض عضلاتها في مقابل الآخرين خاصة وانكم اليوم حلقتم بمئة وخمسين طوافة هليكوبتر في مشهد فريد لربما لم يسبق له مثل هذه الطوافات ان تحلق بهذه الكمية في استعراض عسكري، انت باعتبارك قائد القوة البرية في جيش الجمهورية الاسلامية كيف تنظر الى هذه الاستعراضات وما هو الهدف منها.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: الحقيقة ان الجيوش في ايام السلم ولكي تستعرض قدرتها وامكانياتها عادة تقدم على عملين الاول اجراء المناورات والثاني القيام باستعراضات بالنسبة للمناورات وعرض القدرة القتالية عادة يحدث ذلك في الساحات ولكن المسيرات وقد شاهدتم نموذجا منها اليوم بجوار المرقد الإمام الراحل وفي بقاع اخرى من بلادنا ومن الطبيعي ان اي تحرك عسكري يحمل رسالة وانا حاليا اريد ان اتحدث حول هذا التحرك العسكري الذي يتم في وقت السلم، ان رسالة مسيرتنا او استعراضنا لشعبنا العزيز هو ان يعلموا ان جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية يتمتع بقدرة عالية جدا وهو جيش يتحلى بالانضباط ووحدات هذا الجيش تتمتع بقدرة جيدة والآليات القتالية موجودة في الحد الكافي وان هذه الامور يجب ان يعلمها الشعب عندما يعلمها بالتأكيد سيكون براحة بال انه ليس بامكان اي تهديد ان ينال شيئا من هذا الجيش القوي وان هذا الجيش لديه ما تكفي من القدرة لردع اي تهديد يواجهه البلد، وهذه رسالة طبعا كانت لشعبنا العزيز. اما رسالتنا لدول المنطقة فان الرسالة رسالة السلام رسالة المحبة والتعاون والتآلف ونحن سعينا لكي ننقل قدراتنا ونعرضها على الدول الصديقة والمسلمة حتى تتوفر الارضية لتحقيق علاقات وصلات اوثق معها اذا رجعنا حصيلة عمل المؤسسة العسكرية في ايران طوال العقود الثلاثة نلاحظ ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تكن ابدا البادئ في شن حرب ولم تكن البادئة في الهجوم ولم تبيت اية نية للهجوم على الآخرين ربما وطوال الحرب المفروضة قمنا اجتزنا حدودنا ودخلنا الاراضي العراقية ربما هذا الشيء قد حدث ولكن هدفنا كان معاقبة المعتدي لا ان نحتل ارضا اجنبية ونحتفظ بها ولهذا فان شعوب المنطقة والشعوب المسلمة والعالم جميعا يجب ان تعي وتعلم ان هذا التحرك العسكري يحمل رسالة السلم والمودة والمحبة، اما فيما يتعلق بالرسالة التي حملتها هذه الاستعراضات للدول ولتلك القوى التي يعشعش في رأسها فكر الاعتداء على ايران لتعلم هذه القوى ان مثل هذا الجيش القوي متواجد في ايران وانه سيقف بقوة وبصلابة ضدها واذا ما وقع هجوم بالتأكيد ان الرد سوف يكون شديد هذه الرسائل المستترة في هذا الاستعراض وقد قلتها من قبل. وفيما يتعلق بالمروحيات يجب هنا ان اوضح طبعا اليوم كانت هناك مئة وخمسين طائرة ومروحية من الطيران المحمل جوا واردنا من خلال ذلك ان نعرض قدرة الخبراء والمتخصصين في جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية وتحديدا في القوة البرية وكما تعلمون ان الجيش الايراني وقبل الثورة كان جيشا مرتبطا كان جيشا المستشارون الاجانب يديرونه اي ان كافة التجهيزات الفنية والمعقدة في الجيش كان الخبراء الاجانب هم الذين يديرونها حتى فيما يتعلق بمراكز القرار لدى الجيش ايضا كان هناك الخبراء الاجانب هم الذين يتخذون ويصدرون القرارات حتى ينفذها الجيش وهناك نقطة اخرى يجب ان اذكرها فيما يتعلق بالجيش قبل الثورة ان هذا الجيش كان يتبع لسياسات القوى الاستكبارية حتى ان تشكيلة القوات كانت تتم وفق استشارات من قبل الناتو. اذا اردنا ان ننظر الى الثكنات والمعسكرات نلاحظ انها ان هناك مقابل الواكسو كان معسكر طهران او قاعدة طهران هي التي كان من المقرر ان توجه الضربة الاولى الى الاتحاد السوفيتي سابقا وكانت هناك قاعدة جوية للدفاع وايضا قاعدة شيراز حتى ان هذا الترتيب وهذا التركيب والتشكيلة كانت وفقا لرغبات القوى الاجنبية وعندما انتصرت الثورة الاسلامية وخرج المستشارون الاجانب من ايران كان هؤلاء يشعرون ان الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف ترفع في النهاية يد الاستسلام لانها ايران عندما تكون عاجزة عن ادارة اجهزتها العسكرية سوف تطلب من المستشارين العودة ولكن هذا الشيء لم يتحقق لان قدرة الخبراء والمتخصصين الايرانيين والشباب الايراني والثقة بالنفس التي غرسها الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) وبعده القائد العام للقوات المسلحة القائد فان هؤلاء الخبراء استطاعوا ان يديروا هذه الاجهزة المتطورة والمعقدة وهذه كانت الخطوة الاولى وهذه الاجهزة بالتأكيد كانت تحتاج للصيانة ثم كان هؤلاء يأتون الى اعمال الصيانة بلادنا كانت تحت الحصار الاقتصادي وكل الممرات كانت مغلقة في وجهنا ولهذا السبب فان نهضة البناء وتصنيع قطع الغيار واستطعنا ان نستبدلها واستطعنا ان نصون مدافعنا وطائراتنا وكافة معداتنا وسفننا الحربية ولكن بعد مضي مدة وصلنا الى هذه القوة بحيث اصبحنا قادرين على انتاج الاسلحة على ايدي خبرائنا ومهندسينا وبعد مدة من ذلك وصلنا الى هذه القدرة بحيث استطعنا ان نبدع اسلحة ونظم عسكرية تسليحية جديدة وفقا لمتطلباتنا والاستعراض الذي قامت به المروحيات اليوم كان في الواقع عرضا للصناعات الداخلية لدى المؤسسة العسكرية لدينا وكل ذلك يبين انه على الرغم من وجود الحصار الاقتصادي والمقاطعة والعقوبات ولكن هذه القدرة موجودة لدى صناعتنا المحلية بحيث ان بامكانها ان تنتج وتصنع وتعد الاجهزة الطائرة والاجهزة الثقيلة العسكرية واستخدامها وتوظيفها في المسارات العسكرية والتدريبية.
علاء رضائي: يعني عندما نتحدث عن التغيير الذي حصل في استراتيجية الجيش وفي تركيبة الجيش بعد الثورة الاسلامية كما تعلمون ايران كانت في زمن الشاه شرطي الخليج الفارسي كانت جزءا من منظومة الغرب ومنظومة الناتو في مقابل المعسكر الشرقي السابق، بطبيعة الحال كان لها دور يتعلق بدول المنطقة اليوم الجمهورية الاسلامية هل تجاوزت القوى الاقليمية والقوى المجاورة لتتحول الى معادلة صعبة في الصراع العالمي هي لربما تنظر الى استراتيجيات ابعد واكبر ام ماذا.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: الآية الكريمة في القرآن تقول ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ هذه الآية الكريمة تبين نظرية تتبناها الجمهورية الاسلامية الايرانية وهذه الآية تحدد معالم النظرية الايرانية التي تقوم على اساس الردع نحن ابدا لا ننوي شن عدوان على الآخرين ولكننا نرى لزاما علينا ان نحصن ونقوي انفسنا من الناحية التسليحية ومن ناحية المعدات ونصل الى مرحلة بحيث نثني من عزيمة او من نية اي جهة اخرى لشن هجوم على بلادنا وان نردع ذلك ونحن اثبتنا ذلك مرارا واثبتنا اننا لا نحمل نوايا سيئة تجاه دول المنطقة واتجاه الدول المجاورة وندعو للسلام دائما وقد قلت هذا الكلام أمام الملحقين العسكريين للدول الصديقة والجارة في حفلة عشاء اقيم قبل ثلاثة ايام في مركز قيادة القوة البرية وقلت لكافة هؤلاء الملحقين العسكريين الاعزاء وطلبت منهم ان يعمقوا من اتصالاتهم وعلاقاتهم مع النظام المقدس في الجمهورية الاسلامية الايرانية فان هذا التآلف وهذا الترابط يجب ان لا يقتصر على المجال التدريبي فقط فكما تعلمون ان صلتنا بالدول الصديقة والمسلمة هي في مستوى التبادل التدريبي اي تبادل الطلبة حيث هناك نستقطب طلبة في مدارسنا العسكرية من دول مختلفة وايضا هناك طلاب من ايران يتوجهون الى دول صديقة لتلقي التدريبات وهناك ايضا تبادل للزيارات بين الوفود ولكننا نريد ان نرفع من مستوى هذه العلاقات.
علاء رضائي: يعني في هذا المضمار هل يمكن لك ان تذكر اسماء بعض دول التي تتعاونون معها على هذا المستوى ام لا.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: بالتأكيد مع الهند وباكستان وايضا سلطنة عمان هناك تبادل في التدريب وايضا مع دول اخرى طلابهم يأتون الى مدارسنا العسكرية وفي المقابل طلابنا يذهبون الى هناك وهناك علاقات وصلات بحرية ايضا على مستوى الطلاب مع البلد الصديق المملكة العربية السعودية وطلابنا يذهبون الى المملكة العربية السعودية يقومون بمهام بحرية وايضا هناك ترحيب كبير بهم عندما يذهبون الى هذا البلد الصديق لاداء مناسك العمرة، وعلى اي حال نحن نرغب دائما ان تكون هناك علاقات ودية قائمة بيننا وبين دول المنطقة والدول المجاورة.
علاء رضائي: على مستوى التعامل العسكري مع البلدان الاخرى ما الذي تطمحون اليه هل تطمحون الى منظومة عسكرية اقليمية من دول المنطقة ام ماذا.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: الحقيقة ان دول المنطقة تتمتع بطاقات عالية جدا ولا تحتاج الى وسيط ان الدول قادرة بنفسها ان تتخذ القرار الخاص بها وتمسك بزمام امورها ونحن نلاحظ أنه ومنذ ان جاءت القوات الاجنبية الى هذه المنطقة نلاحظ ان معدلات التوتر والاغتيالات والاعمال الارهابية قد نمت ولكننا نرغب ان تدار هذه المنقطة على ايدي ابنائها وان تكون هناك مساعي مشتركة لاستتباب الامن والاستقرار في هذه المنطقة لان هذه الامكانية متاحة لدى دول المنطقة.
علاء رضائي: انتقل الى محور آخر، بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ما هو الجديد الذي جاءت به الثورة لهذا الجيش، قلتم في بداية كلامكم انه اخرجته من المنظومة العسكرية الغربية كانت حتى اولويات الجيش تنظم على اساس الاستراتيجية الغربية واستراتيجية حلف الناتو لكن اليوم هو جيش وطني ينظر الى اولوياته من خلال التحديات التي تواجهها الجمهورية الاسلامية ما الذي جاءت به الثورة لهذا الجيش وما الذي اضافته اليه.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: من الامور المهمة والاساسية التي جاءت الثورة الاسلامية بها للجيش هو انها حولت او ربطت هذا الجيش بالقاعدة الشعبية، هذا الجيش قبل الثورة كان بمعزل عن الشعب ولكن الثورة الاسلامية عمقت هذا الترابط بين المؤسسة العسكرية والقاعدة الجماهيرية وان هذا الشعب هو قاعدة وسند كبير للجيش، الجيش الايراني يعتبر اليوم من اكبر الجيوش في العالم وهذا من ثمار الثورة الاسلامية، الثمرة الثانية او الانجاز الثاني الذي حققته الثورة للجيش هو اعطاء هذا الجيش استقلاله وتخليصه من نير الاجانب وان يكون سيدا على نفسه وان يتمتع بهذه القوة بحيث يتخذ قراراته بنفسه وينفذها بنفسه ولسد احتياجاته ومن ناحية المعدات ان لا يعتمد على الاجانب ليقوم بنفسه بالانتاج ويسعى عبر التحقيق لكي يتوصل الى ذلك ويستفيد من خبراته الذاتية وهناك الحقيقة ان ثمار الثورة الاسلامية للجيش الايراني كثيرة جدا ولكن اهم هذه الثمار هي هذه التي اشرت اليها اي الربط بين الشعب والجيش وتقريب الجيش من الشعب او اضفاء الجيش طابعا شعبيا ثم الاستقلال وعدم الاعتماد على الاجانب لسد الاحتياجات لان ذلك يؤدي في الحالات التي يعمل الجيش خلاف رغبة تلك القوة فان ذلك الدعم سوف يقطع ويبقى الجيش وحيدا ولكن عندما يكون الجيش معتمدا على قواه الذاتية فانه وفي كل مرحلة بامكانه ان يواصل مسيرته الى الأمام.
علاء رضائي: كان سيادة العميد يقال ان الجيش الايراني في زمن الشاه هو خامس قوة عسكرية في العالم لربما يتحدث الكثيرون عن قطع التكنولوجيا الحديثة عن جيش الجمورية الاسلامية والقوات المسلحة الايرانية، كيف تنظر الى المستوى التكنولوجي لجيش الجمهورية الاسلامية مقارنة بالجيوش الاخرى ونحن في العقد الاول من الالفية الثالثة. اسمح لي قبل ان تجيب ان آخذ اتصالا هاتفيا من احد المتابعين الاخ ابو منتظر من العراق، تفضل ابو منتظر.
الاخ ابو منتظر من العراق: ...
علاء رضائي: يظهر ان الاتصال مع الاخ ابي منتظر انقطع، اعود الى السؤال سيادة العميد، كيف تنظر الى الوضع التكنولوجي التطور التقني للجيش مقارنة بالجيوش الاخرى ونحنح في العقد الاول من الالفية الثالثة.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: ان ما يقال ان الجيش الايراني كان قبل الثورة كان خامس جيش في العالم هذا موضوع موجود نظريا وعلى صفحات الكتب ولكن لم يتخذ ذلك بعدا عمليا ابدا لان الجيش الايراني وقبل الثورة كان عنصرا وذاتا بيد الولايات المتحدة ولم تكن لديه ارادة ذاتية كان اشبه ما يكون بالبئر الخالي من الماء وكان الآخرون يسكب الماء في هذا البئر ولكن الثورة الاسلامية اعطت هوية لهذا الجيش واعطتها شخصية واعطتها شعور الاعتماد والثقة بالنفس ثم جاء الاجانب وحاصروا هذا الجيش وهذا البلد لانهم كانوا يشعرون اننا سوف نركع لهم لكن خبراءنا ونخبنا وعلماءنا وبأمر من سماحة القائد وبعده القائد العام للقوات المسلحة دخلوا الى الساحة وبدأوا من المرحلة الاولى، لقد كنا نعاني من مشاكل كثيرة جدا وكانت هناك ضغوط شديدة تحملناها ولكننا ونتيجة لتلك الظروف الصعبة استطعنا ان نحقق الاستقلال وان تكون هناك صلة وثيقة جدا بين الجيش وبين الصناعات الدفاعية والجامعات اقيمت هذه العلاقة وتشكل مثلث احد اضلاعه الجامعة والضلع الثاني الصناعات الداخلية والضلع الآخر يتمثل بالجيش وعلى اساس نظريتنا قمنا بالتعريف لاحتياجاتنا وفي هذا السياق ايضا استفدنا من الاوساط الجامعية وهذه الحاجات عرضناها على الصناعات ونحمد الله تعالى ان صناعاتنا الداخلية اثبتت انها تتمتع بقدرة عالية جدا، ونحن في البدايات ربما ولتهيئة المعدات مثلا قذيفة الهاون كنا نواجه مشاكل كثيرة ولكن نحمد الله تعالى ان صناعاتنا الدفاعية قد بلغت اليوم مرحلة بامكانها ان تصنع الدبابات والطائرات وان تدخل المعتركات البحرية وحتى الصناعات في البحر واليوم ان جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى ضوء المعدات التي تنتج وتصنع داخل البلاد التي لا تعتمد على الاجانب وايضا على ضوء الصلة الموجودة والتلاحم الموجود بين الجيش والشعب فان هذا الجيش قد اصبح واحدا من الجيوش القوية على وجه المعمورة.
علاء رضائي: يعني عندما تقول واحد من اقوى الجيوش في العالم ما هي ابرز التكنولوجيات التي يعني موجودة لديكم وهل هو اعتماد على التكنولوجيا او على امور اخرى.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: الحروب العصرية اثبتت ان التكنولوجيا ليست هي التي تحقق النصر للشعوب وللدول اذا كانت هذه التكنولوجيات تفعل ذلك فان اسرائيل تمتلك اكبر التكنولوجيات، انا اذا اردت ان اشرح لك واقع الجيش الاسرائيلي فانه جيش يتمتع بطائرات متطورة للغاية ولديه طائرات بلا طيار من نوعيات جيدة وانه جيش يمتلك غواصات وتوربيدات قوية ومدافع متطورة ودبابات متطورة ولكن نفس هذا الجيش لاحظنا انه عندما تواجه مع حزب الله وعدد قليل حاول طيلة ثلاثة وثلاثين يوما ولم يستطع ان يحقق النصر وفي المجال الآخر ايضا عجز هذا الجيش ايضا أمام كتائب عز الدين القسام وحاول مدة اثنين وعشرين يوما جوا وبرا وبحرا لكنه لم يتمكن من ان يحقق نصرا وهذا يبين هذه الحقيقة انه في الواقع الجديد ان التكنولوجيا ليست هي التي تحقق النصر للدول بل التلاحم مع القاعدة الشعبية وتمتع بالدعم الشعبي فان هذا هو الذي يحقق الشعب للدول وللشعوب، نحن يجب ان نأتي بتعريف جديد للنصر في عصرنا الحالي.
علاء رضائي: سيادة العميد يعني لربما هناك سؤال آخر اليوم يركز عليه الاعلام المضاد للجمهورية الاسلامية الاعلام الاستكباري هي مسألة اسلحة الدمار الشامل ولربما اسلحة كيمياوية اسلحة جرثومية او لربما يتحدثون عن سلاح نووي يعني كقائد عسكري في جيش الجمهورية الاسلامية هل لاسلحة الدمار الشامل مكان في استراتيجية الجمهورية الاسلامية العسكرية.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: يجب ان اقول لكم ان الدول التي تمتلك القنبلة النووية فان حقائق العصر اثبتت ان هذه القنابل لا تفيدها شيئا بالاضافة الى ذلك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتبنى نظرية رادعة نظرية دفاعية، نحن ابدا لم نشعر اننا سوف نحتاج الى القنبلة النووية ولم نسع ابدا الى الوصول اليها ولم نسع لذلك لان ديننا لا يسمح لنا تعاليمنا الدينية تطلب منا ان لا نذهب وراء مثل هذه الاسلحة اذا كنا نحسن ونعزز قدرتنا فان ذلك قدرتنا فان ذلك هو تكون لدينا حالة لردع العدو وانا هنا اريد ان اقول لكافة الدول المجاورة والصديقة والمسلمة واعدها ان تكون مطمئة بأن اهداف الجمهورية الاسلامية الايرانية من الطاقة النووية هي اهداف سلمية واننا نقول بكل شفافية وقلنا بشفافية وايضا أكد على ذلك مسؤولونا السياسيون هذا الشيء وليس لدينا شيئا اخفيناه في هذا المجال.
علاء رضائي: البعض يقول انه لربما كيف سيكون اداء القوة الايرانية المتنامية بعد انسحاب القوات الاجنبية من المنطقة من العراق من افغانستان من منطقة الخليج الفارسي يعني البعض امنه مرتبطا بوجود مثل هذه القوات هي التي يمكنها ان تجاري قوة الجمهورية الاسلامية لربما وتحول دونها، كيف سيكون اداؤكم فيما لو خرجت كيف ستتعاملون مع الدول الاخرى الصغيرة التي ترى نفسها ضعيفة في مواجهة الجمهورية الاسلامية مثل دول الخليج الفارسي.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: الحقيقة ان ظروف المنطقة هي ظروف خاصة ان الدول الاستكبارية وانطلاقا من اهدافها الاقتصادية والسياسية تنوي هذه القوى ان تسيطر على موارد الطاقة في هذه المنطقة ونحن نشعر وطالما ان هناك طاقة في منطقة الشرق الاوسط فان هذه القوى الاستكبارية سوف تظل في هذه المنطقة ربما يكون هناك تغيير في التكتيك في بعض الاستراتيجيات ولكن الاهداف التي حددوها سوف لن يتراجعون عنها والحقائق اثبتت الحقائق الموجودة في المنطقة اثبتت ان اية دولة اذا كانت صغيرة سوف تصبح موضع اطماع القوى الكبرى ونحن ولكي نتواجه مع هذا الفكر ومع هذا الخطأ فنحن مضطرين لكي نطور انفسنا ونبقى اقوياء ولكن دول المنطقة يجب ان تطمئن ان ما هو الكلام الاول في ايران الاسلامية وان ما هو الحاسم الاكبر والمحور الاساسي في ايران وان كل ما هو يستحوذ كافة الانظار في ايران هو الاسلام والتعاليم الاسلامية، الاسلام يقول لنا يجب ان نكون اخوانا للدول المجاورة والدول المجاورة ايضا يجب ان تطمئن اذا خرجت القوى الاجنبية يوما من الايام من هذه المنطقة فانما سيلاحظونه ويشاهدونه من ايران ليس الا الصداقة والمودة والاخوة والسلم.
علاء رضائي: في احد البرامج سألت احد قادة الجيش السابقين الادميرال علي شمخاني حول هل تتوقع ان توجه اسرائيل او الولايات المتحدة او الغرب بشكل عام ضربة عسكرية الى ايران، اعيد السؤال عليك سيادة العميد، هل تتوقع ان تقوم هذه الدول وهذه الدوائر بتوجيه ضربة عسكرية على ايران واذا كان الجواب بالنفي ما هي الاسباب.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: الحقيقة ان القوات الاجنبية التي شنت هجوما على افغانستان بعد ذلك على العراق فان هذه القوات تحملت خسائر كبيرة في هاتين الدولتين وكما قال قائد ثورتنا سماحة آية الله الخامنئي ان هذه القوى اصبحت في مستنقع ويوميا تتكبد بخسائر كبيرة وحقيقة هناك مشاكل ومعاناة كثيرة تواجهها هذه القوى وان هذه الخسائر وهذه المشاكل انها سوف تستبعد امكانية فتح جبهة ثالثة بالنسبة لهذه القوى اي اريد ان اقول بأن من المستبعد باعتقادي ان تقدم القوى الاجنبية على فتح جبهة ثالثة وطبعا هذا رأي الساسة القيادة السياسية ولكنني بصفتي عسكري من واجبي ان اكون دائما على استعداد الجملة تقول اذا كنت تنشد السلام فاستعد للحرب اذن يجب علينا ان نحتفظ بظروفنا في افضل وجه حتى نبدد اي تصور او اي فكرة واي نية بالهجوم علينا ولكن ارى من المستبعد ان تقدم القوى الاجنبية على فتح جبهة ثالثة، فيما يتعلق باسرائيل اسرائيل تتحدث كثيرا ودائما تهدد وفي اعتقادي ان اسرائيل وفي حرب الايام الثلاثة والثلاثين والايام الاثنين والعشرين تلقت ضربات ماحقة واستهين بها ولهذا فان اسرائيل ولكي تستعيد معنوياتها فانها مضطرة لان تأتي بهذه الاقاويل حتى تعيد معنويات جيشها ولكن اسرائيل وعلى ضوء تزعزع قواتها وايضا في نظامها الحكومي كيانها الحكومي فان من المستبعد ان تستهدف ايران بهجوم عسكري واذا ارادت ان تقدم على مثل هذا التحرك فان قواتنا المسلحة على استعداد للرد المناسب.
علاء رضائي: لم يبق على وقت البرنامج سوى دقيقة او دقيقتين اعتذر لابي علي وابي منتظر من العراق لان الوقت ضيق ولا يمكن ان نستمع الى مداخلاتهم، سيادة العميد آخر ما تتحدثون به في هذا الحوار.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: اشكركم على اتاحة هذه الفرصة بالنسبة لي وبصفتي عسكريا مسلما اخدم في جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية اقول لكافة الدول الصديقة والمسلمة في المنطقة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترغب في الارتقاء بمستوى علاقاتها مع الدول الصديقة والشقيقة وان ما نسعى اليه في هذه المنطقة هو السلام والمودة وان تدار هذه المنطقة على ايدي ابنائها ولا نطمع ابدا بتربة وبارض اية دولة وبثروات اية دولة لان الجمهورية الاسلامية الايرانية مترامية الاطراف لديها مساحة كبيرة وتتمتع بذخائر وبموارد طبيعية هائلة وانها ترغب بالتآلف والتعاون مع دول المنطقة لضمان حياة مزدهرة.
علاء رضائي: سيادة العميد اسأل وتجيبني بشكل مختصر، ماذا لو ابدت بعض القوى حماقتها في ضرب ايران كيف سيكون ردكم.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: نحن نسعى للحيلولة دون ذلك في البداية يقولون الحرب هي استمرار للسياسة الاستراتيجيون يقولون ذلك عندما تخفق التحركات السياسية تبدأ التحركات العسكرية، ان ايران تسعى لكي لا تظهر مثل هذه الحالة في المنطقة، جهودنا السياسية متواصلة مع دول الجوار ونحن نسعى ابدا لعدم استخدام هذا الخيار الخيار العسكري ولا سامح الله اذا كان هناك تهديد ضد ايران من الطبيعي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف تكون ملزمة بالدفاع عن نفسها وعن شعبها.
علاء رضائي: هل سيكون ردكم شديد.
العميد احمد رضا بوردستان/المترجم: نحن لدينا قدرات عالية جدا جوا برا بحرا وحتى في قعر البحار لدينا قوة كبيرة ولكننا نرغب ان نوظف هذه القدرات للسلم والتعامل مع دول الجوار.
علاء رضائي: حفظ الله ايران برحمته وبكم سيادة العميد شكرا على حضورك في استوديو الكوثر نبارك لك ثانية ولجميع منتسبي جيش الجمهورية الاسلامية والقوات المسلحة هذا اليوم المبارك يوم الجيش جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية، شكراً لكم انتم على حسن المتابعة ارجو ان يكون هذا اللقاء لقاء شيقا مع سيادة العميد حتى ان نلتقيكم في حلقة اخرى استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تعليقات الزوار