المقابلة مع الدكتور حسين ريوران الكاتب والمحلل السياسي الخبير بالشأن الإيراني

 

في زيارة السيد القائد لمحافظة كردستان ولقاءه حشد كبير من أهالي مدينة مريوان في إطار اليوم الخامس من زيارته التفقدية لهذه المحافظة، أكد سماحته أن المستقبل الواعد للشباب يتحقق بالارتكاز على الوصفة - الإسلامية القومية المحلية - وليس الأجنبية، حول هذه الزيارة حاور موقع إذاعة طهران، الدكتور حسين ريوران الكاتب والمحلل السياسي الخبير بالشأن الإيراني.

 

* ما دلالات هذه الزيارة التي يقوم بها قائد الثورة الإسلامية لمحافظة كردستان حيث شملت مدن وقصبات نائية؟

 

ـ ريوران: بسم الله الرحمن الرحيم، زيارة السيد القائد للمحافظات هي زيارات روتينية لتفقد المدن والناس والاطلاع من قرب عن حياتهم ومشاكلهم، فمن هنا أتصور أنه في الإطار العام هي زيارة روتينية، ولكن لمحافظة كردستان لها دلالات كبيرة، محافظة كردستان هي أكثر السكان فيها من أتباع المذهب السني الشافعي، وهناك كلام كثير يُقال حول المذاهب في إيران، في حين أتت الزيارة لتعكس صورة ناصعة في العلاقة والتواصل بين القيادة وبين مختلف قطاعات الشعب من مختلف المذاهب، ورغم أن الأكثرية في إيران شيعة وأن الإذاعة الرسمية تبث الأذان على أساس المذهب الشيعي فإن السيد القائد طالب إذاعة كردستان أن تكون متوائمتاً مع الأكثرية في هذه المحافظة من خلال بث الأذان على أساس المذهب السني، وهذا يظهر أن هناك حالة من التسامح الكبير في هذه العلاقة التواصلية بين القيادة والشعب وكشف عنها الحضور الكثير والكثيف جداً في سنندج، في مريوان وفي الكثير من المدن الأخرى التابعة لهذه المحافظة حيث استقبلت الجماهير سماحة القائد بكل حفاوة، وهذا اظهر أن الكثير من المراهنات التي تطرح من قبل بعض الأطراف المعادية للجمهورية الإسلامية في إيران ليست في محلها فإن العلاقة بين الشعب وبين القيادة هي علاقة وثيقة إلى أبعد الحدود وبعيدة عن الحالات التي يتصورها البعض والتي يحاول أن يستثمرها في ضرب الوحدة الإسلامية في هذا البلد.

 

* من متابعتنا للزيارة من خلال التلفاز شاهدنا حشود غفيرة، الملفت للنظر أن هذه الحشود النسبة الغالبة منها هي من الشباب ويبدو لهذا السبب السيد القائد كان يوجه نصائح لهؤلاء الشباب، بماذا تفسرون تأكيد سماحته أن المستقبل الواعد للشباب يتحقق من خلال الارتكاز على الوصفة الإسلامية القومية المحلية وليس الأجنبية؟

 

ـ أولاً هناك ميزة للسيد القائد وعلاقته مع الشباب على خلاف بعض المراجع الدينية الأخرى هذا أولاً، ثانياً إن هناك تجربة قائمة في الجمهورية الإسلامية في إيران من خلال تعبئة الشباب في المجالات المختلفة، وهناك نتائج كبيرة تحققت في المجالات المختلفة، في المجال الذري، في المجال الصاروخي، في مجال الطب، الخلايا الجذعية، وفي مجالات متعددة استطاع الشباب أن يثبت قدر كبير من النجاح في الحقول المختلفة ويرفع إيران إلى مصاف الدول الخمس على المستوى العالمي، وهذا يظهر أن الشباب في إيران من خلال تدينه وحماسه ودفاعه يستطيع أن يفعل الكثير مما لم تستطع بعض الأجيال من فعله، ومن هنا أتصور أن هذا الخطاب يستند إلى أرضية وقاعدة قائمة في داخل الجمهورية الإسلامية وعلى هذا الأساس هناك تحشيد لهذه الطاقات لدفع عجلة التقدم إلى الأمام.

 

* هل هذا خاص بالشباب الإيراني أم بكل الشباب المسلم، إذا التزموا بهذه الوصفة التي ذكرها سماحته؟

 

ـ لا شك أن هذه الدعوة هي لكل شباب العالم الإسلامي، أما الآن التجربة العملية هي داخل إيران، ومن خلال الاعتماد على الجيل الشاب ودفعه ضمن إطار الفكر الإسلامي، وضمن إطار التعبئة الإسلامية، استطاع جيل الشباب في إيران أن يحقق الانجازات الكبيرة، من هنا أتصور إن الدعوة هي عامة لكل الشباب ولكن هناك قدوة قائمة استطاعت أن تحقق الكثير في داخل إيران، ويمكن أن تشكل ركيزة لكل الشباب في العالم الإسلامي.

 

* سماحة القائد أشار إلى بعض الذكريات في هذه المنطقة بالخصوص ذكريات حرب الثمان سنوات، برأيكم ما هي الدروس والعبَّر التي يجب على الشعب الإيراني وشعوب العالم اتخاذها من المواقف الدولية والإقليمية الداعمة لممارسات الدكتاتور المقبور صدام أثناء حرب الثمان سنوات على الجمهورية الإسلامية وبالذات على محافظة كردستان؟

 

ـ أولاً السيد القائد كان ممثلاً للإمام الخميني الراحل في جبهات الحرب وفي القوات المسلحة، من خلال هذا الموقع كان إلى جانب المقاتلين في حرب الثمان سنوات التي شنها صدام حسين على إيران من هنا أتصور أن السيد القائد عايش الكثير من المآسي التي مرت بها هذه المنطقة وكان إلى جانب الشعب الكردي في هذا الإطار، الأحزاب اليسارية المدعومة من قبل النظام الصدامي كانت ترتكب الكثير من الجرائم ضد الأكراد في غرب إيران وكان الجيش الإيراني والحرس والتعبئة يدافعون عن هذا الشعب ومن هنا بدأت العلاقة المتينة والراسخة بين أبناء هذه المنطقة وبين من دافعوا عنهم واستشهدوا من أجلهم، أتصور أن السيد القائد هو يمكن أن يشكل رمزاً لمن قاتلوا ودافعوا واستشهدوا من أجل هؤلاء وهذه العلاقة انعكست في حالة الاستقبال غير المسبوقة في هذه المنطقة.

 

* برأيكم ما هي الأهداف التي ستحققها هذه الزيارة؟

 

ـ لا شك أن هذه الزيارة هي خطوات باتجاه تدعيم الوحدة الوطنية في الداخل وهي أيضاً خطوة في فهم مشاكل المجتمع في المحافظات البعيدة عن مركز القرار - أي طهران - وإيجاد حالة من التواصل فيما بين قطاعات الشعب المختلفة مع القيادة وكل هذه قطعاً ستؤثر بشكل ايجابي على حالة الانسجام الوطني، وضرب كل مشاريع التفرقة والفتنة التي تحاول الدول الغربية وأعداء العالم الإسلامي طرحها أمام الدول الإسلامية وخاصة الجمهورية الإسلامية في إيران.