أجرى الحوار: حسين مرتضى

 

الشيخ نبيل قاووق مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله

 

حسين مرتضى: السلام عليكم... بعد ثلاث سنوات على عدوان تموز كيف ينظر حزب الله إلى تداعيات هذا العدوان وانتصار المقاومة؟ ما الذي تقوله المقاومة عن التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن عدوان جديد على لبنان وكيف تستعد المقاومة لمواجهة هذه التهديدات؟ كيف يقيم حزب الله أداء قوات اليونيفيل وماذا عن محاولات تغيير قواعد اللعبة؟ ماذا عن الواقع اللبناني واستمرار البعض بإثارة قضية سلاح حزب الله ؟ كيف ينظر حزب الله إلى التطورات في المنطقة؟

 

حسين مرتضى: فضيلة الشيخ، فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية المستمرة، كان آخرها تهديدات رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي. كيف ينظر حزب الله إلى هذه التهديدات وماذا تعني هذه التهديدات؟

 

الشيخ نبيل قاووق: التهديدات الإسرائيلية ليست مفاجئة وليست جديدة لأنها تكشف النزعة العدوانية عند الإسرائيليين بشكل عام وعند نتنياهو بشكل خاص. لكن هذه التهديدات ما هي خلفيتها ؟ هناك تفسيرات كثيرة لكن الشيء الواضح انه صراخ العاجز. إسرائيل عادة ً لا تتكلم وإنما تفعل. كانت دائماً تنفذ غارات وعمليات أمنية واجتياحات دون كلام. الآن إسرائيل عندما تتكلم وتتكلم وتملأ الدنيا بالصراخ لأنها عاجزة أمام قدرة المقاومة في لبنان. بالتأكيد المقاومة لا تستخف بهذه التهديدات وتتعاطى بجدية على مستوى الاحتمالات لمواجهة أي عدوان إسرائيلي لكن نعتبر أن هذه التهديدات هي مظهر العجز ومظهر التخبط الإسرائيلي في مواجهة المقاومة. حتى الآن بعد 3 سنوات على الانتصار، الجيش الإسرائيلي لم يستطع أن يرمم الثقة التي تصدعت بين المجتمع الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي. ولن يستطع الجيش أن يرفع معنويات الجنود الذين يخشون المقاومة. ولم تستطع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن تبتدع إستراتيجية مواجهة مع حزب الله، بالوقت الذي حزب الله لديه إستراتيجيته الخاصة والناجحة.

 

حسين مرتضى: المقاومة هل تتوقع أن يكون هناك أي عدوان انطلاقاً من هذه التهديدات؟ سيكون هناك معركة، لكن هل تتوقع المقاومة أن تكون هذه المعركة أو العدوان ربما خلال الفترة القادمة أم عملياً هي محاولة ضغط في اتجاهات عديدة من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي؟

 

الشيخ نبيل قاووق: إسرائيل تخشى المواجهة مع حزب الله. بل أكثر ما تخشاه إسرائيل في المنطقة، المواجهة مع المقاومة في لبنان. وبالتالي، هذه التهديدات لعلها محاولة لتعويض هذا العجز وكأن إسرائيل تريد أن تخيف الدول الإقليمية والدول العالمية من اجل أن تحقق إسرائيل بعض المكاسب التي تعوضها الهزيمة. نحن نستبعد في المرحلة الحالية حصول حرب إسرائيلية واسعة على لبنان لأن معادلة المقاومة قوية وتضمن انتصاراً جديداً للمقاومة. لكن نحن دائماً نحتاط ونحتمل أن العدو الإسرائيلي يمكن أن يقدم على عمليات أمنية، على اعتداءات موضعية. وحتى هذه لن تمر من دون رد.

 

حسين مرتضى: هل يتوقع أن يغير كيان الاحتلال الإسرائيلي من تكتيكاته وان يقوم بتنفيذ عمليات أمنية أو ما شابه ذلك؟

 

الشيخ نبيل قاووق: الذي يشغل بال العدو اليوم 3 أمور. الأمر الأول أن إسرائيل جندت اكبر مستوى من شبكات التجسس في العالم وفي الداخل والتقنية من الأقمار الاصطناعية إلى طائرات التجسس من اجل ملاحقة شخص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. هناك استنفار امني إسرائيلي لا مثيل له من اجل ملاحقة الأمين العام لحزب الله بهدف اغتياله. هذا، فيه قرار إسرائيلي. الأمر الثاني هو تعاظم قوة المقاومة وهذا يخيفهم ويجعل كل المناورات وكل استخلاصات العبر في مهب الريح. الأمر الثالث، ما هي المفاجآت الكبرى التي أعدها حزب الله  للإسرائيليين؟ هناك عملية تقصي للمعلومات، هناك تحليل، هناك جهد إسرائيلي سياسي وامني لمعرفة ما هي هذه المفاجآت التي أعدها حزب الله والتي ستؤدي إلى الإطاحة بكل المعادلة في المنطقة.

 

حسين مرتضى: هنا نصل إلى الاستعدادات التي قامت بها المقاومة. منذ انتهاء عدوان تموز وحتى منذ أن أنشئ هذا الكيان، التهديدات مستمرة. فيما يتعلق بالتهديدات الخاصة للبنان، ما هي استعدادات المقاومة لمواجهة أي عدوان في هذا السياق؟

 

الشيخ نبيل قاووق: دان حالوتس بعد الحرب التي أطاحت به، عمل مراجعة ذاتية واعترف بأن الحرب كانت مقررة إسرائيليا قبل عملية اسر الجنديين. وقال أن أهم سبب لهزيمة إسرائيل في حرب تموز أن الجيش الإسرائيلي كان يقاتل بلا روح. سر انتصار وقدرة المقاومة هي هذه الروح المؤمنة القوية. هذه الروح التي جعلت المقاومة تثبت أمام الميركافا وأمام الكوماندوز الإسرائيلي. أين لهم أن يوجدوا ما يواجه هذه الروح؟ مهما تدربوا وعملوا مناورات، مهما تسلحوا بالسلاح الأمريكي، لكن هل يستطيعون أن يأتوا بروح تواجه روح المقاومين؟ إيماننا بحقنا وعقيدتنا الدينية وتجربتنا العسكرية هي في مكان تجعل المعادلة لصالح المقاومة بشكل كامل. أما عن القدرات العسكرية، بالتأكيد المقاومة دائماً تعمل على تطوير قدراتها، على أن تتسلح ومن حقها أن تتسلح بكل ما يعطيها القوة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. المقاومة دائماً تستفيد من وقتها، لا تفوت لا ساعة ولا دقيقة من أجل أن تعزز قدراتها وهذا هو ردنا المناسب تجاه كل التهديدات الإسرائيلية.

 

حسين مرتضى: هنا نلاحظ مع هذه التهديدات التي يطلقها قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي، هناك ضجة تثار من قبل هذا الكيان وحتى بعض الصحف البريطانية تحدثت في هذا السياق عن ما بات يتم الحديث عنه من ترسانة حزب الله. ما الذي يقوله حزب الله في هذا السياق ولماذا يحاول كيان الاحتلال الإسرائيلي إثارة هذا الموضوع في هذه المرحلة بالذات؟ هل هي محاولة تخويف بعض الدول وحتى الداخل اللبناني من حزب الله؟

 

الشيخ نبيل قاووق: أكيد هناك احتشاد دولي وراء الموقف الإسرائيلي ضد المقاومة إن في لبنان أو في فلسطين. نحن لا ننسى في حرب تموز 2006 الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل والتسهيلات البريطانية للطائرات الأمريكية التي كانت تأتي بالصواريخ الذكية لتقتل أطفالنا في قانا وغيرها. هذه محاولة لابتزاز الموقف اللبناني والموقف السوري من اجل الضغط على المقاومة. ولكن هذا يكشف عن حالة غباء عند الإسرائيليين وعند الإدارة الأمريكية ومن يدور في فلكهم لأن معادلة المقاومة اكبر من أن تبتز واكبر من أن يتجاهلها احد أو أن يتجاوزها احد. انتصارنا في 2006 أرسى معادلات وقواعد على مستوى المواجهة وعلى مستوى البنية السياسية والمعادلة السياسية في البلد وهذا ما يجعل لبنان قوياً أمام كل الضغوط الإسرائيلية. أنا أجد أن إسرائيل تستجدي الدول الكبرى من اجل أن يساعدوها في مواجهة المقاومة. هذا مظهر ضعف لإسرائيل إن إسرائيل غير قادرة على مواجهة المقاومة، لذلك تلجأ إلى استنفار الدبلوماسية العالمية لتعويض هذا الضعف وهذا النقص.

 

حسين مرتضى:ماذا عن القرار 1701 خصوصاً أن الجانب الإسرائيلي يحاول أن يظهر أن حزب الله هو من يخرق هذا القرار ؟ ما الذي يقوله حزب الله في هذا السياق وماذا حول الخروقات المستمرة من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي؟

 

الشيخ نبيل قاووق: 1701 لا يعني فرض السلام بالقوة ولا يعني تنفيذ القرارات الدولية بالقوة وإلا كان على القوات الدولية إن تتصدى عسكرياً للخروقات الجوية الإسرائيلية أو الخروقات البحرية الإسرائيلية. قوات الطوارئ تشاهد الخروقات الجوية الإسرائيلية وتكتفي بتسجيل المخالفة كتبياً. 1701 ليس تحت الفصل السابع. إذا، 1701 هو بالعمق قوات سلام دولية مهمتها مساعدة الجيش اللبناني على بسط السيطرة على كافة الأراضي اللبنانية. ونحن حريصون على تطبيق 1701 لكن الذي يخرق هذا القرار الدولي هو إسرائيل التي لم تخرج من الغجر والتي لم توقف الخروقات الجوية ولا البرية ولا البحرية والتي لم تخرج من مزارع شبعا، التي لم تقبل حتى الآن بإعلان وقف إطلاق النار. نحن حريصون على العلاقة الايجابية مع القوات الدولية لكن نصر دائماً على أن تلتزم هذه القوات بحدود صلاحياتها التي تتلخص بمساعدة الجيش اللبناني عند الطلب.

 

حسين مرتضى:لاحظنا خلال الفترة الماضية أن هناك نوع من التوتر حصل في منطقة الجنوب بين الأهالي وبين القوات الدولية. ما طبيعة هذا التوتر وما الذي جرى تحديداً وهل هناك محاولات من قبل البعض لتغيير قواعد اللعبة؟

 

الشيخ نبيل قاووق: إسرائيل تضغط على القوات الدولية لدفعها لمواجهة المقاومة أو دفعها لمواجهة الناس الذين يقفون لجانب المقاومة. العدو الإسرائيلي على الدوام يسعى لاستغلال المنبر الدولي، مجلس الأمن، القوات الدولية لتحقيق مصالحه، لكن هذه القوات يفترض أنها أن تكون واعية لهذه الأفخاخ الإسرائيلية ولا تقع بها. وعلينا أن نساعد القوات الدولية أن لا تقع بالفخ الإسرائيلي. ما حصل في خربة سلم صفحة وطويت وحصل لقاء بين القوات الدولية والجيش اللبناني والبلديات في هذه المنطقة وتم إيضاح الأمور إن الناس حريصون على أحسن علاقة مع قوات الطوارئ لكن الناس عندها ملاحظات على أداء القوات الدولية فيما يتعلق ببعض التفاصيل التي يحكمها التعاون مع الجيش اللبناني. وبالتالي، نحن الآن نشهد مرحلة من الهدوء والاستقرار في الجنوب. والمشكلة الوحيدة التي يعاني منها اللبنانيون هي استمرار الخروقات الإسرائيلية.

 

حسين مرتضى: انتم بالأساس كيف تقيمون أداء قوات اليونيفيل في حزب الله والمقاومة الإسلامية ؟ هل هذه القوات تقوم بواجبها أم كما يقول البعض هي شاهد زور؟ هل انتم راضون عن أداء هذه القوات؟

 

الشيخ نبيل قاووق: نحن نعتبر أن نجاح القوات الدولية هو في إن تبقى على تنسيق وتعاون مع الجيش اللبناني لأن هذه القوات إنما أتت لتساعد الجيش اللبناني على بسط الأمن والنفوذ للدولة اللبنانية على مختلف الأراضي اللبنانية. نحن يهمنا إن تبقى العلاقة ايجابية بين الناس وقوات الطوارئ ويهمنا أن الطوارئ تلتزم بحدود صلاحياتها.

 

حسين مرتضى: هل هناك من حاول أن يورط هذه القوات خلال الفترة الماضية؟

 

الشيخ نبيل قاووق: العدو الإسرائيلي يعمل ليل نهار على دفع القوات الدولية باتجاه الفخ الذي يجعل هناك مشكلة بين الناس وبين القوات الدولية. لكن بالتعاون مع الجيش اللبناني والتعاون مع مختلف الأطراف الموجودة على الساحة في الجنوب تم تجاوز هذا الخطر.

 

حسين مرتضى:ماذا عن بلدة الغجر خصوصاً انه قبل عدة أيام كان هناك زيارة قام بها وزير خارجية كيان الاحتلال الإسرائيلي لهذه البلدة، تحدث عن تقسيم هذه البلدة، عن بناء جدار، سحب الهوية العربية من سكان هذه البلدة؟ كيف تنظرون إلى هذا الموضوع؟

 

الشيخ نبيل قاووق: هذا يؤكد أن الجيش الإسرائيلي هو جيش عدواني وبالتأكيد لا يعطي مكافآت مجانية للعرب. الغجر، الجزء الشمالي منها يتبع للبنان. والقسم الجنوبي منها يتبع للجولان السوري. وبالتالي هي أراضي عربية. أهالي الغجر عرب سوريون وبالتالي ليس لإسرائيل أن تتحكم بمصير أهالي الغجر ولا أن تخالف القرار الدولي 1701 الذي ينص على خروج إسرائيل من الجزء الشمالي لبلدة الغجر. هذا يؤكد أن الرهان على الدبلوماسية من اجل استعادة الغجر إذا كان بمنأى عن معادلة المقاومة، هو مجرد أوهام. مادام المقاومة حاضرة، إسرائيل مضطرة أن تخرج من الغجر. لكن نحن نحرص أن يكون الخروج من الغجر دون قيد أو شرط ودون مكاسب للعدو.

 

حسين مرتضى:هل هناك محاولات لإعطاء كيان الاحتلال الإسرائيلي مكاسب في هذا السياق خصوصاً أن الجانب الإسرائيلي يقول انه ليس لديه أي مشكلة وهو على استعداد للجلوس وبحث هذه القضية وحتى يتحدث عن ترسيم حدود ما بين لبنان وسوريا؟ ما الذي يسعى من خلاله كيان الاحتلال الإسرائيلي؟

 

الشيخ نبيل قاووق: حكومة نتنياهو التي لا تريد السلام مع العرب وترفض المبادرة العربية وترفض فتح في الضفة وحماس في غزة، ترفض الكل ولا تريد أن تعطي العرب شيئاً، حكومة نتنياهو حكومة الاستيطان، حكومة تهويد القدس، حكومة وضع المنطقة على طريق الحروب، هذه الحكومة تريد أن تخرج من مأزقها لدفع الأمور باتجاه لبنان. تريد أن تستدرج لبنان إلى مفاوضات مباشرة من خلال نافذة الغجر. لكن الجميع في لبنان منتبهون وليس هناك احد في لبنان بوارد أن يفاوض إسرائيل أو أن يعطيها مكافآت سياسية لقاء خروجها من الغجر.

 

حسين مرتضى: ولكن هناك من يعول على أن تقوم حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بإعادة بلدة الغجر وحتى مزارع شبعا. الآن التعويل على الجانب الدبلوماسي إذا صح التعبير وهناك أصوات داخل لبنان تتحدث بهذه اللغة.

 

الشيخ نبيل قاووق: لولا المقاومة لما كان هناك احد في العالم يتحدث عن الغجر أو مزارع شبعا وكفر شوبا المحتلة. الضغط الذي أوجدته معادلة المقاومة هو الذي جعل الإسرائيليين يفكرون ليل نهار كيف يخرجون من الغجر لأنهم خائفون. إسرائيل تخشى استمرار احتلالها للغجر. إسرائيل في حالة رعب من بقاء جنودها في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا لأنهم أدركوا باستحالة بقائهم على حبة تراب داخل الأرض اللبنانية. والمقاومة ملتزمة أمام شعبها بأن تعمل على استعادة كافة الأراضي اللبنانية المحتلة. والمقاومة لم تسقط أبداً الخيار العسكري لانتزاع حرية ما تبقى من الأرض.

 

حسين مرتضى: كيف ستتعاطى المقاومة مع هذه القضية تحديدا إذا ما بقي الجانب الإسرائيلي متمسك بقراراته وخاصة موضوع عدم الانسحاب من مزارع شبعا ومن بلدة الغجر؟

 

الشيخ نبيل قاووق: لبنان رئيساً ودولة ًوجيشاً وشعباً ومقاومة متفقون على التمسك بكل الخيارات التي تضمن عودة الأرض المحتلة.

 

حسين مرتضى: أريد أن أتحدث قليلاً عن الواقع اللبناني الداخلي. هناك أصوات نسمعها في لبنان في ظل استمرار هذه التهديدات بالمقابل تطالب بنزع سلاح حزب الله. ما الذي يقوله حزب الله وكيف سيتعاطى مع هذه الأصوات؟

 

الشيخ نبيل قاووق: لا يوجد احد في لبنان والمنطقة والعالم يتحدث عن نزع سلاح. نزع سلاح أصبح من الماضي. نزع السلاح، عنوان دفن وانتهى. هناك من يظن أن إسرائيل التي عجزت عن نزع هذا السلاح انه قادر أن ينزع هذا السلاح بالسياسة أو غير السياسة، هذا الشيء انتهى. لا يوجد من يقول أن السلاح يجب أن ينزع. نزع السلاح يعني مشكل، يعني استخدام قوة ولا يوجد قوة في العالم تفكر انه بإمكانها أن تنجز هذه المهمة. نحن نتحدث عن حوار وطني يضمن لبنان القوي أمام الاعتداءات الإسرائيلية، عن إستراتيجية دفاع وطنية يكون كل اللبنانيين وراءها لكي يكون لبنان بمنأى عن احتمالات الحرب الإسرائيلية.

 

حسين مرتضى:ولكن لم نسمع تصريحات من هؤلاء أو إدانات لهذه الانتهاكات الإسرائيلية أو حتى لهذه التهديدات التي يطلقها قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي، بالمقابل يتحدثون أنهم يتخوفون من سلاح حزب الله ويجب أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة وبيد الجيش اللبناني.

 

الشيخ نبيل قاووق: الذي يعرف تاريخ المقاومة وتاريخ لبنان السياسي يعرف انه منذ أن انطلقت المقاومة لم يكن هناك إجماع وطني حول المقاومة. كان هناك فريق مع المقاومة وفريق ضد المقاومة. بل كان هناك فريق مع المقاومة وهناك فريق مع الإسرائيلي. أثناء الاجتياح كان هناك فريق لبناني يقاتل مع الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية والوطنية. نحن نتحدث الآن عن اكبر مستوى من الاحتضان الشعبي اللبناني للمقاومة. حتى أثناء حرب تموز لم يكن هذا الاحتضان الذي نعيشه اليوم. الاحتضان الشعبي للمقاومة في تطور دائم. المعادلة السياسية تغيرت لصالح المقاومة. وبالتالي المقاومة مرتاحة جداً على المستوى الداخلي وهي الأكثر تأييداً على المستوى العربي والإسلامي.

 

حسين مرتضى: ما له علاقة بالمقاومة، هل تم التوافق على هذه النقطة ؟ هل سيكون كذلك ضمن البيان الوزاري بند واضح فيما يتعلق بموضوع المقاومة ؟

 

الشيخ نبيل قاووق: موضوع المقاومة خارج أي نقاش، خارج أي بحث وخارج أي تجاذبات سياسية. الأطراف الأساسية التي تشكل الحكومة متفقة على حفظ هذه المقاومة والتمسك بها وبحقها في الدفاع عن لبنان. ولا يوجد أي مشكلة فيما يتعلق بالبيان الوزاري. الخلاف الداخلي الذي يؤخر تشكيلة الحكومة كان متصلاً بحقائب وبأسماء وحصص بمنأى عن موضوع المقاومة.

 

حسين مرتضى: يعني موضوع المقاومة في البيان الوزاري قد حسم ؟

 

الشيخ نبيل قاووق: الأطراف الأساسية في البلد متفقون على التمسك بحق المقاومة في الدفاع وفي استكمال التحرير.

 

حسين مرتضى: الآن هناك حديث وهناك مبعوثين من قبل الإدارة الأمريكية يتحركون ويتجولون في العديد من البلدان، حديث عن تفعيل عملية التسوية في المنطقة. ما يجري في فلسطين المحتلة وهذه التطورات، كيف ينظر إليها حزب الله وكيف تتابعون هذا الموضوع؟

 

الشيخ نبيل قاووق: ما يسمى براعي أميركي لعملية التسوية، لم يعطي إلا الكلام المعسول للعرب. وإلا على مستوى ترجمة الوعود الأميركية بإقامة الدولة الفلسطينية، تبخرت ولا يوجد شيء. نخشى أن يكون هناك مشروع للإجهاز على القضية الفلسطينية وتختصر القضية بوقف استيطاني في بعض أحياء القدس أو في بعض مستوطنات الضفة الغربية. ما هكذا هو السلام. أين حق العودة ؟ أين القدس؟ أين الدولة ذات السيادة، الدولة التي تستطيع أن تقوم بما يجب عليها أن تقوم به تجاه شعبها وتجاه ما يعتبر الحد الأدنى من مستلزمات السيادة؟ ما هو مطروح الآن هو إلغاء حق العودة، تجاوز حق الفلسطينيين وحق الأمة بالقدس. ما هو مطروح الآن هو مزيد من التهويد للقدس وبالتالي هذا يضع العرب أمام مسؤوليات تاريخية ولسنا بحاجة إلى أن نكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية. فلننظر إلى طرد العوائل المقدسية من البيوت ورميهم بالشارع ولننظر إلى استمرار الاستيطان واستمرار الجدار العازل ولننظر إلى استمرار احتجاز إسرائيل لأكثر من 10 آلاف فلسطيني ولننظر إلى نوايا إسرائيل بطرد العرب من سكان 48.

 

حسين مرتضى: كيف تنظرون إلى هذه القضية فيما يتعلق بهذه السياسة التي تنتهجها حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بموضوع تهويد القدس والحفريات وتشريد أهالي بيت المقدس وطرد هؤلاء العوائل وفي ظل كل ما يجري لم نلاحظ أن هناك أي تحرك عربي إسلامي بحجم المصيبة إذا صح التعبير؟

 

الشيخ نبيل قاووق: لا اعتقد أن هناك أحداً في العالم بحاجة إلى أن نشرح له من هو نتنياهو ومن هو ليبرمان، لكن السؤال إذا كان نتنياهو يمثل ذروة التطرف والإرهاب والعدوانية الإسرائيلية فلماذا نشجع نتنياهو على مزيد من العدوانية من خلال التطبيع الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري الذي لم يسبق له مثيل ؟ وزيرة خارجية أمريكا كلينتون تتحدث عن لحظة إستراتيجية وتاريخية في تقاطع المصالح العربية الإسرائيلية. الحكومة الإسرائيلية تتحدث عن أعلى مستوى من الصادرات للبضائع الإسرائيلية إلى الأسواق العربية. الحكومة الإسرائيلية تتحدث عن تطبيع سياسي غير مسبوق مع الدول العربية. لماذا هذه المكافآت ؟ هناك تطبيع في الممرات البحرية وتطبيع في المجالات الجوية وهناك تطبيع على المستوى الإعلامي والتربوي. إذاً، نحن نقدم مكافآت للعدو تشجعه على مزيد من التطرف والقهر للشعب الفلسطيني.

 

حسين مرتضى: ولكن الجانب الأمريكي يقول أن الفرصة الآن فرصة آتية يمكن الاستفادة من هذه المرحلة. المطلوب فقط عملية تطبيع أو فتح علاقات وهي فرصة ذهبية يجب الاستفادة منها. وكان هناك دعوات واضحة من قبل بعض قادة العرب ومنهم ولي العهد في البحرين للتطبيع الإعلامي. هل تعتقدون إذا ما كان هنالك فعلاً عملية تطبيع، سيكون هناك ضغط من قبل الجانب الأمريكي على كيان الاحتلال الإسرائيلي أم مازلتم مصرون انه لا يمكن أن نفرق بين السياسة الأمريكية والسياسة الإسرائيلية؟

 

الشيخ نبيل قاووق: بالتأكيد لا نفرق بين السياسة الأمريكية والسياسة الإسرائيلية. هم متفقون على الأهداف. يمكن بعض الأحيان يختلفون في التكتيك للوصول إلى هذه الأهداف. نحن لا نراهن على الوعود الأمريكية ولا نراهن على النظام العربي الرسمي. الشعوب حسمت خياراتها، الرهان على إستراتيجية المقاومة في الدفاع والتحرير. ما حصل في تموز 2006 غيّر مجرى المسارات السياسية في المنطقة. ما حصل في غزة من صمود أيضاً غير مجرى المسارات السياسية في المنطقة. نحن إمام مرحلة، المزيد من التمسك بإستراتيجية المقاومة عبر تعزيز قدرات المقاومة لتحقيق المزيد من الانتصارات التي تضيق الخناق على الإسرائيليين. وبالتالي لا يبقى إمام الإسرائيلي إلا أن يرضخ لمعادلة المقاومة. أما الرهان على مسارات التسوية التي بدأت منذ سنة السبعين والأمريكيون يعدون العرب بحل مشكلة الأرض، مر تقريباً 40 سنة على احتلال القدس والقدس لا تزال تعاني القهر والإذلال والاحتلال وليس هناك من أمل إلا الرهان على مشروع المقاومة. كما تحرر الجنوب بمعادلة المقاومة وكما تحررت غزة بمعادلة المقاومة، إن مستقبل القدس هو مستقبل الحرية بمعادلة المقاومة؟

 

حسين مرتضى:ولكن الآن لأن شعب غزة متمسك بالمقاومة، هو محاصر وكأن العالم قد نسي أن هناك أكثر من مليون شخص في قطاع غزة محاصرون منذ أكثر من عام. كيف تنظرون إلى هذه النقطة والمصيبة الأكبر إذا صح التعبير أن من يحاصرهم أم من يشارك في حصارهم هم من إخوانهم العرب؟

 

الشيخ نبيل قاووق: ما هو المتوقع من إسرائيل غير أن تحاصر الشعب الفلسطيني؟ هذا ليس مفاجئاً. نعم، المطلوب من الدول العربية أن تقوم بواجباتها القومية والإنسانية والأخلاقية في نجدة هذا الشعب. قالوا أنهم اجتمعوا وقرروا 5 مليارات دولار لإعادة بناء غزة. أين هذه المليارات؟ هل صحيح أن غزة لا تزال محاصرة وبالتالي المواد الغذائية والمواد الطبية ومواد البناء لا تصل إلى غزة؟ هذه حقائق وبالتالي، هذا الشعب هو جزء من امتنا وبالتالي هذه مسؤولية كل الأمة في نجدته ونصرته. وأنا أؤكد أن حزب الله في لبنان لازال يعتبر أن من أولى أولوياته وواجباته الأخلاقية والإنسانية أن يعمل على نصرة هذا الشعب المظلوم.

 

حسين مرتضى: كيف يمكن لحزب الله أن ينصر هذا الشعب المظلوم أو أن يساعده؟

 

الشيخ نبيل قاووق: مجالات مستوى المساعدة كثيرة ونحن حاضرون أن نقدم ما تطلبه قيادة الانتفاضة. قد وعدنا ووفينا كل ما تطلبه قيادة الانتفاضة ونحن نقدر عليه، لا نتأخر.

 

حسين مرتضى: أريد أن أتحدث فيما يتعلق بالتحذيرات وخاصة خلال الفترة الماضية من عودة العنف إلى المنطقة أو محاولة العزف على وتر الطائفية، هذه المحاولات المستمرة من قبل الدول الغربية ومحاولة زرع الفتنة ما بين المسلمين، كيف ينظر حزب الله إلى هذا الموضوع وما الذي تمثله من خطورة إذا ما كان هناك فعلاً حرب طائفية وخصوصاً كان هناك محاولات حتى داخل الساحة اللبنانية؟

 

الشيخ نبيل قاووق: هناك انهيار للمشروع الأمريكي في المنطقة من أفغانستان إلى العراق إلى فلسطين. طوق النجاة للمشروع الأمريكي هو الفتنة المذهبية يعني السنية الشيعية. حاولوا ذلك في العراق وحاولوا ذلك في لبنان لكن في لبنان أثبتنا أن الساحة اللبنانية عصية على الفتنة. لن يحصل فتنة في لبنان. حصل خلاف سياسي بدوافع سياسية، بخلفيات سياسية ولم يكن هناك خلاف مذهبي لأن المعارضة كان فيها من المسلمين السنة كما كان فيها من المسلمين الشيعة كما فيها من المسيحيين وكذلك الموالاة فيها من كل المذاهب والطوائف. وبالتالي ما حصل في لبنان من اتفاق على حكومة وحدة وطنية يقفل الباب نهائياً على الفتنة التي تغذيها الإدارة الأمريكية.

 

حسين مرتضى: وفيما يتعلق بالمنطقة، هل هناك تخوف وتحديداً في العراق ؟ كان هناك تحذيرات من عودة العنف إلى الساحة العراقية. هل هناك تخوف من عودة العنف إلى الساحة العراقية وكيف يمكن أن نتحدث عن هذه النقاط؟

 

الشيخ نبيل قاووق: اكبر عنف حصل في العراق ولم تحصل فتنة. حصلت حالات فردية، حصلت حالات من العمل الأمني ضد هذا الطرف والعمل الأمني ضد الطرف الآخر للإيحاء بأن المشكلة هي مشكلة سنية وشيعية. المشكلة في العراق هي مشكلة احتلال. الإدارة الأمريكية هم في موقع العداء للسنة كما في موقع العداء للشيعة. يعني لا يمكن أن نتحدث عن أميركا حليفة السنة أو على أميركا حليفة الشيعة. أميركا هي حليفة إسرائيل. العقلاء عند السنة وعند الشيعة يعرفون هذه الحقيقة وبالتالي نحن لسنا مستهترين بالاحتمالات وإنما نحن متنبهون جداً لكل أدوات الفتنة التي تحركها الإدارة الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية ونحن نتطلع إلى مزيد من التوحد في مواجهة المحتل الإسرائيلي الذي ينكل بالشعب الفلسطيني والذي يهود القدس. هذه هي القضية المركزية للأمة والتي يجب أن نتوحد على أساسها. وأنا أدعو المسلمين السنة والشيعة إلى أن يلتحقوا بمذهب المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

 

حسين مرتضى:لكن هناك كذلك من يتحدث أن حزب الله يحاول تصدير هذه المقاومة إلى بعض البلدان العربية أو بعض الخلايا الموجودة كما يسميها الإعلام في هذا البلد أو ذاك. ما الذي يقوله حزب الله وما الذي تقوله المقاومة في هذا السياق؟

 

الشيخ نبيل قاووق: هناك تجربة مسار سياسي وصلت إلى الطريق المسدود، مزيد من ضياع الحقوق الفلسطينية. وهناك تجربة إستراتيجية المقاومة في التحرير أثبتت نجاحها بتحرير الجنوب وتحرير غزة. هناك تجربة إستراتيجية المقاومة في الدفاع كما حصل في حرب تموز 2006. هذه الإستراتيجية الناجحة للمقاومة قد تعممت بعد انتصار تموز بحيث أن المدارس الحربية الأمريكية تدرس هذه النظرية وتتبناها. الدول الكبرى تدرس هذه النظرية وهذه الإستراتيجية وتستفيد منها. بل إن جيش إسرائيل في الآونة الأخيرة يدرب جيشه على أسلوب حزب الله في المعركة. إذاً، هذه الإستراتيجية الناجحة التي أثبتت جدواها بالتأكيد هي مصدر افتخار للمقاومة في لبنان وإذا تعممت فهو لخير الأمة.

 

حسين مرتضى: كيف هي علاقة المقاومة مع المقاومات الأخرى في الدول التي تقع تحت نير الاحتلال؟

 

الشيخ نبيل قاووق: تجربة وإستراتيجية المقاومة في الدفاع والتحرير بالتأكيد هي مصدر الهام لكل المقاومات للاحتلال في العالم. لكن نحن في حزب الله، ساحة عملنا هي الجنوب ونحن في موقع النصرة لشعبنا في فلسطين. لا نتوانى عن تقديم أي مساعدة ممكنة لشعبنا المحاصر في فلسطين.

 

حسين مرتضى:هل هناك علاقة مع مقاومات أخرى غير المقاومة الفلسطينية ؟

 

الشيخ نبيل قاووق: أنا قلت، هذه التجربة هي ملك الأمة، كل منها يستفيد حسب ظروفه. كيف نقاتل، كيف نصمد، هذه التجربة موجودة. هذه الروح كانت مصدر الهام للجميع. لكن نحن في حزب الله، ساحة عملنا في الجنوب ونحن في موقع النصرة لشعب فلسطين.

 

حسين مرتضى:ماذا عن علاقة حزب الله والمقاومة مع الدول العربية تحديداً؟ فيما يتعلق بالعلاقة الرسمية، كيف تقيمون علاقة المقاومة مع بعض الدول العربية؟

 

الشيخ نبيل قاووق: حزب الله لا يملك أي مشروع سياسي خاص داخل أي نظام عربي. مشروعنا هو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني. هذه النظرية التي قدمها حزب الله التي تضمن تحرير الأرض وتحرير فلسطين، لاقت إعجاباً على مستوى الشارع العربي. وقيادة حزب الله وشخص الأمين العام حازت على أعلى نسبة تأييد وثقة ومحبوبية في الشارع العربي. يمكن أن البعض يخاف من ترجمة وتوظيف هذه المحبة في مشاريع سياسية خاصة داخل البلدان العربية. أنا أؤكد أن حزب الله ليس بوارد أن يوظف هذه المحبة للمقاومة باتجاه تحقيق أي هدف سياسي في أي بلد عربي. نحن حريصون على العلاقات الايجابية مع كل الدول العربية. نحن بكل وضوح ودون خجل وإنما بكل فخر في موقع نصرة الشعب الفلسطيني مهما كان الثمن.

 

حسين مرتضى: ماذا عن العلاقات مع الدول الأوروبية. لاحظنا بالفترة الماضية هناك بعض الدول الأوروبية حاولت أن تتواصل مع حزب الله. كان هناك لقاءات مع الجانب الفرنسي والجانب البريطاني. ولكن هذه العلاقة إذا صح التعبير هي متقلبة من جانب الدول الأوروبية، هل هناك علاقات وهل هناك لقاءات تعقد في هذا السياق ما بين المقاومة أو محاولة تواصل من قبل الأوروبيين مع حزب الله؟

 

الشيخ نبيل قاووق: لولا انتصارنا في تموز لما تحدث إلينا الأوروبيون. لأنهم راهنوا على إسرائيل وفشلت إسرائيل. راهنوا على أميركا وفشلت أميركا في المنطقة وفي لبنان. وبالتالي المقاومة أثبتت حضورها وحمت انجازها وهي الأكثر تأثيراً في المعادلة في المنطقة وفي لبنان. وبالتالي هم من موقع الاضطرار وجدوا أن لا خيار أمامهم إلا أن يتحدثوا عن مقاومة لأنها فاعلة ومؤثرة في لبنان والمنطقة. هذا نجاح للمقاومة ونحن حريصون أن نوصل صوتنا إلى الجميع وليس عندنا عقدة حوار مع الأوروبيين.

 

حسين مرتضى: فيما يتعلق بالجانب الأمريكي سمعنا كذلك أن هناك محاولات حتى من قبل الجانب الأمريكي، يعني يتواصل مع قيادة حزب الله. هل حزب الله على استعداد للجلوس مع الأمريكيين أو محاولة أن يكون هناك لقاءات أم انه لا يمكن ربما؟

 

الشيخ نبيل قاووق: سمعنا قبل يومين عن شحن دفعة جديدة من الصواريخ الذكية لإسرائيل التي تتوعد إسرائيل بها لبنان بأنها ستستخدمها في أي حرب قادمة. إذاً، نحن نتحدث عن أميركا الإدارة السياسية التي كانت شريكة في قتلنا وشريكة في ارتكاب المجازر في تموز 2006. هل نسينا دور الرئيس بوش ورايس في استمرار الحرب وفي الصواريخ الذكية؟ إذاً، نحن عندما نتحدث عن عدوان تموز نتحدث عن عدوان مشترك أمريكي إسرائيلي على لبنان. وبالتالي أمريكا لا تزال في الموقع الإسرائيلي حتى يثبت العكس. ونحن لم نلمس تغييراً إلا في الكلام. إما على مستوى الممارسة فلم يتغير شيء. وسمعنا قبل أيام أن إدارة اوباما جددت العقوبات بحق شخصيات لبنانية تدعم المقاومة.

 

حسين مرتضى: يعني هي هذه النقطة التي كنت أحب أن أتحدث عنها انه الآن الجميع يتحدث عن إدارة أمريكية جديدة وهناك سياسة أمريكية جديدة وأن هذه الإدارة على استعداد للجلوس مع الجميع وهي تريد فعلاً أن تضع حلول للازمات الموجودة في المنطقة.

 

الشيخ نبيل قاووق: للأسف هناك محاولة لتحسين وتجميل الصورة الأمريكية في المنطقة والعالم العربي والإسلامي لكن المعيار الوحيد لصدق النوايا الأمريكية، كيف تكون أمريكا في علاقتها مع إسرائيل فيما يتعلق بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم واستعادة حقوقهم. نحن نرى حتى اليوم الدعم المالي والاقتصادي والعسكري والأمني الأميركي المطلق للكيان الإسرائيلي.

 

حسين مرتضى: يعني انتم تفرقون في حزب الله بين المواقف الأوروبية والمواقف الأمريكية، لذلك نلاحظ أن هناك تقارب أو لقاءات مع الجانب الأوروبي بينما يستثنى الجانب الأمريكي من ذلك؟

 

الشيخ نبيل قاووق: نحن نرغب في أن لا تكون السياسة الأوروبية تبعية لأميركا. نرغب أن يكون هناك شيء من التميز الأوروبي عن السياسة الأمريكية لأن السياسة الأمريكية هي سياسة إسرائيلية بامتياز.

 

حسين مرتضى: شكراً جزيلاً لك سماحة الشيخ قاووق. والسلام عليكم.