الإعلام العربي ودوره في نصرة القدس
علي قازان: السلام عليكم ورحمة الله؛ منذ احتلال القدس الشرقية سنة 1967 دخلت سلطات الاحتلال الصهيوني في سباق محموم مع الزمن من أجل استكمال تهويد مدينة القدس المحتلة وطمس هويتها العربية الفلسطينية وتغيير معالمها التاريخية والجغرافية لصالح المشروع الصهيوني في ظل افتقار وسائل الإعلام العربي إلى خطط إعلامية لمواجهة المخططات الصهيونية, كل ذلك يفرض على الأمة جمعاء بأنظمتها الرسمية وقادتها السياسيين والاجتماعيين وعلماءها ومفكريها ومثقفيها وضع إستراتيجية إعلامية عربية وإسلامية تتناسب مع حزم هذا الخطر المحدق عبر إنشاء شبكة إعلامية عالمية مختصة بالدفاع عن القدس تضم قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية موجهة لكل شعوب العالم بلغات متعددة, هذا الهدف الجلل يستدعي منا جهدا مكثفا وسريعا لإنقاذ هويتها التاريخية واستدراك تغيير معالمها بفعل الحفر الخطيرة تحت الأرض والاستيطان المريب فوق الأرض والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أين القدس في وجدان وضمير وسائل الإعلام العربية وأين هي من المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى وكيف يمكن تفسير وتبرير هذا الغياب والى متى, استفيقوا يا عرب من ثباتكم وانتفضوا مع إعلامكم لنجدة القدس قبل فوات الأوان هذا إن لم يفت فالقليل خير من الحرمان!
عنوان حوارنا (القدس في وسائل الإعلام العربية) مقابل المخاطر التي تتهددها القدس وأبرزها حفريات تحت المسجد الأقصى التي بلغت ذروتها هذه الأيام, لمناقشة هذا الموضوع معي من بيروت عبد الهادي محفوظ رئيس المجلس الوطني للإعلام في لبنان وحمزة البشتاوي أمين سر اتحاد الكتاب الفلسطينيين في لبنان أهلا وسهلا بكما ونبدأ حوارنا هذا بتقرير من القدس المحتلة حول هذا الموضوع للزميل فارس الصرفندي.
تيسير التميمي(قاضي قضاة فلسطين): إسرائيل تسارع في تنفيذ مخططاتها ومشروعها ضد مسجد الأقصى المبارك, المسجد على وشك الانهيار, صباحا ومساءا نستنجد ولكن فقط الله تعالى سيهدي هذه الأمة أن تعود إلى رشدها وتقوم بواجبها تجاه القدس مقدسات الإسلام أنا أقول أن التقاعص والتخاطر والصمت العربي والإسلامي هو الذي شجع إسرائيل على تنفيذ مخططاتها لو كانت هناك ردود فعل مناسبة لما أقدمت إسرائيل على ما تقوم به من إجراءات لتهجير أبناء القدس من بيوتهم وإسكان المستوطنين والحاخامات فيها وهدم البعض الآخر منها وصادرت أراضيها وأقامت البؤر الاستيطانية فيها وبناء الكنس وتغيير مشهد التاريخي لقدس, إسرائيل تعمل على تغيير معالمها العربية والإسلامية وإلغاء هويتها الإسلامية بشكل كامل.
علي قازان: أبدأ معك سيد عبد الهادي بداية برأيكم لماذا غياب الإعلام العربي أو بالحد الأدنى دوره خافض وباهت حيال القدس في وقت تستعير فيه إجراءات ومخططات الاحتلال الإسرائيلي ؟
عبد الهادي: الأمر بالتأكيد ناجم عن غياب رؤية إعلامية عربية نحو القدس ونحو فلسطين بل نحو الكثير من القضايا بما فيها العلاقة مع المعلومة العلاقة مع التضامن العربي الرؤية الإعلامية هذه غائبة وبالتالي أصبح المكان الفعلي عبر الإعلام للخلافات العربية والخلافات الإسلامية, تصبح هي الأمر الأبرز وبحيث أنه ليس هناك من سياسة إعلامية تحاول أن تركز على المشترك بين أقطار العالم العربي وبلدانه وبالتالي فإن فلسطين شبه غائبة ويصبح التعرض لمواضيع مثل تهويد القدس أو الاستيطان مسائل ظرفية وعرضية وهذا الأمر بتقديري له علاقة بشكل أساسي بغياب التضامن العربي والإسلامي والتركيز على المشترك بين هذه البلدان ومن الممكن أن تكون قضية فلسطين هي العنوان الأبرز لهذا المشترك لاعتبارات دينية وقومية وإسلامية ومسيحية وبالتالي نجد أنه من الأساس 300 شركة أولى إعلامية في العالم هناك 146 شركة أميركية وهناك 80 شركة أوروبية والباقي بحدود 49 شركة يابانية وليس هناك من شركة إسلامية أو عربية واحدة على مستوى هذه الشركات الأولى في العالم علما بأننا الآن نعيش في ظل العولمة ولا ينقص العالم العربي لا الكادرات البشرية المؤهلة ولا الإمكانات المالية ما ينقص هذا العالم هو الإرادة, الإرادة غائبة في هذا المجال وهذه نقطة ضعف أساسية وقد يكون حاليا الأمر الأساسي في ظل الاتجاه العالمي وتحديدا بما فيه الغربي يدين مسألة الاستيطان وخصوصا في موضوع القدس أن يكون ذلك مدخلا لمقاربة جديدة تشتغل على الرأي العام الغربي لكن هذا الأمر يفترض أن يكون هناك مؤسسات إعلامية عربية وإسلامية ناطقة بالانجليزية والفرنسية والروسية والصينية ومثل هذا الأمر لم يتوفر كما ليس هناك من وكالة أنباء عربية وإسلامية واحدة تتجه لمخاطبة الرأي العام الغربي كما ليس هناك أيضا من بنوك معلومات ومراكز دراسات تحاول أن تنقل الصورة الفعلية لما يجري في فلسطين ولما يجري في القدس أو في الضفة الغربية أو في غزة ولذلك نجد أن خلال الحرب على غزة وخلال حصارها كان الجيش الإسرائيلي قد منع أي تواصل لأي إعلامي غربي ومنع الصحافيين من الوصول إلى الداخل بحيث أن مؤسسات من نوع حتى ال"سي ان ان "اوال" بي بي سي" احتجت على مثل هذه الخطوة الإعلامية الإسرائيلية واعتبرت أن ذلك يشكل مساسا بحقوق الإنسان لا نجد أنه في الإعلام العربي سواء المرئي والمسموع أو المكتوب توجها لتحريض الرأي العام الغربي أو متعاطف على الأقل في موضوع الاستيطان مع الشعب الفلسطيني وهذا ليس مجرد تقصير في تقديري وإنما هذا الأمر ناجم عن أنه في ظل العولمة في الوقت الحالي وفي ظل الهجمة الأميركية وتحديدا في فترة جورج بوش كل نظام عربي حاول أن يكون جزءا من هذا النظام الدولي باتجاه حماية مصالحة ولم يكن هناك من سياسات مواجهة إلا من جانب المقاومة الفلسطينية وتحديدا حماس والجهاد والجبهة الشعبية وبعض الأنظمة مثل إيران وسورية وبالتأكيد أن سياسة الممانعة هذه نجحت ويفترض أن تحدث نوع من استنهاض على الصعيد الإعلامي بحيث أنه من الممكن ربح المعركة الإعلامية تحديدا في هذا الظرف بالذات وأن هناك اتجاه دولي لا تلتقي معه إسرائيل حتى في المسائل التي تندرج تحت سقف القرارين 242و338 ومرجعية مدريد مثل حل الدولتين.
علي قازان: أرحب الآن أيضا بضيفي من القدس المحتلة ناصر الهدمي السكرتير العام للهيئة المقدسية للهدم والتهجير وأيضا ناجح ابكيرات رئيس دائرة المخطوطات في المسجد الأقصى أهلا بكما من القدس المحتلة أبدا معك سيد ناصر الهدمي برأي سيد عبد الهادي أن التقصير الإعلامي هو نتيجة بداية الخلافات العربية في ظل استمرار حرب التهويد القدس في الإعلام برأيك إهمال أم إغفال؟
ناصر الهدمي: بسم الله الرحمن لرحيم, حقيقة كما نوه أخي ضيفكم الكريم, نعم هو إهمال لفقدان لأية نية سياسية لأية إرادة سياسية لتغيير الواقع في مدينة القدس, إهمال نتيجة عدم مقدرة الأنظمة العربية والمؤسسات الإعلامية للكيان بدورهم كمؤسسات فاعلة في القدس إهمال لما نراه وهنا لابد من التنويه على موقف أقرب الناس للقدس, المقرض السلطة الوطنية الفلسطينية التي تشترط كل الشروط, وقف الاستيطان تشترط أمور كثيرة سياسية ولكن لا تشترط أن ترفع اليد عن المسجد الأقصى المبارك لا تشترط أن توقف عمليات تهويد المدينة المقدسة لا تشترط أن يوقف هدم البيوت تفريغ المدينة من أهلها إيجاد المستوطنين مكان هؤلاء المواطنين هذه الأمور تجعلنا نقولها بكل صراحة لماذا هذا التراجع في نيتنا للعمل للقدس لماذا هذا الضعف لماذا هذا الوهن نقول ما فائدة المفاوضات ما فائدة كل مواقف الأمة العربية والإسلامية ما فائدة رسائل الشجب والاستنكار والقدس تهود بالفعل تعود بالعمل الصهيوني تهود بإحلال المستوطنين مكان أصحاب الحق الحقيقيين أصحاب الحق إضافة إلى ذلك وسائل الإعلام العربية للأسف لا تنقل الصورة كاملة يجب أن تكون صورة المسجد الأقصى تكون صورة القدس لحظة بلحظة ويوما بيوم, يجب أن لا تغيب عن نشرات الأخبار يجب أن لا تغيب عن كل برامجنا لتوعية الأمة بالأخطار المجحفة بمدينة القدس, مدينة القدس تهود بشكل منهجي وبشكل سريع.
علي قازان: سيد ناجح في هذا السياق برأيك ما هي المساحة التي يخصصها الإعلام العربي لقضية القدس هل فلسطين مجرد خبر أم أخبار موسمية ولماذا برأيك؟
ناصر الهدمي: نعم للأسف في القدس وفلسطين أخبار موسمية عند الأحداث الكبيرة نرى أن المحطات الفضائية نرى أن الإعلام العربي والإسلامي يهتم ولكن يوما بيوم يعني ما يكابد الفلسطينيين بكل لحظة في كل يوم في مدينة القدس هذا لا ينقل إلى الأمة العربية والإسلامية إن التجار في مدينة القدس يغلقوا أبوابهم مخافة أو احتجاجا على الضرائب الباهظة على المخالفات الجائرة على تفريغ المدينة من المواطنين والحركة التجارية هذا الكلام لا ينقل إلى الأمة الإسلامية إن سكان البيوت يخرجوا من بيوتهم يستولى على ممتلكاتهم في حكومة الاحتلال الغاشمة لتقصير فلان أو فلان لدفع ضرائب باهظة.
علي قازان: سيد ناجح هل هناك إستراتيجية واحدة تجمع الدول العربية حيال قضية القدس وهل أن الخطاب الإعلامي عن القدس هو واحد في كل الدول العربية أم عكس ذلك كل يغني على ليلة؟
ناجح: بسم الله الرحمن الرحيم نحن نشهد أن العالم العربي والعالم الإسلامي نشهد حالة من الجفاف وحالة من التراجع منذ العام 1984 وحتى الآن هو الإعلام جزء من هذه الحالة حالة الجفاف الروحي وحالة الجفاف المعلوماتي وبالتالي نحن نؤكد أن هذه الحالة أصبحت تؤثر وبشكل واضح على ما يجري في مدينة القدس, إن ما يجري في مدينة القدس يحتاج إلى إستراتيجية ويحتاج إلى مرجعية حتى الأطر السياسية والأطر التنظيمية والأطر القوية التي نهضت من أجل استنهاض الأمة ومن أجل أن تأخذ بدورها بإزالة الاحتلال لم تستطع هذه الأطر أن تقدم حتى هذه اللحظة أن تقدم أية استراتيجيات أو حلول, نحن دائما في الإعلام العربي والإسلامي نتحدث عن المشكلة نتحدث عن الأحداث التي نتجت عن هذا الاحتلال ولا نتحدث عن حلول بعد 42 عام وبعد 40 عاما من الحريق مازال الحريق يحرق البشر ويحرق الحجر ويحرق الأحياء بعد 40 عام من الحريق مازلنا نحن نحترق يوما بعد يوم, نحن لا نشاهد فقط القدس ونشاهد الإنسان المقدسي فقط مقومات كثيرة جدا كان يعتمد عليها نحن بحاجة إلى إستراتيجية أولا بحاجة إلى مرجعية بحاجة إلى أن يكون هذا الإعلام يطرح حلول من هذه الحلول يجب أن تكون حلول نفسية حلول ثقافية حلول مستقبلية نحن لا نجد هذه الحلول لا في إعلامنا ولا على مستوانا الواقعي وبالتالي نحن نبقى في مرحلة التكرير ونبقى في مرحلة ترديد وردات الفعل ولذلك علينا أعتقد أن نعيد القراءة من جديد وأن نعيد الصياغة من جديد أن نملك المقومات الحضارية التي تعيد القدس لنا وتعيد فلسطين لنا وأن نملك المقومات الثقافية التي تربط اليرموك وحطين وعين جالوت تربطها في الواقع وأن هذه فلسطين وهذا الأقصى وهذه القدس لا تسترد إلا بتلك المقومات وتلك الهوية وعلينا أن نكون حاضرين مع مقومات عالمية.
علي قازان: انتقل إلى ضيفي من بيروت حمزة البشتاوي سيد حمزة في مقابل العرب وإعلامهم تخصص إسرائيل نحو مليار ونصف المليار دولار لتهويد القدس ويحظى الإعلام الصهيوني بمبالغ طائلة لتسويق مخططاته وتحوير الحقائق وذلك برعاية السلطات وبمشاركة اللوبي العالمي السؤال ماذا أثمرت القمم العربية والإسلامية ومؤتمرات وزراء الإعلام فيها من استراتيجيات لتبيان الحق لدى الرأي العام العالمي؟
حمزة بشتاوي: بسم الله الرحمن نتائج كل مؤتمرات والقمم العربية على الصعيد الإعلامي وعلى صعيد الرؤية والنظرة للعمل الإعلامي تجاه القدس وما تتعرض له القدس هناك أوراق كثيرة وهناك تنظير متعدد كتبت بيانات كتبت أوراق وضعت خطط وضعت مشاريع ولكنها وضعت بالأدراج ولم ينفذ شيئا تجاه القدس, دعني أضيف إلى ما تحدث به الأستاذ عبد الهادي وأهلنا وإخوتنا في مدينة القدس لأقول لا يوجد هناك إهمال من الإعلام العربي ولا يوجد تقصير من الإعلام العربي تجاه مدينة القدس بل يوجد من بعض الإعلام العربي تواطئا وليس إهمالا وتقصيرا ضد مدينة القدس وضد أبناء مدينة القدس, لماذا, هناك دلائل حقيقية تدل بأن هناك تواطؤ حقيقي ضد مدينة القدس وضد أبناءها الصامدين, عند ما نتحدث عن الدعاية الصهيونية داخل الكيان الصهيوني وفي العالم كنا لا نتحدث عن أوراق ونظريات بل نتحدث عن عمل حثيث يقوم به اللوبي الصهيوني ويقوم به كل أدوات الحركة الصهيونية من خلال دعايتها التي تساهم في عجلة التهويد والاستيطان المستمرة ومحاولة ضرب البشر والحجر في مدينة القدس من خلال الضغوطات المادية الاقتصادية ومن خلال الإرهاب المباشر ومن خلال الاستيطان ومد هذا الإخطبوط السرطاني الاستيطاني في القدس وحول مدينة القدس ضد المسجد الأقصى المبارك نحن نتحدث عن تدرب لوحدات صهيونية للاعتداء المباشر على القدس وعلى أقصاها المبارك ونتحدث عن اعتداءات يومية ومباشرة كما تحدث أبناء القدس ضد المحلات ضد أبناء القدس في بيوتهم في حي البستان في حي الشيخ جراح في حي سلوان في كل أنحاء مدينة القدس اعتداءات يومية ومباشرة, نتحدث عن بنى تحتية, عندما نتحدث عن حفريات أصبح هناك بنى تحتية قام بها الصهاينة, يتحدث العرب كثيرا عن مدينة القدس ولكن دعني أقول هناك بعض الإعلام العربي في هذه المرحلة يحاول أن يصور أصدقاء الشعب الفلسطيني القوى الداعمة كما تحدث الأستاذ عبد الهادي للشعب الفلسطيني للقدس والمقدسات ولكل أبناء فلسطين يحاولون أن يتحدثوا عن أعداء جدد يريدوا أن يظهروا هذا العدو وكأنه عدو عادي.
علي قازان: سيد عبد الهادي برأيك ما سبب هذا التواطؤ يعني ذكر أن ليس هناك تقصير أو إهمال من بعض المؤسسات الإعلامية إنما هناك تواطؤ ما السبب برأيك؟
عبد الهادي محفوظ: أنا شخصيا لا أريد أن استخدم كلمة تواطؤ باعتبار أن القدس هي ذات بعد عربي وإسلامي ومسيحي وبالتالي ممكن أن تشكل المساحة المشتركة حتى مع المترددين في العالم العربي والإسلامي يعني هذه الكلمة قد تحمل أكثر معنى التقصير لا أريد أن أذهب أكثر من ذلك في عملية التوصيف إنما الآن هناك مسألة مهمة جدا أشار إليها الإخوة ويمكن أن تشكل عنصر تضامن حقيقي في العالم العربي والإسلامي.
علي قازان: سيد عبد الهادي إضافة إلى ما ذكرت الإعلام الصهيوني يتحرك وفق مرجعية موحدة وبأهداف محددة هل لدى الفلسطينيين والعرب وحتى المسلمين ما يشابه هذا الواقع وماذا يحول أن يقيموا مرجعية من كبار الإعلاميين ويوضع تحت تصرفها كل المقدرات المطلوبة من قنوات وصحف ومحطات إذاعية؟
عبد الهادي محفوظ: للأسف مثل هذه المرجعية حصلت فقط في موضوع معين هو عبر صدور الوثيقة الإعلامية العربية التي تحدد سقوفا إذا صح التعبير للإعلام المرئي والمسموع بحيث يكون الهدف عدم التعرض لانتقاد الحاكم العربي وما شبه ذلك, هذه هي القضية الوحيدة التي خرج بها الإعلام العربي بموقف واحد وهو موقف يحاول أن يضيق على الحريات الإعلامية وينطلق فقط من مصلحة المشترك على صعيد مصالح كل نظام عربي, هذه الناحية تفترض أمرا آخر على ما أعتقد أنه لابد في المجتمع المدني العربي والإسلامي أو عبر بعض الدول العربية التي يمكن أن تكون في اعتباراتها يدخل إعلام في سياق المواجهة أو في سياق الممانعة إذا صح التعبير مع إسرائيل أنه لابد من دعوة المؤسسات الإعلامية العربية وتحديدا ما يمكن تسميته المجالس الإعلامية في المرئي والمسموع إلى وضع تصور واحد في موضوع القدس وخصوصا هذه القضية مهمة جدا في الوقت الحالي هناك مشروع للاستيطان في القدس يحمل عنوانO1 وهو يدعو إلى قيام 3500 وحدة سكنية جديدة استيطانية وهدم منازل الفلسطينيين وعلى ما يبدو أن وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمن يتسرع في إيجاز هذا المشروع ويلقى دعما من اليمين المتطرف الإسرائيلي وحتى من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنما هناك معارضة دولية لمثل هذه الخطوة على الأقل في جانب العربي والإسلامي يفترض استصدار خطة إعلامية تحريضية إذا صح التعبير لوقف هذه المسالة وللاستفادة من هذا التعاطف الدولي في وقف الاستيطان في القدس.
علي قازان: سيد ناجح في أي خانة تضع اجتماع وزراء الإعلام في القاهرة في 17/06/2009 حيث اجمعوا على بذل المزيد من الجهد الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص وأوصوا بضرورة إقامة مفوضية عامة للإعلام العربي لتنظيم البث الإذاعي والتلفزيوني عبر الفضاء وطلبوا أيضا من الفضائيات العربية وضع شعار القدس عاصمة للثقافة العربية على شاشاتها وما إلى ذلك برأيك هل هي بوادر جيدة وكافية حيال القدس من قبل الوزراء الإعلام العرب وكيف تعاطوا وسيتعاطى الإعلام العربي مع هذه التوصيات والتمنيات لوزراء الإعلام العرب؟
ناجح بكيرات: نحن في البداية أي جهد يعني نشارك في وضع بصمة في مدينة القدس والعالم العربي والإسلامي ومنذ أكثر من 1400 عام حاولوا على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي كل أن يضعوا لهم بصمة وبصمة فعلية في موضوع القدس وإبقاء القدس كطهارة وكمدينة وكمكان مهم جدا للعالم الإسلامي يملكون منه مفتاح الأمن ومفتاح القيادة فمن يملك مفاتيح القدس يملك مفاتيح العالم, هذه سنة كونية ومعروفة وبالتالي نحن حين ما فقدنا مفتاح القدس وفقدنا المفتاح الإعلامي لها حاول هؤلاء الوزراء أن يعودوا بهذا المفتاح إذا كنا فعلا نريد لهذا المفتاح وهو فعلا بداية الأمر القراءة والإعلام وأن نملك, لأن الإعلام أنا اعتبر حرب الإعلام حرب مهمة جدا إذا هؤلاء الوزراء استطاعوا أن يضعوا هذه البصمة وأن يكبروها وأن لا تبقى بصمة فقط في درج وأن لا تبقى بصمة فقط مجرد للرؤية وإنما بصمة يأخذها الإعلام ببرامج ويستفيد منها المشاهد العربي لابد هناك, أين الدعم لهذا البرامج أين الخطط التي وضعت لا يكفي أن نصدر وأن نشجع هذه خطوة جيدة ولكن نريد ما بعدها نريد ما بعد هذه السنوات, كنت أتمنى أن تكون القدس عاصمة الثقافة في عام 2009 وأن تكون قدس مليئة بأهلها أن تكون القدس فيها شئ من الكرامة, كرامة العرب والمسلمين مازالت لم تحرر لأن كرامة الأقصى تزاد في كل يوم وكرامة القدس, نحن كنا نتمنى أن نعيش في القدس بدون حواجز أنا أقول لكم وبكل صراحة قبل أيام حاولت السلطة الإسرائيلية أن تغير أقفال المسجد الأقصى وهنا أصبحت كارثة فبدل أن نفقد باب المغاربة أصبحنا نريد أن نفقد باب الناظر باب المسجد نحن في كل يوم نفقد مواقعنا في القدس, فأين الإعلام الذي يشجع على إبقاءنا في مواقعنا, نحن كل يوم نخسر أرض كل يوم نخسر حي كل يوم نخسر إنسان كل يوم نخسر ثقافتنا, نحن نريد من إعلامنا أن يوجهنا إلى حلول والى قضايا والى أمور تجعل بصمتنا في القدس بصمة عربية ووجودنا وأن لا نخسر مواقعنا.
علي قازان: سيد حمزة هل تؤيد نظرية وحيدة ومقولة أن القدس تقبع معزولة خلف جدارين خطيرين جدار العزل العنصري الذي بناه الاحتلال وجدار التهميش والتعتيم الإعلامي الذي يتحمل مسؤوليته الإعلام العربي والإسلامي؟
حمزة البشتاوي: هذا الجدار وهذا التعتيم حول القدس وحول صمود أبناء القدس وحول ما تتعرض له يوميا مدينة القدس ومقدساتنا الإسلامية في مدينة القدس هذا التعتيم إضافة للجدار والحواجز إرهاب المستوطنين اليومي ضد أبناء مدينة القدس هذا لا يمكن وضعه إلا في سياق محاولة بعض الأنظمة التغطية على عجزها يعني هناك عجز سياسي الآن هذه الأنظمة لا تقوم بأي واجب تجاه مدينة القدس وتجاه أبناء مدينة القدس القابضين على جمرهم وصمودهم وبقائهم في مدينة القدس لا يقوموا بأي واجبات لا سياسية ولا مادية ولا معنوية لا بل أحيانا أنا أكرر مقولة يتواطئون ضد هذه المدينة وأبنائها فهم يغطون في هذا التقصير ويعدمون على أوضاع المدينة وعلى احتياجات المدينة ليغطوا من تقصيرهم, تحدثنا عن اجتماع وزراء الإعلام العرب نتحدث عن 22 وزارة إعلام في الدول عربية ولا توجد وزارة إعلام في الكيان الصهيوني ولكن توجد دعاية صهيونية يوجد عمل صهيوني لتهويد المدينة للقضاء على روح الصمود والبقاء عند أبناء هذه المدينة, ماذا يفعل هؤلاء؟ نحن نتحدث دائما وهناك قائد إسلامي في هذه الأمة أعلن عن يوم عالمي لمدينة القدس, ماذا يفعل المسلمون أين هي نهضة أبناء الأمة من أجل نصرة مدينة القدس ودعم صمود أبناء القدس, كل هذه الجدر وكل هذه الحصار هو لا يمنع نسمع صوت الصامدين في مدينة القدس ونسمع في صدى المواجهات اليومية والتمسك والتشبث في المدينة ومقدساتها ولكن لم يوافقوني على كلمة التواطؤ عندما يتحدث زعيم عربي عن جندي صهيوني أسير لدى القوى المقاومة في فلسطين بأنه أحد جنوده ماذا نتوقع من هذا الإعلام, من إعلام بعض الأنظمة العربية هم يعتمون ليغطوا تواطؤا ليغطوا عجزا ليغطوا تأمرا على المدينة وأبناءها وصمودها.
علي قازان: يعني على كل حال سيد حمزة إن كان هناك تواطؤ أو تقصير في النهاية سيد عبد الهادي هناك مخاطر تتهددها القدس هي الاستيطان, جدار الفصل العنصري, تهويد القدس, الحفريات يعني في هذا الشأن المسجد الأقصى يتعرض لخطر الانهيار وأصبح معلقا في الهواء إلى أي حد يمكن لوسائل الإعلام وهي معركة بدون رصاص الضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف هذا العدوان المخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية؟
عبد الهادي محفوظ: أنا شخصيا لا أعتقد أن الإعلام لوحده يمكن أن يقوم بمهمة التصدي في موضوع القدس...
علي قازان: ولكنه جزء أساسي في المعركة سيد عبد الهادي؟
عبد الهادي محفوظ: نعم, المسألة تفترض أن يكون هناك مقاربة عربية وإسلامية تجعل من الإعلام أحد الأسلحة الأساسية ولكن المسألة المهمة أن هذه الأنظمة عليها أن تلتزم بخيار المقاومة أولا وبخيار العمل الدبلوماسي الذي يستند إلى هذه المقاومة ثانيا وبخيار التواصل مع الرأي العام الدولي هنا أهمية الإعلام في هذا الجانب لأن الإعلام يمكن أن يسوق وضع القدس ويسوق وضع السياسات الآن الإعلام أصبح بمثابة السلطة الأولى على صعيد عالمي وخصوصا إذا استند وارتكز إلى مصادر قوى إلى قوة فعلية وبالتالي فإن ما قامت به المقاومة في لبنان مثلا أحدث نوع من التوازن مع إسرائيل وأصبح يحسب لها حساب المقاومة في فلسطين يحسب لها حساب حماس يحسب لها حساب, كل هذه العناصر القوى يفترض أن تجد لها الظهير العربي والإسلامي, للأسف لا تجد ما يكفي في هذا الظهير العربي والإسلامي إنما...
علي قازان: ولكن إلى جانب المقاومة التي تتحدث عنها يجب أن يكون هناك إعلام قوي ومقاوم ورصين!
عبد الهادي محفوظ: نعم هذا ما أريد أن أقوله أنه الآن وبالتحديد في هذه الفترة بالذات من الممكن أن إسرائيل ترتكز إلى استعادة نظرية فلاتسكي اليميني المتطرف الذي يدعو إلى جعل إسرائيل بمثابة الجدار الحديدي المتفوق على جيرانه المتفوق على الفلسطينيين, الذي يدعو إلى حتى ما يشبه إبادتهم وإبعادهم والى خيارات جديدة في مثل هذا الوضع الإعلام يمكن أن يلعب الدور الأساسي وتحديدا كما قلت في تقديري الشخصي أن هناك رأي عام غربي على صعيد المجتمعات المدنية متجاوب مع الفلسطينيين متجاوب مع قضية القدس, من الممكن أن نعتبر المسيحيين في المشرق العربي نوافذ على هذا الغرب المسيحي من الممكن أن نستفيد من جاليات عربية وإسلامية وإفريقية في أوروبا وفي الولايات المتحدة وهي كبيرة وكثيرة ولكن للأسف ليس هناك من تواصل من جانب الأنظمة العربية والإسلامية مع مثل هذه الجاليات هناك أكثر من 180 ألف باحث عربي وإسلامي ومسيحي مشرقي موجود في مركز دراسات في الولايات المتحدة الأميركية وفي أوروبا وهم لا يجدون أي نوع من التواصل معهم.
علي قازان: سيد ناصر الهدمي في سياق الحفريات عدد الأنفاق وحجمها يزداد يوميا أسفل المسجد الأقصى المبارك وهناك أنفاقا تتسع لشاحنات وجرافات كبيرة وأن الانهيارات المتتالية للطرق والأسوار تؤكد تعرضه لأكبر مؤامرة تهدد بنيانه وهويته لتقويد وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم على أنقاده وأن سلطات الاحتلال تستعمل في حفرياتها موادا كيميائية لتذويب الصخور في مواجهة ذلك ما هو الدور الأبرز برأيك لوسائل الإعلام؟
ناصر الهدمي: كما قلت في البداية يجب نقل الصورة واضحة وجلية وكاملة عن مدينة القدس بشكل مستمر وبشكل يومي الموضوع ليس فقط حماية المسجد الأقصى كحجار وكأبنية وكمكان صلاة وإنما أيضا حماية أهل القدس عامري المسجد الأقصى الذين يبقون في المسجد الأقصى للدفاع عنه الذين يحافظون عن مدينة القدس يجب أن تكون حماية لهؤلاء الناس يجب نقل بشكل يومي لهموم هؤلاء الناس حتى يبقوا صامدين في المسجد الأقصى مرابطين يصلون يؤدون الصلاة في الأقصى حتى يواجهوا, أنا على يقين أن الأمة الإسلامية والأمة العربية تتمنى أن يفسح لها المجال تتمنى أن تكون في المسجد الأقصى تدافع عنه ولكن هذا الظرف الموجود, على الإعلام العربي والإسلامي أن ينقل هذه الصورة حتى يكون كل مسلم وكل عربي أكبر هم لديه هو المسجد الأقصى المبارك أي مساس في المسجد الأقصى لا قدر الله ولو قل يعتبر مساس لأخص خصوصيات أي مسلم فيهب هذا المسلم منتفضا غاضبا من أجل المسجد الأقصى, هنا يأتي دور الإعلام لذلك أنتهز هذه الفرصة وأقول بفضل الله عز وجل نحن في مدينة القدس وغدا سيتم إعلان عن اليوم العالمي لنصرة المسجد الأقصى من داخل المسجد الأقصى على لسان خطيب المسجد الأقصى حتى تهب الأمة وتعلم الأمة أن المسؤولية جسيمة إن المسؤولية عظيمة يجب أن نكون جميعا على قدر المسؤولية وعلى مستوى هذه المسؤولية كما قلت المسجد الأقصى نحن لا نعرفه, الأمة العربية لا تعرفه الأمة الإسلامية لا تعرفه وعلى الإعلام أن ينقل كل تفاصيل المسجد الأقصى حتى يصبح كل مسلم يحلم بالمسجد الأقصى.
علي قازان: على كل حال الإمام الخميني رضوان الله عليه كان قد أعلن بأن آخر نهار جمعة في شهر رمضان هو يوم للقدس العالمي سيد الناجح إضافة إلى مخاطر الحفريات هناك أيضا فوق الأرض هجمة إسرائيلية شرسة تتعرض لها القدس تغير ملامحها وستعمل على إحاطتها بتسع حدائق توراتية تضيف على المنطقة طابعا يهوديا, من كل ما يجري هل دور الإعلاميين يتوقف على رصد خبر مجرد والتقاط صورة واحدة لمعاناة القدس أم عليه التركيز والتمعن والمتابعة والاهتمام في كافة تفاصيل المشهد للحد من الانتهاكات الإسرائيلية للمدينة وأهلها؟
ناجح بكيرات: بداية أريد أن أؤكد أن إسرائيل بكل مؤسساتها التي عملت على تهويد القدس وعملت على ما صنعته في القدس لجأت إلى أسلوبين الأسلوب الأول فرغت ما تحت المدينة أكثر من 18 ألف طن من التراب ومن الطمم ومن كل شئ, نفض من تحت أنقاض المدنية فالمدينة تقف على فراغ, بعد أن أوقفوا المدينة على فراغ من حفريات على بوابات المدينة وحول المدينة وفي محيطها وبعد ما عزلوا هذه المدينة تماما في أرضيتها لجئوا إلى محور ثاني وهو المحور الظاهر والعتب الإعلام لم يشاركنا تحت الأرض غير ما بثته بعض الصحف وبعض المصادر الإسرائيلية بثت بعض القضايا التي أرادت منها أن تصل للعالم أما كإعلام عربي وإسلامي لم يستطع أن يكتشف نفقا أو أن يكتشف شيئا من ذلك حتى هذه اللحظة إذن إذا أخذنا المحور الثاني وهو المحور الظاهر نجد بأن إسرائيل لجأت إلى تقطيع أوصال المدينة وتقطيع أوصال فلسطين من قبل أما المدينة فلجأت إلى ما سمي بالحوض المقدس وحاولت تفرغ السكان وتحاول الآن أن تهدم الأحياء العربية وأن توجد حزام من الاستيطان حول أسوار البلدة القديمة من أجل أن تعزل بقية الأحياء الفلسطينية المقدسية العربية عن الوصول إلى المسجد الأقصى إما بحجج إقامة متاحف أو حجج توسيع حدائق توراتية أو حدائق قو
تعليقات الزوار