أجرى الحوار : محمد الخاقاني

 

الضيف: آية الله الشيخ علي فلاحيان ـ عضو مجلس خبراء القيادة.

 

محمد الخاقاني: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المكاسب الإيرانية على الصعيدين الداخلي والخارجي عنوان ومحور لقائنا والذي نستضيف فيه آية الله الشيخ علي فلاحيان عضو مجلس خبراء القيادة حاليا، أهلا بكم سماحة الشيخ.

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان: السلام عليكم ورحمة الله.

 

محمد الخاقاني: سماحة الشيخ قبل أن نبت بالحديث معكم عن المواضيع المختلفة التي نريد أن نوجه فيها أسئلة لكم، نتابع معا تقريرا ثم نعود لمتابعة هذا الحوار.

 

التقرير:

 

يعتبر نظام الجمهورية الإسلامية الذي أرسى أسسه الإمام الخميني الراحل نظاما ديمقراطيا يعتمد الأسس الرفيعة للدين الإسلامي الحنيف ولا مجال فيه للدكتاتورية أو الاستغلال، فهو نظام يعتمد أصوات الشعب من جهة ومن جهة أخرى يعتمد الأسس الدينية المنبثقة عن القرآن والسنّة النبوية الشريفة وسيرة أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام لاختيار المسؤولين الذين يعملون في مؤسسات الدولة، وفي هذا النظام يكون اختيار المرشحين بإشراف المختصين باستنباط الأسس الدينية مهما اختلفت مهامهم بدءا من القاعدة الرئيسية التي تتمثل بأبسط الأمور مثل انتخابات المجالس البلدية وصولا لرئاسة الجمهورية وحتى اختيار القائد الأعلى للبلاد وفي كل الأحوال يكون الشعب هو المحور والفقهاء الذين يعتبرون أفضل الخبراء في استقاء واستنباط الأصول والأسس الشرعية من الكتاب والسنّة يبقون المشرفين على هدي الشعب وتسييره نحو الهداية القرآنية الإلهية، ولم يكن مجلس خبراء القيادة بعيدا عن هذه المعادلة فهو الذي يأخذ على عاتقه ثلاث مهام رئيسية يمكن حصرها بالتمييز من يكون مؤهلا للترشيح للقيادة والتشاور لأجل انتخاب القائد أو شورى القيادة ومن ثم الإشراف على عمل القائد أو شورى القيادة، هذه المهام التي تنص عليها المادة السابعة بعد المئة لدستور الجمهورية الإسلامية هي التي تحدد أعمال مجلس خبراء القيادة دون أن تتدخل في تحديد فترة انعقاد المجلس أو كيفية أداء أعماله فهو مؤسسة مستقلة بما في الكلمة من معنى للاستقلال. أما النظام الداخلي لمجلس خبراء القيادة فهو نظام تقره السكرتارية العامة للمجلس وهي التي تحدد عدد نواب كل محافظة حسب التوزيع السكاني للترشيح ومن ثم الدخول إلى المجلس، ويبلغ عدد نواب مجلس خبراء القيادة في الوقت الحالي (85) شخصا كلهم من الفقهاء والخبراء الذين امضوا أشواطا طويلة في قيادة أبناء محافظاتهم ومدنهم أو أن الكثير منهم تشهد لهم مجالات العمل القيادة على مستوى أكثر من محافظة، وتقتصر دورات عمل المجلس على دورتين في العام كل دورة تنحصر في ثلاثة أيام تكون مراسم الافتتاح فيها اجتماعا علنيا فيما يتم مواصلة الأعمال في اجتماعات مغلقة يتم فيها تقييم عمل القائد أو شورى القيادة وبالتالي يتم تقديم وعرض نتائج أعمال كل دورة على قائد الثورة الإسلامية ليتسنى للمجلس والقائد الاطلاع على آخر التطورات والقرارات التي يجب أن تتخذ داخل البلاد.

 

محمد الخاقاني: سيكون حوارنا هذا مع سماحة الشيخ علي فلاحيان عضو مجلس خبراء القيادة ووزير الأمن الأسبق في الجمهورية الإسلامية، على ما أعتقد كنتم وزيرا في حكومة الشيخ رفسنجاني قبل حدود (12) سنة تقريبا. سماحة الشيخ بالبداية نريد بمناسبة العام الجديد سماحة القائد اختار اسما جديدا لهذا العام سماه بعام الجد والمثابرة المضاعفين والعمل المضاعف يعني ما الخصوصية التي يمكن أن نتوقعها للعام الجديد من حيث هذه التسمية؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا إن سماحة القائد يتصور بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ناجحة في تحقيق أهدافها الداخلية والخارجية على الرغم من الدعايات التي تروج لها أو روجت لها القوى الاستكبارية في العالم في محاولة لتفكيك التلاحم بين إيران وأنصارها في الخارج وفي الداخل وإضعاف هذه الجمهورية، ولذلك فإن هذه التسمية تعطي أملا كبيرا لكل المسلمين ولكل أنصار الثورة الإسلامية في جميع أنحاء العالم خاصة الشعب الإيراني هذا الشعب لكي يشعر ويمتلك نفس هذا الشعور بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحمدا لله كانت ناجحة وتتقدم باستمرار في تحقيق كافة أهدافها وبذلك فإن مثل هذا الأمل ومثل هذا التاريخ والسابقة من النجاح لابد من مضاعفة الهمم والعزائم، طبعا إننا عندما نتقدم سوف نتقدم إلى الأمام عندما نشعر بأن أمانينا قد تحققت وثانيا أن هذه الأماني يجب أن تبقى حية دائما في نفوسنا وفي قلوبنا ويجب أن نشد على أيدينا ونعمل بجد وإخلاص إذن القائد وتبعا للإمام الراحل الذي كان يطفح بالأمل ويبشرنا دائما بالمستقبل المشرق فإن قائد الثورة وفي هذا العام الجديد أحيا نفس هذا الأمل في نفوس الشعب وفي نفوس أنصار الثورة الإسلامية، فإذا كانت عزائمنا كبيرة فإن الدسائس والتهديدات الأجنبية وكل الأنشطة المعادية سوف لن تستطيع أن تحقق أغراضها ولكن بشرط أن نكون مصممين وعازمين ونعمل في هذا الاتجاه وليس للإنسان إلا ما سعى، أما أن نكتفي بإطلاق الشعارات ونحمل الأماني من دون العمل فسوف لن نجني نتيجة فإن العالم هو موقع للعمل وموقع للجد والمثابرة، الآن فاعلموا، والألسن مطلقة، المنقلب فسيح، والأعضاء لدنه، هذا ما قاله أمير المؤمنين في نهج البلاغة إذن يجب علينا أن نعمل حتى نحقق ما نصبو إليه من هذه الأماني إذن وراء هذا الشعار هذه الحقيقة أن الشعب الإيراني مازال متواجدا في الساحة ويعمل بجد ونحن نقترب من أهدافنا.

 

محمد الخاقاني: طيب سماحة الشيخ يعني هناك من يحاول مثلا إثارة الرعب أو الخوف في قلوب الإيرانيين من قضية العقوبات الآن الغرب خاصة الولايات المتحدة، فرنسا، دول (5+1)، صحيح أن هناك تباين في وجهات النظر بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة أخرى لكن الولايات المتحدة تؤكد أنها مصممة على المضي في فرض عقوبات صدور قرار أشد ضد إيران يفرض عقوبات أشد ويشدد الخناق على إيران خاصة على خلفية الملف النووي الإيراني، هل ترى في ذلك تحديا أمام هذا الأفق الذي رسمه سماحة القائد للجمهورية الإسلامية في الفترة المقبلة.

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: بالتأكيد هكذا هو الأمر، طبعا القوى الاستكبارية العالمية لن تتوقف عن توجيه وإطلاق التهديدات وإيجاد المضايقات والمشاكسات في طريق النظام الجمهوري الإسلامي في إيران ولأن تلك القوى تشعر أن إيران الإسلامية تتقوى يوما بعد يوم ولذلك فان تلك القوى بما أنها تعارض انتشار الإسلام في العالم وفي المنطقة الواقع أنهم يعارضون الإسلام وليس أكثر من ذلك ونحن يوميا نوسع من دائرة نفوذنا الإسلامي، طبعا كانوا يطلقون أمورا خاطئة تجاه إيران، وكانوا يريدون من إيران أن تصدر نفطها بسعر زهيد وبسعر رخيص ولذلك يشعرون بالخوف من استقلالية القرار الإيراني هذا ما يظنونه أو ما كانوا يخططون من أجله لكن استئناف الحقوق وإحقاق الحقوق وبلوغ الأهداف التي تتبناها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الصعيد الدولي خاصة وفي ظل ذلك استرداد حقوقه المسلوبة طبعا إن ذلك يحتاج إلى بنية تحتية وهذه البنية التحتية تتمثل بالقوة مؤلفات القدرة كثيرة؛ قدرة إنسانية، سياسية، ثقافية، ونحمد الله تعالى أننا يوميا الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعزز قوتها يوميا بعد يوم ولذلك فإن الأمريكيين يشعرون بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشكل خطرا لنفوذهم ولاستثماراتهم ولنهبهم لثروات الشعوب الإسلامية ولذلك يعارضون هذه الجمهورية وإذا تعززت قدرة هذه الجمهورية أكثر فإنهم يشعرون أنها ستتحول إلى جهة تصد أو سدا منيعا أمام أغراضها ومآربهم وأما فيما يتعلق بالنشاط النووي الإيراني فهذا النشاط هو نشاط اعتيادي والوكالة الدولية هي أيضا أقرت بسلمية هذا النشاط وأنشطة إيران خاضعة لإشراف هذه الوكالة ولكن لماذا يثيرون كل هذه الشبهات حول برنامجنا النووي في حين يتواجد مفتشو الوكالة الدولية في إيران، الحقيقة إنهم يتحركون بهذا الدافع لا يريدون أن تتعزز القدرة الإيرانية أكثر فأكثر ولذلك فإنهم يسعون سيظلون يسعون في هذا الاتجاه ولكن لأنهم لا يتبنون المنطق وكلامهم لا ينطلي على أحد وخاصة الاتهام الموجه لإيران بإن إيران تسعى لتصنيع القنبلة النووية ودائما يطلقون مثل هذه الاتهامات، طبعا في حين أنهم في سباق نووي فيما بينهم ولم يتمكنوا من تطبيق الوعود التي قطعوها في عام (1962) في نزع الأسلحة النووية في العالم وإنهم في حال حتى لم يتوصلوا إلى اتفاق لتقليل الرؤوس النووية أو وقف إنتاجها وهذه القوى تشكل تهديدا كبيرا للعالم فطبعا إذا كان هناك تهديدا أو خطرا على السلم العالمي فيأتي من هؤلاء الذين يقفون اليوم ضد إيران يمتلكون صواريخ نووية صواريخ بالستية ورؤوس نووية وإذا أرادوا أن يعم السلام عليهم بتقليل ترساناتهم.

 

محمد الخاقاني: طيب سماحة الشيخ اسمح لي أن نعود إلى موضوع الملف النووي باعتباره الملف الأول في الملفات الإيرانية خاصة على الصعيد الدولي لكن أريد أن نعود إلى السنة الجديدة، ما هي أهم الأحداث التي شهدتها إيران في السنة التي مضت؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا من الأمور أو الانجازات المهمة التي تحققت في العام الإيراني الماضي كانت الانتخابات الرئاسية العاشرة لأن المرشحين كانت أصواتهم متقاربة خاصة في الاستطلاعات التي سبقت عملية التصويت وعندما ظهرت النتائج لاحظنا أن منافسي الرئيس رفضوا قبول النتائج وبرزت أزمة سياسية واجتماعية في المجتمع وتوسعت تلك الأزمة للأسف والعالم طبعا كان يترقب الحوادث في إيران أصدقاؤنا كانوا يشعرون بالفرح على هذا الانجاز الديمقراطي الذي تحقق في إيران وكانوا يأملون أن تعبر الجمهورية الإسلامية من هذا النفق وطبعا الأصدقاء كانوا واثقين من أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك ما يكفيها من طاقات لتجاوز تلك الأزمة خاصة وأن هذه الجمهورية اجتازت أخطر من ذلك، صحيح نحن لا نسعى وراء إثارة الأزمات ولكننا واجهناها باستمرار من قبل القوى الأجنبية المشاكسة لنا ولكن ذكاء هذا الشعب وذكاء القيادة والمسؤولين تمثل في اجتياز هذه الأزمات بسهولة وهذا قد رفع من سقف نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة.

 

محمد الخاقاني: تعتقد أن هذه الأزمة تعدتها وأصبحت من الماضي.

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: أساسا نحن اجتزنا تلك الأزمة وربما قد تظهر بعض الأحداث والاضطرابات ولكنها ستكون قليلة جدا.

 

محمد الخاقاني: طيب هذا على صعيد الانتخابات، ماذا بعد، ماذا غير الانتخابات من أبرز الأمور التي شهدتها إيران على الصعيد التقني على الصعيد العلمي على الصعيد السياسي على الصعيد الدولي على الصعيد الداخلي؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: فيما يتعلق بالقضايا العلمية بلادنا حققت نجاحات علمية باهرة وكبيرة جدا واستطاعت أن تتبوأ مكانة مرموقة خاصة في مجال الطب وفي العلوم الأساسية أو في العلوم طبعا الحديثة والعصرية وأيضا على الصعيد السياسي نحن أيضا استطعنا أن نصد الهجمة الغربية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإيقافها عند حدها فالقوى الاستكبارية العالمية وكل من وقف إلى جانبها ومهما تكالبت لإيجاد ضغوط مضاعفة على إيران على أي حال نحن استطعنا مقابل كل ذلك إلى حد بعيد أن نفرق مواقفنا ولكن للأسف ربما كانت هناك بعض الاضطرابات ولكن ما هو واضح أن الكثير من الدول هي مناصرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذه من الانجازات السياسية والدبلوماسية التي تحققت، أما الموضوع الثاني فيما يتعلق بدعمنا للشعب المظلوم والمضطهد في فلسطين المحتلة وأيضا الشعب العراقي والشعب الأفغاني وهذه كلها انتصارات سياسية كبيرة استطعنا أن نحققها من دون استخدام النفوذ العسكري ودافعنا عن هذه الشعوب وهذه الشعوب تحمل آمالا على إيران لأن تساهم في تحقيق الأمن والتقدم حتى لتلك الدول وهذا ما ثبت للشعوب وحتى ثبت ذلك للقوى الاستكبارية بأن إيران ستظل كانت ومازالت محور الاستقرار.

 

محمد الخاقاني: طيب سماحة الشيخ أريد أن أنتقل معك إلى المحور ربما الأساس أو أحد المحاور الأساسية في هذا اللقاء وهو مجلس خبراء القيادة الذي أنت عضو فيه عن محافظة خوزستان في جنوب غرب البلاد، بداية ما الهدف الأساس من تشكيل وتكوين مجلس خبراء القيادة، إذا قلت لي أنه الهدف هو اختيار القائد كان يمكن أن يختار القائد بطريقة تقليدية كما مثلا يختار المرجع الأعلى في النجف الأشرف مثلا كبار المراجع يتفقون ويبرز المرجع الأكبر بينهم على أنه هو زعيم الحوزة وبالتالي زعيم الطائفة في العراق وغيرها كان يمكن مثلا أن يختار القائد من قبل كبار المراجع مثلا، لماذا تأسيس مجلس خبراء القيادة وانتخاب هذا المجلس من قبل الشعب؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا في تاريخنا طبعا يشهد أنه عندما يكون هناك تلاحم بين القيادة والقاعدة فتتحقق انجازات زاهرة وهذا ما كان قائما في عهد الإمام الراحل وأيضا القائد وفي العالم في النظم الانتخابية في العالم هناك انتخاب مباشر للقائد وهناك انتخاب غير المباشر وفي كثير من الدول البرلمان هو يتولى ذلك في انتخاب مثلا رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء وكل من يحصل على غالبية أصوات النواب باستطاعته أن يتبوأ تلك المراكز، وفي إيران أيضا فإن هذا الشيء قد حدث وإننا نعمل بهذه الطريقة فإن القائد يجب أن ينتخب من قبل الشعب لإيماننا بأن الديمقراطية في أن هذا يجسد الديمقراطية الكاملة والحقيقة والإمام الخميني قال إن الميزان هو صوت الشعب وأيضا انتخاب القائد وكما أشرت إلى ذلك فإن القائد يجب أن يقدم طبعا أو يرشح من قبل مجلس خبراء الدستور طبقا لبعض المواصفات ربما تلك المواصفات غير متوفرة لدى الجميع أو يتعذر على غالبية الناس تشخيصها إذن لابد من أن تكون هناك انتخابات وعليه فإن الشعب يجب في البداية أن ينتخب نوابه وممثليه في مجلس خبراء القيادة وهذا المجلس هو الذي يقوم بانتخاب القائد وفي الولايات المتحدة الأمريكية أيضا يوجد نفس هذا النظام فالشعب ليس مسؤولا عن انتخاب مباشر لرئيس الجمهورية فهناك ممثليات في الأقاليم وفي الولايات يتم انتخابهم هناك، إنهم واضحون منذ البداية من هم المرشحين والقائد يتولى كافة أمور البلاد وينتخب كما قلت بصورة غير مباشرة من قبل الشعب وعن طريق نواب الشعب.

 

محمد الخاقاني: طيب كيف هي العلاقة بين القيادة بين القائد ومجلس الخبراء هل تنتهي مهمة مجلس الخبراء باختيار القائد ومن ثم يتكتر ويهمش نفسه ويعني لا وظيفة ولا مسؤولية على عاتقه في الفترة التي يتولى القائد قيادة البلاد؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا المهمة الأساسية لهذا المجلس هو انتخاب القائد ويكون ذلك وفقا للمواصفات التي يجب أن تتوفر لدى القائد وهذه المواصفات أهمها أن يكون القائد يتمتع بقدرة سياسية وقدرة إدارية فائقة وأيضا يكون له إلمام كامل بكافة القضايا يكون مديرا ومدبرا في نفس الوقت يكون عادلا وعالما وقديرا وهناك أيضا شروط أخرى وعندما يتم انتخاب القائد فإن مجلس خبراء القيادة من مهامه أن يراقب من أجل التأكد من استمرار هذه الصفات في شخص القائد فإذا ثبت يوما ما أن القائد لا سمح الله غير قادر أو أنه يفتقر إلى قدرة إدارية قوية أو أن معلوماته قليلة أو هناك نقصان إذا ثبت في أي من هذه الصفات التي يجب أن تتوافر لدى القائد فلابد من العمل من أجل انتخاب قائد آخر، إذن مجلس خبراء القيادة له حضور في كافة الأمور وله إلمام ويقوم بدراسات مستمرة وعلى هذا الصعيد فإن الأعمال التي تتم دائما والقرارات التي يتخذها القائد يأخذها هذا المجلس بعين الاعتبار ويدرسها.

 

محمد الخاقاني: طيب فيما يتعلق بدور مجلس الخبراء والأحداث التي تلت الانتخابات كيف تمكن مجلس خبراء القيادة باعتبار أن القضية أخذت أبعاد كثيرة وكبيرة داخلية وخارجية تعقيدات وكل يوم كانت تزداد هذه التعقيدات كيف تمكن مجلس خبراء القيادة من الحفاظ على استقلاليته على وقوفه بمسافة واحدة من الأطراف المتنافسة في داخل الساحة الإيرانية؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: الحقيقة أن مجلس خبراء القيادة يتولى هذه المهمة وفيما يتعلق بالأجهزة المسؤولة عن إقامة الانتخابات أو الإشراف على الانتخابات وهل أن هذه الأجهزة أدت مهامها بنحو حسن أو لا، وإذا كانت هكذا أنجزت جيدا فمن الطبيعي باعتبار أنها تشكل العناصر الأساسية في الانتخابات الرئاسية فإن مهمة مجلس الخبراء دعم وحماية هؤلاء الأشخاص ومن الطبيعي أنه في هذه الدورة الانتخابية فإن مجلس الخبراء طبعا لم يكن هناك أدنى شعور في تمهل أو ترهن هذا مجلس أمناء الدستور في أداء مهامه ولذلك فإن القائد دعم عمل مجلس أمناء الدستور وهذا المجلس وطبقا لليمين الذي أداه فإنه يدعم عقائد الأجهزة المسؤولة.

 

محمد الخاقاني: فيما يتعلق بعلاقة مجلس خبراء القيادة بالقوى الثلاث يعني باعتبار إشراف مجلس خبراء القيادة على قيادة البلاد على أداء القيادة لا شك أن قسم من هذا الإشراف مرتبط بالأداء الذي يلاحظه المجلس من القوى الثلاث في البلاد القوة القضائية القوة التشريعية وكذلك القوة التنفيذية كيف هي علاقة مجلس خبراء القيادة بالقوى الثلاث؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا إن مجلس خبراء القيادة فيه لجان مختلفة لجان سياسية واجتماعية ولجنة صيانة الحكومة الإسلامية ومؤسسة ولاية الفقيه وأيضا لجنة تحقيق، وهناك لجان أخرى مختلفة طبعا وهذه اللجان تقوم بجمع هذه المعلومات من أجهزة مختلفة وتقوم بدراستها وتقديم تقارير خلالها في اجتماعات مجلس الخبراء وهذه الآلية متبعة وأما صلاتها طبعا مع السلطات الثلاث وسائر الأجهزة الأخرى طبعا هناك تعاون وتبادل للمعلومات بين الجانبين بالإضافة إلى ذلك إنه في كل اجتماع يحضر ضيفان من السلطات الثلاث للمناقشة ولإلقاء كلمات حول القضايا المهمة، خمسة من أعضاء مجلس الخبراء يوجهون الأسئلة والضيف الحاضر مكلف بالإجابة إذن هناك صلة منتظمة بين مجلس خبراء القيادة والسلطات الثلاث.

 

محمد الخاقاني: هل تترتب على هذه المساءلة آثار يعني عندما تسألون وزيرا مسؤولا هل تترتب على هذه المساءلة آثار إذا مثلا لم تقتنعوا بالأجوبة التي يقدمها لكم الوزير هل يعني يمكن أن يترتب على ذلك شيء؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا بعد إلقاء تلك الكلمات والتقارير اللجان تقدم التقارير يتم استنتاج وجمع هذه المعلومات وتقديمها على شكل تقرير إلى قائد الثورة طبعا من خلال اللقاءات التي تجري كل ستة أشهر مع القائد حيث يتم خلال تلك اللقاءات والاجتماعات طرح القضايا المهمة وخاصة أن لجنة التحقيق بالإضافة إلى هذه الاجتماعات التي تعقد كل ستة أشهر بإمكان هذه اللجنة أن يجتمع بصورة خاصة مع القائد لتقديم هذه التقارير إليه إذن القائد المعظم وطبقا للمهام التي يتولاها يقوم طبعا بإصدار الأوامر اللازمة بعد تلقي المعلومات الكافية من قبل مجلس خبراء القيادة وبالتأكيد إن ذلك تنطوي عليه ثمار جيدة اقتصادية وثقافية واجتماعية ولكن مجلس خبراء القيادة قد لا يتدخل مباشرة في العمل التنفيذي لكنه يقوم بتجزئة الأمور بصورة دقيقة ويقدم تقاريره إلى القائد والقائد طبعا إذا كان موافقا سوف يرد بالإيجاب وقد لمسنا آثار طيبة جدا من ذلك.

 

محمد الخاقاني: أعود معك إلى الملف النووي، الآن هناك مستجدات على صعيد هذا الملف الولايات المتحدة وفرنسا يعني تشدان العزم على فرض عقوبات جديدة ومشددة على إيران، الكيان الإسرائيلي يطالب القوى الكبرى بأن تكون هذه العقوبات قاسية وحازمة مع إيران وهذا شيء يؤكده حتى نفس الحكومات الغربية، في المقابل هناك الموقف الروسي والصيني الثابت نوعا ما على سواء مبادئه بأنه لابد من حل دبلوماسي وسلمي للخلاف النووي مع إيران، ما قراءتك أنت للملف النووي الإيراني بين المساعي الغربية لتشديد العقوبات وبين الموقف الصيني والروسي الذي يعتبر نوعا ما إلى جانب إيران وكذلك بين الأداء الإيراني على صعيد إدارة هذا الملف دوليا؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: فيما يتعلق بموقفي الولايات المتحدة وفرنسا طبعا هاتان الدولتان تسعيان وراء تحقيق الأهداف الإسرائيلية، والإسرائيليين طبعا بصورة طبيعية وجود إيران قوية في هذه المنطقة خاصة حكومة نتنياهو التي نكثت كافة العقود والالتزامات والاتفاقات حتى في اجتماع أنابولس وكل ما تحقق خلال العقود الثلاثة، طبعا أقل ما تحقق هو اعتبار الجزء الشرقي من القدس تابعا للمسلمين حتى نقض ذلك وإنه لا يعير أهمية لأي شيء ويسعى الإسرائيليون للاستفادة من الضغوط الدولية ضد إيران وتوظيفها واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وفي فرنسا يعملون من أجل التأليب ضد إيران في حين أن تلك الدول ليست عضوة في معاهدة حظر الانتشار النووي ويعرف هؤلاء أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية ولكن نتنياهو يقول بأنه لا يعترف بدولة فلسطينية مستقلة ولكي يخرج من هذه أو يتهرب من هذه الضغوط يحاول إثارة الشبهات واستخدام أدوات الضغط المتوفرة لديه في تلك الدول لحملها على اتخاذ مواقف ضد إيران، طبعا إن الأمريكيين أساسا اوباما لم يكن في البداية يعارض البرنامج النووي الإيراني وكان يقول أن هذا البرنامج ليس مهما بالنسبة له هذه النظرة كانت موجودة لدى اوباما في بداية عهده وأنه يقبل بأن تمارس إيران الأنشطة النووية السلمية إلا العسكرية ولكن هذه الضغوط الإسرائيلية الأخيرة أجبرت هؤلاء على اتخاذ مواقف أخرى ساركوزي أيضا هو أيضا أسير للوبي والحكومة الفرنسية حاليا في طور أو في طريقها إلى السقوط اقتصاديا ولم تتمكن هذه الحكومة من تحقيق الشعارات التي وعدت بها الناس وذلك يحاولون خلق حجج أخرى ولكن يجب أن نعرف أن الأمور ليست هكذا الصينيون مهما حاول الأمريكيون فليس بإمكانهم تغيير وجهتهم باتجاه إيران، والصين تعترض على الولايات المتحدة لمواقفها فيما يتعلق بتايوان وفي قضايا أخرى.

 

محمد الخاقاني: هل يمكن أن تكون إيران مثلا الثمن الذي يدفع لصفقة بين أمريكا والصين خاصة إذا ما علمنا أن هناك ورقة كبيرة لدى الولايات المتحدة ضد الصين وهي حجم التبادل التجاري، هناك ثلاثمائة مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين معظمها صادرات صينية إلى الولايات المتحدة يمكن أن تكون أيضا من أوراق المساومة بين الولايات المتحدة والصين حول الملف النووي الإيراني ولقد رأينا في الفترة الأخيرة زيارات المسؤولين الأمريكان وكذلك الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين حول الملف النووي الإيراني، بالمقابل هناك زيارة للسيد سعيد جليلي أمين مجلس الأمن القومي وكبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني الى الصين، ما تقويمك لكل هذه التحركات؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا المشاكل والخلافات القائمة بين الولايات المتحدة والصين هي كثيرة جدا وطبعا تتركز على موضوع تايوان والدعم التسليحي الأمريكي للتايوانيين وأيضا العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، طبعا في المقابل الصين أيضا تقدم مساعدات إلى كوريا الشمالية وأيضا مشكلة نووية قائمة هناك وأيضا موضوع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، صحيح أن الولايات المتحدة تشكل سوقا كبيرة للصين ولكن هناك ديون كبيرة طبعا أمريكية لدى الصين أو بالعكس وهناك بعض المصالح تتبادل في هذا المجال وطبعا خلافا للعقود الموجودة أعتقد أن الأمريكيين طبعا يشعرون أنهم أمام أزمة اقتصادية ويريدون تحت تأثير ذلك تقليص حجم تعاونهم التجاري مع الولايات المتحدة ولكن القضية المهمة جدا بالنسبة للصين موضوع الطاقات النظيفة حيث الطاقات الاحفورية في طريقها إلى النضوب والأمريكيون سعوا كثيرا لإقناع السعودية أو دول أخرى لتأمين الوقود المستقبلي للصين وتقديم ضمانات، طبعا هذا الشيء ليس عمليا لأن المخازن النفطية محدودة وهذا غير ممكن ولا يمكن وضع خطة زمنية لذلك، وأيضا ليس هناك أي ضمانة لاستمرار هذا التعاون النفطي بين الصين والسعودية أو بالعكس ما بين الأمريكيين والصينيين ولكن نحن نعرف هناك مشاكل أوسع من ذلك تشعر بها الصين هناك تدخلات أمريكية كثيرة حيث الصينيون يعتقدون أن الأمريكيين يريدون تجزئة بلادهم.

 

محمد الخاقاني: طيب سماحة الشيخ هل إيران تعول على الموقفين الروسي والصيني أم أن لها أداء مستقلا وربما يتبلور هذا الأداء في الزيارة الأخيرة التي قام بها السيد سعيد جليلي إلى الصين؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: مما لا شك فيه التحرك الدبلوماسي طبعا يوفر المجال لإيجاد شفافية أكثر وصلات أكثر ونحن نستفيد من هذا التحرك الدبلوماسي خاصة ونحن دائما يجب أن نفهم الجانب الصيني حقيقة نوايانا من أجل إحباط الاتهامات الأمريكية وما يقوله الأمريكيون للصينيين ولذلك ولتوضيح الحقائق وهذه نقطة مهمة بالنسبة لنا ولذلك نحن نعمل دائما في هذا الاتجاه الدبلوماسي خاصة أيضا هناك علاقات تجارية واقتصادية بيننا وبين الصين وأيضا بيننا وبين روسيا وكل ذلك يتطلب استمرار المشاورات بيننا وعدم السماح بالتحاق روسيا والصين إلى المعسكر الغربي ضدنا، طبعا هذه أيضا هي حرب ولكن حرب دبلوماسية، الصينيون ربما طبعا يعملون دائما بمقتضى مصالحهم ولكن ما هو واضح بالنسبة للصينيين أنهم واثقين من أن الأمريكيين لن يحققوا لهم أهدافا ولن يجنوا ثمارا من هؤلاء الأمريكيين خاصة أن الخلافات بينهم جذرية جدا ولكن إذا استطعنا من خلال دبلوماسية قوية أن نفرض حضورنا فسوف نؤمن مصالحنا ولهذا فإن هذا التحرك الدبلوماسي الذي نقوم به له فائدة طبعا.

 

محمد الخاقاني: يعني هل من كلامك نفهم أن الكرة الآن في الملف النووي في ملعب إيران أم في ملعب الغرب؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا القضايا السياسية والاقتصادية دائما في تغيير في العالم وكل يوم تأتي معادلة جديدة تكون لصالح هذه الدولة أو لضررها، مرة أخرى لضررها، ولكن الحضور المستمر إلى جانب الإعلام وإعلامكم أيضا جيد فإن هذا الحضور وهذا الإعلام بإمكانه أن يحسم الأمور لصالح بلادنا ولكن إذا تقوقعنا وسكتنا وخمدنا ولم نوضح بشفافية مواقفنا ربما قد سنواجه مشاكل، إذن التحرك الدبلوماسي السافر والدبلوماسية الخفية لحل المشاكل وضمان مصالحنا أمر ضروري ولكن بالتأكيد إن إيران أثبتت بأنها مصدر الاستقرار في هذه المنطقة، إيران تساعد دول الجوار وإيران لا تهدف ولا تنشد سوى السلم الإقليمي والدولي وترويج للأخلاق السامية والحميدة ولا تشكل خطرا وتهديدا عسكريا للآخرين وهذا ما أكدنا عليه كثيرا وقد أصبحت هناك قناعات كبيرة حول ذلك لدى الآخرين.

 

محمد الخاقاني: سماحة الشيخ، أريد أن أنهي معك بالشأن الداخلي، نعود إلى القضايا الداخلية والتي ربما تعتبر امتدادات لازمة الانتخابات في إيران باعتبار أن أصل الأزمة تخطتها إيران لكن هناك بقايا وامتدادات لها ربما بحاجة إلى معالجة، كما يعني ورد في الأخبار أن صلاة الجمعة في الأسبوع القادم أو الجمعة القادمة سيؤم المصلين فيها آية الله هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس خبراء القيادة، باعتبار أن سماحة الشيخ غاب عن صلاة الجمعة فترة تعتبر طويلة لأنه كان ركنا أساسا بعد الثورة الإسلامية في صلاة الجمعة في إمامة صلاة الجمعة هل تعتقد أن هذه هي بادرة خير لانفراجه أساسية في الأزمة الداخلية إن صح التعبير؟

 

آية الله الشيخ علي فلاحيان/المترجم: طبعا السيد هاشمي رفسنجاني يتبنى حاليا مواقف أكثر وضوحا وشفافية وأقوى ربما من السابق وإنه يعتقد بأنه يجب العمل باتجاه تعزيز مؤسسة القيادة وطبعا ربما كانت هناك تباينات في وجهات الرأي وعلى أي حال إن المحتجين الذين يعترفون بالنظام وبمؤسسات هذا النظام ويؤمنون بقيم هذا النظام وقيم الدستور والقائد يؤكد أن هؤلاء من ضمن هذا النظام طبعا من ضمن النظام ولكن الذين لا يعترفون أساسا بهذا النظام ويعارضون أساسا نظام الجمهوري الإسلامي بما في ذلك مؤسسة ولاية الفقيه فإنهم قد تخطو الخطوط الحمراء ولابد من اتخاذ موقف جدي مقابلهم، نحن نأمل من آية الله الشيخ رفسنجاني أن يعزز هذا الموقف الثاني، وطبعا اتجاه القائد مواقفه كانت منذ البداية جيدة وخلال الاجتماع الأخير لمجلس خبراء القيادة اتخذ مواقف ايجابية وقوية جدا ونحن نأمل أن تزول بعض التباينات ويعود إلى منبر صلاة الجمعة.

 

محمد الخاقاني: فضيلة الشيخ آية الله علي فلاحيان عضو مجلس خبراء القيادة عن محافظة خوزستان ووزير الأمن الأسبق في الجمهورية الإسلامية شكرا جزيلا لكم لقبولكم الدعوة والمشاركة والإجابة عن أسئلتنا في هذا الحوار، نتمنى لكم كل خير دمتم سالمين موفقين وفي أمان الله...