حوار مع آية الله الشيخ عباس الكعبي

 

* المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، موضوعنا يسلط الضوء على الزيارة التاريخية التي يقوم بها قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لمدينة قم المقدسة والتي بدأت منذ الثلاثاء الماضي، ذكرى ولادة الإمام الرضا عليه السلام، وتستمر لمدة تسعة أيام، خلال هذه الفترة التقى سماحة الإمام الخامنئي بالعديد من مراجع الدين وأهالي قم المقدسة بجميع أطيافهم من شيوخ وشباب ونساء ورجال، المدينة اكتست حلة مغايرة حلة جميلة خلال هذه الأيام، على أية حال معنا من مدينة قم المقدسة سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي عضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية والأستاذ في الحوزة العلمية، أُرحب بك سماحة الشيخ في هذه الحلقة من إيران في دائرة الضوء.

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: بسم الله الرحمن الرحيم، حياك الله وأنا أيضاً أُرحب بكم وبالمشاهدين الكرام وفي خدمتكم.

 

* المقدم: أعزائي قبل أن نبدأ الحوار هذا تقرير عن الزيارة التي قام بها قائد الثورة الإسلامية لمدينة قم المقدسة.

 

التقرير:

 

تحضير شعبي منقطع النظير أيقظ سكان محافظة قم من الصباح الباكر يوم الثلاثاء 11/ ذي القعدة / 1431هـ.ق, ليستقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي خلال زيارته الثالثة لهذه المدينة المقدسة منذ تسلمه قيادة البلاد، الزيارة التي وصفتها وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية بذات أبعاد مختلفة تأتي بعد عشر سنوات من الزيارة الثانية لقائد الثورة الإسلامية للمدينة المقدسة ليؤكد سماحته اهتمام النظام الإسلامي بمدينة قم التي تعتبر نقطة انطلاقة شرارة الثورة الإسلامية عام (1963) بقيادة الإمام الخميني الراحل والتي ظلت ترفدها بالدعم والإرشاد الديني حتى الانتصار عام (1979)، وبعد اجتياز صفوف المستقبلين على مدى عدة كيلومترات في مدخل مدينة قم المقدسة تمكن موكب قائد الثورة الإسلامية من الوصول إلى المنصة التي خصصت لإلقاء أول كلمة لسماحته خلال زيارته الحالية التي تستمر لتسعة أيام في المدينة ما يعكس مدى اهتمام القيادة الإيرانية بمكانة وقداسة المدينة لدى أتباع مدرسة أهل البيت عامة والإيرانيين خاصة، فمدينة قم التي عرفت منذ تأسيسها بحاضرة العلم والالتزام الديني والتضحية من أجل الدين والوطن ذاع صيتها في الأوساط الإسلامية خاصة بعد تضاؤل دور الحوزة العلمية لمدينة النجف الأشرف بعد وصول البعثيين إلى السلطة في الستينيات من القرن الماضي ومجيء صدام إلى الحكم والذي ضاعف القيود عليها حتى أصبحت شبه معطلة ما جعل الحوزة الدينية لمدينة قم المقدسة محط آمال وأنظار كبار العلماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، هذه الخصوصيات التي امتازت بها مدينة قم المقدسة ظهرت في أول كلمة لقائد الثورة الإسلامية فور وصوله إلى المدينة صباحاً حيث أكد أن النظام الإسلامي مازال يستمد إسلاميته من إرشادات علماء ومراجع هذا الصرح الديني رغم كل محاولات الاستكبار وأعداء الثورة فصل الدين عن السياسة إضافة إلى محاولاته إفراغ الساحة السياسية من التوجيهات والتعليمات الإسلامية وبالتالي فصل الشعب عن النظام الإسلامي وادعاء أن النظام أضحى لا يحظى بتأييد مراجع الدين الإسلامي الحنيف وعليه فقد آن الأوان لتقويضه من الداخل حسب مزاعم مثيري الفتن الداخلية ومبرمجي المؤامرات المتواصلة ضد النظام الإسلامي في إيران، لكن قائد الثورة الإسلامية أشاد في كلمته بوعي وبصيرة الشعب الإيراني المسلم وذكائه في دحض وإفشال كل هذه المؤامرات والفتن وقد لا تكون الفتنة الأخيرة هي التي شهدتها البلاد خلال الأحداث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في العام الماضي حيث اعتبر قائد الثورة الإسلامية وعي وبصيرة الشعب تجاه تلك الفتنة بمثابة مصل أهدى النظام الإسلامي ضمان استمرارية إسلاميته رغم كل المحاولات لإفراغه من محتواه الإسلامي، كما التقى قائد الثورة الإسلامية خلال إقامته في مدينة قم المقدسة كبار العلماء ومراجع الدين والنخب الثقافية وعوائل الشهداء وشكر في هذه اللقاءات الشباب الإيراني على خطاه السريعة في تقدمه العلمي والتعرف على المؤامرات التي يحوكها الأعداء ضد إيران وثورتها ونظامها الإسلامي متمنيا أن تواصل الحوزات الدينية حضورها في طليعة النهضات العلمية التي تشهدها البلاد على الصعيدين العلمي والتقني، وقد تركت زيارة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي عدة بصمات على داخل وخارج البلاد ما حمل وسائل الإعلام الإقليمية والغربية على الاعتراف بأن الثورة الإيرانية مازالت تتمسك بولائها الروحي لهذه المدينة المقدسة وأن الشعب الإيراني الذي قاوم كل أنواع المقاطعات الدولية على مدى العقود الثلاثة الماضية أضحى أكثر صلابة وتقدما بفضل صموده وتمسكه بقيادته التي تتمتع بمرجعية دينية بامتياز إضافة إلى وعيها السياسي لما يحاك ضد الأمة الإسلامية من مؤامرات بدءا من فتنة الكاتب البريطاني المرتد سلمان رشدي ومرورا بالرسوم الكاريكاتيرية المهينة لنبي الإسلام وأخيرا فتنة محاولة بث الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية وذلك من خلال دعوة تعرض لبعض زوجات النبي صلى الله عليه وآله الأمر الذي واجهه سماحة القائد بفتواه التاريخية التي حرمت ذلك وأكدت موقف مدرسة أهل البيت وأتباعها من تلك الفتنة، وكان سماحة القائد قد زار مدينة قم المقدسة مرتين منذ توليه قيادة البلاد بعيد رحيل مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني الراحل رضوان الله تعالى عليه، كانت أولاهما عام (1995) فيما جاءت الزيارة الثانية مطلع الألفية الثالثة لمولد السيد المسيح عليه السلام.

 

مكانة مدينة قم بالنسبة للنظام الإسلامي:

 

* المقدم: أعزائي أُحيي ضيفي سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي.

 

سماحة الشيخ لربما الحديث عن الاستقبال الحاشد واحتفاء أهالي قم بقائد الثورة غني عن التعريف لأن الصور أفضل ما يعبر عن هذه الحالة، لكن أُريد أن أبدأ من هذا السؤال: قم كانت منطلق الثورة الإسلامية في إيران عام (78) ما الذي تمثله هذه المدينة بأهلها وحوزتها بالنسبة لإيران والنظام الإسلامي؟

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: بسم الله الرحمن الرحيم، بالنسبة إلى سؤالكم الكريم قم تمثل حاضرة العالم الإسلامي وعاصمة الفكر الإسلامي، القائد المعظم الإمام الخامنئي حفظه الله في أول لقائه مع أهالي قم في هذه السفرة وبعد ذلك العلماء الأعلام الذين جاؤوا لاستقباله أشار إلى محطات أربعة فيما يرتبط بقم، المحطة الأولى هي تأسيس بلدة قم على أساس الجهاد والهجرة والثقافة ونشر معارف أهل البيت عليهم السلام بواسطة الأشعريين الذين هاجروا من العراق بالأصل من جراء ظلم الحجاج بن يوسف الثقفي وهاجروا إلى قم بعد الجهاد المرير والمعاناة التي مروا بها ثم نظّروا وحاولوا أن يتحدثوا بأحاديث أهل البيت عليهم السلام وبعد ذلك مجيء فاطمة المعصومة سلام الله عليها إلى قم بواسطة احتضان الأشعريين لهذه الحاضرة وصنع هذه البلدة فتأسست هذه المدينة على أساس الجهاد والهجرة والثقافة والفكر الإسلامي ومعارف أهل البيت عليهم السلام، المحطة الثانية السيد القائد أشار إلى عاشوراء في الستينات الانطلاقة الأولى للثورة الإسلامية المباركة، والمحطة الثالثة بالواقع (77 و78) قبل الانتصار عندما أساء بعض الكتّاب المأجورين إلى الإمام الراحل وهرعوا أهالي قم في الدفاع عن المرجعية الرشيدة المتمثلة بالإمام الراحل وبدأت أربعينيات المظاهرات الحاشدة الجماهيرية في بلدان إيران واثر ذلك انتصرت الثورة الإسلامية، هذه محطات ثلاثة، والمحطة الرابعة انتصار الثورة الإسلامية والتأسيس الجديد والمرحلة الفكرية الجديدة التي مرت بها قم عن طريق تطوير الحوزات العلمية وحركة العلماء ومد الدولة الإسلامية بالفكر الإسلامي عن طريق المشروع الإسلامي الذي يتحدى الاستكبار العالمي فالسيد القائد أشاد بقم وأهالي قم بهذه المحطات الثلاثة واعتبر هذه المدينة أنها مدينة الفكر والمعرفة والبصيرة والجهاد والتضحية ويصح التعبير نعبر عن هذه المدينة بأنها عاصمة الفكر الإسلامي الأصيل المتجسد في مبادئ أهل البيت عليهم السلام وصوت هذه المدينة ونداء هذه المدينة بعلمائها وشخصياتها ورجالها وكبارها إلى العالم هو الالتزام بالهوية الإسلامية والتمسك بالوحدة الإسلامية والاهتمام بالقضايا الكبرى للأمة الإسلامية ومن هذا المنطلق القائد المعظم تحدث مع قم وحوزة قم والتقى بكبار المراجع والشخصيات والعلماء وله فكر وتنظير فيما يرتبط بتطوير حركة العلم والحوزات في قم المقدسة.

 

علاقة القائد والمراجع مع الطلاب والفضلاء غير الإيرانيين:

 

* المقدم: سماحة الشيخ، في قم المقدسة هناك جاليات وشخصيات غير إيرانية أيضاً من مختلف بلدان العالم طلبة علوم دينية أو أساتذة في الجامعات، هل لك أن تضعنا في نمط العلاقة بين المرجعيات الدينية الموجودة في قم وهؤلاء الفضلاء والأستاذة والطلبة الموجودين وعلاقة القائد ومؤسسات القائد الموجودة في قم أو التي يرعاها القائد من بعيد بهؤلاء الطلبة والأساتذة؟

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: طبعا كما تعلمون في قم ربما أكثر من مئة وعشرين بلد من بلدان العالم الإسلامي طلبة العلوم الدينية يدرسون في قم المقدسة من أنحاء العالم والطلاب غير الإيرانيين عندما يفدون إلى قم بالواقع هم يدرسون في جامعات المصطفى العالمية وهي جامعة حوزوية علمية تهتم بالفقه والأصول والفكر الإسلامي والعلوم الإسلامية إضافة إلى المنهج الأكاديمي المعتبر دوليا فطبعا العلاقة الموجودة بين مؤسسات القائد وهؤلاء الطلبة علاقة رفد ودعم، والطلاب غير الإيرانيين كالإيرانيين يدرسون في حوزة قم المقدسة عن طريق أساتذة الحوزة في قم المقدسة سواء كانوا الأساتذة إيرانيين أو غير إيرانيين أو من باقي البلدان والعلاقة علاقة التعليم والتعلم ومعرفة علوم أهل البيت عليهم السلام ونشر هذه العلوم وفي هذه السفرة طبعا من اللقاءات المهمة الذي يلتقي القائد المعظم بمجموع حشد طلبة العلوم الدينية هناك لقاء سيتم مع الطلبة غير الإيرانيين المنتمين إلى جامعة المصطفى العالمية كما أنه قد التقى السيد القائد في هذه الليالي في الأمسيات إضافة إلى اللقاء مع المراجع والعلماء واللقاء مع الشخصيات الكبرى الإسلامية الذين وفدوا وجاؤوا يحيّون ويستقبلون ويزورون السيد القائد وربما يقدمون التأليفات والكتب والبحوث ويطرحون بعض البحوث العلمية والاجتماعية وفيما يرتبط بالنظام الإسلامي واللقاءات حرة ودية علمية بالواقع لقاءات علمائية والمجال مفتوح وهذا اللقاء لقاء ودي يتناول كثير من القضايا، والسيد القائد في هذه اللقاءات يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء بمعية هؤلاء الملتقين ثم تكون هناك جلسة علمائية ويتناول فيها الحديث من كل حدب وصوب والكل يتحدث بما يريد وطبعا يفدون من كافة الجاليات وكافة الشخصيات والجلسات جلسات علمائية ليست تتعلق بإدارة النظام الإسلامي وما إلى ذلك حوزوية.

 

علاقة الإمام الخامنئي(دام ظله) بمراجع الدين العظام:

 

* المقدم: سماحة الشيخ الكعبي على ذكر مراجع الدين في مدينة قم المقدسة هل لك أن تضعنا في صورة العلاقة بين مراجع قم وسماحة القائد يعني شاهدنا في الصور استقبال لسماحته من قبل العديد من المراجع، اليوم لربما أبواق الدعاية المعادية الغربية والمرتبطة بها بشكل عام تحاول الفصل ما بين القائد وبين المرجعيات الأخرى الموجودة في قم وفي غيرها من المدن الإيرانية، أرجو أن تضعنا في صورة العلاقة بين القائد وسائر المراجع.

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: أنا أذكر لكم ما شاهدتُ شخصياً حضرتُ في كثير من هذه اللقاءات بين المراجع والقائد المعظم.

 

* المقدم: لو تذكر أسماء سماحة الشيخ.

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: ليلة أمس سماحة آية الله العظمى الشيخ الصافي الگلبايگاني جاء زائرا ومستقبلا للقائد المعظم في بيته بمعية السيد جواد والسيد باقر نجلا السيد المرحوم آية الله العظمى الگلبايگاني مع كوكبة من أساتذة الحوزة العلمية وطبعاً بيوتات العلم الكل كانوا موجودين وأشاد بالسيد القائد المعظم وتحدث وشكر الله وحمده على الاستقبال الحاشد للجماهير للقائد المعظم وعبّر أن ذلك يدل على حب وولاء هؤلاء الناس لمعارف أهل البيت وانشدادهم إلى علماء الدين وللقائد المعظم ثم أشاد بكلمة القائد المعظم في الجمع الحاشد لطلبة العلوم الدينية والعلماء قبل كم يوم وعبّر عنها أنها كلمة جامعة كانت ثم أشاد بالسياسة الخارجية والقوة التي بالواقع تمتلكها الجمهورية الإسلامية والمشروع الإسلامي في مقابل الاستكبار العالمي وأكد على الالتزام بالهوية الإسلامية وكان الحديث ودي جدا وسبقه لقاءات أخرى لكن لقاءات غير رسمية والسيد القائد يأتي بين الفترة والأُخرى ويلتقي مع المراجع العظام والمراجع يلتقون معه وقبل ذلك آية الله العظمى الشيخ المكارم الشيرازي وآية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني وآيات قم من أساتذة وبيوت مراجع الكل جاؤوا بكل الأطياف وكل الاتجاهات محيين ومرحبين بقدوم القائد المعظم وكانت الجلسات ودية للغاية وبالواقع العلاقة بين القائد المعظم والمرجعية علاقة ودية وعلاقة وفاء وولاء وعلاقة علم وعلاقة حب متبادل.

 

* المقدم: سماحة الشيخ فيما عدا المجاملات والبروتوكولات بين المراجع وكبار علماء الدين، هل هناك حديث عن، يعني أشرتَ إلى السياسة الخارجية مع سماحة آية الله العظمى الصافي الگلبايگاني والسياسة الداخلية هل هناك حديث عن هذه القضايا؟ عن وضع الحوزة؟ أم انه مجرد مجاملات يعني، يعني هي المجاملات ضرورية أيضاً.

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: لا ليست مجرد مجاملات، بالإضافة إلى الزيارات بالواقع جسور الارتباط ممتدة بين قم وطهران وبين القائد المعظم وبين المرجعية وليست العلاقة هي منحصرة بهذه اللقاءات، مثلا عندما جاء سماحة السيد جواد الشهرستاني الوكيل المطلق لآية الله العظمى السيد السيستاني (حفظه الله) محييا بالسيد القائد مع وفود ومجموعة من الأساتذة ونقل الكلام عن صحة السيد السيستاني وسلامته، السيد القائد عبّر (أنا كل يوم أدعو من دون استثناء في كل ليلة أدعو بالصلاة لصحة وسلامة آية الله العظمى السيد السيستاني) وهكذا بالنسبة إلى المراجع الأخرين، والعلاقة ودية للغاية وجسور الارتباط ممتدة والأمور لا تنحصر فقط بهذه اللقاءات طبعا.

 

* المقدم: يعني هل هناك وجود قنوات بين مراجع الدين وقائد الثورة أم أنه هذه الزيارة هي التي تؤسس لهذه القنوات؟

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: نعم، طبعا عن طريق مكتب القائد المعظم ومكاتب المراجع هذه القنوات ممتدة والارتباط بشكل متواصل موجود وليست هذه الزيارة الأولى والارتباط الأول بل هذه الزيارات وتبادل الأنظار موجودة دائما ويعني المواصلات موجودة سواء كان على صعيد نشر الفكر نقل الخطاب والرسائل والقضايا موجودة، مثلا أنا أذكر بعنوان نموذج فيما يرتبط بالفتوى الأخيرة للقائد المعظم التي بيّن بها بالنسبة إلى ضرورة احترام زوجات النبي الأكرم وعدم الإساءة لهذا المطلب والتركيز على مبدأ الوحدة الإسلامية أيضا صار تبادل رأي وكلام أيضا من باقي الشخصيات والعلماء والمراجع وهذا الاتجاه بالواقع هو يمثل الاتجاه الصحيح لشيعة أهل البيت فيما يرتبط بالوحدة الإسلامية وما نشر من هنا ومن هناك هو فقط اتجاه لأشخاص ربما يستفزونهم من هنا وهناك ولا يمتون للتشيع بصلة بل هو موقف شخصي، يدور هكذا حديث في قضايا ترتبط بالطائفة الحقة وبأوضاع المسلمين وبالقضايا الفكر الإسلامية والفتاوى الشرعية والأمور المرتبطة بالفكر الإسلامي هذه الارتباطات والمواصلات موجودة طبعا بين المراجع وبين القائد ولا تنحصر في هذا اللقاء.

 

زيارة القائد وتطوير الحوزة العلمية:

 

* المقدم: طيب فيما يتعلق بالوضع الداخلي للحوزة العلمية، تطوير المناهج، النهوض بالواقع الحوزوي إلى الأمام، ما الذي تمثله زيارة قائد الثورة إلى مدينة قم؟

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: هذا السؤال جيد، ربما أحد أهداف الزيارة هو متابعة تطوير المناهج والاستشراف المستقبلي للحوزة العلمية بما يمكن أن تلبي الحاجات للأصعدة المختلفة والأنشطة المختلفة، اليوم عقدت جلسة بمحضر السيد القائد بحضور جماعة مدرسي الحوزة العلمية وصار حديث في هذا الصدد وطبعا يوم الأحد ليلا هناك جلسة أخرى بحضور النخب والفضلاء والأساتذة للحوزة العلمية مع القائد المعظم والكل يتحدث بحديثه، طبعا هناك حديث يكون بالنسبة للتخطيط والبرمجة والاستشراف للمستقبل والإدارة والتنظيم والتعليم والتحقيق والتبليغ والتهذيب وكافة المجالات التي ترتبط بالحوزة، والقائد المعظم طبعا هذه زيارته تمثل قفزة نوعية في تطوير حركة الحوزة إلى الأمام بما تتلائم مع سد الحاجات والمحافظة على الفكر الأصيل الإسلامي عن طريق المنهج السائد في الحوزات وهو منهج الاجتهاد وتعميق منهج الاجتهاد والاهتمام بالدراسة التقليدية التراثية, التدريس والتدرس في الحوزات القائم على العلاقة الودية بين الأستاذ والطالب وعن طريق التركيز على مبدأ الاجتهاد والتأصيل لهذا المبدأ طبعا، نحن نتصور أن هذه الزيارة تمثل قفزة نوعية في تطوير حركة الحوزات إن شاء الله وفرصة تاريخية تعتبر للحوزات.

 

تطوير المناهج العلمية وأثره على الحوزات:

 

* المقدم: يعني هذا التطوير لمناهج الدراسة في قم لمؤسسات البحث في قم لصياغة مستقبل وآفاق الحوزة في قم المقدسة هل سينعكس إيجابا على سائر الحواضر العلمية في العالم الإسلامي وعالم التشيع أم أنه سيزيد الفارق والمسافة بين قم وبين المؤسسات التقليدية الأخرى في العالم الإسلامي؟

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: كما بدأنا في الكلام قلنا أن قم المقدسة تمثل عاصمة الفكر الإسلامي، الحقيقة هناك أحد الحجب والحوائل بين حوزة قم وحوزات العالم الإسلامي هي حاجب وحائل اللغة وهناك طبعا تخطيط بالنسبة إلى هذه العلوم والإنتاج الكبير العلمي والتحقيق والدراسات التي تتم في قم لابد أن تترجم باللغات الأخرى لاسيما اللغة العربية وإضافة إلى ذلك توزع بشكل صحيح على مستوى عالي ويعني أسلوب بث هذا الفكر ينبغي أن تكون، وبالنسبة إلى المواصلات وتبادل الوفود والهيئات العلمية والحضور في الملتقيات والندوات والمؤتمرات الفكرية التي تقام بالحواضر الإسلامية والزيارات التي ربما تكون نحن نأمل ونتوقع أن تكون زيارة من رئيس جامعة الأزهر الأستاذ أحمد الطيب إلى حوزة قم ومن حوزة قم إلى الأزهر وكذلك إلى النجف وباقي الحواضر الإسلامية وهذه الارتباطات والمواصلات العلمية بإذن الله تبارك وتعالى ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار في حركة تطوير الحوزة العلمية والانفتاح على الحواضر الإسلامية الأخرى إن شاء الله.

 

استقلالية الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة:

 

* المقدم: يعني باختصار، هل هناك توجس من قم وصفها بأنها حوزة مسيسة أو حوزة قريبة من النظام في إيران، ولذلك هناك نوع من عدم التواصل معها؟

 

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي: السيد القائد أشار إلى هذا الأمر، والحقيقة الحوزة العلمية في قم تتخذ قرارها باستقلالية عن النظام الإسلامي، هناك علاقة متبادلة بين النظام الإسلامي والحوزة العلمية، لكن السياسات والقرارات تتخذ في حوزة قم المقدسة عن طريق الشورى إدارة الحوزة التي هي بشكل وآخر ترتبط بجماعة مدرسي الحوزة العلمية وجماعة المدرسين مؤسسة عريقة حوزوية لها قدامى أكثر من (52) سنة ولها ارتباط وثيق مع المراجع العظام فالمراجع العظام والأساتذة الكبار في الحوزات هم الذين يتخذون قرار إدارة الحوزة باستقلالية عن النظام الإسلامي حتى في مجال تأمين معيشة طلبة الحوزة العلمية، طبعا الحوزة العلمية ترى أن هذه الدولة دولة إسلامية والنظام نظام إسلامي وترى من واجبها رفد الدولة الإسلامية بالفكر الإسلامي كما أن الدولة الإسلامية لأنها ترتكز على أساس الفكر الإسلامي ترى من واجبها دعم الحوزات العلمية وهناك علاقة متبادلة بين الحوزة وبين الدولة الإسلامية مع حفظ استقلالية الجانبين.

 

* المقدم: شكرا لسماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي عضو مجلس خبراء القيادة والأستاذ في الحوزة العلمية كان معنا من مدينة قم المقدسة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه...