أكدت السيدة غادة جابر أرملة وزير الدفاع الإيراني الراحل الشهيد مصطفى شمران، أن زوجها كان يعمل من أجل عزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان.
وقالت خلال مقابلة أجرتها معها لمناسبة الذكرى السنوية للشهيد شمران: إن هذه الذكرى لا تخص الشهيد شمران فحسب، بل هي ذكرى لكل المجاهدين والمقاومين المناضلين الذين ساروا على طريق الأنبياء والرسل والأئمة الأطهار وكل من كان هدفه إعلاء كلمة لا إله إلاّ الله وكل من يجاهد ضد الطغيان والظلم والاستبداد في أي مكان من هذا العالم.
واستشهدت السيدة غادة جابر بما قاله الإمام الخميني (قدس سره) في حق زوجها: الشهيد شمران جاهد بعيداً عن أي شيء وكان هدفه الوحيد هو الله، وقالت: إن هذه الذكرى هي لنتذكر المبادئ والقيم الإلهية التي سار عليها الشهيد شمران والتي زرعها في قلوب المجاهدين سواء في لبنان أو إيران، لمواجهة الظلم والطغيان.
أضافت: إننا نحتاج إلى هذه الذكرى لترجعنا إلى هذه المبادئ والقيم والأهداف التي عمل لها الشهيد شمران ونفذها عملياً على أرض الواقع ولم تكن بالنسبة له مجرد شعارات يحملها فحسب، وإنما كان هو في المقدمة وقدوة في ترجمتها العملية.
ورداً عن سؤال قالت السيدة غادة جابر: إن نهج الشهيد شمران ونضاله ما زالا مستمرين سواء في إيران أو في لبنان، وأنا أراه في كل شاب يقاتل ويجاهد ويرابط في جبل عامل وعند كل واد وتلة وتحت كل شجرة زيتون أو ليمون، أراه يقاتل، يجاهد، وينتصر، أراه سائراً على الطريق الذي يرعب العالم الظالم والمستكبر، وأرى روحه الطاهرة لا تزل تسلك هذا الطريق.
أضافت: نعم في هذه الذكرى أراه بحركاته وفي ابتساماته في كل مجاهد يدافع عن وطنه في التلال والوديان وعند الصخور، هذا هو النهج الذي ما زال مستمراً حتى اليوم، نعم الشهيد شمران غاب جسداً ولكن روحه مازالت مستمرة تبث في المجاهدين القوة والعزيمة والإرادة.
ورداً عن سؤال آخر قالت السيدة غادة جابر: بالنسبة للشهيد شمران سواء كان في لبنان أو في إيران فهو كان يرى أنه يؤدي تكليفه الإلهي في مواجهة الظلم والأعداء، وأن منصب وزير الدفاع بالنسبة له كان منصب تكليف وليس منصب تشريف، وكان هدفه العمل على بناء الإنسان ضد كل أنواع الظلم والطغيان والفساد المتجسد بالكيان الصهيوني.
أضافت: الشهيد شمران سواء كان في مجلس النواب أو وزارة الدفاع، كان ذلك بالنسبة له وسيلة لإكمال الطريق والسير في رفع عزة الجمهورية الإسلامية التي أسسها الإمام الخميني (قدس سره)، ورفع عزة المسلمين في لبنان والعالم، وهو جاهد وقاوم ضد الطاغية صدام حسين من أجل هذه الأهداف لأنه كان دائماً يقول عندما كنا في جبهات القتال في كردستان أو أهواز: من هنا تمر طريق القدس، ومن هنا نهيئ الظروف والأرضية لمولانا صاحب العصر والزمان (عج)، مشيرة إلى أن أمنيته كانت أن يصلي في القدس الشريف.
وردا عن سؤال حول المرحلة التي أمضاها الشهيد شمران في لبنان، قالت السيدة غادة جابر: لقد كان الشهيد شمران رفيق درب الإمام السيد موسى الصدر، وفي نفس الخط وكانت لهما نفس الأهداف والتوجهات والمبادئ والقيم لاسيما في صناعة الإنسان المناضل والمقاوم والمجاهد في سبيل الله ضد الظلم والطغيان الذي تمثله إسرائيل، ونتيجة هذا العمل تخرّج العديد من المجاهدين والمناضلين والعلماء ممن نراهم اليوم يقفون في وجه إسرائيل والذين صنعوا النصر في محطات عديدة على أيدي شباب حزب الله حماهم الله، الذين كان معظمهم ومعظم قادتهم تلامذة مدرسة الإمام الصدر والشهيد شمران وخرّيجوها.
وتابعت تقول: لو سألت تلال الجنوب وكل صخرة وشجرة في جبل عامل لأجابتك إنها كانت محراب صلاة للشهيد، والحمد لله فإن ما نراه اليوم من عزة في لبنان ومن نور وحيد في هذه الظلمات التي تعم العالم ووسط كل هذه المؤامرات التي تحاك ضد لبنان وضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إنما هو النور الذي سينتصر على الظلم والظالمين في أميركا وإسرائيل وأتباعهما.
ورداً عن سؤال قالت أرملة الشهيد مصطفى شمران: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باقية ومستمرة وفي حالة تطور بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها الواعي وهي في حالة تصاعد لأنها مستمرة على الحق ودائماً هناك صراع بين الحق والباطل، والجمهورية الإسلامية تمثل جبهة الحق في مواجهة جبهة الباطل المتمثلة بدول الشر والاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الصراع سيستمر، وستستمر علينا المؤامرات والمكائد لأننا مازلنا متمسكين بالحق سواء في لبنان أو في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضافت: نحن باقون على عهدنا ونبني أنفسنا وذاتنا ونواجه الأعداء بقوة الإيمان والحق، ونحن نرى اليوم المؤامرات تلو المؤامرات على لبنان وإيران وسوريا ونرى الضغوط التي تمارس على هذه البلاد لإجبارها على تغيير خطها ومبادئها ومن أجل حرفها عن مسارها الحق في قضية الصراع، معتبرة أن استهداف إيران وسوريا ولبنان بهذه الضغوط والمؤامرات دليل على أننا نسير على الخط المستقيم ولا نرضخ للإملاءات الأميركية التي تفرضها الولايات المتحدة على الكثير من الدول.
تعليقات الزوار