القصة الكاملة لقائد "كتائب القسام" في الضفة الغربية

 

 على نفس الأرض الطاهرة التي شهدت جولات وبطولات القائد المجاهد عز الدين القسام ورواها بدمائه الزكية سقط قائد كتائب القسام محمود ابو هنود وهو يحمل الراية نفسها التي لم تسقط رغم كل هذه السنوات الطويلة، ليروي بدمائه الطاهرة ثرى الأرض المباركة  التي تفجرت غضباً وثورة لجريمة القتل الجبانة التي نفذتها طائرات الآباتشي الأمريكية الصنع، لتمزق صواريخ العدو الحاقدة جسد الشهيد المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الصهيونية ومرافقيه الشقيقين ايمن ومأمون حشايكة، حتى عجز الجميع عن تشخيصها لساعات طويلة كانت الأقسى والأصعب في حياة جموع المحتشدين الذين توافدوا لمستشفى جنين الحكومي بعد انتشار نبأ المجزرة التي أثارت الفرحة في الأوساط الصهيونية بعد ان وجه لها أبو هنود ضربات قاسية وصارمة لسنوات عديدة، فشلت خلالها جميع محاولات اغتياله وتصفيته واعتقاله. كان المجاهد أبو هنود صوت الشهداء والمقاومة التي أقضّت مضاجع المحتلين وحولت حياتهم لجحيم وموت ورعب، وهو لدى شعبه كان اسطورة وحلماً يتمنى الجميع ان لا ينتهي، ولكن صوت الشهادة كان يناديه ليختتم حياة حافلة بالجهاد، أقسمت "كتائب القسام" انه لن يتوقف، لأن مدرسة ابو هنود لن تغلق أبوابها، فعشاق الأقصى والشهادة وفلسطين سيحملون رايته ويزلزلون قلب الكيان الغاصب ويواصلون مسيرته.

 

بدأ القائد ابو هنود مسيرته الجهادية في مقتبل العمر في قريته عصيرة الشمالية التي ولد فيها عام 1967، أي عام النكبة، من أسرة فلسطينية مناضلة لم تشهد في حياتها إلاّ الاحتلال وارهابه، فتفتحت عينا محمود على صور المعاناة والمآسي والمجازر التي ارتكبت بحق شعبه. وفي استعادة للبدايات يقول والده احمد ابو هنود ان نجله "تميز منذ صغره عن أشقائه وأبناء جيله باهتمامه بقضية شعبه، فكان يمضي وقته في قراءة التاريخ، وخاصة تاريخ فلسطين، وفي حفظ القرآن والحديث النبوي الشريف، حتى اصبح من اكثر شباب القرية تمسكاً بالإسلام والوطن. وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان في طليعة حملة لوائها والمشاركين بها. ومع انطلاقة حركة حماس كان ابو هنود من أوائل الشباب الذين حملوا لواءها".

 

 بداية الجهاد

 

ولبسالته ورجولته وقوة إرادته خاض مع رفاقه مواجهه دامية مع قوات الاحتلال التي تمكنت من إصابته عام 1988، فكانت جراحه عميقة وخطيرة، واستأصلت أجزاء من كبده. ولم ينتظر محمود الشفاء لأنه آمن أن الله كتب له النجاة والحياة ليواصل المسيرة، فاعتقل في سجون العدو لشهور عدة سجل خلالها مآثر بطولية عندما تحدى الجلادين وقهرهم بصموده وعجزوا عن انتزاع الاعترافات منه. ويؤكد رفاقه في السجن انه شكل قائداً صلباً حقيقياً كرس لحظات اعتقاله لنشر التوعية في صفوف المعتقلين وتعبئتهم على الجهاد والمقاومة، فكان لا ينام ولا يهدأ في خدمة قضية شعبه، ولم يبخل على رفاقه المعتقلين بتوجيهاته التي سجلها في كراسات لازالت تعقد حلقات لتدريسها في كل السجون، فساهمت في رفع معنويات المجاهدين ليخرجوا من السجون كمن يتخرج من الجامعة ويواصلوا معارك الجهاد والشرف مع شعبهم.

 

وفور خروجه من السجن عاد إلى ساحة العمل النضالي في الانتفاضة وفي كلية الدعوة وأصول الدين في القدس المحتلة التي انتسب إليها، وواصل الكفاح من احدى ساحات المواجهة وأرض الرباط قدس الأقداس. وبسبب ما تميز به من صفات القيادة والعطاء جعله يتمتع بشعبيه كبيرة ويقود الحركة الطلابية ويصبح رئيس مجلس الطلبة في الكلية.

 

هذا السجل المشرف عرضه للاعتقال من قبل الاحتلال مرة أخرى عام 1992، وبعد أيام محدودة صدر قرار بإبعاده مع 412 مجاهداً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان. وقد حدثنا رفاقه الذين عاشوا معه لحظات المنفى انه كان شديد البأس قوي العزيمة وضع لنفسه برنامجاً لاستغلال كل لحظة لما يفيد شعبه ورفاقه. وحسب روايات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإن ابو هنود تلقى تدريبات عسكرية مهمة خلال فترة إبعاده التي دامت عاماً، والتقى كبار مسؤولي حماس وحصل منهم على تعليمات خاصة بالجناح العسكري، الذي انخرط فيه بعد عودته من مرج الزهور. وتؤكد مصادر حماس ان وتيرة العمل الجهادي لأبو هنود تزايدت وارتفعت بعد الإبعاد، وكرس كل اوقاته لمطاردة المحتلين، حتى اصبح بعد الإبعاد بثلاث سنوات المسؤول عن الجهاز العسكري في كتائب القسام خلفاً للقائد الشهيد محيي الدين الشريف وبقي في هذه المهمة حتى استشهاده.

 

 سجل الشرف

 

يزخر سجل الشرف والجهاد للشهيد القائد ابو هنود بالعشرات من العمليات النوعية التي قادها أو نفذها شخصياً، ومن أبرزها استهداف حاخام صهيوني في تشرين الأول / اكتوبر عام 1995 قرب مستوطنة "كوهاف يعقوب" وأدت لإصابته (الحاخام) بجراح بالغة. وفي ايار/ مايو 1996 قاد مجموعة أطلقت النار على حافلة مستوطنين قرب "بيت ايل" وأسفرت عن مقتل صهيوني وإصابة 3 آخرين بجروح. وفي الشهر نفسه اطلق النار على حافلة اسرائيلية قرب "جيل عيبال" ما أدى لاصابة جميع ركابها ومقتل أحدهم.

 

ولم يتوقف أبو هنود عن عملياته الجريئة رغم ذياع صيته وإعلان "اسرائيل" حالة الاستنفار القصوى لاعتقاله وتصفيته، والتي ارفقتها بحملات مستمرة من التهديد والوعيد لأسرته لم توقر صغيراً أو كبيراً. وفي تموز / يوليو 1997 قام بتفجير عبوة ناسفة بدوريه ل‍ "حرس الحدود" قرب قبر "سيدنا يوسف" فأصيب جنديان في العملية ولكن الضربة الأكبر كانت في شهر تموز نفسه تمثلت بالعملية، الاستشهادية المزدوجة التي اعد لها بإتقان في سوق "ميحنيه يهودا" وأدت إلى مصرع 16 وجرح 196 صهيونياً.. وفي أيلول / سبتمبر عام 1997 كانت العملية المزدوجة الاستشهادية الثانية في شارع "بن يهودا" في القسم الغربي من القدس المحتلة وأسفرت عن مصرع 5 واصابة 120 صهيونياً. وفيما كان كيان العدو يتخبط امام ضربات المجاهدين جاءت العملية الاستشهادية الثالثة في أيلول نفسه في المركز التجاري في "تل ابيب" وكانت حصيلتها 5 قتلى وأصابه 67 صهيونياً.

 

وفي تشرين الأول من العالم 97 أيضاً قاد أبو هنود عملية لأسر جندي صهيوني قرب "الون موريه" ولكنه لم يوفق. ولانه موصوف بأنه كان العدو الاكبر للفشل تتالت عمليات "كتائب القسام" وتزايدت في انتفاضة الاقصى، وحمّلته "اسرائيل" المسؤولية الأولى والأخيرة عنها ليصبح المطلوب رقم واحد، وتتواصل محاولات اغتياله لتعيش أسرته لحظات عصيبة وقاسية في ظل المداهمات والكمائن التي كانت تنصب حول بيتها. وقد مارست قوات الاحتلال كل أشكال القمع والعقاب بحق أهله، فتم اعتقال اقاربه لاجباره على تسليم نفسه، ومنعت ذويه من السفر وتعرضوا للاحتجاز والتعذيب على يد جنود الاحتلال. وتقول والدته: "كنا نرفض أن يستسلم لأنه يقود معركة عادلة من أجل شعبه وقضيته، وقد قال ضابط المخابرات الصهيوني لي أكثر من مرة سنمزقه ونعيده اليلك ارباً، فكنت أقول لهم: إرادة الله أقوى، ومحمود مجاهد ولا يخافكم، فأنتم قتلة وهو من حقه ان يدافع عن أرضه وشعبه وحقه المسلوب". وقد رفض الشهيد محمود الزواج في الدنيا رغم الحاج والدته وكان يصر أن يكون له عرس مميز من "أعراس الشهادة".

 

 محاولات فاشلة

 

في عام 1996 اعتقل أبو هنود على يد أجهزة الأمن الفلسطينية، ولكن سرعان ما تمكن من الفرار من السجن بعد أن خدع حراسه، ليواصل مسيرة الجهاد، ولكن قوات الاحتلال كانت له بالمرصاد؛ ففي 26/8/2000 جرت أول محاولة لاغتياله شاركت فيها أشهر وحدات الموت الاسرائيلية "دو فدوفان" التي حاصرت قريته عصيرة الشمالية ثم بيته، ليخوض أبو هنود معركة ضارية مع قوات النخبة الخاصة في جيش العدو ويسجل واحدة من أروع انتصاراته التي هزت المؤسستين العسكرية والأمنية الصهيونيتين، حيث منيت المحاولة بالفشل رغم الأعداد المتقن لها ومشاركة مروحيات العدو فيها، وتمكن رغم إصابته من الإفلات من الحصار المحكم وقتل ثلاثة من عناصر الوحدات الخاصة، ولم تفلح المطاردة المكثفة من الأمساك به، حتى أن شيمون بيرس وزير الخارجية الصهيوني قال أن "عمليه عصيرة عار على اسرائيل سيبقى يلاحقها ما لم تقتل أبو هنود أو تعتقله". وتمكن أبو هنود من الوصول إلى نابلس حيث اعتقلته الشرطة الفلسطينية وجرت محاكمته أمام "محكمة أمن الدولة العليا" التي قضت بسجنه لمدة 12 عاماً، رغم تطوع أكثر من مئة محامٍ للدفاع عنه بعد أن كان الشارع الفلسطيني كله يتعاطف معه ويحيي الانجاز البطولي الذي حققه.

 

وخلال اعتقاله في سجن نابلس العسكري تعرض لمحاولة اغتيال أخرى بتاريخ 20/5 من العام الجاري، عندما قصفته طائرات الاباتشي ودمرته ليسقط 11 شهيداً من عناصر الشرطة وعدد من الجرحى، ولكن أبو هنود خرج من بين الأنقاض وبيده مصحف كان يقرأ فيه لحظه القصف، وتمكن من إفشال جميع عمليات المطاردة والملاحقة، وواصل مسيرته الجهادية حيث ساعدته مواصفاته الشخصية وكونه طويل القامة ذي عينين خضراوين ووجه بيضاوي أبيض البشرة على الاختفاء والتنكر ومواصلة العمل، مسجلاً سلسلة من العمليات التي نفذتها "كتائب القسام" بقيادته.

 

 الشهادة

 

مساء الجمعة الماضي 23/11/2001 كانت المحطة الأخيرة في رحلة جهاد أبو هنود، فبينما كان ينتقل في سيارة فان مع مساعديه أيمن ومأمون في بلدة يا صيد قرب نابلس كان الاحتلال قد أعد له كميناً محكماً، حيث استهدفته المروحيات الصهيونية بخمسة صواريخ أصابت السيارة التي كان يستقلها وأدت إلى مقتل الشقيقين مأمون وأيمن، وتمكن محمود من القفز من السيارة، فطاردته الاباتشي بالرصال والصواريخ. ولأن الهدف بحجم أبو هنود، حرص العدو على تصوير عملية الاغتيال، وظهر الشهيد وهو يقفز بين التلال اثناء المطاردة قبل أن يصيبه صاروخ على بعد حوالي مئتي متر من مكان السيارة ويمزقه أشلاءه، ونقلت إلى المستشفى في سلة صغيرة حيث لم يبق من آثارها شيء، حيث كشف الدكتور محمد أبو غالي مدير مستشفى جنين أنه أصيب بصاروخ متفجر مزقه بشكل كامل. وبعد سلسله اتصالات وتدقيق اعلنت حماس أن هذه الجثة لأبو هنود.

 

ولشدة فرحتها سارعت رئاسة حكومة العدو إلى إعلان مسؤوليتها عن الاغتيال واصفة ما حصل بأنه "أحد أبرز انتصارات اسرائيل في حربها ضد الإرهاب". وقالت أن "أبو هنود أحد أكثر الإرهابيين خطورة، بل أنه الأشد خطراً على الإطلاق وكان على رأس اللوائح التي سلمت إلى السلطة الفلسطينية، وكنا نلاحقه منذ وقت طويل وحتى قبل بدء الانتفاضة". أما "كتائب القسام" التي هالها فقدان قائدها في الضفة فتوعدت أن يدفع الصهاينة الثمن غالياً، ثمن هذه الجريمة البشعة وتنفيذ رد قوي ومزلزل يفقد "اسرائيل" صوابها انتقاماً لاغتيال أبو هنود.

 

 عائلة الشهيد

 

وعبرت عائلة أبو هنود عن اعتزازها الشديد ببطولات ابنها ومنعت والدته النساء من البكاء وتقدمت الصفوف لتستقلبل جثمان فلذة كبدها الذي لم تتمكن من مشاهدته منذ فترة طويلة وهي تقول: "مبروك عليك الشهادة يا محمود، والله دمك مش رايح يروح هدر"! وأضافت: لا يمكن أن أبكي أو أحزن على هذا المجاهد الشهيد الذي قاتل في سبيل الله، ولكن ما يحزنني أنه اغتيل بهذه الطريقة الجبانة التي تؤكد أن العدو يخافه ويخشى المجاهدين الأبطال أمثاله والمواجهة معه، فقد لقنهم درساً في هذا البيت. وأضافت: لو واجهوه بمعركة لقطع رؤوسهم جميعاً، ولكن شارون وجماعته وجنوده جميعهم جبناء ولم يجرؤوا على مواجهته، وأقول لشارون إن أبو هنود حي لن يموت، وأنا وأولادي الستة سنمضي على دربه وكلنا فداء لعيون القدس وفلسطين.

 

 غضب وعهد

 

فور انتشار النبأ خرجت جنين عن بكرة أبيها لوداع القائد ومساعديه ولتتحول المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي لم تشهد جنين مثلها إلى تظاهرة غاضبه ضد الاحتلال وجرائمه، وللتأكيد على الوحدة الوطنية والتمسك بعهد الشهداء.

 

المسيرة شارك فيها أكثر من خمسين ألف شخص، انطلقت من المستشفى الحكومي حيث وضع الشهداء في صناديق سجيت بأعلام حركة حماس فيما تعالت الهتافات الغاضبة التي توعدت بالرد على الجريمة النكراء وتعهدت باستمرار مسيرة المقاومة والجهاد على درب أبو هنود، كما دعت "كتائب القسام" و"سرايا القدس " و"كتائب الأقصى" لرد فوري في العفولة والخضيرة. وفيما امتلأت الشوارع بالمشيعين اصطف المئات على امتداد الشارع الرئيسي الذي سلكته المسيرة كما تجمهر المئات فوق المنازل والعمارات مرددين الهتافات ذاتها. وتقدم الموكب مقاتلو "كتائب شهداء القسام" الذين اطلقوا النار في الهواء تحية للشهداء. ووسط اجواء الغضب والحداد توجهت المسيرة إلى مدخل جنين الرئيسي لينطلق الشهداء في سيارات الاسعاف إلى مدينة نابلس ليتم تشييعهم بمسيرة مماثلة قبل أن يوارى (الشهيد أبو هنود) الثرى في قريته وينقل مساعداه إلى قريتهما طوزة. وقد أعلنت حماس والقوى الوطنيه والاسلاميه الحداد الوطني لمدة ثلاثه ايام.

 

 وصية الشهيد

 

يا أبناء شعبي الحبيب، الثبات الثبات، والصبر الصبر.. مزيداً من التضحيات ومزيداً من الالتفاف حول راية الجهاد؛ فمن طلب الحسناء لم يغله المهر.. فأرضكم ومقدساتكم وأعراضكم لن يحميها ولن يذبّ عنها هجوم الأعادي إلا عزائم وهمم أبنائها وفتيانها الذين شمروا عن سواعدهم ووهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل عزة وكرامة ورفعة أمتهم ودينهم وشعبهم.

 

الحمد لله الذي أكرمني وتفضل علي بأن اختارني لأكون في صفوف خير الناس.. في صفوف المجاهدين. فالحمد لله ربي على نعمك وكرمك أن جعلتني مجاهداً في سبيلك. (...)

 

ويا إخواني المسلمين: أوصيكم بتقوى الله، أوصيكم بالعودة إلى الله ونهج نبيه وسيرة صحبه المجاهدين الصالحين، أوصيكم بالوحدة تحت راية الدين القويم والاعتصام بحبل الله المتين، تستمدون من الله المعين النصرة وتلوذون بحماه، وتلجأون إليه إذا ما داهمتكم الخطوب.

 

صلّوا وصوموا واعملوا بأوامر ربكم وقفوا عند نواهيه، واعلموا على تنشئة أولادكم وذراريكم على الإسلام وربوهم على القرآن وحب الرسول وعشق الجهاد، أبعدوهم عن كل أسباب الخنا والتعلق بالدنيا، علّموهم رفض الذل ورفضل الواقع السيئ. اخفضوا الجناح بعضكم لبعض، وأحبوا إخوانكم وتعاونوا على البر والتقوى، وراقبوا أبناءكم واحموهم من كيد العملاء لهم، واحذروا إسقاطهم في مستنقعات الرذيلة والعمالة. طلقوا الدنيا وحبها الذي يورث الجبن، إياكم واليأس والقنوط من رحمة الله ونصره، ولا تستمعوا لصوت الجبناء والمتخاذلين الذين يخونونكم ويهددونكم بقوة أمريكا وأوروبا. (...)

 

أما أنتم يا أبناء الحركة الإسلامية، يا من اصطفاكم الله من بين خلقه ليحقق بكم قدره وليجري أسبابه، فيعيد على أيديكم قوة دينه ويعلي بكم رايته ويحقق بكم وعيده بإساءة وجوه بني إسرائيل.. فمزيداً من الرباط والثبات على نهجه.. يا أبناء الحركة الإسلامية تقدموا الصفوف، واحملوا الرايات، رايات الجهاد والدفاع عن حياض الدين والوطن، لا تتخاذلوا ولا تتولوا فيستبدل الله بكم خيراً منكم.

 

وإليكم يا خيرة الخير في أرض الله، يا من ترفعون راية الجهاد ويا من تقدمون التضحيات، إلى قادتي وإخواني وأحبتي في كتائب القسام، شرفت بالعمل معكم؛ عشنا الأيام معاً بحلوها ومرها، أخلصوا النيات لله وداوموا العمل من أجل دينكم ووطنكم، لا تجعلوا العدو يرتاح في كل موقع على أرض فلسطين.. "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم المؤمنين".