شكلت أعوام الدفاع المقدس الثمانية لإيران الإسلامية بوجه النظام البعثي نيابة عن المعسكرين الشرقي والغربي حقبة باعثة للفخر من تاريخ الثورة الإسلامية إذ نستطيع معرفة البعض من بركاتها وخصائصها في قادتها. فالأمير الشهيد الفريق علي صياد شيرازي باعتباره أحد أبرز قادة الحرب والوجه المتميز الذي اجتمعت فيه سمات قادة حرس الثورة وأمراء الجيش تماماً.
وقد لعب الشهيد صياد شيرازي في أعوام ما قبل الثورة وفي الظروف الصعبة للغاية للكفاح في البيئة العسكرية للنظام الملكي الجائر بذكاء ودراية منقطعة النظير دوره الجيد في التربية الثورية لشباب الجيش من خلال صلته بعلماء أصفهان، كما استطاع من خلال إيجاده شبكة من الضباط المؤمنين والثوريين من الجيش أن يقف إلى جانب الثورة. وقد بلغت مكانته في المجال المعنوي تلك الدرجة التي قال عنه آية الله بهاء الديني: «لقد كان صياد رجل دين في الزي العسكري. فالشهيد صياد شيرازي رغم كونه عسكرياً وعدم تدخله في الشؤون السياسية لكنه كان يحمل معرفة واسعة وكاملة للأعداء. لذلك كان ومنذ الأيام الأولى للثورة قد عرف بشكل جيد خط النفاق واصدر أوامره للمقيمين لمعرض اللجنة الإسلامية في الجيش ممن أرادوا التعريف بالوجوه الثورية بإخراج صور أقطاب المنافقين من كتاب المعرض ممن كانوا قد اصطنعوا لأنفسهم وجوهاً مناضلة وثورية. وكانت هذه المعرفة قد أدت إلى مواجهته لبني صدر وعزلة في نهاية المطاف من منصبه.
وبعد عزل بني صدر وحلول عهد رئاسة الشهيد رجائي للجمهورية عاد صياد شيرازي إلى الجيش ولعب دوراً فريداً في توحيد حرس الثورة والجيش وكان لهذا الاندماج عمليات ناجحة عديدة في جبهات الحرب.
وشارك الشهيد صياد شيرازي في فترة الدفاع المقدس بمواقع عسكرية في مختلف العمليات ومنها مسؤولياته في قيادة القوة البرية وممثل الإمام في المجلس الأعلى للدفاع ومساعداً لشؤون التفتيش العام للقوات المسلحة ومساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة للجيش. وكان يفكر في كافة تلك الأعوام بتحقيق أوامر سماحة الإمام بشأن الوحدة والجيش وكان يعتبر ذلك أمراً مقدساً. ولم يغفل الشهيد صياد شيرازي طوال مدة بناء نفسه لحظة واحدة من التقيد بأداء الصلاة في أول وقتها وكان يعتبر ذلك بفضل سماحة الإمام.
فالشهيد صياد شيرازي كان مخططاً للحرب وعسكرياً يحمل فكراً نيراً ويستعين من خلال توكله على الله بالآيات القرآنية والأحاديث والروايات في الشؤون العسكرية وكان مطيعاً لأوامر الولي الفقيه. ورغم مسؤولياته المختلفة وموقعه العسكري الرفيع لم يصب مطلقاً بالغرور وكان يتعامل مع الناس وكأنه يبدو شخصاً عادياً وقد بلغ تواضعه الحدّ الذي قلـّما كان من يعرفه بأنه معاقاً حربياً بنسبة ٧٠%. وأخيراً وبعد عمر أمضاه في الجهاد في سبيل الله قد استشهد على يد المنافقين الذين كانوا يحملون عنه ذكريات مرة كعمليات المرصاد.
يصادف الثامن من أبريل ذكرى سنوية استشهاد الفريق علي صياد شيرازي الذي كان من كبار القادة العسكريين الإيرانيين والذي اغتيل أمام منزله في طهران على يد عناصر «منظمة مجاهدي خلق».
ولد علي صياد شيرازي عام: 1944م، في قرية «كبود گنبد» بمدينة درگز بمحافظة خراسان الرضوية شمال شرقي إيران.
حاز علي صياد شيرازي على الشهادة الثانوية عام 1963. وشارك عام 1964 في امتحان القبول للكلية العسكرية ونجح فيه وتخرج في عام 1967 في فرع المدفعية وانضم إلى الجيش برتبة ملازم ثان.
وبعد تلقي الدورات التدريبية في شيراز وأصفهان انتقل إلى فرقة تبريز ومن ثم فرقة كرمانشاه المدرعة.
وفي عام 1971م، انتقل إلى طهران لتلقي دورة في تعلم اللغة الانجليزية وبعد انتهاء الدورة والجدية في الدراسة أصبح هو مدرسا للغة الانجليزية.
وتم إيفاد علي صياد شيرازي إلى أمريكا عام 1973م، من قبل الجيش لإكمال تخصصه في المدفعية وذلك بسبب كفاءته وتحليه بالدقة لكي يتلقى دورات في الأرصاد الجوي البالستي. وقد أكمل هذه الدورة التدريبية في مدينة فورت سيل بولاية اوكلاهاما بنجاح وعاد إلى إيران وهو يحمل تخصصا جديدا.
وقام الجيش بنقل علي صياد شيرازي إلى أصفهان ـ مركز المدفعية ـ عام 1974م، للإفادة من خبراته العسكرية.
المهام والمسؤوليات:
لقد اضطلع صياد شيرازي بدور مميز في تنظيم القوى الثورية للجيش وبعد انتصار الثورة الإسلامية.
وفي ذروة الاضطرابات التي افتعلتها القوى المناهضة للثورة في كردستان إيران عام: 1979م، اختير قائداً لعمليات شمال غرب البلاد واضطلع بدور أساسي في تطهير منطقة كردستان إيران من وجود العناصر المناهضة للثورة.
- قائد سلاح البر للجيش بقرار من الإمام الخميني الراحل (رضوان الله عليه)
- ممثل قائد الثورة في المجلس الأعلى للدفاع
- من كبار قادة حرب الثماني السنوات التي فرضها نظام صدام البائد على إيران
- مساعد التفتيش في الأركان العامة للقوات المسلحة
- نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة
شهادته:
وقد اغتيل صياد شيرازي صبيحة يوم 10 ابريل 1999م، على يد العناصر المسلحة لـ «منظمة مجاهدي خلق» عندما كانوا يتنكرون في زي عمال التنظيف، وذلك أمام منزله الكائن في طهران وبمرأى أبنائه.
تعليقات الزوار