اكد العلامة الشيخ عفيف النابلسي على أن جملة من الأهداف التي كان الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه يطمح لها قد تحققت. فقد أصبحت الجمهورية الإسلامية بعد مرور ما يزيد على ثلاثين عاماً مصدراً أساسياً لقيم التوحيد والإسلام ومركز إشعاعٍ لتعاليم أهل البيت (ع). كما أن الجمهورية استطاعت أن تبلغ مرحلة متقدمة على مستوى إنتاج العلم وأصبحت تنافس أهم الدول على هذا الصعيد, وباتت من أقوى وأهم المواقع العلمية في العالم. مضافاً إلى ذلك أن الجمهورية الاسلامية ومن خلال ثبات شعبها والقيادة الصالحة الموجودة في السلطة استطاعت أن تكسر المعادلات الاستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم من خلال إدارة مواردها وإمكاناتها بطريقة سليمة. واليوم شكل كل هذا الجهد المتراكم عبر السنين واقعاً جديداً على مستوى موازين ومعادلات القوة في العالم.

 

وإذا أردنا أن نغوص في المجالات الداخلية فإن الخطوات التي يقوم بها الشعب الإيراني والقيادة الايرانية في إطار تعزيز التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بطريقة متوازنة وبناء القدرة الاقتصادية الذاتية والتجدد الحضاري كلها تصب باتجاه تحقيق أحلام الإمام رضوان الله تعالى عليه.

 

وبالإجمال فإن الجهود المتواصلة تؤكد على تصميم الشعب والقيادة في إيران على خلق واقع حضاري جديد من خلال استثمار كل الطاقات والإمكانات لبلوغ الأهداف الكبيرة التي كان يطمح لمشاهدتها الإمام رضوان الله تعالى عليه.

 

وردا على سؤال قال في حديث لوكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية(ارنا): لا شك أن رحيل الإمام رضوان الله تعالى عليه شكل خسارة فادحة للإسلام. فطيف الإمام وفكره ووصاياه وتعاليمه باقية وحاضرة وكل السائرين على دربه يعملون على تنفيذ تعاليمه ووصاياه ويحملون فكره. ولذلك لم يتغير المنهج بعد وفاة الإمام, ومن جاء بعده استمر على معاداة الاستكبار والوقوف في وجهه وتحدي كل الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية. بل يمكن القول إن الجمهورية الاسلامية ونتيجة التمسك بمبادىء الإمام الراحل واصلت أشواط التقدم والحضور على المسرح الدولي بقوة كبيرة. وأصبح موقع إيران على الخريطة السياسية العالمية يحسب له ألف حساب. كما أن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين استمرت في جهادها ونضالها ضد العدو الإسرائيلي ولم تتأثر بغيابه أو تتراجع أو تنحرف عن خطه ومواقفه. بل يمكن أن نقول أن رحيل الإمام قدس سره شكل حافزاً لمزيد من العطاءات والتضحيات لتحقيق أهدافه التي لم ترَ النور في حياته المباركة.