روت طبيبات بحرينيات مأساة اعتقالهن وتعرضهن للتعذيب من قبل أجهزة الأمن بعد اتهامهن بدعم المحتجين الذين تظاهروا مطالبين بالتغيير، وأشرن إلى خوفهن من الاعتقال مجدداً.

 

وبالرغم من الحماية التي يتمتع بها عموماً العاملون في السلك الطبي، تعرض عدة أطباء وممرضات للتضييق والاعتقال خلال قمع الحركة الاحتجاجية السلمية التي استمرت شهراً كاملاً.

 

واتهم أعضاء الكادر الطبي من قبل السلطات باستغلال وظائفهم والتحيز لأبناء طائفتهم التي تشكل غالبية السكان في البحرين، الذين كانوا يقودون التظاهرات التي طالبت بتغييرات ديمقراطية في المملكة التي تحكمها أسرة آل خليفة السنية.

 

كما اتهم الأطباء والممرضات في مجمع السلمانية الطبي القريب من دوار اللؤلؤة في وسط المنامة، معقل التظاهرات المناهضة للحكم بالكذب وبتضخيم الوقائع عبر القنوات الفضائية من أجل مضاعفة الضغط على الحكومة.

 

وروت بعض الطبيبات اللواتي أفرج عنهن مؤخراً كيف أجبرن على الاعتراف بهذه التهم تحت وطأة التعذيب الجسدي واللفظي، وطلبن عدم الكشف عن أسمائهن خوفاً من ملاحقتهن مجدداً.

 

وقالت طبيبة "أتاني شخص وقال نصيحة. سنأخذ منك ما نريد. الطريقة الأولى أن تقولي كل شيء بإرادتك أو أن نضربك ضرب الحمير ونعذبك ونأخذه".

 

وأفادت الطبيبة أن المحققين طلبوا منها أن تخبرهم عن دورها في "ثورة 14 فبراير" الاسم الذي أطلقه ناشطون على الإنترنت للحركة الاحتجاجية التي انطلقت في ذلك اليوم.

 

وذكرت أن محققة صفعتها على وجهها عندما أكدت لها أنها مجرد طبيبة كانت تعالج المصابين جراء قمع التظاهرات.

 

وقالت لها المحققة "كأنك لا تريدين التعاون.أخبرينا عن أكياس الدم التي سرقتها" لرشها على الجرحى لتضخيم الإصابات أمام عدسات الفضائيات.

 

وتعرضت الطبيبة التي تؤكد أنها لم تهتم يوماً بالسياسية، للصعق بالكهرباء على رأسها بينما كانت مكبلة اليدين ومعصوبة العينين، كما ذكرت أنها ألقيت أرضاً وضربت ضرباً مبرحاً بما يشبه السلك الكهربائي أو الخرطوم على أسفل قدميها.

 

وقالت "حتى الشرطيات كن مصدومات من شكلي عندما خرجت من غرفة التحقيق".

 

وفي اليوم التالي، تم استجوابها من قبل محققين ذكور هددها بعضهم بالاغتصاب.

 

وقال لها محقق بحسب روايتها "سأعلقك من صدرك وأغتصبك"، بينما كانت تشعر بأنفاسه في فمها، حسبما ذكرت.

 

ووافقت هذه الطبيبة في النهاية على توقيع اعترافات كتبت لها خوفاً من تعرضها للاغتصاب.

 

وبعد ذلك، أمضت الطبيبة 20 يوماً في السجن قبل أن يفرج عنها بعد توقيعها عدة تعهدات خطية بما في ذلك تعهد بعدم الإدلاء بأي تصريح للصحافة.

 

وتحدثت طبيبات أخريات يعملن في السلك الطبي منذ أكثر من عشرين سنة، عن تعرضهن أيضاً للإهانات وللضرب.

 

وقال إحدى الطبيبات "أبداً، لم نتوقع هذا، فالمفروض أن يكون الأطباء خطا أحمر".

 

وأمضت هذه الطبيبة أيضاً أكثر من عشرين يوماً في الاعتقال وتعرضت للضرب من أجل الاعتراف بأن الأطباء أقدموا على "توسيع الجروح لتظهر بشكل أسوأ ومضخم" أمام عدسات التصوير.

 

وقالت الطبيبة "لم أكن أعلم من أين يأتي الضرب على وجهي" وأخبرت كيف أجبرت على الوقوف معصوبة العينين في غرفة التحقيق وأهينت.

 

وأجبرت هذه الطبيبة، وهي أم لعدة أطفال، على النوم خلال الليل على كرسي.

 

وذكرت طبيبة أخرى أنها تمكنت من النوم على الأرض، مكبلة اليدين ومعصوبة العينين، بعد أن تظاهرت أمام المحققين بأنها مصابة بدوار.

 

وطلب من هذه الطبيبة أن تشهد ضد أطباء ذكور متهمين بتحريض الكادر الطبي على الانضمام إلى الحركة الإحتجاحية، وبالقول بأنها قدمت الأدوية "لفئة واحد من الناس الذين كانوا يريدون إسقاط النظام" في إشارة إلى المتظاهرين.

 

وذكرت هذه الطبيبة أيضا أنها تعرضت عدة مرات للصفع من قبل محققة.

 

وبالرغم من الإفراج عنهن، ما زالت الطبيبات ممنوعات من السفر كما علقت وظائفهن ولم يتقاضين رواتبهن منذ آذار/مارس وهن يخشين من إستدعائهن للمحاكمة.

 

وأعربت الطبيبات المفرج عنهن عن قلقهن إزاء مصير زملائهن الرجال الذين لا يزالون في الاعتقال.

 

وقالت إحدى الطبيبات "إذا عوملت النساء بهذا الشكل، فكيف بالرجال؟".

 

وأعرب أفراد من الكادر الطبي أيضاً عن القلق إزاء وضع مديرة التمريض في مجمع السلمانية رولا الصفار التي لا تزال معتقلة.

 

وبحسب مصدر طبي، أجبرت الصفار على الاعتراف أمام الكاميرا بأنها "أخذت أكياس الدم ورشتها على المصابين" لتضخيم الوضع.

 

وانتقدت منظمات حقوقية دولية بقوة التعامل العنيف لقوى الأمن البحرينية مع الحركة الاحتجاجية السلمية، إضافة إلى الانتهاكات المفترضة بحق الأطباء والمعلمين وموظفين في قطاعات أخرى متهمين بدعم الحركة الاحتجاجية.