أكد الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية الشيخ علي سلمان أن الأسباب التي وقفت وراء الربيع العربي كثيرة ومتعددة، ولكن في صلبها هذا المعنى، لقد ضاق شباب الوطن العربي بديكتاتوريات فشلت في أحداث التنمية، مؤكدا أن الوفاق ترفض التنازل عن الحقوق حتى لو تعرض أعضاؤها للاعتقال أو الاستشهاد.

 

وقال الشيخ سلمان في مهرجان الربيع العربي الذي أقيم اليوم السبت: لقد ضاق شباب الوطن العربي بديكتاتوريات فشلت في أحداث التنمية، وفشلت في تحرير فلسطين، وفشلت في تحقيق الكرامة، وضاقت الشعوب بها فهبت من اجل إنهاء وكنس هذه الديكتاتوريات. الإرادة واحدة هي إرادة الكرامة لكل شعب وللأمة كلها بالتخلص من هذه الأنظمة الديكتاتورية.

 

وأضاف: قالها الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، ان ما حدث في دول الربيع العربي سيصل إلى كل الدول الملكيات وغيرها ، هذه الثورات تشارك فيها مختلف الطبقات الاجتماعية من أطباء ومعلمين ومتخصصين.

 

وبارك للشعوب التي تم لها تغيير أنظمتها في تونس ومصر وليبيا ، وللشعب التونسي خاصة نجاح انتخاباته الديمقراطية ، ولحزب النهضة فيها بفوزه بأعلى الأصوات، معربا عن أمله بان يعملوا نحو إنتاج تونس الكرامة والديمقراطية وحقوق المرأة عسى أن تنتج نموذج تتطلع له كل الشعوب العربية.

 

وقال الشيخ سلمان : في الربيع العربي ثورات وتحركات شعبية ، لم تصل كما وصلت إليه مصر وليبيا وتونس، ودماء هذه الشعوب لا زالت تبذل، داعيا هذه الحكومات في البحرين واليمن والأردن أن تفتح الطريق فتحا حقيقيا صادقا أمام شعوبها لتتمكن من اختيار حكوماتها بحرية وديمقراطية، أفضل من أن تصل كما وصلت الأنظمة التي سقطت.

 

ودعا الحكومات والأنظمة غير الديمقراطية التي لم تشهد ثورات شعبية ولم تبادر إلى الآن إلى الإصلاح أن لا تغتر إلى هذا السكون، هناك طريق واحد تحركوا نحو شعوبكم، وأعطوها حقوقها. ما حدث في تونس ومصر وليبيا سيصل إلى كل الدول لأن كل الشعوب تتوق إلى الكرامة والحرية.

 

وأضاف: راهنت الأنظمة التي سقطت على بعض الانجازات الاقتصادية وعلى علاقاتها مع الدول الأوروبية وكلها سقطت أمام توق الشعوب إلى الكرامة.

 

وتابع: إن زيارتنا لمصر من اجل المباركة للشعب المصري، ولنقل حقيقة الأوضاع إليها، وفتح الخطوط نحو تكامل الثورات الشعبية في الوطن العربي قائلا: كان برنامجنا مضغوط بلقاءات مع رجال الفكر والسياسة والإعلام، ومراكز الدراسات، وجميع الثوار في مصر، ووجدنا أنهم يتفهمون ثورة الشعب البحريني كما تلفظ البعض بأنها طائفية تجنيا عليها. وأكدوا على أن معارضتكم من أجمل المعارضات، ووثيقة المنامة من أرقى الوثائق نحو الحل.

 

واعتبر الشيخ سلمان أن هناك أزمة سياسية بالبحرين منبعها رفض الشعب للديكتاتورية والاستبداد، وقد تفرع عنها كارثة حقوقية ، تقوم لجنة ملكية من اجل التحقيق فيها، قائلا: بغض النظر عما تفضي له هذه اللجنة فانا لا انتظر احد أن يقول لي بان بيتي ( بيوت كل الشعب) قد انتهكت ما لم تفضي هذه اللجنة إلى حلول سياسية، فإن الأزمة الحقوقية ستبقى وتتجذر، لأنك بذلك لا تعالج أساس المشكلة.

 

وأضاف: ينتقد عمل هذه اللجنة انتقادا أساسيا أنها شكلت بأمر ملكي، وستذهب توصياتها كذلك، لأن كل العالم يشهد كيف يتم التعامل مع التوصيات في البحرين. فقد كذبوا بشأن إرجاع المفصولين ولم يتم إرجاعهم، وكذبوا بشأن إلغاء المحاكم العسكرية وتم إرجاءها حتى شهر أكتوبر. فكيف ستذهب هذه التوصيات إلى الحكومة؟

 

وأكد الشيخ سلمان أن لنا حق إنساني وشرعي وقانوني بان يكون الشعب هو مصدر السلطات، قبل اللجنة، وبعد اللجنة، وسنبقى متمسكين بمطلبنا استجابت الحكومة أم لم تستجب وستستمر الفعاليات والاحتجاجات السلمية دون خوف من أي أمر يقع فلابد من تحقيق مطالب الشعب.

 

وقال: من أجل تغطية الفشل الحكومي يلجأون إلى ثلاث كذبات (إيران، الطائفية، وعدم السلمية) العالم كله يعرف أنكم تكذبون. أصبحت الحقيقة واضحة وجلية لكل العالم، في البحرين صراع بين الديكتاتورية والديمقراطية وضد الاستبداد والقمع. لا يمكن أن يستمر البلد في هذه الدوامة المتكررة، منذ عشرينات القرن الماضي وكل عشر سنوات تتجدد المطالب، ولا تنفع التعديلات الشكلية التي تقوم بها السلطة.

 

وأكد أن كل ما تقوم به السلطة من أجل تجميل الديكتاتورية لن ينفع، لابد من التحول الواضح نحو الديمقراطية داعيا جميع المواطنين من كافة الطوائف والاتجاهات للالتحاق بركب المطالبين بالديمقراطية والحرية والكرامة.