أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية على انه يجب ان يحدد الشعب الفلسطيني مصيره ويختار حكومته التي يرغب بها، في استفتاء عام.

 

وأفادت وكالة مهر للانباء ان الرئيس محمود احمدي نجاد قال خلال كلمته التي القاها صباح اليوم الاربعاء في المؤتمر الدولي الرابع للدفاع عن فلسطين يجب ان نسعى لإخراج مجلس الامن الدولي من هيمنة وتفرد حماة الصهاينة، وان نجعله في خدمة الامن الحقيقي ومصالح جميع الشعوب.

 

ووصف مأساة فلسطين بأنها ليست فقط معاناة للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وانما هي جرح عميق وقديم في جسم البشرية، مضيفا انه انكشف للجميع ان الكيان الصهيوني نشأ على اساس كذبة كبرى، وبدعم وتخطيط من القوى الاستعمارية والاستكبارية من اجل الهيمنة ليس فقط على المنطقة الاسلامية، وانما على العالم باسره.

 

وأوضح الرئيس احمدي نجاد ان قصة الهولوكوست والشعب بلا ارض، والارض بلا وطن، وتصوير الصهيونية كدين وتظاهرهم بالمظلمة، تشكل الاكاذيب الكبرى في عصرنا، ومقدمة لجرائم المحتلين.

 

وأضاف رئيس الجمهورية انه تمضي عشرات السنين على تشريد اكثر من خمسة ملايين من شعب قدم ايضا آلاف الشهداء والجرحى وتحمل مآسي حروب مدمرة، اضافة الى احتلاله دياره وممارسة الاغتيالات بحق رموزه، وتجربته لمجازر فظيعة مثل دير ياسين وجنين وصبرا وشاتيلا وقانا، وكان آخرها مجزرة غزة المظلومة، ولا زال يعاني منذ اكثر من ستين سنة القهر والظلم والاضطهاد والتهديد، كل ذلك هو جزء من المهمة الاستعمارية للكيان الصهيوني اللقيط.

 

وتابع انه تبين اليوم ان فرض هذا الكيان لم يكن للدفاع عن اليهود وتسكين آلامهم التي قاسوها طيلة الحربين العالميتين الاولى والثانية، وانما كان نتيجة للتواطؤ والتخطيط من قبل القوى التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية، موكلة الى هذا الكيان مهمة التهديد الدائم ومنع تطور الشعوب والتمهيد لهيمنة تلك القوى على المنطقة والعالم، وايجاد التفرقة وفتح الاسواق لبيع الاسلحة الغربية ونهب ثروات الشعوب المظلومة، بل حتى الهيمنة على شعوب اوروبا وامريكا.

 

وأكد احمدي نجاد انه بفضل الله قد انتهت المعادلات المجحفة التي نجمت عن الحرب العالمية الثانية وقد ولى عهد الامبراطوريات الجبارة والمتغطرسة، والان فان الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني قد وقعا في هاوية السقوط.

 

ولفت رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في كلمته الى ان قضية الكيان الصهيوني ليست قضية (عربية – صهيونية) ولا (يهودية – اسلامية) او قضية شرق اوسطية، وانما هي قضية تخص الانسانية لان كل انسان منصف يعتبر تأسيس هذا الكيان بأنه نقطة مضادة لحقوق الانسان، واوضح ان الصهيونية ليست دينا وانما هي فكرة شيطانية فاقدة لاي صفة انسانية، مؤكدا ان السبيل لحل هذه القضية هو احترام الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويجب ان يشارك كل الفلسطينيين سواء المسلمين والمسيحيين واليهود، وحتى اللاجئين منهم اينما كانوا في استفتاء عام ليختاروا نوع حكومتهم، لتقام على كل ارض فلسطين.

 

ودعا الرئيس محمود احمدي نجاد الى تشكيل جبهة عالمية ضد الصهيونية، وذلك من اجل الدفاع عن اهالي غزة والشعب الفلسطيني من جهة، وملاحقة ومعاقبة العناصر الصهيونية المجرمة، وصولا الى إنقاذ فلسطين وإقامة الحكومة الشعبية فيها، ليتخلص العالم والى الابد من شر التمييز العنصري والاحتلال.

 

وأشار احمدي نجاد الى ان الشعوب الاوروبية والشعب الامريكي مستاؤون من هيمنة الصهاينة على مصائرهم، لا انهم خاضعون لضغوط سياسية وجزائية مجحفة من قبل بعض الجهات في حكوماتهم، مؤكدا انه آن الاوان لتحطيم حاجز الصمت وان تبرز هذه الشعوب حريتها وان لا تسمح بإنتهاك سمعتها وغمط مصالحها اكثر من هذا من قبل العناصر الممسوخة وعديمة الهوية.

 

كما أكد رئيس الجمهورية ان الحكومات والقوى التي غرست هذا الكيان اللقيط ودافعت عنه، لا يمكنها ان تؤدي دور الوسيط، موصيا هذه القوى بأن لا تجعل نفسها وشعوبها اسرى بيد الصهاينة، وان تعود الى طريق العدالة الصحيح، وهذا يصب ايضا في مصلحتها، وسيكون ذلك مصدرا للسلام والامن الحقيقيين، اذا كانت هذه القوى بصدد التغيير الحقيقي.