* يأمر بالاستهلال

 قال لي الإمام في الليلة الأولى لشهر شعبان: (أذهب إلى المكتب وقل للسيد الأنصاري أن يبعث عدداً من الأشخاص إلى نقطة مرتفعة بهدف رؤية الهلال، واسع أنت أيضاً لرؤيته). فذهبت وكانت السماء صافية وقد شاهد الهلال بيسر فعدت للإمام لإخباره بذلك فرأيته واقفاً في الشرفة، ولما أخبرته قال: (أجل لقد رأيته أنا أيضاً)[1].

 

* التزامه بأعمال الشهور والأيام

 دخلت على الإمام في أحد الأيام الأخيرة من سنة 67هـ.ش، (1989م) وهو في غرفته فلاحظته في أذى، ولذلك جلست عنده ساكتاً. ثم قال لي: (أعطني كتاب المفاتيح)، فقمت وجئته بالكتاب، فأخذ يقلب أوراقه رغم صعوبة ذلك عليه، واستمر في ذلك وهو غير مرتاح دون أن يعثر على ما يريده، وكانت قد بقيت ساعة لغروب الشمس، فقال لي: (كنت أتصور إلى الآن إن اليوم هو اليوم الأخير من شهر رجب، ولذلك كنت أقوم إلى الآن بأعمال شهر رجب، وقد عرفت قبل قليل أن اليوم هو اليوم الأول من شهر شعبان ولا أدري ما الذي ينبغي أن أفعله)!

 وهنا عرفت سر آذاه، فقد كان يؤدي من الصباح إلى الآن أعمال وأدعية شهر رجب.. لقد استمر يقلب أوراق كتاب مفاتيح الجنان إلى أن عثر على ما يريد، قال لي: (أقرأوا هذه المناجاة الشعبانية، ففيها الكثير من المطالب العالية). ثم استعد لتلاوة الدعاء[2].

 

 * وصيته بالاجتهاد في العبادة أيام الشباب

 زرت الإمام في اليوم الأول من شهر شعبان سنة 1367هـ.ش، (1989م)، فوجدت كتاب مفاتيح الجنان في يده وهو يستعد لتلاوة الأدعية الخاصة بشهر شعبان، وعندما أردت تقبيل يده للاستئذان للخروج قال لي: ( قم بما تريد القيام به وأنت شاب، فاذا بلغت سن الشيخوخه فان ما ستقدر على القيام به هو النوم والأنين)[3].

 

* وفي احتفالات مولد الإمام المهدي(عج)

 في الساعة العاشرة من مساء الاثنين 18/4/1358هـ.ش"9/7/1979م" طاف الإمام ـ ودون اطلاع مسبق ـ في شوارع قم التي نشرت فيها وسائل الزينة بمناسبة احتفالات ذكرى مولد الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ في النصف من شهر شعبان، ثم شارك في مراسم احتفال عقد بالمناسبة في شارع " جهار مردان"[4]. 

 

* يناجي ربه بالمناجاة الشعبانية

 كان الإمام ينهض قبل ساعة من أذان الفجر للتهجد ومناجاة الله، وكنت نائماً في إحدى ليالي شهر شعبان بالقرب منه فاستيقظت على صوت بكائه أثناء التهجد، الأمر الذي جعلني أرتجف بقوة! لقد شاهدت عياناً كيف كان الإمام يتلو بتضرع لله المناجاة الشعبانية التي كان ملتزماً بمناجاة الله بها.[5]

 

* متبتل إلى الله

 كان الإمام شديد الاهتمام بالدعاء خاصة بالمناجاة الشعبانية وقد كرر القول مراراً في أحاديثه وفي مناسبات متعددة بأن(المناجاة الشعبانية من الأدعية التي كان يقرأها جميع الأئمة المعصومين)، وكانت طلعته تتغير بوضوح عندما يصل إلى هذه الفقرة من المناجاة الشعبانية: (إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك..)[6]. 

 

* يتلو المناجاة الشعبانية في الأسحار

 كنت أنام في بعض ليالي شهر شعبان خلف باب غرفة الإمام، فكان يستيقظ قبل أذان الفجر بساعة ويتوضأ ويقيم صلاة الليل ثم يتلو المناجاة الشعبانية ويبكي أثناء تلاوتها بحرقة، وكنت أستيقظ من نومي وأنا خارج الغرفة على صوت بكائه أثناء تلاوتها رغم أنه كان يقوم بأعمال تهجده السحري بهدوء لكي لا يوقظ أحداً[7].

  ـــــــــــــــ

 * المصدر لهذه الخاطرات: كتاب قبسات من سيرة الإمام الخميني (قده) - الحالات العبادية والمعنوية – إعداد: غلام علي الرجائي. ترجمة: عرفان محمود. الدار الإسلامية ـ بيروت ـ لبنان

 [1] السيد رحيم ميريان.

 [2] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

 [3] حجة الإسلام والمسلمين مسيح البروجردي.

 [4] صحيفة كيهان"20/4/1358هـ.ش"وكتاب" حضر نور"، ج1، ص 146.

 [5] السيد رحيم ميريان.

 [6] السيدة فاطمة الطباطبائي.

 [7] السيد رحيم ميريان.