أبو عماد الرفاعي: إعلان الدولة الفلسطينية لن يكون نهاية المطاف
أعلن ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أنّ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان تأتي، كما هو معلَن، انطلاقا من موقع لبنان في الأمم المتحدة في سياق الاستعدادات للاستحقاق المنتظر في شهر أيلول – سبتمبر المقبل حول قبول عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، تمنى الرفاعي أن تخدم هذه الزيارة العلاقة اللبنانية الفلسطينية بما يجعل الحكومة اللبنانية تأخذ بالاعتبار ما يعانيه الشعب الفلسطيني من حرمان ومأساة حقيقية.
وفيما اعتبر الرفاعي أنّ أيّ مطلب يمكن أن ينتزعه الشعب الفلسطيني من المجتمع الدولي هو نقطة إيجابية تضاف إلى سجل إنجازات هذا الشعب وتضحياته، أعرب عن خشيته من أن يكون إعلان هذه الدولة على حساب كلّ حقوق الشعب الفلسطيني، متمنياً أن لا تحصل مقايضة على هذا الصعيد، مشدداً على أنها لن تكون نهاية المطاف.
وفي الموضوع الفلسطيني اللبناني، أشار الرفاعي إلى أنّ ما يعني اللاجئين الفلسطينيين هو أن يصار إلى ترجمة عملية للوعود التي قُطِعت. وأثار كذلك موضوع مخيم نهر البارد، مطالباً الحكومة اللبناني بالضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) للإسراع بإعادة إعمار المخيم، معتبرا أن التباطؤ بإعادة الإعمار "عمل مشبوه".
زيارة أبو مازن.. بين ما هو معلَن وما هو مضمَر
أبو عماد الرفاعي أكد لموقع المنار أنّ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأتي، حسب ما هو معلَن، من أجل افتتاح السفارة الفلسطينية ورفع العلم الفلسطيني على مبنى السفارة لإتمام عملية التمثيل الدبلوماسي، كما تأتي أيضاً انطلاقا من موقع لبنان في الأمم المتحدة في سياق الاستعدادات للاستحقاق المنتظر في شهر أيلول – سبتمبر المقبل حول قبول عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن.
وأعرب الرفاعي عن اعتقاده بأنّه سيتخلّل الزيارة أيضاً مواضيع تتعلق بالشأن الفلسطيني اللبناني، متحدثاً في هذا الإطار عن جهد مقبول لتوحيد الرؤية حول الحقوق الإنسانية والمدنية للاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أنّه سيتم بحث هذه الرؤية مع القادة اللبنانيين الذين سيلتقيهم الرئيس "أبو مازن".
وتمنى الرفاعي أن تخدم هذه الزيارة العلاقة اللبنانية الفلسطينية بما يجعل الحكومة اللبنانية تأخذ بالاعتبار ما يعانيه الشعب الفلسطيني من حرمان ومأساة حقيقية وبما يخدم أيضاً الإسراع بإعادة إعمار مخيّم نهر البارد الذي لا يزال أبناؤه يعيشون مأساة حقيقية منذ أربع سنوات.
على قادة لبنان ترجمة تجاوبهم معنا عملياً
ورداً على سؤال عمّا إذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد أبدى تجاوباً مع وفد الفصائل الفلسطينية الذي سلّمه الأسبوع الماضي مذكرة بمطالب اللاجئين، لفت أبو عماد الرفاعي إلى أنّ كلّ الرؤساء اللبنانيين أبدوا تجاوباً واعتبروا أنّ مطالب اللاجئين الفلسطينيين هو مطالب محقة وأنّ ما يعيشونه من حرمان هو الإجحاف بعينه. ولكنه لفت إلى أنّ ما يعني الفلسطينيين هو أن يصار إلى ترجمة عملية لهذا التوصيف الواقعي وأن يؤخذ بعين الاعتبار حجم المعاناة ورفع الغبن، خصوصاً أن الإقرار بأحقية المطالب بات روتينيا ولم يعد كافياً.
وفيما أوضح الرفاعي أنّ المواقف هي بالمجمل مواقف إيجابية وأنّ الوعود التي تمّ تقديمها للشعب الفلسطيني على امتداد السنوات الماضية من قبل الحكومات المتعاقبة أكثر من أن تعد أو تحصى، حذر من أنّ المخيمات تعيش مأساة حقيقية نتيجة ما تعانيه على مستوى الوضع الاجتماعي، فضلاً عن قانون التملك وعدم الإعمار. كما أشار أيضاً إلى وجود بعض الإجراءات الأمنية المشددة والمكثفة التي تجعل الأزمة متواصلة، متمنياً أن يتمّ التخفيف من هذه الإجراءات.
ما يحصل بنهر البارد إجحاف وظلم
وتطرق أبو عماد الرفاعي إلى موضوع مخيم نهر البارد الذي لا يزال ينتظر ترجمة وعود إعادة إعماره منذ أربع سنوات. وتحدّث في هذا السياق عن إجحاف كبير بحق اللاجئين الفلسطينيين نتيجة عدم تلبية الوعود التي قطِعت ولاسيما ما يتعلق منها بالسرعة بالإعمار حتى يعود الذين خرجوا من المخيم إليه. لكنّه لاحظ أنّ أربع سنوات مرّت وما زال هؤلاء خارج المخيّم، معرباً عن خشيته من أن تؤدي عملية التباطؤ في إعمار المخيم إلى المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني، واضعاً إياها في إطار نية دمج اللاجئ الفلسطيني في الواقع اللبناني من خلال إبقائه خارج المخيمات.
وإذ وضع الرفاعي هذا التباطؤ بإعادة إعمار المخيّم في سياق مشبوه، لفت إلى أنّ التباطؤ في عملية الإعمار إن كان عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) المكلفة بإعادة الإعمار أو عبر عدم جدية الحكومة اللبنانية بالضغط على الاونروا للتسريع بالعملية هو في دائرة الشبهة. وطالب الرفاعي الحكومة اللبنانية بالضغط على الاونروا للإسراع بعملية الإعمار وعدم التباطؤ لأنّ ذلك سوف يخفف من المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان.
سنفتح ملف اللاجئين من جديد
وختاماً، توقف أبو عماد الرفاعي عند الاستحقاق المنتظر في مجلس الأمن في شهر أيلول المقبل والذي يتمثل بطلب عضوية دولة فلسطين في هذا المجلس، فأشار إلى أنّ أيّ مطلب يمكن أن ينتزعه الشعب الفلسطيني من المجتمع الدولي هو نقطة إيجابية تضاف إلى سجل إنجازات هذا الشعب وتضحياته. لكنه شدّد على أنّ هذه القضية لا يمكن أن تنهي معاناة الشعب الفلسطيني الأعزل بل ستدخله بمزيد من القلق على مستقبل اللاجئين الفلسطينيين، موضحاً أنّ الدولة الفلسطينية الموعودة قائمة على حدود أراضي الـ67 ما يعني أن هناك شعباً فلسطينياً يمثل أكثر من 80% خارج الأراضي الفلسطينية في الشتات. وفي السياق عينه، نبّه الرفاعي إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما التهويد والاستيطان في غزة والضفة الغربية، ومحاولة فرض واقع جديد.
وانطلاقاً من كل ما سبق، أعرب الرفاعي عن خشيته من أن يكون إعلان هذه الدولة على حساب كلّ حقوق الشعب الفلسطيني، متمنياً أن لا تتمّ مقايضة الدولة لهذه الحقوق وأن تكون على العكس من ذلك دافعاً لتثبيت هذه الحقوق لاسيما لجهة رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين ومنع تطبيق سياسة ترانسفير.
وشدد أيضاً على وجوب مواجهة موضوع الاستيطان الإسرائيلي بموقف فلسطيني موحّد.
وخلص إلى أنّ إعلان الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن، في حال حصل، لن يكون نهاية المطاف. وقال: "هي جولة ستدخلنا في جولة جديدة من الصراع مع العدو الإسرائيلي على ملفات كثيرة آن الأوان لإعادة فتحها من جديد وأولها ملف اللاجئين".
تعليقات الزوار