العالم الاسلامي يحي ذكرى (يوم القدس العالمي)

وإلتزاماً بتوجيهات خليفة الإمام الراحل مولانا الإمام القائد ولي الأمر السيد علي الحسيني الخامنئي (مد ظله العالي) تجري الاستعدادات في طهران وعواصم العالم الاسلامي استعدادا لاحياء يوم القدس العالمي الذي أعلنه الامام الخميني الراحل لابقاء قضية القدس حية في الوجدان الاسلامي والبشري حتى لا يتمكن الكيان الصهيوني الغاصب للقدس من ابتلاعها لقمة سائغة وللحفاظ على هويتها الاسلامية والمسجد الاقصى حيث كان اسراء ومعراج النبي المصطفى.

كثيرون هم القادة والساسة الذين تحدثوا عن القدس الشريف والمسجد الاقصى, وكثيرون هم الذين اعلنوا استعدادهم للدعم والجهاد والنضال وغير ذلك ولكن التاريخ شهد موقفا نبيلا بل وغاية في النبل اتخذه الامام الخميني الراحل طيلة حياته دعما صادقا للقضية الفلسطينية بكل ابعادها.

واذا كانت مواقف الكثيرين قد خضعت لقوانين اللعبة السياسية التي يرسمها الغرب وامريكا المواليان للكيان الغاصب قلما سلمت من تقديم التنازلات على حساب القضية الفلسطينية الا ان التاريخ شهد رجلا وقف بكل صدق واخلاص ثابتا وراسخا الى جانبها رغم جميع الاسباب التي كانت تدعو الى عكس ذلك.

لم يشهد التاريخ رجلا كالامام الخميني صادقا مخلصا لهذه القضية بعيد النظر والهمة.

لقد شخَّص الامام الخميني (رحمه الله) من البداية وفي الوقت الذي لم يكن احد يجرؤ على التفكير بهذا الموضوع ولا سيما في ايران ان الكيان الصهيوني خطر يهدد الامة الاسلامية والبشرية قاطبة وان فلسطين ما هي الا مجرد بداية وان هذا الكيان هو غدة سرطانية لا علاج لها الا الاستئصال.

اما الاستئصال فكان الامام الخميني يرى ان الجهاد والتضحية السبيل الوحيد لتحقيقه في ظل القبضة الصهيونية على مقدرات العالم في الغرب وامريكا بما في ذلك الاعلام والاقتصاد وما الى ذلك. واما امكانية ذلك فكان يرى رحمه الله انها في غاية السهولة! الامر يحتاج فقط الى الصدق والاخلاص والمثابرة لأن هذا الكيان لن يصمد طويلا ولن يقاوم أمام محيط من المسلمين يصل تعداده الى اكثر من مليار نسمة. ومن اجل ربط القضية بهذا العدد الضخم حرص الامام على اسلمة القضية واخراجها من كواليس القومية والنظرات الضيقة فكان ابداعه ليوم القدس والذي طالما قال فيه "يجب أن نشد العزم ونعمل بجد، ونسعى جميعاً لانقاذ القدس، وانقاذ اخوتنا من الظلم الذي حل بهم من خلال هذا اليوم".

وقال أيضا "يوم القدس، يوم ينبغي أن ننذر فيه إسرائيل عدوة البشرية وعدوة الإنسان بالتوقف عن الاعتداء على اخوتنا في فلسطين المحتلة".

كما قال "إن الذين لا يشاركون في تكريم هذا اليوم واحيائه، هم معارضون للإسلام ومؤيدون لإسرائيل، وأما المشاركون في تكريم هذا اليوم واحيائه، فهم ملتزمون وموافقون للإسلام ومخالفون لأعدائه، وعلى رأسهم أمريكا واسرائيل؛ وفي يوم القدس يمتاز الحق عن الباطل، انه يوم الفصل بين الحق والباطل، يوم انفضاح المتآمرين والموالين لاسرائيل.