ar-1256634

لقد أولى الإمام الخميني الراحل (رض) القضية الفلسطينية بالغ الاهتمام واعتبرها قضية المسلمين الجوهرية، مؤكدا بأن فلسطين يجب أن تعود للفلسطينيين، معتبرا الكيان الإسرائيلي غدة سرطانية لابد أن تزول من الوجود.

وفي السابع من شهر آب / أغسطس عام 1979 المصادف للثالث عشر من رمضان عام 1399 ، بادر الإمام الخميني الراحل (قدس سره) إلى إعلان آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس، داعياً كافة مسلمي العالم إلى التضامن في مثل هذا اليوم.

إن الإمام الخميني (رض) بطرحه مشروع زوال الكيان الإسرائيلي الغاصب وتسميته آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس قد أحيا القضية الفلسطينية وقضية تحرير القدس الشريف ومهد السبيل لمحو هذه الغدة السرطانية.

ومن الممكن تصنيف كلام الإمام الخميني (رض) في محاور؛ فصل قضية اليهود عن الصهيونية، دعوة المسلمين للوحدة ضد الكيان الإسرائيلي، تخصيص الوجوه الشرعية للمناضلين الفلسطينيين، تسمية يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بيوم القدس العالمي وزوال ومحو الكيان الإسرائيلي من الوجود.

وبصورة عامة يمكن خلاصة أفكار الإمام الخميني (رض) في القضية الفلسطينية بالأمور التالية وهي، فضح الطبيعة الإرهابية والعنصرية واللاانسانية للكيان الإسرائيلي وتبلور وانتصار الحركات الإسلامية والاستشهادية في مسيرة نضالات الشعب الفلسطيني وفشل مسيرة التسوية والمشاريع الأميركية.

وفيما يلي جوانب من التصريحات التاريخية للإمام الراحل (رض) حول القضية الفلسطينية:

 

"إسرائيل" الكافرة

أليس من العار للمسلمين وحكومات الدول الإسلامية أن تهيمن أميركا على مقدراتهم من الجانب الأخر من العالم وان توقع الجميع في الفخ وتفرض عليهم البؤس والشقاء على يد "إسرائيل" الكافرة والغاصبة.

 

من النيل إلى الفرات

من الجدير أن تجهز جميع حكومات المنطقة قواها لمحو "إسرائيل" من الجغرافيا. "إسرائيل" المفسدة التي فرضت هذا الواقع على الفلسطينيين المظلومين ومارست الظلم بحق لبنان البطل ودول المنطقة الأخرى. ليس أجدر من أن تضع حكومات المنطقة يدها بيد الأخرى وتنقذ المنطقة من شر "إسرائيل" وحاميها أي أميركا. لقد قلت مرارا بان "إسرائيل" تعتبر الأراضي الممتدة من النيل إلى الفرات أرضها وتعتبركم غاصبين لأرضها رغم أنها لا جرأة لها للإفصاح عن ذلك صراحة.

 

أميركا الداعمة للصهيونية

إن جميع مشاكل هي من وراء أميركا. جميع مشاكل المسلمين هي من أميركا، من أميركا التي تقوي الصهاينة لتقتل إخوتنا فوجا فوجا.

 

تحالف القوى الكبرى ضد فلسطين

إن جميع القوى والقوى الكبرى وضعت أيديها بأيدي البعض كي لا تدع الشعب الفلسطيني المسلم يصل إلى هدفه. وحتى أن الكثير من الذين يدعون الود لهذا الشعب لا يأتي ذلك من منطلق رغبتهم بان ينتصر على إسرائيل، وللأسف إنهم بصمتهم ومساومتهم وتفرجهم قد وضعوا اليد بيد البعض الآخر كي لا يدعوا الشعب الفلسطيني ينتصر. ذلك لان انتصاره هو انتصار الإسلام، ومثلما انتصر الإسلام في إيران وقضى على مصالحهم فيها فإنهم يخشون من أن ينتصر الإسلام في لبنان وفلسطين ويقضي على مصالحهم أيضا. لذا فان جميع الشياطين قد اجتمعوا كي لا يدعوا الإسلام ينمو.

 

سيصلهم الدور

إن الذين يلتزمون الصمت أمام جرائم إسرائيل سيصلهم الدور. إن إسرائيل الآن واقفة بوجه جميع الدول الإسلامية وتقول "لا ترتكبوا حماقة". ألا يدعو هذا الأمر للأسف؟ أليس هؤلاء بشرا الذين يتولون الأمور وإسرائيل واقفة أمامهم وتقول "لا تتطفلوا".

 

إعلان يوم القدس العالمي

لقد حذرت المسلمين على مدى أعوام طويلة من خطر "إسرائيل" الغاصبة التي تكثف اليوم هجماتها الوحشية على إخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين ولاسيما في جنوب لبنان حيث تقوم بقصف منازلهم بهدف القضاء على المناضلين الفلسطينيين. إنني أدعو عموم مسلمي العالم والحكومات الإسلامية للوحدة من اجل قطع أيدي هذا الكيان الغاصب وحماته وإنني أدعو جميع مسلمي العالم للإعلان عن دعمهم للشعب الفلسطيني المسلم في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك والذي يترافق مع ليالي القدر وبإمكانه أن يقرر مصير هذا الشعب. إنني أدعو الباري تعالى لنصرة المسلمين على أهل الكفر.

 

انهضوا

أيها المسلمون في العالم .. و أيها المستضعفون في الأرض ...

انهضوا وقرّروا مصيركم بأنفسكم. إلى متى تجلسون بانتظار تقرير مصيركم في واشنطن أو موسكو ؟؟ وإلى متى تسحق قدسكم تحت أقدام أمريكا و"إسرائيل" الغاصبة ؟؟ وإلى متى تظل القدس وفلسطين ولبنان والمسلمون المضطهدون في تلك البقاع تحت سيطرة المجرمين، وأنتم تتفرجون؟ ويلعب بعض حكامكم الخونة دوراً سلبياً في ذلك.

 

قضية القدس حدث يهم جميع الموحدين في العالم

إن قضية القدس ليست قضية شخصية ومسالة مختصة بدولة ما أو قضية خاصة بمسلمي العالم في العصر الحاضر بل هي حدث متعلق بالموحدين في العالم والمؤمنين في جميع العصور الماضية والراهنة والمستقبلية، من اليوم الذي تم إنشاء المسجد الأقصى ومادام هذا الكوكب يدور في نظام الوجود. وأي عار للحكومات الإسلامية أن تجلس وهي بيدها الشريان الحيوي للقوى الكبرى العالمية وتتفرج كيف تقوم أميركا الأكثر إجراما في التاريخ بإبراز عنصر فاسد لا قيمة له أمامهم وتغتصب منهم معبدهم المقدس وقبلتهم الأولى وتستعرض عضلاتها أمامهم كلهم بكل وقاحة.

 

تخصيص وجوه شرعية للمناضلين الفلسطينيين

من الجدير بل من الواجب بالتأكيد تخصيص قسم من الوجوه الشرعية مثل الزكاة بما يكفي لهؤلاء المجاهدين في سبيل الله، من الواجب دعمهم بكل القوى والإمكانيات.

 

مقاطعة "إسرائيل"

لقد حذرت الأمة مرارا من خطر "إسرائيل"، بان عليها المقاومة السلبية وان تتجنب التعامل معها وتقوم بمقاطعتها.

 

لو لم ينهض علماء الإسلام

إذا لم تستيقظ الأمة الإسلامية ولم تكن واعية بواجباتها، إذا لم يشعر علماء الإسلام بمسؤوليتهم ولم ينهضوا، لو جرى إيقاد الإسلام الحقيقي الذي هو عامل الوحدة والتحرك لجميع فرق المسلمين في مواجهة الأجانب والضامن لسيادة واستقلال الشعوب والدول الإسلامية على يد أذناب وأيادي الأجانب وتحت مظلة الاستعمار السوداء، فان أياما أصعب وأكثر فضاعة تنتظر المجتمعات الإسلامية وينتظر خطر مدمر أساس الإسلام وأحكام القرآن.

 

المصدر: وكالة أنباء فارس