صحيفة الوفاق

العلماء والنخبة يدعون الى الابتعاد عما يؤدي الى تأجيج الفتن ويؤكدون حاجة المسلمين الى التوحد

 

في لقاءات مع صحيفة الوفاق على هامش المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في طهران

اغتنمت صحيفة الوفاق فرصة انعقاد المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في طهران لتلتقي عددا من الضيوف المشاركين فيه وتتناول معهم قضايا الساعة على الساحة الاسلامية والتحديات التي يواجهها المسلمون في الظروف الراهنة حيث اجاب آية الله مهودي كني امين عام رابطة علماء الدين المناضلين في رده على سؤال الوفاق حول دور مثل هذه التجمعات والمؤتمرات للوقوف امام مؤامرات الاعداء لبث بذور الفتنة بين الشيعة والسنة اجاب قائلا: ان اجتماع العلماء المسلمين من جميع الدول يعد امراً مهماً جداً وسيساعد على الوفاق والوحدة بين المسلمين واضاف: ان العلماء من خلال هذه المؤتمرات يمكنهم بحث النقاط الخلافية وحلها ويمكنهم التخطيط للوقوف امام مؤامرات الاعداء.

واشار الى ان الوحدة في الوقت الحاضر امرً صعب ولا يمكن الوصول الى التقريب الا عبر المساعي الرامية لوأد لفتنة بين المسلمين، والله تعالى قال: ان ''الفتنة اشد من القتل'' ولذلك على المسلمين ان يسعوا للوقوف امام الاهداف الرامية للفتنة ويجب عليهم الاتحاد.

واضاف: ان بعض المسلمين يكفّر بعضهم و هذا حرام وخارج عن الدين والمذهب السني والشيعي.

وفي هذا الاطار قال حسان موسى رئيس رابطة العلماء في السويد اننا نمر في ظروف حساسة حيث الامة تعاني من خلافات وتشرذم بالاضافة الى المؤامرات التي يحوكها الغرب والشرق ضد الاسلام واضاف: نحن بحاجة اولاً الى تجاوز مرارات التاريخ، ثانيا: لابد من الابتعاد عما يؤدي الى تأجيج الفتنة الطائفية وقال: نحن بحاجة الى ان نتوحد في هذه الظروف الحساسة.

وقال: ان طهران والرياض تستطيعان ان يلعبا دورا هاما في اجتماع الرياض وطهران يمكن للامة ان تجتمع على كلمة سواء لتصل الى بر الامان.

من ناحية اخرى قال الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي استراليا اود ان اذكّر ابناء الامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها بما حققته الدول الاوروبية عندما رأت طغيان الدولار الامريكي يهاجمها ورأت ان امريكا تريد ان تبتلعها فعلموا ان قوتهم وعزتهم في وحدتهم فقالوا نعتصم بماذا، ولهم جنسيات مختلفة ومذاهب مختلفة، قالوا لنعتصمم بحبل اليورو لمواجهة الدولار وقال: ان الله يأمرنا ان نعتصم بحبل الله فأيهما اقوى اليورو ام حبل الله وكتابه، فالامة الاسلامية لن تسترد وحدتها ولا قوتها او عزتها او كرامتها بين الامم الا باعتصامها بحبل الله والوحدة.

وقال: معلوم لكم ان فكر آل البيت (س) مضطهد ومحاربا ومحاصرا عبر التاريخ واقيم حوله الحصار لانه يمثل الفكر الرافض للطاغوتية والفرعونية وللاحكام الملكية الوراثية وقال: ان الحكومات تحاول ان تحول بين المسلمين وبين فكر آل البيت، ولما حقق حزب الله نصره للمرة الثانية وابطل النظريات الصهيونية وقطع يد الجيش الاسرائيلي وهزم اسرائيل وهي البنت العاهر للأم الفاجر امريكا.

تحطمت نظرية الشرق الاوسط الامريكي الجديد وفشلت المخططات الامريكية ومن هنا خاف الحكام على عروشهم حين رأوا صور السيد حسن نصر الله تملأ البيوت، ولذلك وضعت خطة مذهبية وهي امريكية طاغوتية نمرودية فرعونية من حكام الدول العربية حتى يقطع الصلة ما بين الارتباط العاطفي مشارع الاسلامي بحزب الله، فأثاروا الفتنة المذهبية لهدم فكر الشيعة من أساسه حتى ينفر الناس من ولائهم للسيد نصر الله لذلك نرى انهم يشيعون فتنة جديدة بان ايران شيعية وفارسية وصفوية.

من جانبه اجاب الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جامعة علماء العراق فرع الجنوب حول ما يحدث وخاصة ما يسعى به من فتنة في العراق قائلا: ان الحالة العراقية قضية معقدة جدا وفيها عدة تجاذبات واطراف واضاف: ان اهم طرف واهم لاعب فيها هو الاحتلال الامريكي وان هذا الاحتلال يمتلك ادوات كثيرة اضافة الى التقدم التكنولوجي والعسكري وبعض القدرات التي نراها حسب ظننا انها ضعيفة جدا وهزيلة وهو السعي الى الاقتتال الطائفي بين العراقيين وهذا يستوجب منا ان نكون على وعي كامل وشديد وان نحذر من مخططات العدو وان لا ننزلق في هذه الفتنة التي يصنعها الاستبكار العالمي والعدو الامريكي والذي هو عدو المسلمين وان نتعاون مع كل البلدان الاسلامية وخاصة الجمهورية الاسلامية لما تبذله من قدرات هائلة وكبيرة ومتواصلة لدعم الشعب العراقي دون النظر الى هذه الطائفة او تلك.

من جانبه قال الشيخ جواد الخالصي العالم العراقي البارز: انه لن يتم هذا الا بالتمسك بقوله تعالى: ''يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون'' ان المشروع الذي يواجه مشروع التفرقة هو مشروع وحدوي وهذا لا يحتاج الى كلام وتنظير بقدر ما يحتاج الى ممارسة وعمل، وعلى كل مسلم وخصوصا علماء الدين ان يمارسوا الوحدة لان الوحدة واجب شرعي وهو الذي سينتصر في النهاية وان الوحدة العملية هي الوسيلة الوحيدة.

من جهته قال مفتي سوريا الأعظم الشيخ احمد بدر الدين حسون: ان اي تثقيف لابناء الامة من المذاهب الاسلامية لبعضهم البعض ينهي الفتنة بينهم، الفتنة نتيجة جهل بعضنا ببعض وان الاعداء يستغلون هذا الجهل فيثيرون بيننا الفتن.

واضاف: على كل ابناء المذاهب الاسلامية ان تتجه للحوار وتفتح بابه، فاليوم اصبح العالم قرية صغيرة فان لم تثقف ابناءك بثقافة الآخر فانك ستفقده بعد مدة ان كان مسلما او غير مسلم، لذلك ينبغي توسيع الساحة الفكرية ، ونجتمع في الساحة الواحدة من جميع الاطياف والمذاهب ونتحاور.

من ناحية اخرى قال الشيخ حسن البغدادي مستشار امين عام حزب الله طبعا هناك خطر كبير وحقيقي يستهدف المنطقة برمتها جراء المشروع الامريكي الذي يقوم على عناصر ثلاثة حماية اسرائيل والتمسك بمنابع النفط ومواجهة المد الاصولي، وهذا يقوم على الفوضى التي سميت بالفوضى البناءة ويتم هذا من خلال اسقاط الانظمة تباعا واعادة صياغتها ضمن مشروعهم الجديد الذي يسمى بمشروع الشرق الاوسط الجديد وقال: ان العدوان الاسرائيلي في ?? تموز على حزب الله في لبنان و الذي كان بدعم امريكي مقدمة لهذا المشروع، في الحقيقة نحن نشعر بضرورة احياء موضوع الوحدة الاسلامية وتبادل الثقافات بين المسلمين والعمل على ايجاد القواسم المشتركة التي لا تدع فرصة للعدو ان ينفذ الى منطقتنا من خلالها.